شق الطرق ورفع وتيرة البناء في المستوطنات بديلان لعملية الضم المؤجّل
2020-10-24
نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)
أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير تقريرة الاسبوعي عن الاستيطان وفيما يلي نص التقرير:
في إطار دفع مخطط بناء طرق جديدة للفصل العنصري وتهيئة الارضية المناسبة لفرض الضم على مساحات واسعة من اراضي الضفة الغربية ، كما حددت معالمها صفقة القرن الصهيو – أميركية ، صادقت وزارة المالية الإسرائيلية الاسبوع الماضي على مناقصة لبناء طريق التفافي على بلدة حوارة الى الجنوب من مدينة نابلس ، وجاءت تلك المصادقة على مناقصة البناء بعد عامين ونصف من تأخير مصادقة وزارة المالية ، وتمت تحت ضغط رؤساء المستوطنات الذين وضعوا خيمة اعتصام وأضربوا عن الطعام لفترات أمام الوزارة للمطالبة بالمصادقة على الخطة. وتصل تكلفة شق الطريق الاستيطاني 250 مليون شيكل . وحسب يوسي دغان رئيس ما يسمى بمجلس مستوطنات “السامرة”، فإن اسرائيل بهذا تخطو خطوات كبيرة في تغيير وجه الاستيطان بشكل كبير ، فالطريق الالتفافي حوارة سيحول المستوطنات الجبلية في المنطقة ، وهي مستوطنات معزولة بلغة بعض الاسرائيليين إلى نقطة جذب لعشرات الآلاف من الإسرائيليين.
وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال قد أعطى نهاية العام 2017 موافقة على ميزانية ب 800 مليون شيكل خاصة بالطرق الالتفافية في الضفة الغربية والتي اشتملت الى جانب طريق التفافي حوارة باتجاه مفترق زعترة وشارع عابر السامرة على اراضي بلدات وقرى عورتا ، اودلا ، حواره وبيتا الى الجنوب من مدينة نابلس بطول 5.7 كيلومتر حيث سيعمل الالتفافي على ربط مستوطنات نابلس مع شارع 60 الالتفافي وصولا للقدس ، طريق العروب الالتفافي ، الذي يمتد من مفترق تجمع غوش عصيون جنوب بيت لحم وحتى مستوطنة كرمي تسور (شمال الخليل) على أراضي بلدات بيت أمر وحلحول ، وبطول 6.5 كيلومتر ويربط تجمع مستوطنات كريات أربع ومستوطنات الخليل وجنوبها مع بعضها ضمن خط شرياني متصل خاص بالأساس بالمستوطنين ومن ضمن مسار شارع 60 الالتفافي. وطريق اللبن الغربية الالتفافي بطول 5.3 كيلومتر لربط مستوطنات غرب رام الله عبر مستوطنة بيت اريه مع شبكة الطرق خلف الخط الأخضر وطريق النبي الياس الالتفافي ، الذي تم انجازه في خدمة أمن تجمع مستوطنات كارني شمرون (12 مستوطنة ومنطقتين صناعيتين) وطريق الطوق الشرقي ، المعروف باسم الشاره الأميركي والذي يمتد من المنطقة القريبة من مستوطنة هار حوما ( أبو غنيم) جنوب شرق القدس إلى جسر يمر في منطقة صور باهر ثم إلى منطقة الزعيم عبر 8 كيلومتر يتخللها نفق بطول 1.6 كيلومتر. وقد عرف هذا الشارع أو جزء منه ايضا باسم ” الشارع الأمريكي“. وطريق غوش عصيون الشرقية باتجاه البحر الميت والذي يمتد من تجمع مستوطنات نيكوديم، كفار الداد، تقوع باتجاه البحر الميت بهدف زرع حاجز جغرافي (هو مسار يفصل بين محافظتي بيت لحم والخليل ، هذا الى جانب مشروع سكة حديد بطول 475 كيلومتر لربط كتلة اريئيل الاستيطانية مع شبكة سكة الحديد خلف الخط الأخضر ، فضلا عن الانفاق ، الذي تخطط لها سلطات الاحتلال لتعزيز الاستيطان وأمن المستوطنات وربطها بما وراء الخط الاخضر كنفق قلنديا .
طرق الفصل العنصري تسير جنبا الى جنب مع النشاطات الاستيطانية ، فقد أودعت ما تسمى لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية ، خارطة هيكلية لإقامة حي استيطاني جديد يشمل 56 وحدة استيطانية وشق شارع في القدس المحتلة. وجاء الإيداع بتوقيع رئيس اللجنة اللوائية “عمير شکید” على قطعتي أرض منفصلتين على جانبي الشارع الالتفافي رقم 6 في بلدة بيت حنينا شماليّ القدس لربط مستوطنة (رمات شلومو) مع مستوطنة (بسغات زئيف) وصولاً الى مدينة تل أبيب، حيث تشمل الوحدات بناء 6 عمارات من 5 طوابق متدرجة مع منطقة خضراء مفتوحة في حي الأشقرية في بيت حنينا. وإلى جانب إقامة 56 وحدة استيطانية يتضمن المخطط شق شارع استيطاني جديد من الشرق إلى الغرب باتجاه المتنزه الجديد الذي تمت إقامته الجديد على الحدود بين قريتي شعفاط وبيت حنينا، بمحاذاة الشارع المؤدي إليهما حاليّاً من مستوطنة “رموت شلومو” جنوباً. ويعمل الاحتلال على توسيع الشارع وتغيير مساره للربط بشارع بيت حنينا، ومنها إلى المنطقة الصناعية قلنديا (عطروت)، وتعمل جرافات الاحتلال على مدار الساعة لربط مستوطنة “رموت شلومو” في رأس شعفاط بمستوطنتي “بسغات زئيف” ومستوطنة التلة الفرنسية.
وكذلك هي البؤر الاستيطانية ، فهي حاضرة على جدول اعمال سلطات الاحتلال . ففي خطوة استفزازية شارك أعضاء من الأحزاب اليمينية المختلفة في الكنيست في جولة نظمها ما يسمى “لوبي أرض إسرائيل”، لمجمع مستوطنات “غوش عتصيون” والبؤر المحيطة به ، تمهيدا لمناقشة طلبات تنظيم تلك البؤر وشرعنتها، ومعالجة مسألة الحفاظ على مناطق (ج). وشارك في الزيارة كضيف شرف، مارك تسيل ممثل الحزب الجمهوري الأميركي في اسرائيل. وانتقد عضو الكنيست عن الليكود حاييم كاتس، سلوك الحكومة تجاه المستوطنات والبؤر الاستيطانية ، داعيًا الى عدم التخلي عن الاستيطان والبناء في المستوطنات. ومن جهتها، قالت إيليت شاكيد من قادة يمينا، إنه من المهم الحفاظ على الزراعة في المستوطنات ، واعتبرت الزيارة بأنها مهمة ، خاصةً وأن هناك أعضاء من الليكود والحريديم شاركوا فيها، من ناحيته، قال عضو الكنيست عن كتلة يمينا بتسلئيل سموتيرتش إن هذه الجولة مهمة من أجل دعم 20 ألف مستوطن يعيشون في تلك المناطق ، وأعرب سموتيرتش عن أمله في أن تستخدم الفترة الحالية واستغلال وجود دونالد ترامب في الرئاسة الأميركية من أجل تنظيم وشرعنة أكبر عدد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
في الوقت نفسه يواصل زعران التلال من المستوطنين ممارساتهم الاستفزازية دون توقف ، حيث أقام مستوطنون من مستوطنة”كوخاف يعقوب” بؤرة استيطانية جديدة قرب قرية كفر مالك شرقي مدينة رام الله ونصبوا بيوتًا في منطقة “النجمة” شرقي القرية، وأخذوا يترددون على المنطقة باستمرار وكانوا أقاموا بيوتا سابقًا وهدموها في نفس المكان، إلا أنهم أعادوا بناءها من جديد ويحاولون بحماية من قوات الاحتلال السيطرة على ينابيع مياه في القرية “عين سامية” بغرض مصادرة المياه وحرمان الأهالي منها. كما نصب مستوطنون، خيمة ووضعوا سياجا حولها على قمة جبل النجمة الواقع في قرية جالود جنوب شرق نابلس الذي تحيطه حقول الزيتون من جميع الجهات، وتصل عمر بعضها أكثر من سبعين عاما، وأصبحت مهددة بالاستيطان من جديد. يذكر أن جبل النجمة يقع في منطقة أمنية لا يسمح الوصول اليها دون تصاريح خاصة من سلطات الاحتلال ، كما شرع مستوطنون مجددا بإقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس،حيث قاموا بوضع بعض الخيم والكرفانات كمقدمة لإقامة بؤرة استيطانية استكمالا لمحاولاتهم الفاشلة مسبقا. وشهدت بلدة بيتا في مطلع شهر آذار الماضي جولة من المواجهات رفضا للاستيطان على قمة جبلي صبيح والعرمة، والتي أسفرت عن ارتقاء شهيدين. وتأتي الاعتداءات الاستيطانية الحديثة في إطار المشروع الاستيطاني في مستوطنة “ايتمار” والسعي لخلق بؤرة جديدة.
وفي خطوة جديدة تنطوي على توجهات الضم والقرصنة قرر وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال منح شركة الاتصالات الإسرائيلية “بيزك” ترخيصاً للعمل الكامل داخل مستوطنات الضفة الغربية، بعد أن كانت تعمل لـ 36 عامًا دون ترخيص . وبحسب مصادر عبرية فإنه سيسمح لبيزك بتنظيم البنية التحتية بشكل واسع وتقديم خدمة العملاء والدعم الفني وتطوير شبكة الإنترنت لتصبح فائقة السرعة، وتحسين معايير الجودة كما هو في باقي المدن داخل الخط الأخضر . وقال يوعاز هاندل وزير الاتصالات الإسرائيلي “إن إسرائيل في طور تقليص الفجوات الضخمة في كل ما يتعلق بالبنية التحتية المتقدمة لسكان المستوطنات وبأنه لا يوجد فرق بين عوفرا ويوكنعام (في حيفا)، حيث يحق للجميع الحصول على بنية تحتية متطورة”..
وعلى صعيد سياسة التطهير العرقي الصامت ، التي تمارسها حكومة اسرائيل أعد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مُذكّرة حقوقية بعثها إلى مسؤولين أوروبيين حول سياسة إسرائيل هدم وتدمير البنى التحتيّة ، خصوصاً تلك الممولة من الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة. وأوضحت المذكرة أن إسرائيل هدمت أو استولت خلال عام 2019 ، على 127 مبنىً ممولاً من مانحين دوليين (بشكل رئيسي من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه)، في القدس المحتلة والمناطق المصنفة “ج”. وبيّن المرصد أن هذه الأعداد تشكّل ضعف ما كانت عليه خلال عام 2018 . وكانت إسرائيل قد أصدرت أحدث قرارات الهدم لمشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي، قبل اسبوعين بحق مدرسة “راس التين” القريبة من قرية المغير شرق رام الله ، ما أثار غضب مسئولين أوروبيين ، طالبوا خلال زيارة أجروها للمدرسة، إسرائيل بـوقف أعمال الهدم، التي لها تداعيات كبيرة على الجوانب والأوضاع الإنسانية . كما وثّق المرصد “هدم إسرائيل (خلال عام 2019) نحو 104 مبانٍ فلسطينية في القدس الشرقية فقط ، وأوضحت المذكّرة أن إسرائيل “صعّدت من عمليات هدم المباني الفلسطينية خلال جائحة كورونا ، ورصدت هدم نحو 89 منزلاً في القدس المحتلة منذ بداية 2020 (حتّى آب الماضي)، مقارنة مع تدمير 104 منازل لعام 2019، و72 لعام 2018.