أسرانا هم عنوان للصمود والصبر وتحمل المعاناة، ورموزاً للتحدي والمثابرة، كما أن لقضية الأسرى مكانة خاصة لدى شعبنا على كافة مشاربه وشرائحه وفصائله المختلفة.
كلماتنا ومقالنا اليوم ليست عن أي أسير.. وليست عن أي بطل.. بل هو جبل شامخ من جبال فلسطين المحتلة وصنديد من صناديد الوطن، لم يسلط الإعلام الضوء عليه برغم أنه أمضى أكثر من نصف عمره داخل سجون الإحتلال دون أن يهبط ذلك من عزيمته أو إرادته، وربما الكثير لم يعرف الكثير عنه، إنه الأسير ماهر يونس.
ولد أسيرنا البطل ماهر يونس في التاسع من كانون الثاني/ يناير من عام 1958 في قرية عارة بالمثلث شمال أراضينا المحتلة عام 1948، ويعتبر ثاني أقدم أسير في سجون العدو الصهيوني بعد إبن عمه وإبن قضيته والأسير الأقدم بالعالم كريم يونس.
اعتقل أسيرنا ماهر يونس بتاريخ 18/11/1983، وذلك بعد اعتقال ابن عمه كريم يونس بأسبوعين، على خلفية خطف جندي صهيوني وقتله، وحيازة أسلحة، والإنتماء إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وقد كان المراد من خطف الجندي الصهيوني إجراء عملية تبادل أسرى، وبعد اكتشاف عملية الخطف قام الأسيران ماهر وكريم يونس بقتل الجندي.
وقد حوكما الأسيرين ماهر وكريم في بداية الإعتقال بالإعدام شنقا بدعوى (خيانة المواطنة) اذ كان أسيرنا يحمل الهوية الزرقاء لاعتباره مواطن اسرائيلي، وبعد شهر من الحكم وعلى أثر إستئناف محامي الدفاع عادت المحكمة بتخفيض العقوبة للسجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية وحقوقية عديدة حددت سلطات الاحتلال في شهر سبتمبر عام 2012 حكمه المؤبد الى 40 عام.
يعتبر أسيرنا ماهر يونس ثاني أسير على قائمة الاسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية اوسلو التي تضم 26 أسير، حيث أن نصفهم تقريباً من الفلسطينيين سكان الأراضي المحتلة عام 1948.
رفض العدو الصهيوني الافراج مراراً وتكراراً عن الأسير ماهر وابن عمه كريم يونس في كل الصفقات السياسية وصفقات التبادل بحجة انهما مواطنين اسرائيليين.
توفى والد أسيرنا وهو داخل السجن كما المئات من الأسرى دون أن يسمح له بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر.
أجل العدو الصهيوني اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى والتي كانت أسيرنا ماهر أحدهم، بل والتي كان أغلبها من أسرى الأرض المحتلة عام 1948، وذلك ضمن التفاهمات الفلسطينيةالأمريكيةالإسرائيلية والذي لم يلتزم العدو الصهيوني كعادته بتنفيذها.
الحرية لهذا البطل والذي مازال جرحه ينزف من عمره، وقضى كل شبابه تقريباً خلف جدران مطلية باللون الأسود، وبالختام هذه دعوة لكل وسائل الإعلام ومؤسسات الأسرى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المختلفة بتسليط الضوء على هذا الأسير الإنسان■