الاحتلال يقِّر بفشله المُدّوي في مُحاربة حركة المقاطعة (BDS)
2020-08-11
القدس المحتلة ( الاتجاه الديمقراطي)
حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS) ليست دولةً، ولكن ما تقوم به في جميع أرجاء العالم ضدّ سياسة دولة الاحتلال، يؤرّق صنّاع القرار في تل أبيب، ويدفعهم إلى تصنيفها بالتهديد الإستراتيجيّ على إسرائيل، وفي المُقابل، حزب الله اللبنانيّ، هو منظمة تعمل ضدّ الدولة العبريّة في المجال العسكريّ، الأمر الذي دفع كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى تصنيف حزب الله بالجيش الثاني من حيث القوّة، بعد جيش الاحتلال، في منطقة الشرق الأوسط، وفي الحالتين لم تتمكّن إسرائيل من إلحاق الهزيمة بالتنظيميْن، المدنيّ والعسكريّ، الأمر الذي يؤكِّد ضعفها وهشاشة المناعة القوميّة لدى المجتمع الإسرائيليّ.
وفي هذا السياق، قال كاتب إسرائيلي إنّ النتائج المتوفرة على الأرض تؤكّد فشل إسرائيل في مشروعها لمكافحة حركة المقاطعة العالمية، المعروفة اختصارا بـBDS، لأنه قبل ثلاث سنوات، حصل غلعاد أردان من بنيامين نتنياهو على وزارة الشؤون الإستراتيجية، المكلفة بالمسؤولية الحصرية عن ملف الحرب على BDS.
وأضاف ران أدليست في مقاله بصحيفة “معاريف” العبريّة، الذي نقله للعربيّة موقع (عربي21)، أنّه بعد مرور هذه السنوات قامت الحكومة الإسرائيلية أخيرًا بفحص نتائج المشروع، واكتشفت أنه “منطاد اسمي”، وهو في طريقه إلى الأرض، رغم ما قيل عن هذه الحركة بأنها تشبه نفس الإخطبوط متعدد الأسلحة المعادي للسامية الذي يريد تدمير إسرائيل، لكنها تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أنّه وفقًا للتحقيقات المنشورة، فإنّ مشروع ملاحقة حركة المقاطعة ما زال محفوظًا في مكاتب آمنة، ووعد موظفوه بتوفير أكثر من 100 مليون شيكل لأنشطتهم، وجمعوا مبلغًا مماثلاً من الجهات المانحة الخاصة، وكان الهدف المركزي لهذه الجهود هو توعية الجمهور الإسرائيلي بما يمكن وصفها “السموم” التي تبثها المنظمات المناهضة لإسرائيل، وآلية عملها، خاصة جمع التبرعات ذات الصفة السرية، وفق ما أكّده.
وكشف أدليست، ذو الميول الـ”يسارية”، أنّه تم تعيين باحثين قاموا بإجراء مسح لعالم BDS، ووضعوا مؤشرات على أهداف عملها المضاد لإسرائيل، وعقدوا الاجتماعات حول العالم، وأجروا الاتصالات، كما تم تجنيد الطلاب في الحرم الجامعي في جميع أنحاء العالم لمواجهة الطلاب المدعومين من BDS، وتم جمع مواد تجريم قانونية ضدهم، دون اتضاح مدى نجاح أوْ فشل الحملة الإسرائيلية بسبب الإجراءات البيروقراطية والمالية، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، أكّد أنّ من أشرف على الجهود الإسرائيلية ضد (BDS) هما الجنرالان يعكوف عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، ويوسي كوبرفاسر الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، وبذلا جهودًا كبيرة ضد المنظمات الحقوقية التي تنخرط في دعاية معادية تجعل من اليهود وإسرائيل مذنبين بكل شيء، بدءًا بانتشار فيروس كورونا، والممارسات العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنّه في النهاية تمت التغطية على الجمهور الإسرائيلي ووسائل الإعلام الإسرائيلية حقيقة محدودية نتائج هذه الجهود بسبب عدم الشفافية السائدة في الدولة، رغم ما قيل عن الحملة الإعلامية الدعائية ضد الـ(BDS)، وبتمويل النشاطات المعادية لها بمئات الآلاف من الشواكل، وعرض العاملين ضد BDS على أنهم “جيمس بوند” في النضال من أجل وجود إسرائيل وبقائها، وهم يقضون على الظواهر المعادية للسامية، لكنهم يختفون خلف الأبواب المغلقة لأسباب إستراتيجية.
وأكّد أنّ النشاطات الإسرائيلية ضد المنظمات التي تطالب بمقاطعة إسرائيل، ذات بعد عالمي، لأن ظاهرة معاداة السامية وحركة المقاطعة، عالمية بحد ذاتها، وهي مثل الرحلات الجوية التي تطوف حول العالم، وقد ضخت الحكومة الإسرائيلية عدة عشرات من ملايين الشواكل، وانتظرت وزارة المالية أموال المانحين من الخارج، لكن النتيجة اليوم بعد 3 سنوات تفيد بتلاشي الوعود بالقضاء على حركة المقاطعة، لأسباب عديدة.
وذكر أنّ من بين أسباب فشل الحرب الإسرائيلية على حركة المقاطعة أنّه أصبح من الواضح للمانحين من الخارج، وبشكل رئيسي من الولايات المتحدة، أن الوزارة الإسرائيلية المكلفة بملاحقة حركة المقاطعة تركز جهودها في جمع المعلومات عن الأفراد والجهات فقط، بحسب ما قاله.
وخلُص إلى القول إنّ الجهود الإسرائيلية القاصرة ضد حركة المقاطعة تركزت فقط ضد أولئك الطلاب والمحاضرين والمثقفين الذين يجرؤون على انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية في فصولهم ومحاضراتهم، في إسرائيل وخارجها، ومن بين أمور أخرى.. نشروا أسماء وأرقام هواتف عشرات المحاضرين اليساريين، ودعوا الطلاب لمقاطعة دوراتهم، وأرهبوا الجامعات المحلية ضد هؤلاء المحاضرين، وهذا سلوك ثبت أنه غير ناجح، كما قال.