(الطاعون الدملي) ما قصة الوباء القادم من العصور الوسطى؟
2020-07-07
الاتجاه الديمقراطي (وكالات)
رفعت السلطات الصينية، حالة التأهب من المستوى الثالث؛ بعد أن تأكد ظهور حالة واحدة مصابة بـ "الطاعون الدملي" في مدينة بيانور في منطقة منغوليا الداخلية التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ووفق ما قالت شبكة (بي بي سي) فإنه يقبع المصاب، وهو راع، قيد الحجر في حالة مستقرة، بحسب ما ذكرته تقارير رسمية.
وينتج الطاعون الدملي عن عدوى بكتيرية، وقد يكون مميتاً، ولكن يمكن علاجه بالمضادات الحيوية المعتادة.
ومن الناحية العلمية والطبية، شرحت صحيفة (البيان) الإماراتية هذا الطاعون وقالت: إنه مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة "الفئران والجرذان"، والبراغيث، ويقضي هذا المرض على ثلثي المصابين به في حال عدم خضوعهم للعلاج اللازم.
ويعتبر مرض الطاعون قديم جداً، وأودى بحياة الملايين من البشر في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وأطلق عليه "الموت الأسود"، لظهور بقع من الدم تصبح سوداء تحت جلد المصاب.
ووفق الصحيفة، فإنه تنتقل عدوى المرض الى الإنسان عن طريق البراغيث، لذلك مراعاة النظافة العامة والتحكم في تكاثر الفئران وانتشارها تساعد في الوقاية من خطر هذا المرض.
وأكدت أنه ينتشر هذا المرض من دولة الى أخرى عن طريق الفئران التي تنتقل بواسطة وسائل النقل.
وأشارت (البيان) إلى وجود ثلاثة أنواع من هذا المرض، وهم (الطاعون الدملي) الذي يسبب التهاب اللوزتين والغدد اللمفية والطحال، وتظهر أعراضه على شكل حمى وصداع ورعشة وآلام في العقد اللمفاوية.
والنوع الثاني، هو (الطاعون الدموي) حيث تتكاثر فيه الجراثيم في الدم وتسبب حمى ورعشة ونزفاً تحت الجلد أو في أماكن أخرى من جسم المصاب.
أما النوع الثالث هو (الطاعون الرئوي) ومن خلاله تدخل الجراثيم إلى الرئتين، وتسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين من الشخص المصاب بهذا النوع، أي يمكن أن يكون هذا النوع وسيلة للإرهاب البيولوجي.
وتم التفق بين أنواع الطاعون من حيث سير المرض والعلاج، بحيث إن عدوى الطاعون لها شكلان رئيسيان، يعتمدان على مسار العدوى: الشكل الدملي والشكل الرئوي وجميع الأشكال قابلة للعلاج والشفاء إذا ما اكتشفت في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
والطاعون الدملي، هو أكثر أشكال الطاعون شيوعاً على الصعيد العالمي، وهو ينجم عن لدغة برغوث حامل للعدوى، وتخترق عصوية الطاعون، أي اليرسنية الطاعونية، الجسم في موضع اللدغة وتعبر لتصل إلى أقرب عقدة ليمفاوية وتتكاثر فيها، ثم تلتهب العقدة الليمفاوية وتتوتر وتصبح مؤلمة، ويطلق عليها اسم "الدمل".
ويعتبر انتقال الطاعون الدبلي بين البشر أمرا نادر الحدوث ومن الممكن أن يتطور الطاعون الدملي، وينتشر إلى الرئتين، فيما يعرف باسم الطاعون الرئوي، والذي يعتبر من أنواع الطاعون الأكثر وخامة.
ويعتبر الطاعون الرئوي أو طاعون ذات الرئة، هو أشد أشكال الطاعون فتكاً، وقد لا تزيد فترة حضانته على 24 ساعة وأي شخص مصاب بالطاعون الرئوي قد ينقل المرض عن طريق الرذاذ إلى البشر الآخرين.
والطاعون الرئوي غير المعالج يكون مميتاً، ما لم يتم تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر، ومع ذلك، فإن معدلات التعافي تكون مرتفعة إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه في الوقت المناسب (في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض).
أما عن أعراض الطاعون، فعادة ما تشمل الأعراض ظهور حمى مفاجئة في البداية، ورعشة، وآلام في الرأس والجسم، وضعف وقيء وغثيان، وقد تظهر أيضاً الغدد الليمفاوية المؤلمة والملتهبة أثناء الطاعون الدبلي.
وتظهر أعراض الشكل الرئوي بشكل سريع بعد العدوى (أحيانا خلال أقل من 24 ساعة)، وتشمل أعراضاً تنفسية وخيمة مثل ضيق النفس والسعال، الذي يصاحبه البلغم الملوث بالدم في كثير من الأحيان.
وعن الاختلاف ما بين الطاعون الرئوي عن الطاعون الدملي، فأكدت الصحيفة أن الطاعون الدملي هو الشكل الأكثر شيوعا من أشكال الطاعون، ولكنه لا يمكن أن ينتقل بسهولة بين الناس.
ولفتت إلى أن بعض الأشخاص المصابين بالطاعون الدملي يظهر عليهم الطاعون الرئوي، ما يعني انتشار العدوى إلى رئتهم.
وقد ينتقل الطاعون الرئوي بين الناس من خلال السعال، ويتراوح معدل إماتة الطاعون الدبلي بين 30٪ و60٪، في حين يكون الشكل الرئوي مميتاً في حالة غياب العلاج، ولكن معدلات التعافي من النوعين جيدة إذا ما عُولج الناس في الوقت المناسب.
وللوقاية من انتشار الطاعون الرئوي، تجنب المخالطة عن كثب (أقل من 2 متر) مع شخص مصاب بالسعال، وقلل من الوقت الذي تقضيه في المناطق المزدحمة، وللوقاية من الطاعون الدبلي، امتنع عن ملامسة الحيوانات النافقة، وقم بارتداء طارد الحشرات أثناء تواجدك في المناطق التي يتوطنها الطاعون.