الضم على طاولة البحث بين حكومة نتنياهو والادارة الاميركية
2020-06-27
نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمظمة التحرير تقرير الاستيطان الأسبوعي من 20/6/2020-26/6/2020 وفيما يلي نص التقرير : وصل وفد أميركي رفيع المستوى إلى اسرائيل لنقاش مخطّطات الضمّ الإسرائيليّة بعد مداولات شهدها البيت الأبيض ، الأسبوع الماضي لم تنته إلى قرار حيث أحالت موضوع الضم الى دولة الاحتلال الاسرائيلي باعتبارها جهة الاختصاص على حد زعم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو . ويضمّ الوفد السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان ، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش ، وعضو لجنة رسم الخرائط الأميركيّة – الإسرائيليّة ، سكوت فايث.ومن المقرّر أن يلتقي الوفد الأميركي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة البديل ووزير الأمن ، بيني غانتس ، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين، لمواصلة المفاوضات بشأن الضم. وسط مزاعم بأن البيت الأبيض لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن مخطط الضم ، ومن المتوقع ان ننركز المداولات على الكيفيّة التي سيتمّ فيها الضم ، في الوقت الذي يبدي السفير فريدمان حماسة تجاه الضمّ معتبرًا أنّ تأخيره يعرّض العملية برمتها للخطر إن لم ينتخب ترامب في تشرين ثانٍ / نوفمبر المقبل .
وكانت اللقاءات التي جرت في واشنطن بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ، ومستشار الرئيس جاريد كوشنر ، ومبعوث الادارة الى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش ، بالسفير الإمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان . تدور حول سيناريوهات الضم وهل من الأفضل تطبيق ما يسمونه ” السيادة الاسرائيلية ” أولاً على المستوطنات القريبة من القدس بدلاً من تطبيقها على نحو 30٪ من الضفة الغربية ، وهل يساعد الضم على جلب الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات ، في عمل عبثي وعدواني لا سابقة له في تاريخ العلاقات الدولية سوى اتفاق أدولف هتلر مع رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين عام 1938 على ضم أجزاء من بلاد التشيك الى المانيا النازية وهو اتفاق لم يكبح نزعات هتلر العدوانية بل فتح شهية الزعيم النازي على المزيد من المغامرات السياسية والحروب العدوانية ، التي عادت على البشرية بأفدح الأضرار وأودت في حروب مدمرة بحياة الملايين من الأبرياء في القارة الاوروبية وعلى مستوى العالم .
ويبدو أن أحد المهمات الموكلة للوفد الأميركي هو البحث في توفير مظلة إجماع في اسرائيل على الحدود التي سوف تذهب فيها الحكومة في تهديداتها والبدء بعمليات الضم في الأول من تموز القادم . وقد عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في ضوء خلافاته مع قادة كاحول لافان ، شركاءه في الائتلاف الحكومي إلى التلويح بالذهاب إلى انتخابات جديدة في حال لم يصوّت حزب “كاحول لفان” بقيادة الجنرال بني غانتس إلى جانب مقترحات فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن ، والتي يعتزم نتنياهو، تنفيذها كخطوة أولى ضمن مخطط الضم ، وبمعزل عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، المعروفة بـ”صفقة القرن” . ويجيش نتنياهو وزراء معسكره لدعم مخططاته ، حيث تدخل وزير الاستخبارات إيلي كوهين ليؤكد بأن تل أبيب لن تتراجع عن فرض ما أسماه السيادة الإسرائيلية على “أرض آبائنا وأجدادنا” رغماً عن أنف الجميع .
وفي سياق الدعم الامريكي لمعسكر بنيامين نتنياهو وسياسته العدوانية جمع أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري تواقيع على رسالتين ، الأولى للرئيس دونالد ترامب ، والثانية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، يعربون فيهما عن تأييد خطة ترامب ، ويدعون لتمكين إسرائيل من فرض ما يسمونه السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية وفقاً للخطة الأميركية. ويدّعي هؤلاء أن تنفيذ خطة ترامب من خلال فرض السيادة ، لا يضرّ بالفلسطينيين ، ولا يعرقل السلام بل على العكس من ذلك.
في الوقت نفسه عقد وزير الجيش بيني غانتس، ، اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث إجراءات الضم الإسرائيلي الوشيك وسط تزايد احتمالات شروع الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ المخطط بضم مستوطنات إلى نفوذ بلدية الاحتلال في القدس خلال تموز/ يوليو المقبل. وجاء الاجتماع الذي شارك فيه رئيس أركان الجيش ، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، نداف أرغمان، ورئيس الموساد ، يوسي كوهين في أعقاب تدريبات عسكرية أجرتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استعدادا لإجراءات الضم ، حاكى من خلالها الجيش الإسرائيلي سيناريوهات التصعيد المحتملة كرد فعل فلسطيني على المخطط الإسرائيلي وسط تقديرات بأن الحكومة الإسرائيلية ستشرع خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتنفيذ المخطط على نحو تدريجي كالبدء بضم جزئي ومحدو د، من خلال ضم مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى نفوذ بلدية الاحتلال في القدس
يأتي ذلك في الوقت الذي تتوالى فيه ردود الفعل الدولية المنددة بنية حكومة الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية . فقد حض أكثر من ألف نائب أوروبي من 25 دولة قادتهم على التدخل لوقف مخطط إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وفي رسالة نشرت في عدة صحف وأرسلت إلى وزراء الخارجية في دول الاتحاد الاوروبي قال 1080 نائباً أوروبياً إنهم “يشعرون بقلق عميق من السابقة التي سيخلقها هذا الأمر في العلاقات الدولية”. وأضافت الرسالة “مثل هذه الخطوة ستقضي على آفاق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ، وتهدد المعايير الأساسية التي تدير العلاقات الدولية ، وبينها ميثاق الأمم المتحدة”.وتابع النواب “للأسف، خطة الرئيس ترامب تخالف المعايير والمبادئ المتفق عليها دولياً”. ودعا النواب في رسالتهم القادة الأوروبيين الى التحرك بشكل حازم للرد على هذا الأمر. وأكدوا بأن أوروبا يجب أن تبادر إلى جمع الأطراف الدولية من أجل منع الضم “.
يجري هذا في الوقت ، الذي تتواصل فيه النشاطات الاستيطانية وتتواصل عمليات استيلاء المستوطنين على أراض المواطنين الفلسطينيين . فقد أقدمت سلطات الاحتلال على توسيع شارع استيطاني يربط ما بين مستوطنتي “بيتار عيليت” و”جفعوت” بعرض 10 أمتار وطول كيلومترين في أراض تقع في منطقة عين فارس في أراضي بلدة نحالين، غربي بيت لحم ، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي الى فصل حوالي ثلاثة آلاف دونم، يصعب مستقبلا على أصحابها الوصول إليها . وتعتتبر منطقة عين فارس منطقة مستهدفة و تتعرض منذ سنوات إلى هجمة من قبل مستوطني ‘بيتار عيليت‘، تتمثل بضخ المياه العادمة إلى الحقول وإتلاف المزروعات . وقد استغل المستوطنون جائحة كورونا واستولوا على المئات من الدونمات الزراعية في منطقتي كركفية ومصوانة جنوبي غرب البلدة، وزرعوها بأشجار حرجية . فيما أصدرت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف قراراً بتوسيع أحد الطرق المؤدية إلى الأغوار، ليصبح ذي مسارين بدلاً من مسار واحد، وتاتي هذه الخطوة “تمهيداً لتنفيذ خطة الضم في منطقة الأغوار .
وفي مدينة القدس صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في لواء القدس على اربعة طلبات بناء في مناطق مختلفة في مستعمرة رامات شلومو ( تلة شعفاط ) الواقعة شمال البلدة القديمة وتقع في اطار مخطط شامل لبناء 1531 وحدة استيطانية على اراض تزعم سلطة اراضي اسرائيل ملكيتها . ويتضمن المخطط ، الذي تمت المصادقة عليه البناء على عدد من قطع الاراضي بحيث يقام على الاولى ثلاثة مبان سكنية يتكون كل منها من سبعة الى ثمانية طوابق فوق الارض وطابق واحد تحت الارض لمواقف سيارات وعلى الثانية مبنيين ارتفاع كل منهما ستة طوابق وآخر تحت الأرض وعلى الثالثة بناء بارتفاع خمسة طوابق وطابقين تحت الارض لمواقف السيارات وعلى قطعة الارض الرابعة ثلاثة مبان من ستة طوابق فوق الارض وطابق تحت الارض .
كما استولى مستوطنون على عشرات الدونمات من أراضي العيسوية شمال شرق القدس وباشروا بوضع سياج حول عشرات الدونمات من الأراضي المزروعة بالزيتون تعود لمواطنين من الطور والعيسوية. وكان تقرير لبتسيلم بعنوان “هنا القدس: نهبٌ وعُنفٌ في العيسويّة” حلل السّياسة التي تطبّقها إسرائيل في الحي منذ ضمته إلى حدودها، وهي سياسة قوامها نهب الأراضي والإهمال المتعمّد وغياب التخطيط – وعُنف الشرطة المطبّق بتطرّف وحشيّ، ونهب نحو 90% من أراضي العيسوية، التي كانت تمتد آنذاك على مساحة نحو 10 آلاف دونم وتسخيرها لاحتياجات المستوطنين.
وفي القدس كذلك وافقت المحكمة الاسرائيلية مرة أخرى على بيع أملاك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس للمستوطنين ورفض قاضي المحكمة موشيه بار عوم استئناف البطريركية والذي قدمت فيه معلومات جديدة إلى المحكمة الإسرائيلية لإبطال الاتفاقيات التي توصلت اليها جمعية “عطيرت كوهانيم” مع مسؤولين سابقين بالبطريركية بشأن هذه العقارات لإبطال صفقة بيع املاك الكنيسة في شارع يافا وما يترتب على ذلك من وضع اليد على فندقي الامبريال وبترا في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل وبيت المعظمية في باب حطة بالبلدة القديمة.ويسمح لمنظمة “عطيريت كوهانيم” الاستيطانية بإخلاء المستأجرين الفلسطينيين من العقارات والفنادق الكبيرة عند بوابة يافا.