الليكود.. وعود بالضم خلال أسابيع .. أميركا تمارس الابتزاز وتتوعد بتقديم الدعم
2020-03-07
نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)
أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض مقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقرير الاسبوعي 29/2/2020- 4/5/2020 قال فيه : عزز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قاعدته الانتخابية اليمينية بطرح تعهدات للناخبين الاسرائيليين كانت تدور بمجملها حول تطوير الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الاسرائيلية عليها ، والتي بدت وكأنها الوصفة السحرية للحصول على الفوز . فعشية الانتخابات الاسرائيلية ولكسب أصوات الناخبين من اليمين واليمين المتطرف ومجلس التجمعات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة أعطى رئيس حكومة الاحتلال موافقته على بناء ألاف الوحدات الاستيطانية .
وقد أظهرت نتائج الانتخابات المعادة للمرة الثالثة للكنيست الاسرائيلي وجود مجتمع يهودي يميل اكثر فأكثر نحو التطرف ، حيث تفوق الليكود برئاسة نتنياهو على خصمه السياسي كاحول لافان بثلاثة مقاعد ، رغم لوائح تهم الفساد التي تلاحق زعيمه . وجاء حزب « كاحول لافان » برئاسة غانتس بالمرتبة الثانية بعدما ركب هو الأخر موجة التطرف والعنصرية بمواقف قلصت الفوارق السياسية بينه وبين خصومه السياسيين . وكان نتنياهو قد تعهد بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة في غضون أسابيع إذا أعيد انتخابه ، وركز في السياق على ضم غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية ووضعها على رأس أولوياته بين مهمات كبرى فورية يعتزم القيام بها. وفي "خطاب النصر" أمام أنصاره جدد نتنياهو عزمه على تطبيق السيادة على مناطق الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية ، في حين أبلغ وزير حماية البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين أن الهدف الرئيسي للحكومة المقبلة التي سيشكلها بنيامين نتنياهو هو تطبيق السيادة في الأشهر الستة المقبلة ، قبل الانتخابات الأمريكية.
وفي السياق وفي محاولات تتكرر بأشكال مختلفة يمارس مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الاميركية سياسة ابتزاز مكشوفة مع الجانب الفلسطيني بتسريب أخبار عبر قنوات سياسية وإعلامية بشأن الموافقة على ضم اسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة خلال الاشهر القليلة القادمة إذا لم يعُد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات . وتتناقل وسائل اعلام اسرائيلية موجهة مواقف لمسؤولين في البيت الابيض تحمل رسائل في أكثر من اتجاه تفيد بأنه على الرغم من الوضع السياسي في إسرائيل ، فإنهم يعتزمون الموافقة على الضم الإسرائيلي في غضون أشهر ، وبأنهم سوف يوافقون على المزيد من الحلول الوسط ؛ إذا عاد الفلسطينيون الى العملية السياسية . القضية الرئيسية التي ما تزال قيدَ النقاش في هذه المرحلة هي عمل اللجنة الإسرائيلية الأميركية المشتركة ، التي من المُقرَّر أن تحدد بدقة مناطق الضفة الغربية التي ستعترف بها الولايات المتحدة كجزء من إسرائيل بموجب خطة ترامب ، والتي يمكن لإسرائيل ضمها إذا رغبت في ذلك .
وفي ذات الوقت كان مستشار الرئيس الأميركي ، دونالد ترامب وصهره ، جاريد كوشنر ، يوضح الاسبوع الماضي خلال إحاطة أمام لجنة في مجلس الشيوخ أهداف " صفقة القرن " الأميركية بطريقة تلفت الانتباه ، فهي لا تهدف لإحراز تقدم نحو حل الصراع ، خلافا لما كان يدعيه في جولاته الخارجية التي نظمها للترويج لخطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية ، بقدر ما تهدف الى كشف حقيقة ان القيادة الفلسطينية تريد فقط الاستمرار بالوضع الراهن على حد تعبيره . وفي إحاطته تلك أوضح كوشنير أن الخطة التي وضعها فريق اسرائيلي بتنسيق تام مع السفير الاميركي ديفيد فريدمان وتبناها كما هي كل من كوشنير وغريتبلات كانت حسب زعمه تهدف أساسا لـوقف تدفق المليارات التي تقدمها دول العالم إلى الفلسطينيين ، ومنع إسرائيل من مواصلة التوسع الاستيطاني - دون أي تقدم نحو حل النزاع . وعلى الرغم من مزاعم كوشنر ، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أخذت تلوح منذ الإعلان عن الخطة الأميركية بضم مناطق بالضفة الغربية المحتلة لما في ذلك منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وذلك استنادا إلى "صفقة القرن" المزعومة.
وعلى صعيد ذي صلة بالموقف الاميركي وفي ظل الدعم الامريكي غير المحدود لحكومة الاحتلال الاسرائيلي خاطب نائب الرئيس الأميركي مايك بينس مؤتمر اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة "ايباك"، الاثنين (2 آذار 2020)، مؤكدا أن "إدارة ترامب التي أطلقت خطة سلام واقعية (صفقة القرن) قبل خمسة أسابيع تتعهد بأن المستوطنات لا تتناقض مع القانون الدولي ، وبعدم اقتلاع يهودي واحد من القدس ، العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل ، أو من الأحياء اليهودية" في إشارة للمستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة وكرر بينس تفاخر إدارته بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل ..
وبمعزل عن الانتخابات وعن سياسة الاملاءات والابتزاز ، التي تمارسها الادارة الاميركية يجري العمل على مخططات بعيدة المدى في محيط مدينة القدس بدءا بمستوطنة "كوخاف يعقوب" الى الشرق من مخيم قلنديا حيث تنوي حكومة الاحتلال في حال تم تشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو توسيع المستوطنة بنحو 1591 دونما . وقد تمت المصادقة على عدد من المشاريع الاستيطانية على مساحة 680 دونما لاقامة مئات الوحدات الاستيطانية في المنطقة ، في حين تم ايداع 3 مشاريع استيطانية بواقع 4593 وحدة استيطانية على مساحة 2175 دونما . وتخطط سلطات الاحتلال لتحويل مستوطنة كوخاف يعقوب الى حلقة الوصل بين مستوطنات الغور والقدس وداخل الخط الاخضر عند الانتهاء من شق نفق اسفل معبر حاجز قلنديا العسكري .
ولا تتوقف نشاطات اسرائيل الاستيطانية في مختلف المحافظات في الضفة الغربية ، سواء تلك التي تقوم بها حكومة الاحتلال وإدارتها المدنية أو تلك التي تقوم بها جمعيات استيطانية ومجالس المستوطنات . ففي محافظة الخليل اقتحمت قوات الاحتلال وادي قشاش شمال بيت أمر في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة ، وقامت بتطويق 25 دونما من الأراضي التابعة لعائلة أبو عياش في البلدة. في محاولة للاستيلاء على الأراضي دون تسليم أصحابها أي إخطار مسبق. وقد سيج مستوطنون أرضا بالأسلاك الشائكة في بلدة بيت أمر ، مساحتها 12 دونما
مزروعة باللوزيات والعنب والزيتون وأشجار حرجية ، في منطقة الحنونة ونحو 200 شجرة كرمة في منطقة فاغور تعود للمواطن محمد ابراهيم ابو الكتعة . وكان المستوطنون قد أقدموا على تقطيع 300 شجرة كرمة، في أراضي المواطن ناصر إسماعيل مرزوق في منطقة "زكندح" الواقعة بين مستوطنتي "دانيال" و"اليعازر" فيما اقدم مستوطنو "اليعازار" على تقطيع 200 شجرة زيتون معمرة، و80 شجرة كرمة، في أراضي المواطنين الواقعة على مقربة من المستوطنة ليصبح بذلك مجموع ما تم تقطيعه خلال الأيام الثلاثة 580 شجرة كرمة ، 200 شجرة زيتون معمره.فيما قطع مستوطنو"بيتار عيليت" الجاثمة على أراضي المواطنين في قرى حوسان، ووادي فوكين، ونحالين، 100 شجرة زيتون، و60 شجرة كرمة في منطقة "قديس"، تعود للمواطنين محمد عبد الكريم حمامرة، وحمزة سليم حمامرة.
وفي محافظة نابلس شرع مستوطنون بأعمال تجريف في أراضي بلدتي قصرة وجوريش جنوب نابلس في منطقة النجمة بالقرب من الشارع الرئيسي ، وفي تطور لاحق صد أهالي قصرة هجوما للمستوطنين في المنطقة الجنوبية قامت به مجموعة من يمينية متطرفة في البؤرة الاستيطانية (ايش كودش) حيث هاجموا المنطقة الجنوبية من البلدة واعتدوا على مواطن مسن بالضرب المبرح . كما تصدى العشرات من اهالي بلدة بيتا في المحافظة لعشرات المستوطنين وقوات الاحتلال الذين حاولوا اقتحام جبل العرمة في البلدة .وأصيب عدد من المواطنين خلال محاولتهم التصدي لعمليات التجريف التي تجري في منطقة جبل النجمة بين بلدتي قصرة وعقربا جنوب نابلس ، في وقت استأنفت فيه جرافات الاحتلال أعمال التجريف في منطقة "النجمة" شرقي بلدة قصرة، قبل ان تتوقف بعد خروج الأهالي ونشطاء المقاومة الشعبية إلى المنطقة واعتصامهم فيها احتجاجا على محاولة المستوطنين السيطرة عليها . والى الشمال من مدينة نابلس اقتحم نحو 50 مستوطنا الموقع الأثري في بلدة سبسطية برفقة قوة من جيش الاحتلال ، الذي أغلق الطرق المؤدية للموقع ، فيما تصدى اهالي قرية مادما، جنوب شرق نابلس، لمستوطنين من مستوطنة "يتسهار" عندما حاولوا الاعتداء على طواقم وآليات المجلس القروي التي كانت تقوم بتمديد شبكة للمياه في المنطقة الجنوبية من القرية. وقاد الهجوم حارس أمن مستوطنة "ايتسهار" المعروف بعدوانيته الشديدة لاهالي القرى الفلسطينية المحيطة بالمستوطنة ، وقد حاول المستوطنون العربدة وايقاف العمل بمشروع شبكة المياه ، وذلك تحت حماية ووجود قوات الاحتلال ، الا ان الاهالي تصدوا لهم وتمكنوا من ابعادهم ، حيث استأنفت آليات المجلس العمل بالمشروع.
وفي محافظة سلفيت واصلت جرافات المستوطنين أعمال التجريف والتخريب في أراضي بطن الحمام وخلة الجامع جنوب بلدة حارس قرب مصانع مستوطنة “اريئيل” حيث سبق وبنى المستوطنون مصانع في تلك المنطقة ، وتجري أعمال التجريف في المنطقة الصناعية لمستوطنة “اريئيل” الغربية وأتت على جزء من أرض وقف إسلامي تابعة للسلطة الفلسطينية ،
وفي المخططات الاستيطانية كذلك تواصل جرافات الاحتلال مد خط مياه استيطاني جديد على امتداد الطريق الالتفافي رقم 55 الذي يصل مستوطنات شمال الضفة الغربية بالمدن الاسرائيلية في الداخل الفلسطيني . ويصل قُطر أنابيب خط المياه الجديد الذي يخدم المستوطنات قرابة المتر ( 48 انشاً ) ، وقد تم اقتلاع أشجار الزيتون التي تقع في مسار الخط الذي سيصل مستوطنة "كدوميم" شرقاً ، ويبدأ من بداية الطريق الالتفافي قرب قرية النبي إلياس شرق قلقيلية ويصل طوله قرابة 20 كم ، وهو مقسم على عدة مراحل . ولا تعير سلطات الاحتلال أي اهتمام لاعتراض القرى والبلدات الفلسطينية التي يمر هذا الخط الاستيطاني من أراضيها ويدمر جزءاً كبيراً من هذه الأراضي ، وهذه القرى والبلدات هي؛ عزون وقرية كفرلاقف وجينصافوط والفندق ودير استيا
والى جانب كل ذلك يجري الترويج في بعض المحافل والأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية لمخطط خطير لتقسيم المسجد الأقصى المبارك دون هدم مبانٍ، "كحلٍّ وسط" لبناء الهيكل دون هدم قبة الصخرة المشرفة ، التي تعتبرها الجمعيات الاستيطانية في القدس بؤرة ذلك الهيكل المزعوم ومركزه . ويدعو هذا المخطط إلى بناء الهيكل المزعوم في شمال صحن الصخرة المشرفة مع الإبقاء عليها للمسلمين دون هدمها، بحيث يتم اقتطاع أكثر من ثلث مساحة المسجد الأقصى المبارك في المرحلة الأُولى ليبقى المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة دون أي تغيُّر. فيما دعت جماعات " الهيكل " المزعوم ، أنصارها وجماعات المستوطنين إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد . كما دعت جماعة "طلاب لأجل الهيكل " و"اتحاد منظمات الهيكل "، المستوطنين والطلاب ، عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقعها الإلكترونية والجمهور الإسرائيلي إلى المشاركة في الاقتحامات الجماعية بالتزامن مع انتخابات الكنيست وكذلك عشية ما يسمى عيد "البوريم" المساخر.