107 نواب أميركيون يوجهون رسالة لترامب بشأن صفقة القرن
2020-02-08
واشنطن (الاتجاه الديمقراطي)
وقع 107 أعضاء من مجلس النواب الأميركي ،الخميس، رسالة عاجلة أرسلت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدين فيها بشدة خطة "صفقة القرن" لحلي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وتحذر الحكومة الإسرائيلية من استخدام الخطة "كترخيص لانتهاك القانون الدولي من خلال ضم جميع أو أجزاء من الصفة الغربية".
وتقول الرسالة "إننا نرسل هذه الرسالة للتعبير عن معارضتنا القوية لخطة إدارتكم التي تدعي أنها أعدت من أجل التوصل لسلام فلسطيني إسرائيلي؛ إننا قلقون من مضمون وتوقيت الخطة التي ستصعد الصراع".
وتشير الرسالة إلى قانون إتش.آر. 326 الذي أقره مجلس النواب الأميركي يوم 6 كانون الأول 2019 الماضي (بأغلبية تكونت من الحزبين) والتي "عبرت عن معارضة الكونغرس لأي خطوات أحادية الجانب لضم (إسرائيل الضفة الغربية ، والتي ركزت على الموقف الأميركي التقليدي المعارض للتوسع الاستيطاني ، والذي أكد أن أي خطة أميركية ذات مصداقية تقترحها الولايات المتحدة يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين (وفق المعايير المعتمدة) كون أن حل الدولتين هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع (بين الفلسطينيين وإسرائيل) وضمان حق تقرير المصير الوطني للفلسطينيين ، وأن تكون إسرائيل آمنة، وديمقراطية ووطن اليهود ويحترم الحقوق والتطلعات المشروعة لكلا الطرفين ".
كما تحذر الرسالة التي تبناها وصاغها النائبين آندي ليفين (ديمقراطي من ولاية ميشيغان) وألان لوينثال (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا) ، من أنه من خلال تشجيع الضم أحادي الجانب والاحتلال الدائم ، ومن خلال استبعاد القيادة الفلسطينية تمامًا من العملية الدبلوماسية ، فإن مساعي الرئيس ستفاقم وتعمق النزاع بدلا من حلها حيث "أن خطة "صفقة القرن" التي اختلقها فريقكم خلال السنوات الثلاث الماضية، ليس بالمحاولة الجدية، التي تحمل نوايا حسنة لجلب سلام حقيق ومستدام بين الطرفين المتنازعين".
وتشدد الرسالة "إن أكثر ما يقلقنا هو أن هذه الخطة (صفقة القرن) تعبد الطريق إلى ألاحتلال الإسرائيلي الدائم للضفة الغربية؛ وتصادق على ضم المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة الأغوار ، وبينما تتحدث الخطة عن دولة لا تقدم للفلسطينيين إلا القليل باتجاه دولة ذات حيوية"
وتقول الرسالة أن أعضاء الكونغرس يدركون أن "مجموعة من الجيوب الفلسطينية المعزولة والمتقطعة - المحاطة بالمستوطنات والبنى التحتية للمستوطنات التي ضمتها إسرائيل ، والتي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية - لا تشكل دولة... لقد صُمم اقتراحك الذي صاغه فريق أشار منذ فترة طويلة إلى عداءه لدولة فلسطينية حقيقية، وإلى جعل حل الدولتين الحقيقي مستحيلا"ً.
وتحذر الرسالة من أن" اقتراح الولايات المتحدة الذي يشجع الضم الأحادي الجانب والتخلص من حل الدولتين أمر سيء بالنسبة لإسرائيل ، وبالنسبة للقيم المشتركة التي ترتكز تاريخياً على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، وللإجماع بين الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في الولايات المتحدة وأهمية تلك العلاقة ، التي اعتبرتها إسرائيل منذ زمن طويل أنها كمكسب استراتيجي حاسم الأهمية ".
وتضيف الرسالة "كما إن لدينا قلق عميق أن إدارتكم طورت مخططا (صفقة القرن) دون التشاور مع الفلسطينيين، وأن من المستحيل أن تقبل أي قيادة فلسطينية بهكذا مخطط". في المقابل، "يمكن لهذا المخطط أن يثير العنف مجددا في إسرائيل وعبر الأراضي المحتلة، وقد تزعزع الاستقرار في الأردن وتعرض معاهدات السلام كل من مصر والأردن مع إسرائيل للخطر، كما أنها (الخطة) ستعمق مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة عبر الشرق الأوسط".
وتقول الرسالة "فضلا عن طبيعته المربكة ، فإن توقيت إطلاق الخطة يسبب المشاكل ، كون أنه يبدو غير مرتبطا بعملية سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، خاصة وانه طرح قبل أقل من شهر من إجراء الانتخابات الثالثة (للكنيست الإسرائيلي) في أقل من عام -على خلفية الاتهامات الموجهة لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو- يبدو وكأن توقيت الكشف عن الخطة الآن تدخل غير سليم في انتخابات خارجية".
وتنهي الرسالة مشيرة إلى "إن خطة الإدارة من شأنها إلحاق الأذى بالفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، ودفعهما تجاه المزيد الصراع، ولذلك لا تحظى بدعمنا ، وعلى الحكومة أن لا تستغلها كرخصة لانتهاك القانون الدولي، بضم كل أو أجزاء من الضفة الغربية المحتلة".
يذكر أن نتنياهو يواصل التعهد بضم أحادي الجانب ويشير إلى دعم إدارة ترامب له في مساعيه.