المنخفضات الجوية تكشف عورة البنية التحتية بقطاع غزة
2020-01-18
غزة ( الاتجاه الديمقراطي) (تقرير عبد الرحيم أبوكويك)
نشر في مجلة الحرية الفلسطينية في عددها1758 ■تجدد المنخفضات الجوية مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة بفعل الأزمات الإنسانية والبنية التحتية المتهالكة، ما حول حياتهم إلى نقمة بفعل تواصل هطول الأمطار لساعات متواصلة أدى لغرق بيوت الغزيين وممتلكاتهم.
وقد غرقت عشرات المنازل الفلسطينية في مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي شمالي القطاع ومناطق أخرى في القطاع، جراء المنخفض الجوي الذي صاحبه أمطاراً غزيرة، حاصرت بيوت الغزيين ومحالهم التجارية، مكبدة إياهم خسائر فادحة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأخلت طواقم الدفاع المدني عدد من العائلات وسط مخيم جباليا بعدما تدفقت مياه الأمطار لمنازلهم، فيما تعرض نحو 12 منزلاً في «الصفطاوي» للغرق بمياه الأمطار والصرف الصحي.
وبين مدير إدارة العمليات في جهاز الدفاع المدني بغزة المقدم رائد الدهشان أن ارتفاع منسوب المياه في بركة متخصصة لتجميع المياه وسط جباليا جراء غزارة تساقط الأمطار، موضحاً أن طواقم الإنقاذ قامت بشفط مياه الأمطار المتجمعة في محيط «البركة» والمنازل القريبة منها والسيطرة عليها.
مشهد مأساوي
ويتعرض مخيم جباليا لحالات غرق عديدة جراء تجمع مياه الأمطار في محيط محطة تمراز للوقود ومن ثم تتسرب إلى المنازل المنخفضة، في مشهد مأساوي ما زالت فصوله تتكرر سنة تلو الأخرى أمام أعين المواطنين.
بدوره، قال سعدي دبور مدير العلاقات العامة في بلدية جباليا في حديث لـ«الحرية»: «حدث غير طبيعي جراء هطول أمطار كبيرة جداً في وقت غير قياسي لا تستوعبها خطوط الصرف الصحي، وحالات الغرق هي حالات استثنائية لم نشاهدها بعد منخفض إلكسا، وأقرب مثال على ذلك أن المشهد يتكرر في أراضي 48 ودول الجوار».
وأوضح دبور أن كمية الأمطار التي هطلت على منطقة جباليا لوحدها حسب تقدير المهندسين وصلت إلى50 بالمئة من إجمالي الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء خلال يوم واحد، الأمر الذي سبب حالات غرق في بعض الشوارع، مشيراً إلى أن هناك أربع مناطق في جباليا تتعرض بشكل متكرر للغرق، وهي محيط محطة بركة «أبوراشد»، ومنطقة القرعة الخامسة، ومنطقتي الزكاة وقباء، والتي تعد من المناطق المنخفضة عن سطح الأرض ومن الطبيعي أن تتجمع فيها مياه الأمطار.
وعن دور البلدية في معالجة هذه الإشكالية، أكد دبور أن البلدية لا تقصر في معالجة الامر، وقد عملت على تجهيز إمكانياتها المتواضعة وبأدوات بسيطة استطاعت أن تعمل بفريق الطوارئ لديها على مدار الساعة ودون توقف خلال أيام المنخفض الأخير.
بحاجة لتمويل
وعن كيفية التخلص من هذه الأزمة بصورة جذرية، بين أن البلدية تمتلك عدداً من المشاريع المستدامة لحل هذه الإشكالية، وقد تم إنجاز جزء منها، وأما عن المشاريع المتبقية فهي بحاجة إلى تمويل حتى نقوم بتنفيذها بشكل جدي ونتخلص من هذه الأزمة بصورة نهائية.
ورأى دبور أن المسؤولية لا تقع على البلدية وحدها بل تقع على الجميع، فعلى سبيل المثال هناك وزارت أخرى تقع عليها مسؤولية ترميم البيوت ذات المنسوب المنخفض عن الشارع والتي يحدث فيها غرق بمياه الأمطار.
واستدرك دبور: «نقدر حجم وغضب المواطنين، ولكن عليهم أن يعلموا أن البلدية تعمل بإمكانياتها المتواضعة في ظروف مالية صعبة للغاية، وآليات متهالكة وأدوات مستخدمة قديماً»، داعياً الحكومة وبعض الجهات المانحة لتوفير هذه المعدات لنقوم بعملنا على أكمل وجه، ودعا المواطنين للوقوف بجانب البلديات للمحافظة على الشوارع خوفاً من أن تؤدي النفايات في الطرقات لتسديد مصارف الأمطار.
والجدير ذكره، أن متوسط هطول الأمطار في كافة مناطق قطاع غزة بلغت 236 ملم ما نسبته 62.6% ، وفق وزارة الزراعة بقطاع غزة.