دراسة هامة لـ «دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية» حول حصاد الاونروا في العام 2019
2020-01-10
«دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية» وحصاد الاونروا في العام 2019
عام الصمود والارادة .. عام تداعي حلقات المشروع الامريكي الاسرائيلي
تقديم:
بذلت الولايات المتحدة واسرائيل خلال العام 2019 جهودا مضنية، وسخرتا كل امكاناتهما من اجل تصفية وكالة الغوث وجعلها اسما بلا مضمون، بحيث حظيت قضيتي القدس والوكالة على الحيز الاكبر من اهتمامات الدبلوماسيتينالامريكية والاسرائيلية اللتين سعتا الى ان يكون ذلك العام هو عام تصفية وكالة الغوث سواء عبر تحريض دول العالم على عدم التبرع لموازنة الوكالة، لاتهامها بالفساد مرة، وبتأبيد قضية اللجوء مرة اخرى..، او عبر دعوة دول العالم الى عدم التصويت ايجابا لصالح تجديد التفويض لها في الجمعية العامة للامم المتحدة..
ظن البعض ان الطريق اصبحت سالكة امام الادارة الامريكية واسرائيل لتمرير مشروعهما بما يتعلق بوكالة الغوث، وان استراتيجيتهما قد نجحت في اقناع دول هامة ورئيسية بعدم جدوى استمرار عمل وكالة الغوث والتي ترافقت مع استقالات لموظفين كبار في الوكالة، خاصة خلال الاسابيع التي سبقت افتتاح الدورة (74) للجمعية العامة للامم المتحدة، وكان على جدول اعمالها التصويت على تجديد التفويض لوكالة الغوث لولاية جديدة تمتد حتى عام 2023. وزاد من احتمالات نجاح اسرائيل والادارة في مسعاهما ما اعلنته مصادر دبلوماسية وصحفية الى ان الوكالة، وعبر موظفيها الكبار، تعاني من حالة فساد، وان اموال الدول المانحة لا تصل الى مستحقيها من اللاجئين، فما كان من الامين العام السيد انطونيو غوتيريش الا ان شكل لجنة تحقيق في مزاعم الفساد اعقبها اعلان بعض الدول الاوروبية تعليق مساهماتها المالية في موازنة وكالة الغوث حتى انتهاء التحقيقات..
لكن سرعان ما بدأت تظهر نتائج التحقيق الذي اجرته لجنة من الامم المتحدة والتي بينت عدم وجود حالات فساد في وكالة الغوث، بل اخطاء ادارية، ما شكل البداية لاعلان فشل الدبلوماسيتين الامريكية والاسرائيلية في تحقيق اي من اهدافهما. وجاءت المواقف الدولية التي ترجمت بالعديد من المؤتمرات وورش العمل والتصريحات الرسميةلتؤكد دعم المجتمعالدولي المادي والسياسي لوكالة الغوث كونها لا زالت تحظى بثقة الاسرة الدولية باعتبارها احدى مداخل الاستقرار في المنطقة والتي توجت جميعها في التصويت ايجابا في الجمعية العامة لصالح تجديد مهام الوكالة..
ومع ذلك، فقد ظلت موازنة وكالة الغوث تعيش اوضاعا غير مريحة ومتذبذبة، اما بنتيجة تخلف الدول المانحة او تأخرها عن الالتزام بتعهداتها المالية، واما بسبب تعليق بعضها لالتزاماتها، على خلفية اتهام الاونروا بشبهات فساد. وفي التدقيق في مسار التبرعات شهرا بعد شهر، يتبين ان عجز الموازنة، خلال العام 2019، لم يثبت على رقم واحد، وظل يتأرجح صعودا وهبوطا الى ان استقر في نهاية العام على نحو (90) مليون دولار، وهو رقم معقول مقارنة مع ما كانت تقدمه الادارة الامريكية من مبالغ وصلت في عام 2017 نحو (368) مليون دولار امريكي وبعجز مالي في بداية عام 2018 تجاوز (446) مليون دولار.
وبهدف معالجة مشكلة النقص في الاموال، سعت الاونروا الى الفتح على مانحين جدد احيانا، وخفضت بعض الخدمات احيانا اخرى، وحولت اموال من صندوق الى آخر. غير ان كل هذه المحاولات كانت على الدوام تصطدم بمزاجية بعض الدول المانحة التي كانت تقدم تبرعاتها الطوعية على وتر المسار السياسي. والحقيقة تقال ان مسؤولي الامم المتحدة ووكالة الغوث بذلوا جهودا كبيرة من اجل ايجاد حل لمشكلة العجز في الموازنة، خارج اطار المعالجات الكلاسيكية بتخفيض الخدمات، والسعي لجعل التمويل والتبرعات الطوعية امر مستداما. لكن نائب رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة سابق،ا المندوب الاسرائيلي داني دانون، وبالتعاون مع المندوبة الامريكية احبطا الجهود التي سعت الى جعل التمويل مستداما من خلال تخصيص جزء من موازنة الامم المتحدة لصالح وكالة الغوث.
وان كان الفلسطينيون قد نجحوا في تجاوز مشاكل العام 2018 الذي كان صعبا بكل المقاييس، فقد كان العام 2019 اكثر صعوبة سواء لجهة التحدي باستمرار الوكالة في المحافظة على نوعية خدماتها او لجهة زيادة الاستهداف السياسي والعبث بالتفويض الممنوح لها من قبل الجمعية العامة.. لذلك، فقد كان العام 2019 عن حق هو عام تأكيد الالتزام السياسي والقانوني والاخلاقي للمجتمع الدولي تجاه وكالة الغوث وعام حماية الاونروا وافشال المشروع الامريكي الاسرائيلي. فما هي الاحداث التي حصلت خلال العام المنصرم، وما هي انعكاساتها على الاونروا وخدماتها خلال العام 2020؟ لقراءة الدراسة كاملة من خلال الرابط التالي: