توظيف الأعياد الدينية اليهودية في تصعيد الاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم
2019-10-19
نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقريره الاسبوعي من 12/10/2019-18/10/2019 إنه " في تطور لافت وخطير انضمت ما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية الى غيرها من أذرع الاحتلال في رعاية مشروع الاستيطان وجندت نفسها بمناسبة الأعياد الدينية اليهودية في خدمة هذا المشروع الاستيطاني وفي تشجيع المستوطنين على ممارسات العربدة وأعمال الاستفزاز في المناطق التي استولت عليها من أصحابها الشرعيين".
ودعت هذه الادارة ومعها سلطة الطبيعة والحدائق المستوطنين لاستباحة الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والاستمتاع حسب تعبيرها بالينابيع والمزروعات الغنية قرب البحر الميت وبالمشاهد الاولى في جبل جرزيم ( الجبل الشمالي لمدينة نابلس ) والتعرف على حكايات ما اسمته عاصمة مملكة اسرائيل القديمة في موقع سبسطيه . بكل ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة بإطلاق العنان للمستوطنين للعربدة واستحضار الأساطير لتبرير الاقدام على مختلف الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم وتراثهم وتاريخهم الحضاري في هذه البلاد . وبهذه الدعوة أخذت الادارة المدنية تتصرف باعتبارها الجهة التي تمثل القوة العسكرية الحاكمة دون ان تعير الحد الأدنى من الاهتمام ناهيك عن الاحترام للقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 التي تفرض على القوة القائمة بالاحتلال بكل اذرعها توفير الحماية للمواطنين وللطبيعة والتراث والثقافة في الاراضي الخاضعة للاحتلال . وبهذا فقد انضمت الادارة المدنية الاسرائيلية الى غيرها من أذرع الاحتلال في رعاية مشروع الاستيطان والاحتلال . وتجند الادارة المدنية نفسها ليس فقط في خدمة هذا المشروع بل وفي تشجيع المستوطنين على ممارسات العربدة وأعمال الاستفزاز في المناطق التي استولت عليها من أصحابها الشرعيين وحولتها الى محميات طبيعية يحرم على الفلسطينيين الاقتراب منها ناهيك عن دخولها ، كما هو الحال في ما يسمى محمية ( ام زوكا ) في الأغوار الشمالية أو محمية ( ناحال كنيه ) وسط الضفة الغربية حيث تنتشر كتلة مستوطنات عيلي ، شيلو ، شيفوت راحيل ومعاليه ليفونه على أراضي قرى الساوية واللبن الشرقية وجالود وقريوت وترمسعيا وسنجل أو ما يسمى بالحديقة الوطنية في منطقة القدس وغيرها من المحميات والحدائق ، التي صادرت سلطات الاحتلال أراضيها واستولت عليها ومنعت أصحابها الشرعيين من الوصول اليها وخصصتها لرفاه المستوطنين وكمجال حيوي للنشاطات الاستيطانية المستقبلية .
وفي القدس المحتلة تقدم وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل ، اقتحامات مجموعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى عيد "العرش "، واستنفرت شرطة الاحتلال الوحدات الخاصة في ساحات الحرم لتوفير الحراسة للمستوطنين الذين تقدمهم أرئيل إذ نفذوا جولات استفزازية في ساحات المسجد وتقلوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وبعضهم قام بتأدية صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة ومصلى "باب الرحمة" . وقد دعت جماعات "الهيكل" المزعوم، إلى إقامة برنامج غنائي للمستوطنين ونظمت احتفالات صاخبة وأغان ورقصات في القصور الأموية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الجنوبي ، بحراسات مشددة من قوات الاحتلال ؛ تزامنا مع احتفالاتهم بعيد العُرش اليهودي . وفي نفس السياق، واصلت عصابات المستوطنين ممارسة عربداتها واحتفالاتها الاستفزازية الصاخبة في البؤر الاستيطانية ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، والتي جرت وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال في المنطقة، ووسط اغلاقٍ للعديد من الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية في المنطقة والتضييق على السكان ، حيث أغلقت طريق باب المغاربة من الجهة المؤدية إلى بلدة سلوان، وطريق الجثمانية المؤدية إلى حي وادي حلوة.
في الوقت نفسه أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، عن عزمها بناء 251 وحدة سكنية استيطانية ، ومصادرة عشرات الدونمات من اراضي محافظة بيت لحم حيث أقر ما يسمى "مجلس التخطيط والبناء ومجلس مستوطنات عصيون" مخططا لبناء هذه الوحدات الاستيطانية ، منها 146 في مجمع "غوش عصيون" الاستيطاني جنوب بيت لحم ، و 105 وحدات في مستوطنة "كفار الداد" شرقا. وفي السياق، استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مساحات واسعة من أراضي بلدة نحالين غرب بيت لحم من أراضي الحوض الطبيعي رقم (4) التابعة للبلدة لصالح توسيع مستوطنة " ألون شفوت " على حسابها ، وإلى جانب هذه الوحدات يضم المخطط شوارع وسكك حديديّة، ويستهدف بشكلٍ أساسي المنطقة الجنوبية الغربية لبيت لحم والمنطقة الشرقية للمحافظة.
وإمعانا في تشويشها على المزارعين ، الذين أخذوا يتوافدون على حقولهم في بداية موسم قطاف الزيتون أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي على امتداد ساعات الصباح الباكر وحتى ما بعد منتصف النهار من يوم الجمعة الفائت شارع رام الله_- نابلس لتأمين ماراثون للمستوطنين . وكان جيش الاحتلال قد أعلن ، أن الإغلاق سيستمر منذ الساعة الخامسة صباحا ولغاية الثانية عشر ونصف ظهراً، لتنظيم ذلك الماراثون من مفترق قرية ترمسعيا إلى مفترق زعترة الى الجنوب من بلدة حواره في محافظة نابلس .
ومع بداية موسم قطف الزيتون في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعوان حزيران 1967 ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المزارعين ، وخاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات ، حيث اضرم مستوطنو "يتسهار" النيران بحقول الزيتون في قرية بورين، وامتدت النيران على مساحات واسعة وأدت لاحتراق 450 شجرة زيتون ، كما تعرض محصول الزيتون من أراضي المواطنين في قرية بورين للسرقة من قبل مستوطنين في منطقة "خلة قطة " من أراض تعود للمواطن إبراهيم علي عيد فيما تعرض الشاب إسلام مازن اشتيه للاحتجاز أثناء تواجده بأرض زراعية قريبة من حاجز بيت فوريك ، وهو سائق تراكتور اثناء عمله، وأصيب المواطن عيسى حامد صالح رمضان (55 عاما) بكسر في يده جراء اعتداء مستوطنين من مستوطني "غلعاد زوهر" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي تل وصرة خلال قطفه ثمار الزيتون ، في قرية تل جنوب غرب نابلس ، واصيب الشقيقان مصعب وطارق عبد الله داود دعمس ، من قرية دير عمار في محافظة رام الله والبيره بجراح متوسطة ورضوض نتيجة اعتداء المستوطنين عليهما، أثناء تواجدهما في أرضهما أثناء قطفهم لثمار الزيتون في منطقة "النبي عنير" قرب قرية رأس كركر غربي مدينة رام الله . كما اعتدى مستوطنون من مستوطنة "بيت عين" المحاذية لقرية الجبعة على المسن فضل عبد المجيد حمدان، عندما تصدى لهم خلال سرقتهم لثمار الزيتون من أراضي المواطنين في القرية جنوب بيت لحم . وفي محافظة طولكرم هاجم مستوطن من مستوطني مستوطنة "افني حيفتس"بتهديد السلاح، قاطفي الزيتون في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم . والى الغرب من مدينة رام الله أصيب مزارعان فلسطينيان جراء اعتداء مستوطنين عليهم أثناء قطفهم لثمار الزيتون في منطقة "النبي عنير" قرب قرية رأس كركر. وكان المستوطنون قد وصلوا من بؤرة "نيريا" الاستيطانية المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة تتبع قريتي دير عمار ورأس كركر ، كما منعت مجموعة من المستوطنين مؤلفة من 16 مستوطنا أهالي قريتي برقة وبيتين شمال شرق رام الله ، من قطف ثمار الزيتون الواقعة في منطقة “الشعب” بين القريتين ، فيما هاجمت قوات الاحتلال المزارعين الذين خرجوا في مسيرة سلمية احتجاجا على بناء بؤرة استيطانية جديدة على اراضي القرية بقنابل الغاز مما أدى لإصابة 4 منهم بالاختناق فيما اعتدى مستوطنون بحماية جيش الاحتلال على المواطنين، الذين حاولوا الوصول إلى الأراضي المهددة بالاستيلاء.
على صعيد آخر أقر المجلس التنفيذي لليونسكو، في دورته الـ207، وبالإجماع، مشروع قرار حول مدينة القدس وأسوارها، يؤكد مجدداً رفض الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في هذه الاماكن التاريخية. وطالب القرار إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ، وفي البلدة القديمة للقدس وأسوارها. وأكد القرار وملحقه بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير طابع المدينة المقدسة وهويتها ، وأعاد التذكير بقرارات اليونسكو الستة عشر الخاصة بالقدس والتي عبرت جميعها عن الأسف نتيجة فشل إسرائيل ، كقوة قائمة بالاحتلال، في وقف أعمال الحفر وإقامة الأنفاق وكل الأعمال غير القانونية والمدانة الأخرى في القدس الشرقية وفق قواعد القانون الدولي. وشدد القرار على ضرورة الإسراع بتعيين ممثل دائم لليونسكو في البلدة القديمة للقدس لرصد كل ما يجري فيها ضمن اختصاصات المنظمة، كما دعا أيضاً لإرسال بعثة الرصد التفاعلي من اليونسكو إلى القدس لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.