أزمة مالية عالمية جديدة في الافق عام 2020
2019-10-06
واشنطن ( الاتجاه الديمقراطي)(وكالات)
تحدثت إدارة المخاطر في بنك "جي بي مورغان" الأميركي عن إمكانية نشوب أزمة مالية عالمية جديدة عام 2020، على إثر حالة الركود الاقتصادي المتوقعة خلال الفترة القادمة.
وأفاد تقرير لصحيفة التايمز بأن الفترة الحالية يسودها قلق عالمي، خشية حدوث ركود اقتصادي وشيك، ما قد يتسبب بحدوث أزمة مالية عالمية.
توقعات مبالغ فيها ، وأثارت هذه التوقعات المخاوف من حدوث أزمة مالية عالمية مشابهة للتي حدثت في عام 2008، والتي أدت إلى حدوث ركود عالمي وانهيار في بعض الاقتصاديات وزيادة الديون الخارجية لبعضها.
بالمقابل يرى مختصون أن هناك مبالغة في هذه التوقعات، إذ لا يوجد مؤشرات تدل على احتمالية نشوب أزمة مالية عالمية.
أستاذ الاقتصاد في جامعة أوكلاند الأمريكية مصطفى شاهين يرى أن هذه التوقعات مبالغ فيها، مضيفا: "الأزمة المالية العالمية تكون مؤشراتها مرتبطة بحجم المديونية الخارجية خاصة إذا عجزت بعض الدول عن السداد".
وتابع شاهين إن "مؤشرات نشوب أزمة مالية عالمية ضعيفة إلى الآن، لأن معدل النمو في أمريكا جيد، ومعدل البطالة فيها انخفض أيضا، ووصل إلى 3.5، وهذه أول مرة منذ خمسين عاما يصل فيه لهذه النسبة".
وتابع: "الأزمة تحدث إذا انخفض ناتج الدولة، فمثلا دولة صادراتها قوية هذا يقلل طلبها على الاستيراد بالتالي تتأثر الدول الأخرى سلبا وينخفض ناتجها، لكن لا أرى الآن مبررا للقول بأن هناك انخفاضا في الاستيراد من الخارج".
وأشار إلى أن الدول الأوروبية هي فقط التي تعاني حاليا وخاصة ألمانيا، التي لديها ركود، مضيفا: "ولكن لا يمكن أن يدفعنا انهيار مدخول بعض الدول للقول بأن هناك أزمة مالية عالمية مقبلة، خاصة أن سياسة ترامب الداخلية تشجع على النمو العالمي".
عوامل أزمة مالية
بدوره قال الباحث الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي: "أشك بأن هذه التوقعات مبالغ فيها، خاصة أن أغلبها جاء بسبب الممارسات في العلاقة بين القوى الاقتصادية الكبرى بما يسمى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على وجه الخصوص".
وأضاف الصاوي "سياسة الحماية التجارية التي أعلنها ترامب والحرب التجارية التي أعلنها ضد العديد من الدول وعلى رأسها الصين، تثير المخاوف الحقيقية من حدوث حالة ركود وبالتالي نشوب أزمة مالية عالمية".
وأشار إلى أن هناك عوامل لنشوب أزمة مالية عالمية، وهي إضافة للحرب التجارية الأمريكية الصينية، الخلاف حول رفع سعر الفائدة وأيضا حرب العملات، وهذه العوامل أو المشاكل لم تحل إلى الآن وفق الصاوي.
وأضاف: "القول بأن التوقعات بنشوب أزمة مالية عالمية مبالغ فيها هو محل شك، خاصة أننا نرى أن هناك حالة اضطراب يمر بها الاقتصاد العالمي، وأيضا حالة توتر تجاري بين أمريكا والصين".
أثر الأزمة على الدول العربية
وشدد الخبير شاهين على أن أثر الأزمة المالية العالمية إن حدثت في عام 2020 على الدول العربية فلن يكون قويا، باعتبار أن أغلب اقتصادها ريعي وفقا لخبير الاقتصاد مصطفى شاهين.
وتابع شاهين: "الدول العربية هي خارج إطار التأثر بالأزمات المالية العالمية، فأغلب اقتصادياتها تعتمد على النفط، فلو انخفض سعره فستنخفض إيراداتها، لكن لحسن الحظ دول الخليج عندها احتياطيات نفطية جيدة، وبالتالي فإنهم يستطيعون أن يسحبوا منها و يمروا من الأزمة".
المصدر: arabi 21