هجرة الكفاءات الطبية تهدد الأقسام المهمة في مشافي غزة
2019-10-06
غزة (الاتجاه الديمقراطي) («الأيام»)
حذر أطباء في محافظات غزة من ازدياد ظاهرة هجرة الكفاءات الطبية المتخصصة من محافظات غزة، ما يهدد بإغلاق بعض الأقسام المهمة في المستشفيات.
ويشير أطباء عاملون في المستشفيات إلى ان ظاهرة مغادرة الكفاءات الطبية أصبحت واضحة جدا خلال السنوات والشهور الأخيرة، منوهين بأن الحديث يدور عن أطباء متخصصين غادروا غزة الى غير رجعة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على مواجهة الأوضاع المتردية.
وعادة ما يقارن الأطباء الذين يقررون ترك محافظات غزة أوضاعهم المادية الصعبة في غزة بأوضاع زملائهم في البلدان الأجنبية والعربية بسبب الفرق الهائل في المرتبات التي يتقاضونها وظروف العمل.
وكان الدكتور الجراح عدنان راضي استشاري امراض النساء والولادة حذر نهاية الأسبوع الماضي من هذه الظاهرة، مؤكدا انه لم يعد قادرا على الصبر على هجرة الأطباء المميزين واصفا الامر بالمصيبة.
وعلى صفحته الشخصية على موقع تواصل، كتب راضي الذي عمل سنوات طويلة في وزارة الصحة قبل ان يتقاعد مؤخرا: "خلال يومين فقط غادرنا الاستشاري الأول في اقسام الحضانة والاستشاري الأول بجراحة القلب في قطاع غزة وبذلك يغلق ملف جراحة القلب في القطاع.
ويتفق الدكتور بكر أبو صفية استشاري الجراحة في مستشفى العودة مع ما ذهب اليه راضي، مؤكدا ان الامر لا يتعلق باطباء عاديين يغادرون القطاع بل بكفاءات أساسية تترك البلد ولا يوجد لها بديل.
وقال أبو صفية: ان هذه الهجرة خطيرة وتهدد الكثير من الأقسام إذا استمرت في التصاعد، منوها بان هجرة الكفاءات الطبية بدأت بعد العام 2007 لكنها ازدادت وضوحا خلال السنوات الأخيرة.
ولفت الى ان تكلفة تعويض هذه الكفاءات من خلال كفاءات اجنبية عالية جدا وغير متوفرة باستمرار، مشيرا الى مغادرة أفضل طبيب اختصاصي للأشعة التدخلية في غزة.
وتابع: لقد خرج في إجازة الى الخارج لكننا لا نعرف ان كان سيعود ام لا، حيث لا يعلن الأطباء عن مغادرتهم النهائية قبل الاستقرار في البلد الذي يقصدونه.
ويرجع أبو صفية السبب في هذه المشكلة الى عدم الاستقرار الأمني والمادي في محافظات غزة خاصة مع تدني نسبة الرواتب التي يتقاضاها الأطباء في غزة حتى لو عملوا في عياداتهم الخاصة.
من جهته يؤكد الدكتور احمد شتات مدير شؤون الأطباء في الإدارة العامة لمستشفيات محافظات غزة ان الحديث عن هجرة الكفاءات الطبية حديث واقعي يحمل خطورة كبيرة على الواقع الصحي.
واكد شتات ان هجرة الكفاءات الطبية التي تملك خيارات واسعة تعود الى عدة أسباب داخلية وخارجية ومنها الحصار وقلة الرواتب وقلة الاحترام والتهجم على الكوادر والاهانات التي يتعرض له الأطباء.
وأضاف: دخل الأطباء في غزة جيد وممتاز لكنهم يتركون للأسف، لأن البيئة التي يعملون فيها أصبحت غير إيجابية.
واكد ان ما يزيد على 120 طبيبا من تخصصات مختلفة بوزارة الصحة غادروا غزة خلال العام 2018 فقط، مشيرا الى ان هذا الإحصائيات لا تشمل الأطباء من خارج الوزارة وهي أخطر بكثير وتخص الأطباء الذين تخرجوا حديثا ولم يدخلوا منظومة وزارة الصحة والذين يصعب حصر اعدادهم.
ولفت الى ان الأطباء يتقدمون في العادة لأخذ اجازات طبية خارجية ثم يطلبون تمديد الاجازة وليس تقديم استقالاتهم لذلك يصبح من الصعوبة التقرير ان كان الطبيب قد استقال او هاجر.
وأشار الى ان المردود العام لهذه الظاهرة يتمثل في فقدان كثير من الاختصاصيين وحاملي الشهادات النادرة.
وقال: لا يكاد يمر شهر الا يغادرنا أطباء (2-3) ويتوجهون الى دول عربية واجنبية ويعملون هناك.