«هواوي».. ملابسات قرار الحظر وانعكاسه على الشركات الأميركية؟
2019-05-25
واشنطن ( الاتجاه الديمقراطي)
يبدو أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع شركة «هواوي» الصينية على اللائحة السوداء، التي يحظر تصدير التكنولوجيا الأميركية إليها، كان له أثرٌ ضار على شركات الاتصالات الأميركية، وهو ما يفسر قرار الحكومة الأميركية الجديد بتخفيف بعض القيود التجارية للحدّ من تعطل عمليات الشبكة الحالية وأجهزتها في أنحاء العالم.
وكان الرئيس ترامب أعلن حالة «طوارئ وطنية» لكي يتمكّن من إصدار الأمر التنفيذي (15/5)، الذي ينطبق خصوصا على مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي»، على خلفية ما وصف بـ«أنشطة تتعارض مع الأمن القومي»، وسط حديث عن «مخاوف من استخدام الحكومة الصينية معداتها للتجسس على الشبكات الأميركية»!. ثم عاد ترامب وأصدر قراراً جديداً (20/5)، يسمح للشركة بشراء مواد أميركية الصنع لاستمرار عمل الشبكات القائمة وتحديث البرامج الموجودة على أجهزتها، فيما لا يزال محظوراً عليها «شراء قطع غيار ومكونات أميركية لتصنيع منتجات جديدة بدون الحصول على موافقات مُسبقة يُرجّح رفضها».
وقد أشعل القرار الأميركي نيران الحرب التجارية القائمة أصلاً مع الصين، كما أثار مخاوف عدة شركات ودول مختصة في صناعة التكنولوجيا، لجهة التوجّس من أن يكون القرار «سابقة قد تشرع لواشنطن مستقبلا، حظر معاملات أخرى مع خصوم آخرين»، علماً أنّ دولاً عدة تُصنّف على أنها حليفة الولايات المتحدة؛ كدول الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، قد تجد نفسها مشمولة بطريقة أو بأخرى بقرار ترامب، بعد أن ضغطت واشنطن عليها لوقف التعامل مع «هواوي».
وقد ردّت بكين على الإجراء بتحذير واشنطن من «تجنب إلحاق المزيد من الضرر بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأميركية»، في وقت اعتبر فيه المراقبون أن القرار بمثابة «حرب باردة ثانية»، اندلعت رسمياً بين الولايات المتحدة والصين، ويمكن أن تمتد لتشمل «تقنيات الذكاء الاصطناعي» ككل، التي من المنتظر أن تشكل المادة الأساس للثورة الصناعية الجديدة، علماً أن العملاقين الاقتصاديين يتقدمان الصفوف في هذا المجال، إضافة إلى الاتصالات فائقة السرعة، وهما العنصران الاقتصاديان اللذان سيحدّدان في المدى المنظور القوة الاقتصادية الأكثر فاعلية في العالم.
وتُعدّ «هواوي» أكبر شركة في العالم منتجة لمعدات الاتصال. وهي على علاقة قوية مع شركة خدمات الإنترنت الأميركية المشهورة «غوغل». وتختزل علاقة الشركتين ببعضهما البعض جميع ملامح وملابسات قرار إدارة ترامب، لأن هواوي تستخدم نظام تشغيل أندرويد، إضافة إلى حزمة واسعة من تطبيقات غوغل.
ويرى الخبراء أن مرسوم ترامب يمكن أن يكون سلاحٌ ذو حدين، لأنه قد يدفع هواوي إلى تعزيز اكتفائها الذاتي، بعد أن أصبحت تنتج معظم المكونات التي تستخدمها وبضمنها الرقائق الإلكترونية، التي تنتجها شركة «هاي سيليكون» التابعة لها.
وتخشى الكثير من الشركات الأميركية من سرعة تأقلم هواوي وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى مع الحظر الجديد بتطوير قدراتها الذاتية والتحول إلى موردين آخرين، ما يعني خسارة كبيرة لها، علماً أنّ هواوي تشتري مكوّنات بقيمة 67 مليار دولار سنوياً، تصل حصة الموردين الأميركيين منها إلى 11 مليار دولار على الأقل؟!.