• شهادة طفلة كانت تصنع غدها.. لينة استشهدت و«الديمقراطية» ثأرت
    2019-05-16

    رام الله ( الاتجاه الديمقراطي)

    لو قُدِرَ ل " لينة حسن مصباح النابلسي" ان تعيش الى يومنا هذا لكان عمرها الآن 59 عاما، ولكن ذلك لم يحدث لأن رصاصة احد جنود الاحتلال قطعت وريدها الأيمن فيما اخترقت الثانية مريولها المدرسي لتستقر في صدرها، وليبقى مقعدها في الصف الثاني الثانوي (الحادي عشر) بمدرسة العائشية فارغا. ولتبقى ورقة امتحانها الاخير في اللغة الانجليزية دون تصحيح.
    لينة سقطت، لكن دمها كان يغني؛ للجسد المصلوب الغاضب، للقدس ويافا واريحا ، للشجر الواقف في غزة ، للنهر الهادر في الاردن، .... هكذا قالت قصيدة حسن ظاهر والتي لحنها وغناها احمد قعبور وحملت عنوان يا غضب الضفة لا تهدأ .
    وبذلك ظلت لينة طفلة تصنع غدها بحسب ظاهر، ولؤلؤة حمراء تتوسط عقد الشهداء بحسب قصيدة الشاعرة فدوى طوقان، والتي غناها الشيخ امام، وجسر عودتنا المبني برموش العين فوق الشطين بحسب قصيدة توفيق زياد والتي لحنها مؤخرا المصري أنطونيوس نبيل وغناها المطرب جوني برفقة الفنانة مريم حلمي.
    وخلدها الفنان سليمان منصور في لوحة تمثل لحظة سقوطها على الارض مصابة بالرصاص وقد تلطخ ثوبها المدرسي الأخضر المقلم بالأبيض.
    كان ذلك ظهيرة يوم الاحد ١٦ أيار عام ١٩٧٦، حيث شهدت نابلس مظاهرات حاشدة أحياءا لذكرى النكبة، وترافقت مع حمى الغضب المستعر في الجليل والمثلث والنقب بعد استشهاد ستة فلسطينيين في اول يوم ارض .
    وبعد جريمة قتل لينة ، أصدرت المحكمة العسكرية الاسرائيلة حكمها على الجندي القاتل بالسجن ٤ شهور مع وقف التنفيذ.
    ولكن المقاومة الفلسطينية ردت بعملية حملت اسم الشهيدة وبحسب ما كتب الزميل بسام ابو الرب في وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" فأنه و بتاريخ 18101976 نفذت القوات المسلحة الثورية الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، هجوما على معسكر للقوات الإسرائيلية في منطقة غور الأردن ثأرا للينة.
    كانت المجموعة مكونة من 5 مقاتلين عبروا غور الأردن وتمركزوا قرب إحدى المعسكرات التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي وقامت المجموعة بالهجوم على المعسكر ودارت معركة عنيفة بين القوات الإسرائيلية و المقاتلين الفلسطينيين، ما أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين و جرح 6 جنود آخرين و استشهاد 3 من منفذي العملية بينما عاد الاثنان الآخران إلى قواعدهما سالمين و الشهداء هم ( حافظ أبو زنط, مشهور العاروري، خالد أبو زياد الاسم الحركي للشهيد أحمد سلمان مغنم الزغارنة ... من قرية الرمضين في الخليل).
    وتم احتجاز جثامينهم في مقابر الارقام حتى افرج عنهم عام 2012.
    "لينة كانت طفلة تصنع غدها": اليوم السنوية (43) على استشهاد لينة النابلسي. مما أكدته لي شقيقتها د. مها إصرار أختها "اللولؤة الحمراء" كما أسمتها فدوى طوقان، على كتابة اسمها "لينة" لا "لينا"..ألف رحمة وياسمين.

    http://www.alhourriah.ps/article/55563