كتب اليكس فيشمان- يديعوت أحرنوت
يصر رئيس الاركان، أفيف كوخافي، على أن يسمي الأحداث في القطاع «أياما قتالية» وليس «جولات»، وأن يستخدم عبارة «جيوش الإرهاب» بدلا من «منظمات الإرهاب».
هذه ليست مغسلة كلمات: فالكلمات تؤثر على الوعي، وهكذا يعد الجيش والرأي العام لحرب من شأنها أن تنشب في تموز – آب هذه السنة. كل شيء يؤدي إلى هناك.
في اللحظة التي يبلّغ فيها الجيش القيادة السياسية بأنه جاهز لخطوة عسكرية كي يضعف القوة العسكرية لـ «حماس» ويعيد بناء الردع – دون أن يضطر للمكوث لفترات زمنية طويلة في القطاع – من المعقول الافتراض أنه سيتلقى ضوءاً أخضر. هذه الجولة هي مقدمة أخرى للمواجهة الشاملة. ففي المداولات التي أجراها رئيس الوزراء مع رئيس الأركان وقادة جهاز الأمن، أول من أمس، بحثوا عن السبيل لإنهاء الجولة وكسب بعض الهدوء الآخر، إلى ما بعد الايروفجين.
في إسرائيل يفهمون بأن الإشارة التي أطلقتها «حماس»، أول من أمس، في شكل إطلاق مئات الصواريخ لا ترتبط بضابط «حماس»، الذي قتل في نهاية الأسبوع في عملية للجيش الإسرائيلي. فمنذ الانتخابات، لا تكف «حماس» عن التهديد باستئناف العنف وذلك لأن إسرائيل، على حد تفكيرها، لم تنفذ تعهداتها التي قطعتها قبل الانتخابات.
وهكذا، عشية رمضان، تقف «حماس» بيدين فارغتين أمام ضغط جماهيري. من ناحيتها فقد أعطت إسرائيل هدوءاً أثناء الانتحابات، وهذه استخفت بها.
والآن لديها نافذة فرص من أسبوعين – ثلاثة أسابيع للضغط على إسرائيل فيما تكون يدي الأخيرة مقيدتين.
بدأت الجولة الحالية بإطلاق نار القناصة، لعل «حماس» لم تنفذه، ولكنها استخدمته كي تقود نحو خطوة عنيفة أخرى. فلم يعد بوسع إسرائيل أن تواصل تضليل نفسها بقصص عن «منظمات متمردة» تخرب على التسوية: فالمسؤولية عن إطلاق النار نحو عسقلان أخذتها على عاتقها «الجبهة الديمقراطية». فهل يتصور أحد ما أن الجبهة الديمقراطية، مثل «الجهاد الإسلامي»، سيكونان ضالعين في قتال مع إسرائيل دون علم زعيم «حماس»، يحيى السنوار؟ فالسنوار بعد الانتخابات يفهم، كما شرح مقربوه، بأنه ينبغي «إعداد الملاجئ» في غزة. وبالتالي، في تنسيق مع كل المنظمات، يرفع الأثمان كي يردع إسرائيل عن العمل. فتجربة رئيس «حماس» في السجن علمته أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة. والنتيجة هي أن إسرائيل تعيش في ظل منظمة عسكرية – «إرهابية»، تمارس العنف اليومي الذي يترافق وجولات من إطلاق النار. على هذه الطقوس أن تتوقف. وإذا لم تكن إسرائيل قادرة على أن تجد حلا بغير القوة، فبالقوة إذن.
هذه الجولة ستتواصل على ما يبدو بل ربما ستحتدم. إذ في ضوء نار القناصة، الذي تنفذه «الجهاد»، اختارت إسرائيل أن تضرب مواقع مأهولة، بما في ذلك ما بدأ كمحاولة تصفية لقائد كبير. إن كمية المصابين في الطرفين ستملي مدة الجولة وقوتها. واحتمال تطويق النار عالٍ، إذ إنه منذ الأسبوع الماضي دعت القاهرة زعماء «حماس» و»الجهاد» لمحادثات تستهدف تخفيض حدة التوتر.
قنوات الحوار متوفرة. هم سيعرضون مطالب وإسرائيل ستعد بالتنفيذ. ولكن الحساب على كل الجولات التي طبختها «حماس» سيبقى مفتوحا وسيرفع في الصيف.