الانحياز الاميركي لاسرائيل يترك آثاره بكل مكان بعد اعترافه بالسيادة الاسرائيلية على الجولان
2019-04-27
نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
قال المكتب الوطني للدفاع عن الآرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الاسبوعي إن : «الانحياز الاميركي الأعمى للسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لدولة اسرائيل يترك آثاره في كل مكان وعلى اكثر من صعيد وفي مختلف المناسبات في اسرائيل» ، خاصة بعد أن اعلنت ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافها بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل ، استنادا الى درس من دروس تزوير التاريخ والتراث الحضاري للمنطقة وفي مخالفة فظة وصريحة للقانون الدولي والشرعية الدولية . وقد كان لافتا للانتباه في الفترة الأخيرة أن الأعياد اليهودية قد تحولت الى مناسبة اضافية للاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم وتراثهم الحضاري وزيادة معاناتهم . فما ان حل عيد الفصح حسب التقويم العبري حتى وجد الاحتلال ومستوطنوه فرصة ينتهزونها لفرض أمر واقع جديد ، عبر السيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية ومحاولة تهويد عديد الاماكن الاثرية والدينية التي تقع في قلب المدن والقرى الفلسطينية .
فقد شهدت العديد من المدن والبلدات والقرى اقتحامات من قبل قطعان المستوطنين بحجة زيارة اماكن دينية حسب روايتهم المزعومة ، وقد شارك في هذه الاقتحامات أعضاء من الكنيست الإسرائيلي المنتخب مؤخرا ، في عملية اقتحام قبر النبي يوسف في نابلس، بمشاركة نحو 1400 مستوطن وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال. هم من بينهم نشطاء من حزب الليكود واتحاد الأحزاب اليمينية وعدد من قادة المستوطنين في الضفة ،حيث أدوا صلوات تلمودية ودعوا الى فرض السيادة الاسرائيلية على قبر يوسف وعلى الضفة الغربية ،وتعهدوا بالاستمرار في بناء المستوطنات وتوسيعها.
وفي الخليل كذلك استغل جنود الاحتلال المناسبات الدينية لإغلاق الطرق لتأمين الحماية لعشرات المستوطنين من المستوطنات الجاثمة على أراضي المواطنين شرق يطا، وهي “ماعون”، و”كرمئيل”، و”حفات يئير”، و”سوسيا” و”متسبي يائير” “وحفات ماعون” و”افيجال” و”بيت يتير” وغيرها من المستوطنات والبؤر الاستيطانية . وفي السياق ذاته اقتحم عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة السموع جنوب الخليل لإقامة صلوات تلمودية حيث قاموا بإقتحام إحدى المواقع الاثرية القديمة بحجة أنه (كنيس قديم ) بعد أن اغلقت قوات الاحتلال محيط المكان في البلدة ، وذلك لتأمين الحماية لعشرات المستوطنين أثناء تأدية صلواتهم التلمودية في المكان .
وتسابق أعضاء الكنيست الاسرائيلي الجديد في استغلال هذه الاعياد لتأكيد رؤيتهم لدور الكنيست في تشجيع الاستيطان وفرض السيادة على الضفة الغربية استنادا لنبش القبور وإضفاء هالة من الاساطير عليها . عديت سلمون ، عضو كنيست إسرائيلي عن البيت اليهودي قالت في هذا السياق : ” نحن نصلي من أجل أن نستطيع الوصول إلى هنا في وضح النهار، ومن أجل فرض السيادة الإسرائيلية أيضاً ” أما عضو الكنيست إيتي عتر من حزب الليكود فأكدت بدورها :” سنستمر في تعزيز الاستيطان، وسنبذل قصارى جهدنا لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ، ومع بداية عمل الكنيست الإسرائيلي القادمة سنعمل على فرض السيادة بينما عضو كنيست آخر من الليكود يدعى أرئيل كلنر قال:” وصلت لقبر يوسف الصديق قبل أداء اليمين الدستورية في الكنيست الإسرائيلي لأستمد القوة والعظمة من هذا المكان المقدس، واجبي تجاه أرض إسرائيل، وتجاه فرض السيادة الإسرائيلية على كل أنحائها على رأس أولوياتي في فترة الولاية القادمة في الكنيست الإسرائيلي ، فيما ادعى يوسي دجان رئيس ما يسمى “مجلس مستوطنات السامرة” بأنها لحظة مثيرة أن نرى على مدخل قبر يوسف 5 أعضاء من الكنيست الإسرائيلي الشباب، عندما يختارون المجىء لقبر يوسف في الضفة الغربية قبل الذهاب للكنيست الإسرائيلي ، هذا يعني دعم دون تحفظ للاستيطان ”.
على صعيد آخر طالب اتحاد أحزاب اليمين ، حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو ، بعدم اخلاء أي مستوطن وعدم الاعتراف بدولة فلسطينية. وركزت مصادر هذا الاتحاد على تأكيد هذه الأحزاب اليمينية والتي تعتبر صناعة ليكودية على هذين الطلبين ، للموافقة على تشكيل الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو ، كما أن اتحاد أحزاب اليمين يعتزم اشتراط انضمامه إلى الحكومة المقبلة بتعديل قانون الحصانة، بحيث لا يكون بالإمكان محاكمة عضو كنيست.وفقا للمصادر، فإن اتحاد أحزاب اليمين سيشترط انضمامه إلى الحكومة المقبلة بتعديل قانون الحصانة والعودة إلى صيغته قبل العام 2005، والذي ينص على رفع الحصانة عن عضو كنيست فقط في حال صوتت أغلبية أعضاء الكنيست على رفعها. ويتوقع أن يرحب حزب الليكود بذلك ، لأنه يعني تمتع زعيمه ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بحصانة مطلقة.
وتعبيرا عن التقدير الكبير للدعم الامريكي غير المحدود لسياسة الاحتلال والاستيطان أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، أنه يعتزم اطلاق اسم الرئيس الأميركي ، دونالد ترامب ، على مستوطنة جديدة في هضبة الجولان السوري المحتلة. ونقل عن نتنياهو ، تصريحه خلال زيارة قام بها إلى الجولان السوري المحتل مع عائلته لقضاء عطلة الفصح العبري، “قبل أسابيع قليلة، نجحت بالحصول على اعتراف الإدارة الأميركية متمثلة بالرئيس ترامب، بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان”. وأضاف نتنياهو في رسالة مسجلة أنه سيطرح على الحكومة قرارا يدعو فيه إلى إطلاق اسم ترامب على مستوطنة جديدة، وذلك تقديرا لاعترافه بـالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل “.
وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها سلطات الاحتلال يستمر هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص ، حيث كان آخر هذه العمليات المنافية للقانون الدولي هدم منزل الشهيد عمر أبو ليلى في قرية الزاوية – محافظة سلفيت ، في وقت اكدت فيه جهات أمنية إسرائيلية ” إنها تعلم أن هذه السياسة لم تجدي نفعاً، ولكن استمرارها يأتي من باب تهدئة المستوطنين الذين يطالبون باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين .
وفي السياق أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا لرؤساء بعثات عدد من دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله حول هدم ممتلكات فلسطينية في أحياء القدس الشرقية يرفض فيه هذه السياسات ويؤكد انها تتعارض مع القانون الدولي . وجاء في البيان بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله تتابع بقلق بالغ قيام السلطات الاسرائيلية بهدم ممتلكات فلسطينية في منطقة وادي ياصول في حي سلوان في القدس الشرقية بتاريخ 17 نيسان الجاري . وتتوقع بعثات دول الاتحاد الأوروبي من السلطات الاسرائيلية اعادة النظر في تنفيذ أوامر الهدم المتعلقة بالممتلكات الفلسطينية في وادي ياصول . واكد ان سياسة بناء وتوسيع المستوطنات هي سياسة غير قانونية وفقاً للقانون الدولي، كما أن استمرارها يُقَوِض من قابلية حل الدولتين للحياة وإمكانية تحقيق السلام الدائم.
وتتنوع ذرائع سلطات الاحتلال في تبرير مصادرة اراضي الفلسطينيين . فقد أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي قراراً عسكريا يحمل الرقم 19/1/هـ وموقع من رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية- السلطة المختصة “أحفات عميد” بشأن استملاك وحق التصرف في ما مساحته 401 دونم، وذلك لشق طريق التفافي أسماه الأمر العسكري (شارع التفافي العروب)، وحسب الأمر فإن قرار استملاك المئات من الدونمات الزراعية تأتي ضمن المواقع التالي: بلدة بيت أمر: حوض 2 في مواقع “فريديس، بيت زعتة، جبل أبو سودة، جبل القرن، ود الشيخ”، وحوض 4 ” ود العروب”. وبلدة حلحول: حوض 34928 في القطع التالية ” 7،10، 23-23، 26، 37-44، 60، 71، 87-91، 93-118، 124 -126، 141،157″. والحوض رقم 8 في مواقع : خربة بيت خرف، ورأس القاضي ، وخربة الدرجي. وحوض رقم 10 في موقع دهر البو ، وحوض 11 في موقع وردان. يذكر أن جيش الاحتلال سبق أن أصدر إعلاناً عن إيداع (مخطط لمشروع التنظيم التفصيلي للطريق الرئيسي رقم 60 في مقطع التفافي العروب بيت أمر) في مواقع تابعة للحكومة الإسرائيلية إضافة إلى نشره في صحيفة القدس في 10 آب 2006. ويبلغ الطول الإجمالي للشارع 7.685 كيلومتر مقسمة كما يلي: 3.270كم في أراضي بيت أمر في المواقع التالي: خربة ابريكوت، خربة الطلعة، أبو سودا، افريديدس، وادي الشيخ، وردان، بيت زعتة . 1.790 كم في أراضي العروب من ضمنها كلية العروب التقنية , 2.625 كم في أراضي حلحول ( منها 625 مترا تحويلة إلى مستعمرة كرمي تسور) في المواقع التالية : رأس القاضي، بيت خيران، وادي الشنار، الراموز ، الحواور ,
فيما وثق تقرير صادر عن الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية “اوتشا” حول الوضع بالخليل حجم انتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين في المنطقة المحتلة من قلب مدينة الخليل منطقة(H1) التي تضم حوال 133 الف مواطن فلسطيني وزج فيها الاحتلال ببضع مئات من المستوطنين بصورة مخالفة للقانون الدولي الذي ينص على عدم جواز نقل دولة الاحتلال رعاياها ومستوطنيها الى الارض المحتلة. وقالت الامم المتحدة ان هذه المنطقة شهدت العديد من اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين الذين يعيشون في معازل ومناطق مغلقة بالاسلاك الشائكة والجدران والحواجز ، واكدت ان هذه المنطقة شهدت أعمال عنف في سياق أنشطة استيطانية تنتهك القانون الدولي ، واوضح التقرير ان سلطات الاحتلال منذ نيسان 2015 شددت من اجراءاتها على منطقة (H1) وبخاصة حركة المواطنين ووضعت قيود على تنقلهم ويوجد نحو 1022 عائق عسكري ثابت ومتحرك في المنطقة.وهذه القيود التي يفرض الاحتلال تلزمهم وتفرض عليهم العيش في منطقة معزولة وتمنع تحركهم بحرية وتمنع زيارتهم من اقاربهم وتحد من الوصول للخدمات الضرورية لهم وافرزت شريحة من المواطنين متضررين وشريحة تعيش في ظروف صعبة وقاسية وتشكل المدينة هدفا للنشاط الاستيطاني المكثف منذ احتلال الضفة عام 67 واقيم فيها خمسة مجمعات استيطانية .