الجامعة العربية قلقة من احتمال استجابة الأردن ومصر سلبياً لصفقة القرن
2019-04-25
القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)
أبلغت جامعة الدول العربية، دبلوماسيين عرب وأوروبيين ممّن لهم اتصالات بالإدارة الأميركية، أنها قلقة من احتمال أن الأردن ومصر ستستجيبان بشكل سلبي مع خطة السلام المسماة صفقة القرن، ما قد يؤثر على دول أخرى في المنطقة.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن هناك صراع بين الإدارة الأميركية، وقيادة السلطة برئاسة محمود عباس من أجل كسب مواقف الدول العربية إلى جانب كل منهما بشأن الخطة.
ونقلت عن أحد الدبلوماسيين العرب قوله للصحيفة، إن الإدارة الأميركية تدرك أن الأردن سوف يجد صعوبة في دعم الخطة كما هو مبين حاليًا في تقارير وسائل الإعلام، بدون دولة فلسطينية ودون أي حل لمشكلة اللاجئين.
وتشير الصحيفة إلى أن العاهل الأردني عبدالله الثاني كان قد قال خلال اجتماع مع زعماء يهود في الولايات المتحدة إنه وعلى الرغم من أنه عقد العديد من الاجتماعات مع الفريق الأميركي بقيادة جاريد كوشنر إلا أنه لا يعرف تفاصيل الخطة الأميركية.
وقال مصدران أمريكيان للصحيفة «إن الملك عبر عن تشاؤمه حيال الخطة، مفضّلًا مناقشة قضايا أخرى مثل الوضع في سوريا وأزمة اللاجئين التي تؤثر على الأردن».
وبحسب الصحيفة، فإن البيت الأبيض يرسم صورةً أكثر تفاؤلا في ظل صلات كوشنير الشخصية مع كبار المسؤولين الخليجيين، مبينةً أن هدفه حاليًا فصل الموقف الفلسطيني بشأن الخطة، عن موقف العالم العربي.
وتقول «تدرك الإدارة أن الأردن ومصر ودول عربية أخرى سوف تجد صعوبة في دعم خطة لا تشمل دولتين وعاصمة فلسطينية في «القدس الشرقية»، لكنها تأمل ألا يكون الرد العربي رفضًا تامًا للخطة».
وأشارت إلى محاولات جيسون غرينبلات المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نفي الأخبار التي تشير إلى أن الخطة تشمل نقل فلسطينيين إلى سيناء أو إقامة كونفدرالية في الأردن.
وعلمت هآرتس أن غرينبلات التقى في عدة مناسبات مع منظمات يمينية في الولايات المتحدة تروج لفكرة تبادل الأراضي في سيناء، وقد حدث بعضها قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، بينما كان غرينبلات مستشارًا لحملة ترامب الانتخابية.
وأشارت إلى أنه حين كشف كبار المسؤولين السابقين في إدارة باراك أوباما عن هذه الاجتماعات، لجأوا إلى غرينبلات وحذروه من أن هذه فكرة من شأنها تعريض العلاقات الإسرائيلية المصرية للخطر، ورد عليها بأنها «نظرية مؤامرة». متهمًا الفلسطينيين بنشر معلومات كاذبة تهدف إلى تحريض الرأي العام العالمي والعربي ضد الخطة.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين في الإدارة الأميركية لديهم قناعات بأن الفلسطينيين يعملون على ترويج مثل هذه الأخبار حول سيناء والأردن، من أجل تخريب فرص النجاح.
وتحاول الإدارة الأميركية أيضًا توظيف خبراء في شؤون الشرق الأوسط للدفاع عن الخطة ومحاولة تقديم مزاياها إلى وسائل الإعلام في العالم العربي. وقال شخص يقدم المشورة للإدارة الأميركية للصحيفة «إنهم يدركون أن لديهم تحديًا كبيرًا في هذا المجال».
وأشار كبار المسؤولين الأميركيين إلى نجاح مثل هذه الخطوة في العالم العربي خلال قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العام الماضي. على الرغم من أن الدول العربية أدانت هذه الخطوة، إلا أنه كانت هناك ثغرات في شدة ردها، وبرز الأردن في ردّه الحاد، فيما استجابت السعودية ومصر بضبط أكبر.
وتشير الصحيفة إلى جهود رئيس السلطة عباس في محاولة عرقلة الجهد الأميركي من خلال زيارته للقاهرة مؤخرًا ونيته القيام بجولة كبيرة لعدد من الدول.
وقال دبلوماسيون عرب للصحيفة «إن عباس أراد التأكد من أن القادة العرب لم يغيّروا موقفهم من الخطة، في أعقاب وعود الإدارة الأميركية بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية».
وتقول الصحيفة، إن البيت الأبيض يعوّل على علاقات كوشنر الوثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد في نجاح الخطة، ومن ناحية أخرى يعتمد عباس على العاهل السعودي الملك سلمان، الذي أظهر في العام الماضي مقاربة "تقليدية" أكثر للقضية الفلسطينية ووعد بأن تعارض بلاده أي خطة لا تلبي مطالب الفلسطينيين.