يبدو أنها الحكومة الأخيرة في عرش السلطة
2019-04-14
احداث متتالية ونقاط حاسمة وتطورات خطيرة متسارعة على الساحة الفلسطينية وأجندات ومستجدات تشهدها الساحة السياسية والأمنية والإقتصادية، بات الشعب الفلسطيني امام منعطف تاريخي مظلم ومتغيرات وتقلبات جغرافيا واستراتيجيا أثرت على القضية الفلسطينية، فأصبحت بعض القيادات الفلسطينية هم قوى المؤامرات الخارجية وقوى الاستبداد الداخلي والخطر الأكبر على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني ، من ثم الانقسام البغيض الذي شتت اوصالنا وفرق كلمتنا وصفوفنا وبعثر جهودنا وشوه انجازات شعبنا وتضحياته وصموده، صراع البقاء للاقوى الصراع من أجل السيادة والضحية الشعب المسكين الذي يدفع اثمانا باهظة من دماء أبنائه..
متى تحل قضية الغابة..؟ ومن يكون ملك الغابة..؟؟!!
مفردات لفظية ومصطلحات نستخدمها لتعبر عن مجريات الأحداث، أصبحت القضية الفلسطينية { غابة الصراع} الصراع فيها للاقوى صراعات على مناصب، جدل سياسي، سياسة الاستبداد ومصارع الاستعباد .
نسوا وتناسوا ذلك الشعب المسكين الذي اجلسهم على الكراسي لحل مشاكلهم وتوفير الأمن والأمان لهم ،
لهذا ننتظر من سوف يكون ملك الغابة!!
سيناريوهات سياسية متقلبة تلوح في سماء فلسطين ؟إلى أين تتجه..؟؟
في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولات في مساره السياسي وتحالفات إقليمية ودولية سياسية واقتصادية يطل علينا اهم السيناريوهات السياسية التي اجتاحت الساحة الفلسطينية والرأي العام تشكيل حكومة محمد اشتية الجديدة استراتيجية فتحاوية تكرس سياسة التفرد والاستفراد بالقرار السياسي والتنظيمي والعبث بقرارات المجلسين الوطني والمركزي وممارسة سياسة الاقصاء والفصل وتعميق الانفصال الجغرافي والسياسي كمقدمة لإنجاح صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية. تشكيل الحكومة الجديدة في ظل الانقسام "" الجمل بما حمل""
الحكومة الجديدة في رام الله التي سيتولى زمانها "اشتية" لن تمثل سوى نسخة كربونية عن سابقها ولم تغير من رؤيتها السياسية تجاه ملف قطاع غزة ، فأن وجود القيادي بفتح محمد اشتية على رأس الحكومة يعني أن باب المصالحة والتفاهمات السياسية قد أغلق، فهو من أشد المحرضين بقوة على غزة وحركة حماس ويدعم قرارات الرئيس ابو مازن بفرض العقوبات والإقصاء الوظيفي على غزةوتقليص الكهرباء والتحويلات الطبية.
ومن جهة أخرى تعتبر حركة حماس حكومة اشتية المرتقبة تزيد المشهد تعقيدا ولا تلبي احتياجات المواطن الفلسطيني وبعيدا عن الإجماع الوطني الفلسطيني. فلسطين لها حكومتين وشعب واحد......
وجهان لعملة واحدة حكومة فتح غير مسؤولة ومتناقضة مع المسؤولية الوطنية وفيها الكثير من التضليل ، وحركة حماس تسوق هذة الاضاليل من أجل التهرب من مسؤولياتها ومن استحقاقات تحقيق المصالحة الوطنية.
ارتباك داخل الساحة الفلسطينية مما لا يشير إلى إمكانية تحقيق توافقات وطنية سواء على مستوى المصالحة او غيرها وكل طرف من طرفي الانقسام يتخذ الإجراءات والسياسات التي يراها مناسبة بشكل فردي.
جذور الخلاف واضحا بين الحركتين وحالة الاحتقان تسيطر على الساحة الفلسطينية مما أدى إلى احتكاك وتصادم بينهما ورفض الشراكة السياسية يقع على عاتق طرفي الانقسام ومنطق التفرد الذي تفرضه سياسة الحركتين ""من يشيل الجمل بما حمل "" فاصبحت الضفة الفلسطينية عقاراً خاصاً بفتح وقطاع غزة بات هو الأخر عقاراً خاصا بحماس لهذا تشكيل الحكومة خطوة انفرادية تعمق الانقسام... يبدو انها الحكومة الأخيرة في عرش السلطة..
المطبخ السياسي يدق المسمار الأخير في عرش السلطة ويشكل "زلزالا سياسيا" مستخدما حالة الاستبداد والدكتاتورية في السلطة بظل وجود أزمات كبرى داخلية وخارجية مركبة وجوهرها مقايضة حقوقنا الوطنية مقابل تحسين للاوضاع الاقتصادية ، أجندات سياسية تريد حرف البوصلة عن اتجاهها ومسارها وحل القضية الفلسطينية وذلك بنشر خريطة لدولة فلسطين عبر القنوات العبرية تضم غزة وبعض مناطق سيناء كمقدمة لاعلانها في مايو عبارة عن فكرة الوطن البديل الذي كان مطروح سابقا ، خريطة كاريثة تسير على طريق تحقيق "حلم ترمب " لتسوية القضية بتمرير صفقة القرن. هل غرقت الحكومة قبل أن تبحر...؟
الحكومة التي تحمل رؤية الرئيس حكومة عباسية سلطتها الانفرادية تجسد حالة الاستبداد وسياسة التجهيل كنهج سلطوي يتحرك وفق رؤية غير شرعية ويأتي ذلك وسط معارضة فصائل منظمة التحرير رفض الجبهتين الديمقراطية والشعبية ( فصيلان يساريان من أكبر فصائل منظمة التحرير ) المشاركة في حكومة اشتية ،وفي سياق رفض الجبهتين مستعرضين موقفهم السياسي صرحوا على الحكومة الجديدة علاج الفجوة التي نشأت بين المواطنين والنظام السياسي والحكومة المقبلة حكومة مضطربة سياسيا وقانونيا وهى لا تمثلنا. ورفض حركتي حماس والجهاد واستقالات واختلالات في عدة أحزاب قررت المشاركة في حكومة محمد اشتية.
هذا المأزق الفلسطيني سيكرس فشل المنظومة السياسية الفلسطينية ومن الصعب أن تكون حكومة وفاق وطني فعلينا تسميتها حكومة فتح لا تمثل الكل الفلسطيني ولا الشرعية الفلسطينية وستكون عاجزة عن تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي في تبني استراتيجية وطنية بقواسم مشتركة بالانحلال من اتفاقيات أوسلو والتصدي المباشر لصفقة القرن بالاشتباك الميداني مع الاحتلال وتدويل القضية الفلسطينية دوليا وعربيا. عوامل الخروج ورؤى الحل....
1- إصلاح الشأن الداخلي وإنقاذ ما تبقى من القضية الفلسطينية و ما يمكن إنقاذه مما أتت علية نيران الفرقة السياسية وسياسة التفرد بالحكم وإلغاء الاخر
2- التغيير اذا لم يتحرك الشارع الفلسطيني باتجاه الضغط من أجل التغيير فإن المشهد السياسي الفلسطيني سيبقى قائما ولن تشهد الساحة السياسية الفلسطينية اي تغيير في ظل ضغط أمريكي اسرائيلي وتسابق عربي على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
3- انهاء فجوة الانقسام وتخريب العلاقة بين جميع الفصائل هذا العامل لا يمكن تحقيقه إلا باعتراف الحركتين ببعضهما البعض وان الوحدة الوطنية اساس الشراكة.
4- وقف التنسيق الأمني وحماية الحريات والحقوق الديمقراطية للمواطنين .
5- تصعيد المقاومة الشعبية بكافة أشكالها بجميع المحاور الميدانية والمحافل الدولية.
6-الإعداد لإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية على قاعدة التمثيل النسبي الكامل بضمان مشاركة الكل الوطني الفلسطيني.
الحالة السياسية الفلسطينية أوصلتنا الوقوع في مأزق سياسي صعب يعطي الفرصة للكيان الصهيوني من أجل تمرير مخططاته وطموحاته السياسية والجغرافية في الأراضي الفلسطينية.
كتبنا مقالات عدة لم تكتم غيظنا وسن اقلامنا وندونها في محراب اوراقنا المتناثرة فأمتلات صفحتنا بالتواريخ امتدادا لما طرحته في مقالاتي السابقة من أحداث ومواقف تدق فيها أجراس الخطر على مفترق الطريق وصولا في نهاية المطاف إلى الطريق المسدود.