هل اقتربت تل أبيب من حسم خياراتها بغزة ؟ .. و نتنياهو لا يتشجع لاجتياح القطاع
2019-04-04
القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)
أكد الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب كوبي ميخائيل ان تل أبيب تقترب من حسم خياراتها تجاه حركة حماس في غزة وذلك انطلاقا من موازين الربح والخسارة ، سواء كان ذلك في الإطاحة بنظام حماس أو إعادة احتلال القطاع ، أو التسليم بوجود كيان معاد لإسرائيل تسيطر عليه حماس.
وقال الباحث الإسرائيلي أنه :« كلما أبدت حماس سياسة منطقية، فإن ذلك يسهل على إسرائيل التعامل معها، مع العلم أن الحالة مع حماس ليست أمرا جديدا تواجهه إسرائيل، فقد تعاملنا سابقا مع كيانات معادية لنا في المنطقة من خلال المحافظة على سياسة ردعية تجاهها، وأحيانا التعاون البناء في بعض المجالات المدنية».
وأوضح ميخائيل أن «مثل هذه السياسة تجاه الكيان المعادي لإسرائيل في غزة بسيطرة حماس، قد يبدو الخيار الأقل سوءا للإسرائيليين، رغم أن ذلك لا يمنع نشوب أزمات عسكرية عنيفة بين حين وآخر».
وأشار ميخائيل، أن الشهور الأخيرة لم تشهد تحقيق إنجازات واضحة، باتت تجد قيادة حماس نفسها أمام جملة أزمات متصاعدة: الواقع الإنساني الكارثي في القطاع، وما تسبب به من خروج مظاهرات ضد الحركة، وتوترات مع بعض الفصائل، ووجود مجموعات مسلحة صغيرة تعمل في القطاع، والخلاف المتصاعد مع السلطة الفلسطينية، والسياسة الإسرائيلية.
وأكد أن حماس بالتزامن مع تلك الأزمات الداخلية، فإنها تراقب السلوك الإسرائيلي تجاهها، الذي يمتنع عن القيام بأي عملية عسكرية واسعة ضدها، وهو موقف تريد حماس منه تحسين شروط تفاوضها مع إسرائيل، وتعتبره أداة ضغط عليها، ما يجعل من إطلاق الصواريخ على تل أبيب خطوة محسوبة من حماس؛ لأنها اعتبرت هذه الصواريخ أداة ردعية أمام إسرائيل يمنعها من الذهاب لحرب كبيرة، لا سيما عشية الانتخابات.
وأوضح ميخائيل أن ذلك يمكن أن نسميه الهروب إلى الأمام الذي اتبعته حماس في بعض الحالات سابقا، ولعل موافقة الحكومة الإسرائيلية عقب إطلاق هذه الصواريخ على زيادة الأموال القطرية، وتوسيع مساحة الصيد، ومنح المزيد من التسهيلات الإنسانية، يعطي مصداقية لتفكير حماس بهذا الاتجاه".
وختم بالقول إنه في ضوء قراءة حصاد المواجهات العسكرية السابقة مع حماس، على إسرائيل زيادة أعداد الرابحين والمستفيدين من الوضع القائم من خلال تحسين الظروف المعيشية في غزة، وفي الوقت ذاته توجيه ضربات قوية لحماس في كل جولة عسكرية لزيادة تأثيرها الردعي، الذي تضرر كثيرا عقب الهجمات الأخيرة لحماس.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه :« لا يتشجع لاجتياح غزة اليوم لأنه لم يرغب أي زعيم عربي بتحمل المسؤولية في اليوم التالي لسيطرتنا عليها وأنا على استعداد لدفع الثمن السياسي لذلك ». على حد قوله.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أوردتها القناة 12 الإسرائيلية اليوم الخميس :« كل الخيارات لا تزال مطروحة بما في ذلك الدخول البري الى غزة وقد يتعين علينا الشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق، لكن هذا هو الخيار الأخير، وأريد أن تعرف كل أم وأب أنني لا أرسل أبناءهم إلى الحرب دون استنفاد كل الاحتمالات».
وأضاف :« لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا تحقيق هدوء طويل الأجل ولكن هناك شيء واحد أعرفه ، أنا لا أصنع حروبا غير ضرورية، نحن نحاصر ونحيط غزة بقوة هائلة ونرى تأثير ذلك حيث تجلب حماس والجهاد آلاف المتظاهرين نحو السياج».