ما بين «ارحل» و«اخترناك» في غياب مصدر الشرعيات
2019-03-04
تناغمت هتافات وتظاهرات الشارع الفلسطيني ما بين «ارحل» و«اخترناك» وانقسم المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فئتين، فئة «ارحل» تطالب الرئيس محمود عباس برحيله عن الساحة السياسية وفئة أخرى «اخترناك» لدعم ومساندة الرئيس.
هناك فجوة واضحة في العلاقة بين الشارع الفلسطيني والقيادة السياسية، هذه الفجوة تتسع وتتفاقم على اثر الانقسام البغيض الذي عصف بالساحة الفلسطينية وخلف مصائب لا تعد ولا تحصى، انقسام الاخوة، انقسام المجتمع الفلسطيني الذي أدى إلى تدمير نسيجه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، انقسام أدخل القضية الفلسطينية في متاهات لا رجعة فيها، وكان المستفيد الأول منه الكيان الصهيوني والقوى الإقليمية والدولية المستثمرة في الصراع العربي الإسرائيلي.
سنوات على هذا الانقسام والذي شهد الحوار يلو الحوار والوساطة تلو الوساطة واتفاق يلو اتفاق من أجل إنهاء هذا الانقسام لكنها جميعها باءت بالفشل بسبب الأجندات الخارجية والاختلافات الفكرية وفكر الاستحواذ وسياسة التخوين والتشكيك بين طرفي الانقسام.
من يدفع الثمن؟ ومن يقبض الثمن؟
تعيش الساحة الفلسطينية منذ سنوات حالة انقسام شطر الوطن جغرافيا وسياسيا إلى شطرين، الضفة الغربية وقطاع غزة، انقسام مدمر يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية. حيث أن الانقسام لم يخدم كما لم يحقق سوى مصلحة الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية وإغلاق ملفها بشكل نهائي والتآمر بتمرير صفقة القرن.
طرفا الانقسام الفلسطيني هم من يقبضون ثمن الظروف المأساوية والقاسية التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة من حصار خانق مفروض عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي واستمرار ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية، ومنها أزمة الكهرباء وعجز الإمكانيات في المستشفيات وتقليص خدمات الأونروا، ومع كل هذا جراح غزة تزداد مع العقوبات المفروضة علية من قبل السلطة بقطع الرواتب، أي قطع شريان الحياة عن غزة.
غزة تموت بهدوء وبصخب أمام انظارنا أيها العابثين في صراعكم على السلطة ، الدم ينزف أعوام والحصار مفروض والعجز العربي يزداد والمجتمع الدولي يخادع ويراوغ ويطعن، ومع هذا اثبتت غزة للعالم ولإسرائيل انها قادرة على مواجهة المؤامرة التي تعصف بالقضية من خلال مسيرات العودة الكبرى ونسفوا مقولة وأوهام الإسرائيليين بـ(الكبار يموتون والصغار ينسون). ألم تكن دماء شهداء شعبنا وعذابات أسرانا وآلام جرحانا كافية لان تتفقوا.
تعدد الاقنعة
تتعدد الاقنعة وتتباين ألوانها بعدد يفوق عذابات أهل غزة وتتعرى الوجوه المتلونة وتكشف أصحاب اقنعة الدين بأقنعة السياسة، فمن يعلو قناعه الديني نجد أن قناعه السياسي أوسع وأكبر فتظهر حقيقتهم وزيفهم وأعمالهم وافعالهم، فيما أقنعة الفساد التي تعمل تحت مظلة الشرعية لتحقيق مكاسب هائلة على حساب معاناة شعبنا في قطاع غزة ، ازيلوا اقنعتكم واظهروا على حقيقتكم وواجهوا شعبكم واكشفوا أوراقكم بوضوح ونزاهة.
وجهان لعملة واحدة «ارحل» و«اخترناك»
وجهان لعملة واحدة عنوانها «صراع الاخوة»، صراع البقاء، الصراع من أجل السيادة، الخلاف يجعلنا نقول لكل الحريصين ان شعارات «ارحل» و«اخترناك» هي إشغال شعبنا المثقل بالمشاكل الداخلية التي لا تخدم بالنهاية سوى أهداف الكيان الصهيوني، لهذا علينا:
1. استعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة السياسية والتوافق الوطني.
2. إجراء انتخابات حرة ونزيهة للرئاسة والمجلس الوطني والمجلس التشريعي على قاعدة التمثيل النسبي الكامل.
3. فضح المخططات والأجندات الخارجية والتأكد على الالتفاف بقضيتنا ودعمها في مجابهة المخططات التي تستهدف النيل من المشروع الوطني والقضية الفلسطينية في ظل «صفقة العصر».
الشعب يناديكم توحدوا على برنامج وطني متفق علية ويناجي ضمائركم ان تتفقوا، اتركوا الخلافات جانبا والتفوا حول هذا الوطن الجريح، الشعب فقد كل مقومات الحياة بسبب خلافاتكم، لا تخنقوه ليقول لكم ارحلوا.