غزة (الاتجاه الديمقراطي)
تعلو نذر الحرب على قطاع غزة في الآونة الاخيرة، وبدأت تلوح في الافق خاصة في ظل الاستعدادات التي تؤكد المقاومة الفلسطينية انها تواظب عليها يوميا لأية مواجهة مقبلة، وتأهب قوات الاحتلال وتنفيذه بين حين واخر تدريبات عسكرية مختلفة.
ونقلت القناة 12 العبرية عن زيارات قام بها رئيس اركان الاحتلال الجديد افيف كوخافي الى حدود القطاع وطلبه من القادة الميدانيين للجيش بشراء معدات تلزم للاقتحام البري لأراضي داخل قطاع غزة.
وبحسب المحلل الامني روني دانييل فان كوخافي زار هناك عدة مرات وطلب من قيادات الجيش الاسراع في شراء معدات تلزم للدخول البري لأراضي غزة في حال صدرت الاوامر لذلك .
وبحسب دانييل فان جبهة غزة تسخن أكثر من اية جبهة اخرى، على حد قوله.
وأضاف: «رغم أن المخابرات الاسرائيلية حصلت على تأكيدات ان إيران تواصل سعيها التواجد والتمركز في سوريا الا انها جبهة مؤجلة وان غزة هي الجبهة المعجلة».
وكانت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) قد قالت إن «حركة حماس قد تبادر إلى عملية هجومية واسعة تؤدي إلى حرب، في محاولة لإدخال تدخل دولي إلى الصورة وتغيير الوضع الإنساني في قطاع غزة».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إنه على إثر هذه التقديرات، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد، أفيف كوخافي، وضع الاستعدادات لحرب في قطاع غزة على رأس سلم أولويات الجيش الإسرائيلي، والمصادقة على خطط حربية وتشكيل «مديرية أهداف» في القطاع.
وبحسب (أمان)، فإنها غيرت تقديراتها السابقة بأن «حماس لن تقدم على شن عملية عسكرية أو الدخول في حرب، وتعتبر الآن أنه في أعقاب عدم رضى حماس من تقدم المحادثات مع الوسطاء المصريين، وأن الحركة تعتقد الآن أنه من شأن خطوة متطرفة فقط أن تؤدي إلى تغير الوضع في القطاع. »
وتقول تقديرات (أمان) إن «حماس قد تطلق صواريخ باتجاه المدن والمستوطنات، والعمل من داخل أنفاق أو إطلاق قذائف مضادة للمدرعات ضد أهداف عسكرية أو مدنية في محاولة لإسقاط عدد كبير من الخسائر، وأن تجر قوات الاحتلال إلى رد مختلف عن عملياتها خلال جولات القتال القصيرة، وأن حماس باتت على استعداد لتحمل مخاطر، ولا تستبعد تقديرات حماس احتمال اشتعال الوضع في الضفة الفلسطينية أيضا.»
ورأت التقديرات أن «زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ينظر إلى العمليات المسلحة أنها وسيلة من أجل تحقيق أهداف هامة لقطاع غزة، وأنه لن يتردد من الدخول في مواجهة واسعة، حتى لو كان الثمن مسا شديدا بحماس وقواعدها. » وتتوقع )أمان( حربا شبيهة بالعدوانين في عامي 2008 و2014، وعدم احتلال القطاع لفترة طويلة.
وصادق كوخافي، في الأسبوعين الأخيرين، على عدة خطط حربية لعمليات عسكرية في القطاع وبسيناريوهات مختلفة، وفقا لقرار الحكومة الإسرائيلية.
وعقد كوخافي اجتماعات مع قادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال وجهات ذات علاقة. كذلك شكل كوخافي «مديرية أهداف» تكون مهمتها تحديد «أهداف نوعية» في القطاع من أجل مهاجمتها.
كذلك أوعز كوخافي بنشر جنود نظاميين عند بطاريتي «القبة الحديدية» ، التي يفترض أن تصبح عملانية حتى نهاية العام الحالي، وعندها ستكون لدى الجيش الإسرائيلي عشر بطاريات «قبة حديدية».
لكن تقديرات (أمان) ليست متلائمة مع التقديرات الاستخباراتية لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، حسبما ذكر موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني.
ووفقا لتقديرات قيادة المنطقة الجنوبية فإن «حماس معنية بهدوء وتسوية من أجل جلب مشاريع اقتصادية ومساعدات إنسانية، وأن حماس معنية بالحفاظ على توتر مع إسرائيل عند السياج الحدودي. وفي حالة كهذه»، فإن تقديرات (أمان) هي التي ستُؤخذ بالحسبان.
وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف قد قال في تصريحات صحفية إن «ما يحاول فعله في هذا الوقت إقناع كل الأطراف بالرجوع عن حافة الهاوية وعدم الوصول لمكان فيه تصعيد أكثر في قطاع غزة»، مضيفا: «نحن مع الأسف قريبون بهذا القدر من الحرب».
واردف: «اتمنى أن يكون هناك نقاش مختلف للرجوع عن حافة الهاوية، ونقاش فعلي لرفع الحصار البري والبحري وأن يتمتع الناس في غزة بحرية الحركة»، مشيرًا إلى أن «قضية الانقسام مشكلة بشعة جدًّا للشعب الفلسطيني من فترة طويلة».