المناضل الأممي الرفيق فرانكو فونتانا قاتل 22 عاماً في صفوف «القوات المسلحة الثورية» ضد الاحتلال الإسرائيلي
2019-02-07
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
الرفيق فرانكو فونتانا، المقاتل الإيطالي الجميل، الفدائي الأممي الفلسطيني الشاهق، كان فدائيا من ذلك الزمن البهي، زمن الفدائيين، ترك إيطاليا وأتى الى لبنان مقاتلاً في صفوف «القوات المسلحة الثورية» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ سبعينيات القرن الماضي، ولنحو 22 عاما.
الرفيق فرانكو أو جوزيف كان من الفدائيين الأجانب الذين تركوا كل شيء خلفهم وانضموا الى فصائل الثورة الفلسطينية. في ذلك الزمن، كان النضال أممياً وكانت القضية الفلسطينية مركز اهتمام شرفاء العالم. ومن المآثر التي تنسب للمقاتل فرانكو إضافة إلى تضحيته بنفسه، أنه باع كل أملاك والده وكل ما ورثه عنه وقدمها للمخيمات الفلسطينية. اشتهر بدقة تصويبه في سلاح راجمات الصواريخ «الكاتيوشا»، وتنفيذه عمليات قصف استهدفت إسرائيل من جنوب لبنان.
فلسطين هي القضية التي وحّدت أحرار العالم ضد الظلم، هو الوطن الذي تقمص قلوب العاشقين من الشرق والغرب، قلب العالم النابض بجميع اللغات: العربية والإنكليزية والإسبانية والإيطالية... فلسطين التي دفعت فرانكو فونتانا، المناضل الايطالي الى الالتحاق بصفوف المقاومة الفلسطينية في لبنان عام 1977، مقاتلاً في الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ضد العدو الإسرائيلي، قبل ان يعود الى إيطاليا بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982.
عرف باسم جوزيف إبراهيم وكانت وصيته أن يدفن في فلسطين أو في إحدى مخيمات الشتات، مخيم عين الحلوة أو مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. هذا الفدائي الإيطالي هو الذي قال: «قد أموت ولا أرى تحرير فلسطين ولكن ابنائي أو أحفادي حتما سيرون تحريرها وعندها سيعرفون قيمة ما قدمته لهذه الارض الطيبة، ولهذا الشعب الصلب».
عاش فونتانا سبعة عقود مفعمة بالثورة ضد الطغيان، وصل الى لبنان يوم النكبة في 15 أيار ورحل يوم النكسة في 5 حزيران 2015، وعند تدخل السفارة الإيطالية في بيروت لنقله لبلده الأصلي تفاجأوا بوجود وصية له بدفنه في فلسطين، فإن تعذر ذلك، طلب دفنه في إحدى مخيمات الشتات، وهو ما حصل فعلا، حيث دفن في مقبرة شهداء مخيم شاتيلا. وكأن القدر مصرّ ان يدخله على سكة تواريخ مفصلية لقضية عاش ومات في أحضانها.
الجبهة الديمقراطية شيعت شهيدها فرانكو فونتانا بموكب مهيب تقدمه نجلا الشهيد اللذين قدما من ايطاليا: لاورا وماسيمو فونتانا، اضافة الى قادة وممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان وعدد من رفاق الشهيد الذين عايشوه ورافقوا مسيرته النضالية وحشد من ابناء مخيمات بيروت.
واصطفت حشود الجماهير عند مدخل مخيم شاتيلا لاستقبال الجثمان الذي لف بأعلام فلسطين وايطاليا وعلم الجبهة الديمقراطية وحمل على اكتاف رفاق الشهيد في القوات المسلحة الثورية، كما تقدم المسيرة ايضا كشافة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، وبعد ان توقف النعش امام المكتب الرئيسي للجبهة في المخيم حيث كان الجميع بالانتظار سار الموكب باتجاه مقبرة الشهداء في مسيرة اخترقت شوارع المخيم وأزقته الداخلية يتقدمها الفرق الكشفية واعلام فلسطين ولبنان ورايات الجبهة الديمقراطية وصورة كبيرة للأمين العام نايف حواتمة.