• ضابط إسرائيلي كبير يكشف اخفاقات العدوان الأخير على قطاع غزة
    2019-02-03
    غزة (الاتجاه الديمقراطي) (عرب 48)
    وجه ضباط أعضاء حاليون وسابقون في هيئة الأركان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، انتقادات شديدة إلى القيادتين العسكرية والسياسية بسبب ما وصفوه بانعدام الثقة بسلاح البرية في الجيش والاعتماد على سلاح الجو والاستخبارات.
    وبحسب نائب رئيس أركان الجيش السابق، يائير غولان، بما يتعلق بالعدوان على غزة عام 2014، فإن «انعدام ثقة القيادة العليا في الجيش بسلاح البرية والخوف من خسائر أدى إلى عدم تنفيذ اجتياح بري. وهذه الرسالة انتقلت إلى الشبان، وألحق هذا الأمر ضررا لا يمكن إصلاحه من حيث ثقة الضباط بأنفسهم وبقدرتهم وقدرتهم على على الانتصار». 
    ويأتي ذلك على خلفية تقارير قدمها مفوض شكاوى الجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق بريك، في الأشهر الأخيرة، وتضمنت «انتقادات شديدة للجيش وخاصة لسلاح البرية، وتشديده على عدم جهوزية الجيش للحرب»، وهو ما نفاه رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت، الذي انتهت ولايته منتصف الشهر الماضي.
    ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، اليوم الأحد، عن الجنرال في الاحتياط غاي تسور، قوله إنه «عندما يوجد عدم ثقة من جانب صناع القرار بقدرة سلاح البرية، فإن سلاح البرية أيضا لا يثق بنفسه. وإذا نظرنا إلى المستقبل، فإنه من الواضح أن علينا، بموجب إدراكنا لطبيعة الحرب القادمة في لبنان، تعزيز ثقة صناع القرار بسلاح البرية كي يتغلب على العدو وثقة الضباط بقدرتهم على الحسم وتنفيذ المهمة».
    وكان موقع «يديعوت أحرونوت» قد كشف مساء أمس، السبت، عن وثيقة كتبها غولان وقدمها، قبل شهر، لآيزنكوت ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولجنة الخارجية والأمن في أعقاب تقارير بريك حول جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب. وجاء في هذه الوثيقة أنه خلال العدوان على غزة عام 2014 «أطلق الطيران الإسرائيلي 1200 صاروخا وقذيفة دقيقة باتجاه أهداف فارغة من أجل تبديد الإحباط من عدم النجاح بعد 52 يوما بإنهاء الحرب».
    وأضاف أنه بسبب ذلك «الضربة التي ستوجه إلى الجبهة الداخلية ستكون أكبر مما يمكن احتماله»، وأن إخفاق «حرب أكتوبر 1973 كانت «نزهة» قياسا بالضربة التي ستوجه للجبهة الداخلية».
    وقال غولان، الذي كان أحد المرشحين لخلافة آيزنكوت ، في الوثيقة إن «مشكلة القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تكمن في الوعي، وهذه القيادة فعلا لا تعتمد على سلاح البرية. وعندما يحدث هذا، من دون أن يقول ذلك بصوت مرتفع، فإنه حتى الاستثمارات المالية الكبيرة في سلاح البرية لن تفيد. لأن الرسالة تتغلغل إلى القيادة الشابة، من دون قول ذلك صراحة، بأنه بالإمكان إنهاء الحرب بواسطة سلاح جو جيد واستخبارات جيدة. ويوجد لذلك تأثير مباشر على روح القيادة الشابة، بإدراكه أن سلاح البرية بنظر القيادة العليا هو ليس العامل الذي سيحسم المعركة».
    وحذر غولان من أنه «لأن سلاح الجو لن يتمكن من وقف آلاف الصواريخ في الحرب القادمة، فإنه من دون دخول بري إلى أراضي العدو ووقف إطلاق الصواريخ، فإن الضربة التي ستتلقاها الجبهة الإسرائيلية سيصعب تحملها والوضع سيشكل صدمة للجمهور».
    وأضاف أنه «بعد حرب لبنان الثانية وكذلك بعد الجرف الصامد (العدوان على غزة) لم تجر تحقيقات ولم تستخلص العبر، وتعززت الرسالة الخفية للقيادة العليا بأن الجيش هو سلاح الجو. وهذا مفهوم كارثي. وتوجد لذلك دلالات خطيرة جدا على الضباط الشبان، الذين أخذت روح الإصرار لديهم تتبدد. والمعايير في البرية انخفضت إلى أدنى مستوى. ولا يوجد طموح نحو الامتياز». 
    وشدد غولان على أن «وضع سلاح البرية في جيش الاحتلال سيء جدا. وقائد الذراع البرية لا يعمل. لا توجد صلاحيات ولا مسؤوليات. توجد مشاكل جهوزية خطيرة في سلاح البرية».


    http://www.alhourriah.ps/article/53182