المكتب الوطني : الاحتلال يُوفر الحماية لإرهاب المستوطنين ويصف جريمتهم في قرية المغير ب « المشاجرة »
2019-02-02
نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الأسبوعي، إن : «جيش الاحتلال الإسرائيلي يوفر الحماية لإرهاب المستوطنين، ويصف جريمتهم في قرية المغير بالضفة الفلسطينية المحتلة بـ المشاجرة».
وأضاف المكتب الوطني أن الجرائم التي يرتكبها قطعان المستوطنين في طول الضفة الفلسطينية وعرضها وآخرها الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الشاب حمدي النعسان وإصابة نحو 30 اخرون بالرصاص الحي الذي اطلقه جيش الاحتلال ، عقب محاولة المستوطنين اقتحام قرية المغير شرق مدينة رام الله ، وقيام مستوطن من مستوطنة «عمانويل» المقامة على اراضي المواطنين في قرية ديراستيا في منطقة القعدة في واد قانا بالهجوم على المواطن مقبل فارس ونجله يوسف بواسطة اداة حادة ( بلطة ). وتأتي هذه الجرائم امتدادا للحرب المفتوحة التي تشنها الحكومة الاسرائيلية واذرعها العسكرية والأمنية المختلفة ضد المواطنين الفلسطينيين حيث يصعد المستوطنون من إرهابهم في ظل الحماية والدعم الذي توفره حكومة نتنياهو المتطرفة لهم مع غياب القانون والنظام القضائي النزيه والعادل وآليات الردع والمعاقبة، وسيادة منطق الإفلات من المساءلة والعقاب .
واعتبر بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي الجريمة التي تعرّضت لها قرية المغير شرق رام الله، «مشاجرة» بين مستوطنين وأهل القرية، وذلك في محاولة لتنظيف ساحة وأيدي القتَلة المستوطنين من دم الشهيد حمدي نعسان ، فتسمية ما تعرضت له القرية من عدوان استيطاني ارهابي بـ«المشاجرة» هو محاولة مكشوفة لتبرئة ساحة المجرمين والقتلة من المستوطنين
يذكر أن جرائم المستوطنين في الضفة المحتلة ، بدأت تأخذ في السنوات الأخيرة طابعًا منظمًا ، وهي تتواصل بتأمين من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعم من المرجعيات الدينية كالفتوى الاخيرة للحاخام مردخاي الياهو ، حاخام صفد . وفي هذا السياق ايضا عممت مجموعة من الحاخامات الكبار من الصهيونية الدينية، رسالة تطالب الجمهور الإسرائيلي بالتبرع للإرهابي اليهودي المتهم بقتل الشهيدة، عائشة رابي (47 عاما).وأتت رسالة الحاخامات بعد أن قدمت لائحة اتهام ضد مستوطن للمحكمة المركزية في اللد، نسبت له تهم «القتل غير المتعمد»، ووفقا لرسالة الحاخامات التي وقع عليها أيضا عضو الكنيست السابق، الحاخام حاييم دروكمان، فإنهم يدعون للتبرع لصندوق هدفه تمويل الإجراءات القضائية بحق المتهم بقتل رابي، وإلى جانب الحاخام دروكمان، فقد وقع على الرسالة أيضا، الحاخام يعقوب أرئيل، الذي كان بالسابق الحاخام الرئيسي لمدينة رمات غان ، وهو شخصية بارزة في الصهيونية الدينية، وأيضا الحاخام دوف ليئور، الحاخام السابق لمستوطنة "كريات أربع" في الخليل، والمحسوب على معسكر اليمين المتطرف، كما وقع على الرسالة الحاخام يهوشوع شبيرا.
وفي محاولة لطمس الحقائق وزيادة جرائم الاحتلال ومستوطنيه اعلن رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو ، انهاء مهمة بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل، ويعتبر هذا القرار بداية لحقبة اشد سوادا في مدينة الخليل لناحية زيادة جرائم الاحتلال ومستوطنيه وتمهيدا لطمس الحقائق المرعبة التي تخلفها انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه ولا تريد شاهدا على جرائمها.
وقال نتنياهو في بيان، إن بلاده «لن تسمح بوجود قوة أممية تعمل ضدها»حيث مارس المستوطنون واليمين الإسرائيلي، ضغوطا على نتنياهو ، لإخراج هذه الخطوة إلى حيز التنفيذ.
وعلى هذه الخلفية فقد حذر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة من العواقب الخطيرة المترتبة على سياسة إسرائيل ، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء حاسم ردا على تكثيف إسرائيل مؤخرا لأنشطة الاستيطان في الضفة المحتلة ، بما فيها القدس الشرقية ، الأمر الذي يعتبر بمثابة رفض واضح لحل الدولتين. وحذر مايكل لينك في بيان نقله موقع اذاعة الامم المتحدة من أن عدم رد المجتمع الدولي على هذه الخطوات الاستيطانية الإضافية ، سيؤدي إلى تجاوز آخر مخرج على الطريق إلى قيام إسرائيل بضم الأراضي .
وذكر الخبير الأممي أن العام الماضي شهد زيادة ملحوظة في حوادث العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ، وأنه في حالات عديدة، تقف القوات الإسرائيلية ، الملزمة بحماية السكان الفلسطينيين بموجب القانون الإنساني الدولي، مكتوفة الأيدي بينما تتعرض أشجار الزيتون للتدمير ، ويتم تدمير سبل العيش ، وحتى في الوقت الذي يصاب فيه الناس ، أو في أسوأ الأحوال ، يقتلون.
في الوقت نفسه يتواصل العمل في عدد من المشاريع الاستيطانية ، التي تهدف الى تعميق السيطرة الإسرائيلية على حوض المدينة القديمة في القدس المحتلة وتقوية جمعية “ إلعاد ” التي تعمل على تهويد سلوان تمت مصادقة اللجنة الوطنية لتطوير البنية التحتية في القدس، على خطة بناء القطار الهوائي الخفيف « التلفريك » في المدينة المحتلة ، الذي سيربط بين جبل الزيتون وحائط البراق في المسجد الأقصى بطول 1.4 كم و بتكلفة 200 مليون درلار ، ويجري الترويج للمشروع بتشجيع وزارة السياحة الإسرائيلية، وهيئة تطوير القدس حيث ستقام المحطة الأولى في محطة القطار القديم ، والثانية بالقرب من موقف السيارات عند جبل الخليل «جبل صهيون»، ليمر التلفريك على طول الجدار نحو سلوان في محطته الثالثة، ومنه يتم الوصول إلى ساحة البراق .
ومع اكتمال جميع مراحل البناء سيمسح بإيصال نحو 3 آلاف مستوطن في الساعة إلى ساحة البراق ، وسيبتلع المشروع مساحات من الاراضي والطرقات داخل البلدة القديمة، لبناء 15 عامود من الاسمنت كأساسات مسلحة لمسار القطار بارتفاع 26 مترا،ومن المتوقع بدء تشغيل القطار الهوئي 2021، وخلال الفترة القادمة بعد 60 يوما من الاعتراض سيبدأ العمل ببنائه.ما يشكل المشروع واحدًا من أبرز المشاريع التهويدية حول المسجد الأقصى وفي القدس المحتلة، خاصة أمام استهداف منطقة سلوان بالمزيد من عمليات الهدم والتهجير.
والى جانب المشاريع التهويدية في مدينة القدس المحتلة وعلى ابواب حملة الانتخابات المبكرة للكنيست يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبقاء في مستوطنات الضفة المحتلة إلى الأبد وذلك خلال زيارة انتخابية إلى تجمع مستوطنات «غوش عتصيون». نتنياهو إدعى خلال زيارته تلك "إن الشعب اليهودي لم يرجع إلى أرضه بعد شتات ألفي عام ليجتث من أرضه، بل سيبقى متعهداً بعدم إخلاء مستوطنات مستقبلية، بعد أن تجول نتنياهو ورئيس مجلس التجمع الاستيطاني في المستوطنة، وأكد أنه سيجري بناء استيطاني جديد هناك للمستوطنين الذين تم اخلاؤهم من عدة بؤر استيطانية . في الوقت نفسه افتتح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيا استيطانيا على اراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم يقع في منطقة “خلة الفحم” في قطعة رقم (91)، مساحتها (20 دونما) الواقعة بجانب البؤرة الاستيطانية التي ازيلت سابقا المسماة “هتفوت” . وفي سياق الدعاية الانتخابية قبيل الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود التي تأتي عشية انتخابات الكنيست في التاسع من نيسان المقبل ، اقتحمت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية المتطرفة ميري ريغيف، البلدة القديمة في القدس المحتلة، وقامت بجولة استفزازية فيها، بحراسة وحماية أمنية مشددة ومعززة .
وعلى صعيد متصل كشفت صحيفة « غلوبس » الاقتصادية انه في منتصف شهر حزيران الماضي هبطت مروحيتان مدنيتان على تلة قرب سنيريا في محافظة سلفيت وخرج من الطائرتين كل من يؤاب غالانت وزير البناء والإسكان الاسرائيلي الذي كان في حينه في حزب «كلنا» ثم اصبح في حزب الليكود وعضو الكنيست يعقوب آشر «يهودت هتوراه» حيث التقى الاثنان مع يوسي دغات رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية وآخرين يطالبون باقامة مدينة استيطانية للقطاع الحريدي باسم «دوروت عيليت» ويبدو في الشريط المصور الذي يروجه مسوقو الخطة لهذا اللقاء «آشر» الذي يقول سيتحول هذا الحلم الى حقيقة لاسيما وان هذا المشروع قريب من« غوش دان والمناطق السكنية للحريديم ». ويجري الحديث عن مشروع للبناء خلال خمسة اعوام وعن بدء البناء بعد ثلاثة اعوام من ذلك بعد ان تم وضع اليد على 200 دونم من اراضي المنطقة لبناء 2000 وحدة سكنية عليها بينما تجري الاتصالات لشراء 600 دونم اخرى. ومن شأن هذا المشروع الاستيطاني أن يقطع التواصل ما بين محافظتي قلقيلية وسلفيت . و سيتم إقامة هذه المستوطنة على حساب الأرض الفلسطينية وتحديدا الأراضي الواقعة ما بين كفر قاسم حتى أراضي عزون عتمة وبيت أمين ومسحة وبديا والزاوية وتبلغ مساحة هذه الأراضي 4 ألاف دونم أعلن عن مصادرتها لصالح هذا المشروع الاستيطاني .
وفي الاغوار كذلك اصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي امراً عسكرياً باغلاق سبعة آلاف دونم من الاراضي الوقفية في منطقة العوجا في اريحا وذلك بحجج أمنية.و الاراضي التي صدرت اوامر احتلالية باغلاقها، تابعة للأوقاف الاسلامية، في محاولة لعرقلة كل أشكال التنمية والحياة الفلسطينية.
على صعيد آخر اتهمت منظمة العفو الدولية شركات "اير بي إن بي" Airbnb، وبوكينج دوت كوم" Booking.com، وإكسبيديا" Expedia، وتريب أدفايزر" TripAdvisor، وهي شركات عملاقة لحجز أماكن الإقامة والرحلات عبر الإنترنت، بأنها تغذي انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين ، بإدراجها مئات الغرف والأنشطة داخل المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. ووثَّقت المنظمة كيف تساعد شركات الحجز عبر الإنترنت على تشجيع السياحة إلى المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، ومن ثم تسهم في استمرار وجودها وتوسعها. ومن بين المستوطنات الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية مستوطنة «كفار أدوميم»، وهي موقع سياحي متنامي وتقع على مسافة أقل من كيلومترين من قرية الخان الأحمر الفلسطينية البدوية . ويُعد توسيع مستوطنة كفار أدوميم والمستوطنات المحيطة بها أحد العناصر الأساسية التي تشجع ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد أهالي المنطقة البدو.
وقد وجهت حكومة الاحتلال الاسرائيلي انتقادات شديدة لمنظمة العفو الدوليّة "أمنستي"، واعتبرت المنظمة منافقة، ولا تتعامل مع تعبيرات معاداة السامية بين موظفيها كما أعلنت الحكومة الإسرائيليّة عن إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح للمنظمة منذ سنوات، بناء على طلب وزير «الأمن الداخلي» وما يسمى بالشؤون الاستراتيجيّة جلعاد أردان، بزعم أن المنظمة تعزز أنشطة المقاطعة اللاساميّة.
ويدرس جلعاد أردان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إمكانية منع منظمة العفو الدولية من دخول إسرائيل. واتهم أردان المنظمة بـ «النفاق» من خلال حديثها عن حقوق الإنسان من جهة، وتشجيعها للمقاطعة ضد إسرائيل في حملة معادية للسامية من جهة أخرى. كما قال.من جهته وزير البيئة زئيف إلكين إن المنظمة اختارت نمطًا كلاسيكيًا معاديًا للسامية، والانخراط في إنكار الحقيقة التاريخية والتصرف ضد مواقع التراث اليهودي. مشددًا على أن هذه الحملة لن تحرم إسرائيل من« مواقعها التراثية في القدس» وستعمل بكل قوة لتطويرها.