• تقرير الاستيطان : منظمات المستوطنين تصعد من العربدة على وقع الانحياز الاميركي الأعمى للاحتلال
    2018-04-28

    رام الله (الاتجاه الديمقراطي)- على وقع سياسة الادارة الاميركية وانحيازها الاعمى للسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لحكومة اسرائيل تتواصل النشاطات الاستيطانية كما تتصاعد العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعات “تدفيع الثمن ” الارهابية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل ، وأراضيهم وممتلكاتهم،على امتداد الضفة الغربية ، وكان آخر هذه الاعتداءات هجوم ما تسمى بـ”عصابات تدفيع الثمن ” على بلدات رامون ، وبورين ، وبرقة ، وبيت اكسا ، وصور باهر ، ومادما ، وظهر المالح وغيرها ، وقيامها بإعطاب إطارات المركبات ، وتقطيع المئات من أشجار الزيتون المُثمرة ، وكتابة شعارات عنصرية مُعادية للفلسطينيين ، من بينها: ” إما القتل أو التهجير ، نأخذ مصيرنا بأيدينا ، الموت للعرب ” بعد أن  وفرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي لهذه العصابات الإسناد والحماية السياسية والقانونية والأمنية في” تكامل للأدوار بين جيش الاحتلال ، وميليشيات المستوطنين “.
    وقد تحدثت مصادر عبرية عن هذا التصعيد الإرهابي ضد المدنيين الفلسطينيين بما فيها تقارير الاعلام العبري وباعتراف أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية ، حيث تبين من خلال جلسة عقدت في محكمة الاحتلال بالقدس ، للنظر في ملف أحد الضالعين بجريمة نفذتها عصابة ” تدفيع الثمن ” ضد الفلسطينيين في القدس ،  أن أحد المتهمين في القضية كان يعمل أيضا مخبرًا للأمن ، وقام بتوفير معلومات لأجهزة الأمن قبل وأثناء وقوع الجريمة التي حدثت في كانون أول 2017 في حي الشيخ جراح في القدس، لكن سلطات الاحتلال لم تفعل شيئا لمنع الجريمة.
     
    وأعطبت عصابات “تدفيع الثمن”، إطارات عشرات المركبات، وخطت شعارات معادية للعرب في قرية بيت إكسا المحاصرة بجدار الفصل على عدد من منازل المواطنين تدعوهم للرحيل عن أرضهم، وتهددهم وتتوعدهم بالقتل، كما أعطبت إطارات 20 مركبة، ، وقاموا بكتابة شعارات “تدفيع الثمن”، والموت للعرب، وغيرها من الشعارات العنصرية المعادية ، كما شهد الاسبوع الفائت استمرارًا لاقتحامات باحات  المسجد الأقصى ، وتحضير “منظمات المعبد” لموجة اقتحامات مكثفة بالتزامن مع ما يسمى ذكرى “استقلال الدولة العبرية ” ونشرت “منظمات المعبد” دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة الواسعة في اقتحامات الأقصى، لمناسبة ما يسمى ذكرى “استقلال الدولة العبرية”، الذي يصادف 13 أيار/ مايو القادم،
     
    وفي إطار احتفالات ما يسمى “عيد الاستقلال ” نظمت الشرطة الاسرائيلية يوما مفتوحا للزوار والقادمين من المستوطنات ، عرضت خلالها بعض قطع السلاح التي تستخدمها. وكانت ساحة كلية الشرطة قرب “بيت شيمش” تعج بالأهالي وأولادهم وقد تدرب الكثير من أطفال إسرائيل على سحب الزناد. . وكانت ساحة كلية الشرطة قرب “بيت شيمش” تعج بالأهالي وأولادهم، وبين الحين والآخر كان الأطفال أبناء الخمس سنوات، يركضون نحو احدى طاولات العرض حيث وضعت قطع الأسلحة
     وعلى صعيد النشاطات الاستيطانية صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قرار بإقامة وحدات سكنية استيطانية على أراضي بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم.حيث أعلنت عن القرار من خلال الصحف والمواقع الإخبارية العبرية، والقاضي بإقامة وحدات استيطانية في قطعة رقم 91 في منطقة خلة الفحم من أراضي بلدة الخضر وان الوحدات الاستيطانية ستكون مؤقتة للمستوطنين، الذين سيتم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية “هتافوت” المقامة على أراضي المواطنين في الخضر ، علما أن الاحتلال قام في السابق بوضع اليد على الأرض وتجريفها وشق طرق فيها.
     كما بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتحضير لإنشاء حي استيطاني جديد على أراضي صور باهر شرقي القدس وقد بدأت التحضيرات على الأرض ، حيث سيقام حي مخصص للمسرحين من الخدمة في جيش الاحتلال .وتقع الأرض التي صادرتها قوات الاحتلال في السبعينيات بجانب  “قصر المندوب السامي” على أراضي بلدة صور باهر بالقدس المحتلة . وشرعت قوات الاحتلال خلال نهاية الاسبوع باقتلاع عشرات أشجار الزيتون التي زرعها الفلسطينيون هناك حيث يجري التخطيط لبناء 180 وحدة استيطانية في خطوة أولى.
     
    وفي الوقت نفسه قررت حكومة الاحتلال الاسرائيلي تقديم مساعدات مالية لتشجيع المستوطنين على تنفيذ نشاطات تجارية في القدس الشرقية المحتلة ، خاصة في  البلدة القديمة. من خلال ما يسمى “سلطة تطوير القدس”، التي تنشط بتنفيذ المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في المدينة ، بحيث تشمل سوق الدباغة، القريبة من كنيسة القيامة، وسوق “أفتيموس”، في حارة الشرف التي يطلق عليها الحي اليهودي، وشارع باب الجديد في البلدة القديمة، ومنطقة رابعة العدوية بجبل الزيتون. المساعدات سيتم تقديمها تحت عنوان “ترقية، تطوير وإنشاء محلات تجارية في البلدة القديمة . ويشير اختيار ما تسمى سلطة تطوير القدس للإشراف على هذه المساعدات إلى أنها مخصصة للمستوطنين. وتتراوح المنح ما بين 80- 350 ألف شيكل
    فيما واصلت سلطات الاحتلال أعمال إنشاء حاجز عسكري جديد “معبر” تم تسميته بـ”معبر عناتا”، ليتم افتتاحه الشهر القادم ، ويهدف الى عزل المزيد من الأحياء والبلدات المقدسية عن المدينة المقدسة.وسيربط الحاجز “المعبر” العسكري الجديد بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، بطريق بلدة الزعيّم، وبلدة العيزرية جنوب شرق القدس دون المرور بالشارع الحالي الذي سيتم فصل سيارات الفلسطينيين عن المستوطنين.ووصف المواطنون الحاجز وأهدافه بالعنصري والقهري.
    فيما رصدت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة نحو ستة ملايين شيقل لصالح ربط مبنى السفارة الأمريكية بشارع فرعي للطوارئ مع اقتراب موعد نقلها منتصف الشهر المقبل. وقد حولت  اللجنة المالية في البلدية  مبلغ 5.8 مليون شيقل لصالح شق الشارع للسفارة، وسيجري شقه من حي “أرنونا” ويصل بين شارع “لايف يفيه” باتجاه الفندق الدبلوماسي .
     
    وفي تطور خطير أكدت الإدارة الأمريكية انحيازها المستمر للاحتلال ، ففي محاولة لنزع صفة الاحتلال عن الاراضي العربية المحتلة  نشرت الخارجية الأميركية ، تقريرها السنويّ بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، وأسقطت مصطلح “الأراضي المحتلة” عن الضفة الغربية، والغت الفرق بين القدس الشرقيّة والغربيّة، بعد أن كان التقرير يتضمّن قسمًا حول “إسرائيل والأراضي المحتلة”، واستُبدل هذه المرّة بعنوان “إسرائيل ومرتفعات الجولان والضفة الغربية وغزة””. واعتبرت الخارجية الأميركية التقارير عن خرق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان الفلسطيني “ادعاءات” و”تهمًا”، وقد جاء خلع صفة الاحتلال تحت ضغط السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي احتجّ على استخدام “أراض محتلة” لوصف الصفة الغربية التي يُفضّل أن يطلق عليها اسم “يهودا والسامرة”.
    وبعد نجاحه في الضغط على وزارة الخارجية الأميركية لخلع صفة “الأراضي المحتلة” عن الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان حول العالم ، يبذل ديفيد فريدمان مساع حثيثة لإقناع البيت الأبيض بتبني الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية، وهو “يهودا والسامرة” ، على الأقل في تصريحاته وبياناته الرسمية .  ولدى فريدمان حلفاء أقوياء في البيت الأبيض استخدموا هذا التعبير في السابق – يهودا والسامرة لوصف الضفة الغربية – مثل صهر الرئيس جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات-  فضلا عن نائب الرئيس مايك بينس والملياردير شيلدون آدلسون وجون بولتون ، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي . 
    وفي نفس السياق ولتجميل صورة الاحتلال زعم سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان، أنه “يوجد في القدس نموذج مثير للتعايش” تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وجاء حديث فريدمان هذا في فعالية نظمها “مركز تراث بيغين ” في الذكرى السبعين لما يسمى “استقلال إسرائيل”، شارك فيه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وعدد من السفراء الأجانب في إسرائيل.وقال فريدمان إنه لا يستطيع التوسع، إلا أن “هناك مواطنين أميركيين مدينون بحياتهم للمعلومات الاستخبارية التي قدمتها إسرائيل”، على حد قوله.
    وعلى صعيد مواقف الاحزاب الصهيونية من الاستيطان وموقعه في أية تسوية سياسية  صادق مؤتمر حزب ” العمل ” الإسرائيلي ، على بيان رئيس الحزب ورئيس “المعسكر الصهيوني “، آفي غباي، الذي تضمن ما يسمى التزام الحزب بالانفصال عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين . ويتضح من البيان أن رئيس الحزب يدعو الى السيطرة على أكبر مساحة من الأرض ، بحيث تشمل القدس المحتلة والمستوطنات ، وأقل عدد ممكن من العرب ، إضافة إلى السيطرة الأمنية الكاملة ، في اطار دعوته التوصل الى تسوية سياسية  تحت شعار حل الدولتين. وحسب غباي فإنه “عندما يسعى مركز الليكود إلى الضم، فإن حزبه  يلتزم اليوم بحل الدولتين ، وبالانفصال عن الفلسطينيين . دولة يهودية وديمقراطية آمنة إلى جانب دولة فلسطينية منزوعة السلاح، والحفاظ على أغلبية يهودية”. يشار إلى أن غباي كان قد صرح في وقت سابق أن “القدس الموحدة أهم من أي تسوية سياسية، وأهم من عملية السلام مع الفلسطينيين “. كما سبق وأن أكد دعمه للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وأكد رفضه إخلاء مستوطنات في أي تسوية مستقبلية، وقال إنه يعتقد أنه “يجب عدم إخلاء المستوطنات في أي تسوية مستقبلية”، وأنه يجب العمل على إيجاد “حل إبداعي” حفاظا على المستوطنات.


    http://www.alhourriah.ps/article/50237