• قياديون فلسطينيون: الضفة باتت على خط الانفجار
    2018-04-14
    (الاتجاه الديمقراطي) ("الدستور")- اشتعلت أرض غزة، بالكاوتشوك «إطارات السيارات» ومعها اشتعل الحنين بالعودة إلى الأوطان، لدى جيل النكبة، وأبناءهم وأحفادهم، ولم يلتفت أحد من المشاركين بالمسيرات ، إلى «النصائح» التي أسداها لهم قادة الاحتلال، بعدم إضرام النار في الإطارات المستعملة بهذا الكم، زاعمين حرصهم على الأطفال، من تلوث البيئة، والاختناق، وهم الذين يخنقون غزة، بحصارهم الخانق، وغازاتهم السامة!!.
    مرّت جمعة «الكاوتشوك» كما أطلق عليها الفلسطينيون، وهي الجمعة الثانية لمسيرات العودة، التي ستستمر حتى الخامس عشر من أيار المقبل، في يوم الزحف الأكبر نحو المدن والقرى والبلدات الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة، وخرجت الجموع الفلسطينية، غير آبهة بالانقسام المدمر، الذي لم يفلح السياسيون بإنهائه، وهبّ الآلاف لإسقاط ما تُسمى «صفقة القرن» التي أريد لها تصفية القضية الفلسطينية، من خلال شطب حق العودة، وهو أحد الركائز الأساسية، التي يتمسك بها الفلسطينيون في معركتهم ضد أطول احتلال في التاريخ.
    تاريخياً، استعمل الفلسطينيون أسلوب «الإطارات المشتعلة»، بكثافة، خلال الانتفاضة الأم، انتفاضة الحجارة، التي انطلقت العام 1987، واستمرت لعدة سنوات، ولطالما تغنّى الفلسطينيون بهذه الإطارات، في أهازيجهم الوطنية الخاصة بالانتفاضة الأولى، نظراً لنجاعتها في حجب الرؤية على قناصة الاحتلال، ومحاولاتهم اصطياد جنرالات الحجارة، فضلاً عن كونها من المظاهر الاحتجاجية الفعالة.. إحدى هذه الأغنيات قالت: «عملوا بوسط الشارع سدّ بالإطارات الشعلانة.. وعالدورية كان الردّ كبسية بالقناني».. ومن هنا، فسلاح الإطارات المشتعلة، ليس بالجديد، على التظاهرات الفلسطينية، ولكن أريد به إيصال رسالة، بأن مظاهر الاحتجاج الشعبي ستعود إلى الواجهة، بعد أن أوصدت كل الأبواب أمام الخيارات المسماة دبلوماسية.
    رسائل العودة:
    لمسيرات العودة، رسائل عديدة، سعى المشاركون لتطييرها وإن على جناح خيام ترمز للتهجير، وإطارات مشتعلة، بأنه رغم مرور سبعين عاماً على الاحتلال والنكبة، إلا أن هذا لن يثني المهجّرين من أبناء فلسطين التاريخية، عن حقهم في العودة، ولذا كانت الجموع تزحف شيباً وشباناً، وهذه دلالات أخرى عظيمة الشأن والمنزلة، ولا يدركها إلا من اكتوى بنار التهجير، والاقتلاع من الأوطان.
    في هذا الإطار، أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، في تصريحات لجريدة»الدستور» الأردنية أن مسيرات العودة،  نجحت في فرض معادلات جديدة في ميدان الصراع مع الاحتلال، وابتدعت أشكالاً جديدة للمقاومة، كما عبّرت بوضوح عن إرادة الصمود والتحدي، التي رسخها الفلسطينيون، برفض التنازل عن حقوقهم المشروعة.
    واعتبر البرغوثي، أن ما يجري في غزة، ما هو إلا «بروفة» ومقدمة لانتفاضة شعبية شاملة، ستمتد في أمد قريب إلى مناطق الضفة الغربية، التي باتت على خط الانفجار.
    في الأثناء، يرى قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن مسيرات العودة، شكلت فرصة مثالية، لاستعادة الفعل الجماهيري على الأرض، موضحاً أن الاحتلال يحاول يائساً، إخماد مسيرات العودة، لكن الأجيال الناشئة، أحرقت أوهامه مع إطارات الكاوتشوك.
    ويوضح لجريدة »الدستور»: «اعتقد الاحتلال واهماً، أن بحصاره الخانق على غزة، وتقطيعه أوصال الضفة، ومحاولات تهويده للقدس، يمكن له أن يثني عزيمة الفلسطينيين، لكنه خاب وخسر، عندما رأى الطفلة الرضيعة مريم قنديل، ابنة الثلاثة أشهر، في حضن والدتها على حدود قطاع غزة، غير آبهة بغازاته السامة، أو رصاصه القاتل».
    انفجار:
    ويرى مراقبون، أن مسيرات العودة المستمرة في أسبوعها الثالث بقطاع غزة، والتي تتزامن مع المسيرات الأسبوعية المناهضة للجدار العنصري والتوسع الاستعماري في الضفة، تنذر بأن الأوضاع الفلسطينية ستنفجر في أي لحظة، ومردّ هذه السيناريوهات، بأن مخاطر عدة باتت تتهدد تصفية القضية الفلسطينية، بدءاً بإعلان القدس عاصمة للاحتلال، ومروراً بمحاولات إسقاط قضية اللاجئين، وليس انتهاءاً بمحاولات فرض «صفقة القرن» المشؤومة، المفصّلة على مقاس الاحتلال وحلفائه.

    http://www.alhourriah.ps/article/49968