السلطة ستتخذ إجراءات لاستعادة القطاع .. محطة توليد الكهرباء بغزة تعلن توقفها عن العمل
2018-04-12
غزة (الاتجاه الديمقراطي)- تستعد القيادة الفلسطينية لاتخاذ خطوات واجراءات غير مسبوقة واستثنائية في قطاع غزة لإجبار حركة حماس على تسليم الحكم. وقال مسؤولون فلسطينيون لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة اليوم الخميس إن الرئيس محمود عباس قرر اتخاذ خطوات كان عليه اتخاذها قبل 11 عاماً عندما سيطرت حماس بالقوة المسلحة على غزة، لإجبارها على التراجع عمّا تسميه السلطة الانقلاب. ووفقاً للمسؤولين، تشمل هذه الإجراءات وقف رواتب موظفي السلطة في القطاع، ووقف الإمدادات في المجالات كافة، من طاقة وصحة وتعليم وبنى التحتية وغيرها، وربما تصل إلى إغلاق الجهاز المصرفي في غزة في حال حدوث أي ردود فعل من قبل سلطة حماس.
وكان الرئيس عباس أعلن أنه أبلغ الوسيط المصري أن أمام حماس أحد خيارَين: إما تسليم الحكم بصورة كاملة، أو توليه بصورة كاملة. وأوقفت السلطة الفلسطينية دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة هذا الشهر من دون إعلان رسمي. وأصدرت وزارة المالية الفلسطينية بياناً يوم الثلاثاء ، عزت فيه عدم دفع الرواتب إلى أسباب فنية. لكن مصادر عدّة ترجح أن يكون السبب الحقيقي وراء ذلك إظهار جدية التحذير الموجّه إلى حماس عبر مصر، لتسليم الحكم. ومن المتوقع أن يتمّ صرف رواتب موظفي غزة هذا الشهر بسبب الأوضاع الخاصة التي يشهدها القطاع، وإجراءات عقد المجلس الوطني في رام الله، لكن يرجح التوقف عن صرفها ابتداء من الشهر المقبل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس عباس ينتظر الرد المصري المتوقع في غضون أيام، وعلى ضوئه سيتخذ قراراته. وأعرب مسؤولون في حماس عن رفضهم تحذير عباس وطالبوا بـتطبيق الاتفاقات الموقعة بين الجانبين. وقال مسؤول بارز في الحركة في تصريح للصحيفة ذاتها إن هذه شروط إذلال ونحن لن نقبل بها. وأضاف: سلاح المقاومة خط أحمر، ومطالبة الرئيس تسليم السلاح مقابل تولي الحكومة مسؤولياتها في القطاع هو شرط تعجيزي الهدف منه الانسحاب من المصالحة. ولم تعلن السلطة موعد تطبيق الإجراءات في غزة، لكن مسؤولين فيها يقولون إنها ستطبق بصورة تدريجية.
وقال مسؤولون في السلطة إن الرئيس عباس قرر وضع حدّ لجهود المصالحة المتواصلة منذ 11 عاماً، واللجوء إلى إجراءات الضغط على حماس لتسليم الحكم في القطاع. وقال أحد المسؤولين إن الجهود واللقاءات لم تفضِ إلى أي نتيجة، وبعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة، قرر الرئيس اللجوء إلى الخطوات العملية لإنهاء الانقسام بدلاً من اللقاءات والمحادثات والحوارات غير المجدية.
في السياق أكدت مصادر محلية مطلعة ان محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ستتوقف عن العمل بعد ظهر اليوم الخميس. وقالت المصادر ان سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة أبلغت شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة ان محطة توليد الكهرباء ستتوقف عن العمل كلياً في تمام الساعة الثانية بعد الظهر ، وذلك بسبب شح الأموال والوقود اللازم لتشغيل المحطة. وأشارت المصادر ان توقف محطة التوليد عن العمل سيؤثر بشكل كبير على جدول توزيع الكهرباء في قطاع غزة ، في ظل تعطل خطوط الكهرباء المصرية منذ فترة دون التمكن من إصلاحها. وأصدرت شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة مساء يوم الاثنين الماضي بيانًا هامًا في ظل أزمة الطاقة القائمة والمتغيرات السياسية المتعاقبة وتعثر المصالحة والتحديات الكبيرة التي تواجهها نتيجة لتلك المتغيرات والأوضاع الاقتصادية المرتبطة بها. وقالت الشركة في بيانها إنها " تواجه صعوبة بالغة في توفير الايرادات اللازمة لتأمين الوقود لمحطة التوليد والايفاء بالتزاماتها المختلفة تجاه موردي الطاقة وكذلك مصاريفها التشغيلية اللازمة لاستمرارها في تقديمها للخدمة الكهربائية". وحذرت من أن "ما يحدث من ظروف اقتصادية وضغوطات مختلفة سيؤثر بشكل كبير على الاستمرار في تقديم خدماتنا ونخشي من عجزنا عن القيام بمهامنا الاعتيادية".
وأكدت أن "وضعاً كهذا سيشكل خطورة بالغة على مجمل الاوضاع الانسانية والحياتية والبيئية لسكان قطاع غزة".
