المطران حنا: لن ندفع الضرائب للاحتلال في القدس
2018-02-03
القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)- قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، السبت: "إننا نرفض وبشكل قاطع ما أعلنته ما يسمى ببلدية القدس التي تسعى لفرض ضرائب باهظة على المؤسسات الكنسية في القدس وعلى غيرها من المؤسسات الأممية". وأضاف المطران، أن هذا الإجراء الإسرائيلي الأخير إنما يعتبر إمعانا في التعدي واستهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها في المدينة المقدسة. جاءت تصريحات المطران عطا الله حنا صباح اليوم لدى لقائه عددا من ممثلي وسائل الاعلام حول مسألة اعتزام بلدية القدس فرض ضرائب باهظة على عقارات الكنائس والمؤسسات الاممية في المدينة المقدسة. وقال المطران حنا: إنه في الوقت الذي فيه تستهدف أوقافنا وتسرق منا بطرق غير قانونية وغير شرعية، تخطط السلطات الاحتلالية في هذه الأيام لفرض ضرائب باهظة على الكنائس والأديرة ومؤسساتها في القدس في محاولة هادفة لإفراغ البلدة القديمة من المؤسسات المسيحية، وتهميش وإضعاف الحضور المسيحي الوطني في البلدة القديمة من القدس بنوع خاص. وتابع: "ان كنائسنا موجودة في القدس قبل قيام دولة إسرائيل وهنالك كنائس يعود تاريخها الى القرن الرابع والخامس للميلاد وقد جرت العادة ان تكون دور العبادة ومؤسساتها معفية من الضرائب فهذا ما كان سائدا في الحقبة الأردنية وفي فترة الانتداب البريطاني وفي الفترة العثمانية وما قبلها، واليوم تأتي السلطات الاحتلالية لكي تغير هذا الواقع في محاولة هادفة لبسط سيطرتها على مدينة القدس وتهميش وإضعاف الحضور المسيحي بشكل خاص والحضور العربي الفلسطيني بشكل عام". وأكد المطران حنا بالقول: "لن نستسلم لهذه القرارات الجائرة المشبوهة والتي هدفها هو إضعاف وجودنا وتهميش حضور كنائسنا في مدينة القدس والنيل أيضا من الدور التربوي والإنساني والاجتماعي الذي تقوم به المؤسسات المسيحية في المدينة المقدسة". ووصف المطران حنا ما يحدث بمؤامرة كبيرة تستهدف مدينة القدس، "وقد قلنا في الماضي بأن القدس في خطر شديد ونكرر هذا القول الان فما يحدث في مدينتنا هو امر خطير جدا في ظل وضع فلسطيني داخلي تسوده الانقسامات وفي ظل وضع عربي مأساوي وفي ظل انحياز امريكي وغربي لاسرائيل، وقد وصلت ذروة هذا الانحياز بإعلان الرئيس الامريكي الاخير حول القدس وخطاب نائبه لدى زيارته الى المدينة المقدسة هذا الخطاب الذي كان مليئا بالمغالطات كما انه تميز بتجاهله للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني". وناشد الكنائس المسيحية في العالم أن يلتفتوا إلى مدينة القدس التي تتعرض لاستهداف غير مسبوق فأوقافنا الأرثوذكسية مستهدفة ويتم التآمر عليها كما أن هذه القوانين الإسرائيلية الجائرة انما تزيد الوضع تفاقما وتعقيدا وخطورة، انه استهداف مباشر للحضور المسيحي العريق في المدينة المقدسة هذا الحضور الذي لم ينقطع لأكثر من ألفي عام. وقال: "نعلم جيدا خطورة المؤامرة التي تستهدفنا ونعلم جيدا أن هنالك أدوات مسخرة في خدمة الاحتلال فالعملاء والمرتزقة والسماسرة منتشرون هنا وهناك ونحن نعرفهم جيدا ونعرف دورهم ونعرف ما يقومون به في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة من تاريخ مدينتنا، لن نتعاطى مع القرار الإسرائيلي الأخير ونتمنى ان تقوم كافة الكنائس بالإعراب عن رفضها لهذا الإجراء وألا تتعاطى معه إطلاقا فلا يجوز للسلطات الإسرائيلية ان تتدخل في شؤون كنائسنا ولا يجوز لها ان تمارس ضغوطاتها على مؤسساتنا الكنسية". وأكد المطران حنا: "لن نرضخ للضغوطات والابتزازات الإسرائيلية ولن نترك مدينة القدس لقمة سائغة للمتآمرين عليها". وناشد ابناء القدس مسيحيين ومسلمين بأن يكونوا معا وسويا عائلة واحدة وفي خندق واحد في الدفاع عن القدس ومقدساتها واوقافها ومؤسساتها. وشدد قائلا: "لن نسمح بأن تمر هذه القوانين الجائرة كما اننا لن نسمح بأن تمر الصفقات المشبوهة التي تستهدف اوقافنا، فالقدس لنا وستبقى لنا عاصمة روحية ووطنية لشعبنا، انها مدينة السلام والتي غُيب عنها السلام بفعل ما يرتكب بحقها وبحق مقدساتها واوقافها وابنائها ، انها مدينة غُيب عنها العدل حيث ان شعبنا الفلسطيني مستهدف في كافة مفاصل حياته، بوحدتنا الوطنية وثباتنا وصمودنا في هذه المدينة المقدسة نحن قادرون على افشال كافة المؤامرات التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق".
http://www.alhourriah.ps/article/48575