• "الاونروا" بين مخططات التفكيك وفرص التمكين
    2018-02-02
    القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)- قال محللون ونشطاء ان هناك توجهات أمريكية إسرائيلية حقيقية لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" عبر إضعافها ماليا، غير أنهم يرون أن هذه الجهود لن تنجح لان هناك دول أخرى غير معنية بانهيار الوكالة.
    وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تخفيض مساعدتها لـ "اونروا" التي تعاني من عجز في موازنتها بذريعة أسباب تتعلق بالخدمات التي تقدمها الوكالة وخاصة المناهج التعليمية، لكن خبراء يقولون بان التخفيض جاء لأسباب سياسية متعلقة بوجود الوكالة.
    ويرى الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم، ان قطع الولايات المتحدة جزءاً من مساعدتها المالية عن "الاونروا" لاسباب سياسية لن يؤدي الى انهيار "الاونروا" لكنه سيضعف جودة ونوعية وكمية الخدمات التي تقدمها.
    وقال عبد الكريم في حديث لـ "القدس"، ان "المساعدات الامريكية مهمة للغاية وتشكل ثلث موازنة الاونروا، مما سيضيف صعوبة مالية إضافية للعجز الموجود في موازنة الوكالة، لكن قطع الأموال الأمريكية لن يؤدي الى انهيارها او تفككها، لوجود حرص من دول اخرى على استمرار عمل الوكالة، إضافة الى ان هناك دولا عديدة ستعوض النقص الحاصل، وبالتالي لن يكون هناك انهيار لأسباب مالية، لان العالم غير جاهز لذلك، وهناك بعض الدول المستضيفة مثل الاردن ولبنان لن تقبل بذلك".
    وأوضح ان "النقص المالي سيعوض، حيث ان هناك بعض الدول أبدت رغبتها بزيادة مساهمتها المالية، لكن المستغرب اننا لم نسمع عن دور للأثرياء العرب والفلسطينيين والقطاع الخاص في تقديم دعم للوكالة الدولية".
    وقال المحلل السياسي، الدكتور احمد رفيق عوض، في حديث لـ "القدس"، ان "قطع المساعدات المالية عن الاونروا يأتي استجابة للتوجهات الاسرائيلية لتفكيك الوكالة، لانهاء حق العودة" مشيرا الى ان "الولايات المتحدة بدأت بمشروع تصفية قضايا الحل النهائي من القدس، والحدود، واللاجئين، والمياه تمهيدا لفرض صفقة القرن على الفلسطينيين".
    وأضاف "الخطورة تكمن في التوجهات لالغاء توريث صفة لاجئ للاجيال المقبلة، وهذا يعني انهاء حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم"، لكن عوض يرى ان "الجهود الامريكية والاسرائيلية لن تنجح لان دول الاتحاد الأوروبي، ودولا اخرى لن تسمح للولايات المتحدة بانهاء الاونروا دون ان يكون هناك قرار اممي بذلك، خشية ان تقوم الولايات المتحدة بانهاء واستبدال القوانين والقرارات الدولية حسب رغباتها وتوجهاتها، لذلك فقد بادرت هذه الدول في زيادة حصتها في دعم الاونروا".
    واشار الى ان "السلطة لا تستطيع ان تقدم الكثير للاونروا وليس من مهمتها ان تقوم بتمويل الاونروا بقدر ما هي مسؤولية المجتمع الدولي، لكن عليها ان تسعى للاستيضاح من الولايات المتحدة اذا ما كان هذا التخفيض ضمن العقاب السياسي، او ان ذلك من اجل تنفيذ بعض الاصلاحات التي يمكن القيام بها لاعادة المساعدات الامريكية".
    من جهته، قال المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، احمد حنون، انه "لا يمكن لاسرائيل او للولايات المتحدة شطب صفة لاجئ عن اي فلسطيني يعيش خارج ارضه" مشيرا الى ان "هناك تناقض بين محاولة اسرائيل شطب صفة لاجئ عن اللاجئين الفلسطينيين، وادعائها ان اليهود لاجئين منذ 3 الاف عام".
    وأوضح انه "لا يوجد اي تغيير قانوني لصفة اللاجئ الفلسطيني من قبل الامم المتحدة، وانها هي من اقامت الوكالة، وهي المسؤولة عن تفكيكها في حال تم حل مشكلة اللاجئين".
    ويرى حنون، انه "لا توجد مشكلة بتعويض تقليص التمويل الامريكي بتمويل من دول أخرى اعربت عن معارضتها في الجمعية العامة ومجلس الامن لقرار الرئيس الامريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، لذلك لن تنجح (اميركا) في شطب حق العودة وفرض توجهاتها لتفكيك الوكالة".
    وفي السياق، يرى الناشط في الدفاع عن حق العودة، عمر عساس، ان "قطع المساعدات الأمريكية ومحاولة إسقاط صفة اللاجئ عن الأجيال الجديدة محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة لتصفية الاونروا كشاهد على الجريمة التي التزم المجتمع الدولي بمعالجتها على قاعدة عودة اللاجئين".
    واوضح عساس ان "هناك ضعفا في الحراك الفلسطيني ضد هذه التوجهات والخطط الامريكية، نتيجة الحالة الصعبة التي يمر بها الشارع الفلسطيني، لكن ذلك لا يعني انه يمكن التسليم بهذه المخططات دون ان تكون هناك مجابهة، فالشعب الفلسطيني افشل محاولات التوطين السابقة في الخمسينيات وكان يمر بظروف اصعب".

    http://www.alhourriah.ps/article/48561