العاهل الأردني يحذّر الحريري من الصفقة: التوطين أمر واقع دون دفع ترامب ثمن ذلك لأحد
2018-01-26
(الاتجاه الديمقراطي) (وكالات)- سمع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي امضى ساعاته الاخيرة في «دافوس» متبضعا في الاسواق، كلاما «مقلقا» للغاية من الملك الأردني عبدالله الثاني الذي حذره من خطر «التوطين» القادم لا محالة. فقد أكدت أوساط دبلوماسية عربية أن اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري مع الملك الاردني عبدالله الثاني على هامش قمة دافوس في سويسرا كان ملبدا «بالغيوم السوداء» لتشابه ظروف البلدين مع أزمتي اللجوء السوري والفلسطيني، وقد ساد الاجتماع «لغة» تحذيرية من الملك الذي نبه رئيس الحكومة الى مخاطر ما يرسم في المنطقة لجهة حل «معضلة» اللجوء الفلسطيني على حساب الدول التي يتواجدون فيها مع فارق جوهري هذه المرة ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لا تريد ان تدفع ثمن ذلك لأحد. وبحسب المعلومات، تطرق العاهل الاردني الى المخاوف الاردنية من استراتيجية الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال القضية الفلسطينية وتداعياتها على المنطقة بما فيها الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين ومنها لبنان طبعا.. الملك «المتوجس» مما يتم حياكته في «الغرف المغلقة» تحدث بصراحة محذرا بان الرئيس ترامب، لن يعطي أحداً إنذارا مبكرا. فهو ببساطة سيقف عندما تنضج الظروف ليفرض «الصفقة الكبرى» دون ان يكون معنيا بخوض مفاوضات «عميقة» مع الأطراف، هو ببساطة سيضع الجميع أمام الامر الواقع وسيقول لهم هذه هي «الخطة» وعليكم التنفيذ.. خطر التوطين؟ ووفقا للمعلومات، يتوقع الجانب الاردني ان تكون «صفقة» ترامب جاهزة للعرض في شهر آذار المقبل، ووصف الملك الاردني خطة ترامب بالسيارة المندفعة دون «مكابح» ناصحا الحريري بعدم الوقوف امام تطمينات البعض والتي تقول ان الادارة الاميركية لا تملك خطة حقيقية، وكان لافتا قول الملك ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مطلع على الخطة أكثر منه وهو يعمل لتسويقها مع الرئيس محمود عباس الذي يحاول التملص لكن دون جدوى حتى الان.. وبحسب العاهل الاردني اضطر هو الى التراجع عن التصعيد بوجه الادارة الاميركية بعدما فشل في اقناع وزراء الدول الست الذين اجتمعوا في عمان باتخاذ موقف موحد، وقال «بتنا ملزمين على التأكيد ان لا تسوية دون دور الولايات المتحدة». وحسب تلك الاوساط، فان الاخطر في كلام العاهل الاردني كان في حديثه عن الجزء المسرب من الخطة والتي تقوم على تقديم الفلسطينيين 10 في المئة من أراضي الضفة لإسرائيل مقابل تنازلات إسرائيلية شكلية تجعل من الأراضي الفلسطينية «مقطعة» طولاً وعرضًا وغير قابلة على استيعاب سكانها، اما ما يتعلق بالقدس، فالخطة لا تتحدث عن أبو ديس كعاصمة فلسطينية بل عن «أحياء في القدس»، ولإرضاء الفلسطينيين لا يوجد طلب مباشر بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ولكن مقابل ذلك سيكونون مطالبين بالتخلي عن حق العودة. وهنا «بيت القصيد» الذي يمس لبنان بشكل مباشر، ولذلك دعا الملك الاردني الحريري الى الاستعداد للقبول بالامر الواقع وايجاد حلول «واقعية» لازمة اللجوء السوري، لان ازمة اللجوء الفلسطيني ستطول، ولن يتمكن لبنان من تجاوزها على المدى الطويل، مشيرا الى ان الاردن يمضي في هذا الاتجاه.. طبعا كان الحريري مستمعا «جيدا» لكن لم يبدو ان لديه خطة لمواجهة تلك المخاطر، حسب تعبير تلك المصادر.
http://www.alhourriah.ps/article/48407