أشد في لبنان يطلق برنامج العمل الوطني والاجتماعي للشباب الفلسطيني
2018-01-06
بيروت (الاتجاه الديمقراطي)- أطلق اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، دراسته التي أعدها تحت عنوان " برنامج العمل الوطني والاجتماعي للشباب الفلسطيني في لبنان"، وذلك في قاعة بلدية مدينة صيدا، بحضور قيادة الاتحاد وعدد كبير من الشباب والفعاليات الوطنية والقوى الشبابية وشخصيات ثقافية وإعلامية وإجتماعية من مدينة صيدا والمخيمات ،في بادرة هي الأولى من نوعها كونها تحاكي مختلف قضايا الشباب الفلسطيني السياسية والوطنية والاجتماعية .. وتقدم آليات عمل تطبيقية ونضالية لمختلف التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني في لبنان.
وفي بداية الورشة رحب عضو قيادة الاتحاد خالد ابو سويد بالحضور، ثم قدم رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان يوسف أحمد عرضاً للعناوين الرئيسية التي يتضمنها البرنامج، الذي جاء إنطلاقاً من المعايشة المباشرة مع هذه الشريحة الشبابية في المجتمع الفلسطيني.
واعتبر أحمد أن الشباب الفلسطيني في لبنان كان وما يزال الفئة الأكثر تضرراً وتأثراً من الواقع والظروف الصعبة التي مر بها اللاجئون في لبنان، حيث يعيش هذا القطاع ضمن مؤثرات الحالة السياسية والإجتماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني في الشتات، وهو الفئة الأكثر تأثراً بتقلبات الحياة المفروضة على واقعهم، والأكثر تضرراً من سياسات الحرمان من الحقوق والإضطهاد والقهر التي يعيشونها في لبنان بفعل القوانين اللبنانية التي تحرم الفلسطيني من ابسط حقوقه الانسانية والاجتماعية وفي مقدمتها حق العمل والتملك.
ويعاني قطاع الشباب من أزمات في مقدمتها صعوبات القدرة على الجمع بين متطلبات الشباب الفلسطيني السياسية الوطنية والاجتماعية من جهة، والتعايش في حدود الظروف المفروضة من الدولة المضيفة من جهة ثانية، مما أفرز جملة من المشاكل المركبة والمعقدة في أوساط الشباب الفلسطيني، وهذا يعود لأسباب عدة منها ما له علاقة بالوضع الفلسطيني وغياب دور المؤسسات الوطنية المعنية برعاية شؤون الشباب، وتراجع تقديمات الاونروا، ومنها ما له علاقة بالتحديات الخارجية المؤثرة بمختلف الجوانب المرتبطة بالقضية الفلسطينية وواقع الشعب الفلسطيني.
وشدد احمد على الدور المحوري للشباب الفلسطيني في مسيرة النضال الفلسطيني، وضرورة التعاطي معه كقطاع إجتماعي له خصوصيته وقادر على ممارسة أشكال مختلفة من النضال، لذلك يقدم اتحاد الشباب هذا البرنامج من اجل تمكين شريحة الشباب من أداء دورها الوطني النضالي والسياسي، إلى جانب وضع الآليات التطبيقية لكيفية متابعة مشكلات الشباب وقضاياهم على الصعد الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والثقافية وغيرها، وضرورة تنظيم صفوفهم وإفساح المجال أمامهم للارتقاء بدورهم وفعلهم النضالي والسياسي والإجتماعي دفاعاً عن حقوق ومصالح الشباب والطلبة، وتمكينهم من أخذ دورهم المتقدم في حركة اللاجئين ونضالها من أجل حق العودة ومن أجل إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
وعبر أحمد عن امله أن يشكل هذا البرنامج خارطة طريق تمكن شبابنا الفلسطيني من إمتلاك الرؤية السليمة والصحيحة لنضاله الوطني والاجتماعي، وتساعده على إحداث إختراقات عملية في عملية التغيير بواقعه السياسي والإجتماعي والإقتصادية وأن يكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً في العملية الكفاحية والنضالية لشعبنا الفلسطيني. وبدوره أشاد رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين في لبنان محمد دهشة بدور اتحاد الشباب الديمقراطي ومبادرته في اطلاق هذا البرنامج الشبابي الذي يحاكي قضايا الشبابي على مختلف الصعد ، منوهاً بمسيرة الشباب الفلسطيني الذي لعب دورا رئيسيا في قيادة النضال الوطني الفلسطيني. فمن الجامعات ومجالس الطلبة انطلقت شرارة المقاومة الفلسطينية المعاصرة التي حولت اللاجىء الفلسطيني الى رمز للنضال والتحرر في العالم.
واعتبر ان هناك ثلاث جهات تؤثر في واقع وحياة الشباب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير الفلسطينية والدولة اللبنانية ووكالة الاونروا الى جانب المؤسسات الاهلية والاجتماعية. حيث يعاني الشباب حالة من التهميش السياسي وتراجع خدمات الاونروا الى جانب حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم الانسانية والاجتماعية في لبنان. هذه العوامل جميعها، جعلت الشباب الفلسطيني يعيش اليوم حالة من الاحباط واليأس والتهميش وانعدام الفرص ، الامر الذي تسبب بارتفاع ظاهرة الهجرة وتفشي العديد من الافات الاجتماعية داعيا الى تظافر جهود مختلف المرجعيات والجهات المعنية للنهوض بواقع الشباب الفلسطيني ، والعمل للخروج من هذا المأزق من خلال خطوات عملية تأسيسية تشكل مدخلا لمعالجة هذه الاشكاليات .
وأكد عضو الهيئة الادارية في الاتحاد العام لطلبة فلسطين سعيد اليوسف* على اهمية دور الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، وضرورة التفاعل الايجابي معهم، وخلق مساحة للحوار مع الشباب والالتفات الى همومهم ومشكلاتهم، وايجاد المعالجات لها. انطلاقاً من الدور الكبير الذي يقع على عاتق الشباب في اكمال مسيرة النضال الوطني التي يخوضها شعبنا الفلسطيني.
ومن جانبه اعتبر الباحث والاعلامي الفلسطيني فتحي كليب، ان قضية الشباب والطلاب هي قضية وطنية ينبغي أن تحظى بالاهتمام المطلوب من قبل المؤسسات والمرجعيات الوطنية والسياسية الفلسطينية، مٌعتبراً أن الشباب الفلسطيني يواجه اليوم تحديات كبرى تهدد مستقبله، وفي المقدمة منها قضية التعليم، حيث تتفاقم ازمات التعليم في مختلف المراحلة سواء على صعيد مدارس الاونروا او على صعيد التعليم الجامعي، الى جانب قضايا الهجرة ومشكلات البطالة المتفاقمة بين صفوف الشباب والخريجين.
ودعا كليب الشباب الى أخد زمام المبادرة وتأطير صفوفهم من اجل احداث التغيير المطلوب في واقعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعلى الشباب ان يثق بذاته وبقدرته على تحقيق الانجازات والتغلب على كل المصاعب التي تواجهه على كافة الصعد.
من جهته توجه ابو احمد فضل القيادي الفلسطيني ،بالشكر من اتحاد الشباب على هذا البرنامج الذي يتطرق لقضايا الشباب والطلاب في المجتمع الفلسطيني، ويعرض لأبرز التحديات والهموم التي تواجه شبابنا اللاجىء في لبنان.منتقدا عجز المرجعيات الفلسطيني عن التصدي لمشكلات الشباب التي تتفاقم يوميا، حيث بات شبابنا يعيشون وضعا مأساويا على كافة الصعد، ويعانون من الحرمان من ابسط حقوقهم الانسانية والاجتماعية ولا سيما حقهم في العمل والحياة الكريم. داعيا لتظافر الجهود والتصدي لمشكلات الشباب، لانهم امل المستقبل وجيل التحرير والعودة، وموهم الخزان الرئيسيب لقضيتنا الفلسطينية وعليهم تقع مسؤوليات كبرى لانجاز مشروع الحرير والعودة.
ثم توالى على الكلام والمداخلات العديد من الشخصيات والفعالية الوطنية والاجتماعية وممثلي الاطر الشبابية والطلابية الذين اشادوا بدور اتحاد الشباب ومبادراته الدائمة للنهوض بالشباب الفلسطيني. مشددين على اهمية تحمل الجهات الفلسطينية لمسؤولياتها في معالجة هموم الشباب المتعددة في التعليم والعمل والحياة الكريمة ومواجهة ظاهرة الهجرة والبطالة والافات الاجتماعية والعمل على تحسين المستوى التعليمي في مدارس الاونروا والتحرك من اجل انجاز مشروع بناء جامعة مجانية للطلبة الفلسطينيين في لبنان. وأكدوا على اهمية وضع الآليات العملية والبرامج التطبيقية التي تمكن الشباب من خوض النضال المطلبي لتحقيق مطالبهم، وهذا يتطلب تفعيل اكبر لدور الشباب وتنسيق الجهود بين كل الاطر الشبابية والطلابية والاجتماعية الفلسطينية في لبنان.