"دائرة وكالة الغوث" في الجبهة الديمقراطية: التهديد بقطع المساعدات عدوان جديد
2018-01-04
بيروت (الاتجاه الديمقراطي)- اعتبرت "دائرة وكالة الغوث" في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأن المواقف التي اعلنتها مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة بشأن قطع المساعدات الامريكية عن وكالة الغوث انما هي بلطجة سياسية وترجمة فعلية لشريعة الغاب التي تعتمدها الولايات المتحدة في تعاطيها مع القضايا الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بعد الصفعة التي وجهتها دول العالم الى الادارة الامريكية برفضها قرار الرئيس ترامب، رغم سياسات التهديد والوعيد العلني بقطع المساعدات ومعاقبة دول ومنظمات دولية انتصرت للحق الفلسطيني، وهي مواقف تؤكد صحة التخوفات التي طالما عبر عنها اللاجئون من ان الولايات المتحدة تمارس سياسة الابتزاز المالي سواء عبر القوانين التي سنها الكونغرس الامريكي في اوقات سابقة بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين او عبر التدخل في سياسات واستراتيجيات وكالة الغوث في اطار سياسة الضغط على الشعب الفلسطيني لقبوله بالحلول التصفوية الامريكية للقضية الفلسطينية.. واعتبرت "الدائرة" ان هذه المواقف هي اعلان حرب سياسية واقتصادية ضد الشعب الفلسطيني ودعوة لاشاعة الفوضي في المخيمات وتوتير علاقات الشعب الفلسطيني بالدول العربية المضيفة، وهذا ما يملي مسؤوليات مضاعفة على الامم المتحدة صاحبة الولاية القانونية على وكالة الغوث التي دائما ما كانت تحذر من عواقب نقص التمويل، ليس على اللاجئين فحسب، بل على كل المنطقة .. لذلك فان الرد الفلسطيني والعربي والدولي يحب ان يكون بحجم الجريمة التي تتهيأ الولايات المتحدة لارتكابها بحق اللاجئين الفلسطينيين الذين لم ولن تنال التهديدات الامريكية من عزيمتهم ومن اصرارهم على تمسكهم بحقوقهم الوطنية وفي مقدمتها حق العودة والقدس كعاصمة لدولة فلسطين.. وأضافت الدائرة قائلة: ان قرار قطع المساعدات الامريكية هو عقاب جماعي ضد الشعب واستهداف مباشر لنسيجه الوطني والاجتماعي، وهو قرار لا يمكن ان يمر وسيواجه بكل حزم وصلابة من قبل اللاجئين الذين يرفضون ان يتحولوا الى متسولين على ابواب البيت الابيض، فخدمات الاونروا هي حق ثابت من حقوق شعبنا الاقتصادية والاجتماعية وليست منّة من الولايات المتحدة الامريكية. ومن يعتدي على صحة وحياة وتعليم واغاثة اللاجئين الفلسطينيين، فلا يتوقع مبادلته بالورود، بل سيجد انفجارا شعبيا تتحمل نتائجه الإدارة الامريكية التي اختارت شن عدوانها على شعبنا ومصالحه دون ان تدرك عواقب هذه السياسة.. وقالت "دائرة وكالة الغوث" ان الادارة الامريكية تتعاطى مع قضايا العالم ومع الامم المتحدة كحلبة قمار وبازار تجاري الغلبة فيها لمن يدفع اكثر، حيث التهديد الدائم بقطع المساعدات الامريكية وتحميل شعوب العالم منة بهذه المساعدات التي ما هي الا نتاج السياسات الاستعمارية وسياسات سرقة ونهب اموال الشعوب وخيراتها.. لكن فات الادارة الامريكية حقيقة انها تتعامل مع شعب دانت الامم لصموده وتضحياته التي لم يقدمها شعب في التاريخ، وهو على استعداد لتقديم المزيد من اجل ان يبقى حرا عزيزا متمسكا بحقوقه الوطنية التي لم ولن تكن يوما معروضة للبيع في سوق النخاسة الامريكية ولن يقايض عليها ابدا، وستبقى بلادنا بالنسبة لشعبنا اجمل بلاد العالم ولن نرضى عنها بديلا.. ودعت "دائرة وكالة الغوث" في الجبهة الديمقراطية الى ادانة الولايات المتحدة على سياساتها ومواقفها التي يجب ان تكون مرفوضة من جميع دول العالم وفي مقدمتها الدول المانحة ودول الاتحاد الاوروبي واعضاء مجلس الامن، خاصة وان ما يقدم لوكالة الغوث من مساعدات ليس سوء جزء بسيط مقارنة بالجريمة الكبرى التي اقترفت بحق شعبنا الفلسطيني من قبل المجتمع الدولي الذي انشأ "اسرائيل" عام 1948 وعجز عن انشاء دولة فلسطين التي ظلت اسيرة ادارج الامم المتحدة منذ العام (1947). لذلك فان الامم المتحدة مدعوة لاعادة طرح مسألة التمويل المستدام امام الجمعية العامة وبحث امكانية تخصيص موازنة ثابتة لوكالة الغوث تقدم من موازنة الامم المتحدة وفقا لتوصيات الامين العام لعام (2017) ودون الاخلال بالقرار (302) الذي تأسست الاونروا وفقا له ودون الاخلال بالقرار (194) القاضي بعودة جميع اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا عنها عام (1948) بقوة القتل والارهاب الذي مارسته العصابات الصهيونية.. ودعت "دائرة وكالة الغوث" في الجبهة الديمقراطية قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الى رفض سياسة الابتزاز الامريكي والثبات عند موقف عدم العودة للمفاوضات او اعادة العلاقات مع اسرائيل الا بعد تراجع الولايات المتحدة عن قرارها بشأن القدس والاستجابة لحقوق شعبنا كاملة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. وغير ذلك فان الادارة الامريكية واسرائيل يجب ان تتحملان مسؤولية سياستهما وعدوانهما على الشعب الفلسطيني الذي لن يبقة مكتوف الايدي ومتفرجا على سياسة قضم حقوقه الوطنية، وبالتالي فان المطلوب اليوم هو استعادة القضية الفلسطينية من دهاليز اوسلو واعادة الاعتبار للنضال الفلسطيني ولحركتنا الوطنية باعتبارها حركة تحرر وطني تواجه احتلالا عنصريا لا يواجه الا بالمقاومة والوحدة والبرنامح الوطني الموحد، برنامج الشراكة الوطنية..
http://www.alhourriah.ps/article/47909