31 آذار 2025 الساعة 07:00

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 24/3/2025 العدد 1267

2025-03-26 عدد القراءات : 64

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

هآرتس 24/3/2025

 

 

 

نتنياهو ينثر تضليلات وفي هذه الاثناء إسرائيل في موقف انتظار

 

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طرح أول أمس صيغة مضللة بخصوص تسلسل الاحداث في القضية القطرية. الفشل المنطقي في شروحاته تم تشخيصه على الفور، من قبل نفس المراسلين غير المعتمدين على فتات المعلومات  من مكتبه. في الفيلم الذي نشره حاول نتنياهو الادعاء بأن تحقيق الشباك في القضية بدأ في 27 شباط الماضي، بعد يومين على طلبه من رونين بار تقديم له تحقيقات الجهاز حول المذبحة في الغلاف في 7 أكتوبر 2023. عمليا، المراسل عوفر حداد من “اخبار 12″، الذي كشف الدفعات القطرية لايلي فيلدشتاين، من مكتب نتنياهو، توجه الى نتنياهو وطلب رده في 9 شباط، والنبأ نشر في اليوم التالي. هذا أيضا هو اليوم الذي توجه فيه نتنياهو الى بار وطلب منه استكمال التحقيق. أي أن القضية تدحرجت لاسبوعين، وبار لم يقرر فجأة التحقيق فيها فقط لأنه حصل من نتنياهو على طلب (الثاني بالفعل)، تسريع التحقيق.

هذا الادعاء يضاف الى ادعاءات أخرى مضللة لمكتب رئيس الحكومة ضد بار من الأسبوع الماضي. في المكتب، أحيانا بغطاء مصدر سياسي، قالوا إن أداء رئيس الشباك في طاقم المفاوضات منع تحقيق صفقة المخطوفين (عمليا، المفاوضات علقت فقط بعد مغادرة بار للطاقم بتوجيه من نتنياهو)، وأن بار عرف قبل بضع ساعات عن المذبحة في 7 أكتوبر وامتنع بشكل متعمد عن ايقاظ نتنياهو (هذا كذب بالضبط).

نتنياهو ومحيطه ينثرون في هذه الأيام رسائل متناقضة. فمن جهة، هناك تصعيد واضح في خطواته ضد رؤساء جهاز الامن وجهاز القضاء، وصل الذروة في محاولة اقالة بار والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا، مع التطاول الشخصي منفلت العقال عليهما. من جهة أخرى، يبدو أنه يوجد ضغط داخلي متزايد بسبب تقدم التحقيق القطري الى جانب اكتشافات جديدة بخصوص طبعات سابقة للقضية.

في نهاية الأسبوع نشر الصحافي روعي يانوفسكي في “كان 11” بأن الدفعات القطرية لمستشاري نتنياهو يونتان اوريخ وإسرائيل اينهورن تم نقلها على الأقل منذ أيار 2022. هذا النشر جاء استمرارا لما كشفه بار بيلغ في “هآرتس”، أن الاثنين ادارا حملة لتحسين صورة قطر في الساحة الدولية. عشية كأس العالم في تلك السنة. ورئيس الأركان السابق، عضو الكنيست غادي ايزنكوت (المعسكر الرسمي)، قال في مقابلة مع “اخبار 12” بأن نتنياهو تم تحذيره في السابق قبل سنوات من أن جزء من الأموال القطرية التي تحول الى قطاع غزة يستخدم لغرض نشاطات إرهابية لحماس.

الموضوع الآخر ليس موضوع للتحقيق الجنائي. المنتدى الصحيح لفحص الحقيقة بخصوصه هي لجنة تحقيق رسمية. ولكن هذا بالضبط هو أحد الأسباب الرئيسية الذي بسببه يحاول نتنياهو منع بكل القوة تشكيل مثل هذه اللجنة. ايزنكوت يتناول التحذيرات التي قالها الشباك حتى في 2018، عندما كان نداف ارغمان هو رئيس الجهاز. في تلك المرحلة، بعد قليل من بلورة محور ضخ المساعدات القطرية، وصل جزء من الأموال بحقائب نقدية واستهدف ثلاثة أغراض – شراء الوقود لشبكة الكهرباء في غزة، توفير المساعدة للعائلات المحتاجة ودفع رواتب موظفي الوزارات الحكومية لحماس في قطاع غزة. القطريون قاموا بارسال 30 مليون دولار في الشهر، الثلث منها فقط تم تخصيصه للرواتب، تم ارسالها نقدا لأن البنوك الأجنبية والإسرائيلية خافت من إدخالها الى قائمة العقوبات الدولية اذا قامت بعقد صفقات مع حكم حماس. شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” اختلفت في حينه مع تحذير الشباك، وقالت إن الأموال تصل الى أهدافها المعلنة، ولكن هناك خطر آخر وهو أن الموارد التي ستكون في ايدي حماس بفضل الأموال القطرية، سيتم توجيهها حقا لأغراض الإرهاب.

في العام 2020 انضمت “امان” الى تحذير الشباك. هذا حدث عندما تبين أن رئيس الذراع العسكري في حماس، محمد الضيف، يصادر كل شهر 4 ملايين دولار من المساعدات القطرية لغرض نشاطات رجاله. في هذه الحالة ثار خلاف على الصعيد السياسي والأمني في إسرائيل، لكن الأموال استمرت في التدفق، على أمل شراء الهدوء. حتى حكومة بينيت – لبيد واصلت سياسة مشابهة، حتى لو كانت وضعت طلبات اكثر بخصوص طريقة نقل الأموال الى القطاع.

التوتر مع بار وبهراف ميارا، حيث في الخلفية توجد فضيحة قطر، سيبقى محور النقاش العام في الفترة المقبلة، ومن المؤكد أنه سيؤجج نار الاحتجاج في الشوارع بدرجة معينة. ولكن يصعب تجاهل حقيقة أن نتنياهو، في مجالات أخرى، يواصل تحقيق أهدافه. يحتمل جدا أن تتدخل المحكمة العليا ضد اقالتهما، لكن المحكمة لن تمنع رئيس الحكومة من تمرير الميزانية، التي ستضمن استقرار حكومته كما يبدو حتى تشرين الأول 2026. في هذه الاثناء نتنياهو سيحاول أيضا تمرير قانون لتغيير تشكيلة لجنة تعيين القضاة.

 

 

الإدارة تستعد بالفعل

 

الكابنت صادق أمس على اقتراح وزير الدفاع إسرائيل كاتس، تشكيل إدارة الهجرة الطوعية لسكان غزة الى دول ثالثة”. كاتب قال إن الإدارة سيتم تشكيلها وفقا لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه سيعلن في القريب عن هوية رئيس هذه الإدارة. عمليا، لا توجد خطة أمريكية لتهجير قسري للفلسطينيين من القطاع (“هجرة طوعية” هي كذبة متفق عليها). ترامب قام برمي فكرة في الهواء في اللقاء بينه وبين نتنياهو في البيت الأبيض قبل شهر تقريبا، ومنذ ذلك الحين لم يتخذ أي خطوات فعلية لتطبيقها. كاتس ينتظر البيان الرسمي حول تعيين رئيس الإدارة، لكن العميد (احتياط) عوفر فنتر، هو المرشح المرجح لهذا المنصب، يجري الآن محادثات كثيرة قبيل بدء عملها.

قرار الكابنت يعكس استمرار الاعداد لسيطرة إسرائيل من جديد على القطاع، كما نشر هنا في نهاية الأسبوع الماضي. الجيش الاسرائيلي لا يستعد فقط لعملية برية كبيرة، بل إعادة الحكم العسكري في كل القطاع. هذه الاقوال تتناقض مع تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في المقابلة مع المذيع تاكر كارلسون. ويتكوف نثر هناك آمال لمستقبل إقليمي واعد، وعبر عن دعمه لفكرة اندماج حماس اذا نزعت سلاحها في إدارة فلسطينية مستقبلية في القطاع. وقال إنه لن تكون صفقة بين السعودية وإسرائيل بدون اتفاق وبدون وقف القتال في القطاع.

ويتكوف التقى مؤخرا مع تاكر وخمسة وزراء خارجية عرب، واظهر الاهتمام باقتراح مصر حول حكومة الخبراء التي تدير القطاع برعاية دولية، من خلال مساعدة اقتصادية واسعة من دول الخليج. ولكن الأمريكيين يجدون صعوبة في الدفع قدما بهذه المبادرة إزاء المعارضة الحازمة لنتنياهو ونيته المعلنة للعودة الى القتال. في المقابل، إسرائيل مستعدة لمناقشة تمديد المرحلة الأولى في صفقة المخطوفين بواسطة دفعات أخرى، التي يطلق فيها سراح بعض المخطوفين الإسرائيليين، من بينهم من يحملون الجنسية الامريكية. المشكلة هي أن حماس لا تبدي أي استعداد لمناقشة جدية وتطالب بربط أي تقدم مهم باعطاء ضمانات دولية بعدم عودة إسرائيل الى القتال.

إزاء هذا الجمود في هذه الاثناء ترامب يبث (مبعوثه يقتبس في اعقابه) بأن هناك حاجة الى إزالة بالقوة عقبات من الطريق من اجل الدفع قدما بخططه لحل النزاعات. في هذه المرحلة الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر أو الضوء الأحمر العلني للخطط العسكرية الإسرائيلية في القطاع. الطرفان يوجدان في موقف انتظار، وإسرائيل توسع قليلا نشاطاتها البرية في القطاع، لكنها تمتنع في هذه الاثناء عن تجنيد واسع للاحتياط. ولكن اذا لم يتدخل ترامب فان التوجه واضح – العودة الى القتال الواسع، وربما أيضا فرض الحكم العسكري رغم أنه من غير الواضح من أين ستأتي القوات المطلوبة للجيش لتنفيذ هذه المهمة الطموحة جدا.

في نفس الوقت، صراعات إقليمية أخرى تستمر على نار هادئة. الحوثيون من اليمن استأنفوا الاطلاق على مركز البلاد تقريبا كل يوم، ردا على خرق إسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار في القطاع. في جنوب لبنان تأججت النفوس على خلفية اطلاق ست صواريخ نحو المطلة في صباح يوم السبت. إسرائيل التي تعترف بأنها لا تعرف من اطلق الصواريخ (تشتبه بأن منظمة محلية تابعة لحماس هي التي فعلت ذلك)، قامت بمهاجمة مواقع لحزب الله ردا على اطلاق النار، وهي تهدد باستئناف القتال في لبنان اذا تم استئناف اطلاق النار. التسخين المستمر على الحدود يستخدمه نتنياهو كأداة لحرف الانتباه وكذريعة. أيضا هو يخدمه في تحركاته المتطرفة في الساحة الداخلية.

 

 

----------------------------------------

هآرتس 24/3/2025

 

 

ايال زمير قام باخفاء رؤيته الكهانية الى أن دخل الى مكتب رئيس الاركان

 

 

بقلم: روغل الفر

 

 

تعيين ايال زمير في منصب رئيس الأركان تبين على الفور بأنه كارثي. قبل انتخابه لهذا المنصب كان المحللون العسكريون لهم نفس الرأي، أنه جدير بهذا المنصب. فهو شخص له تجربة ومهني ويحمل رؤيا الدولة، ويتمتع بصلاحية أخلاقية، لأنه لم يتلوث بفشل 7 أكتوبر. بعد أدائه لليمين حتى من يعارضون نتنياهو مأثنوا على حكمته وانضباطه.

 

 

لقد تم الادعاء بأن هذا دليل على أنه حتى الآن قادر على التصرف كشخص يعبر عن الدولة. وحتى تمت الإشارة برضى الى أن زمير يتمتع بالصلابة المطلوبة للعمل كحارس عتبة امام الحكومة، حيث أنه بكونه مرشح طبيعي ومطلوب فانه لا يدين بهذا التعيين لنتنياهو، وسيكون متحرر من نير العرفان بالجميل تجاهه، وسيصمم على اتخاذ قرارات موضوعية، التي لا تخدم احتياجات نتنياهو السياسية الشخصية. يتبين أنه في كل ما قيل عن زمير، كان المحللون أسرى تصور، الحديث يدور عن جنرال كهاني، ليس أقل من ذلك.

 

 

حسب عاموس هرئيل (“هآرتس”، 22/3) توجد لزمير خطة كبيرة: هجوم بري واسع في القطاع عن طريق تجنيد عدة فرق، تشمل وحدات احتياط كبيرة. وحتى أن رئيس الأركان قال للوزراء بأنه يمكنه التسبب بالدمار المطلق لسلطة حماس وقدراتها العسكرية، أي “النصر المطلق” الذي وعد به نتنياهو. نتنياهو ينوي استغلال العملية العسكرية التي سيقودها زمير من اجل فرض الحكم العسكري في القطاع بدعم دونالد ترامب، ونقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية الى الجيش الإسرائيلي. أي احتلال القطاع وإعادة سيطرة إسرائيل الكاملة فيه، تمهيدا لاعادة المستوطنات وطرد الفلسطينيين بشكل قسري، الذي سيتم عرضه بأنه “هجرة طوعية”.

 

 

العميد (احتياط) المسيحاني عوفر فنتر ينشغل الآن في إقامة الإدارة. رجال آخرون في الاحتياط متحمسون بدرجة أقل. في جيش الاحتياط ترتفع الأصوات لوقف التطوع. آخرون كثيرون، في الجيش النظامي أيضا، يخططون لـ “رفض رمادي” دون الإعلان عن التمرد ضد زمير. هذا ما يريده نتنياهو: عملية عسكرية مع اهداف كهانية، التي ستندمج مع ازمة دستورية حول اقالة رونين بار، التي ستؤدي الى مواجهة جماهيرية واسعة، التي ستخدم نتنياهو في هدفه السامي: البقاء في الحكم وتأخير الإجراءات القانونية ضده. تعيين زمير هو شرط حيوي لتحقيق هذا الحلم الفاشي، الذي يقتضي بالطبع تطهير الجيش من المتمردين مثل دانييل هاجري.

 

 

زمير يظهر الإخلاص الشخصي لنتنياهو وحلم النظام. خلافا للامنيات الساذجة، يتبين بأثر رجعي، أنه ليس بالصدفة كان هو المرشح المفضل لنتنياهو لرئاسة الأركان في العقد الماضي. اذا كان هذا ما يفعله زمير عندما لا يكون ممتن لنتنياهو، فانه من المهم معرفة ما الذي سيفعله عندما سيكون هكذا. سيدخل الى جرافة “دي 9” ويدمر المحكمة العليا بنفسه.

 

 

زمير كما يبدو اخفى باحكام موقفه الكهاني الى أن دخل الى مكتب رئيس الأركان. لم يكن للمحللين العسكريين الرسميين في روحهم أي فكرة عن ما هو حقا. الآن، بتأخير تراجيدي، تبين الامر: هذا هو رئيس الأركان الكهاني الأول، ومن اللحظة التي أعطيت له فيها الصلاحية فقد وضع الجيش الإسرائيلي في خدمة نتنياهو، كأداة لتحقيق حلمه الفاشي من كل الجهات. زمير قام بمحو تماما التمييز بين الاحتياجات السياسية لنتنياهو والاحتياجات الأمنية لإسرائيل.

ليس فقط لا يوجد لنتنياهو حق أخلاقي في ارسال الجنود لقتل المدنيين في غزة بدون تمييز، وأن يموتوا في ساحة الحرب من اجل بقائه السياسي. أيضا لا يوجد لزمير حق أخلاقي في ذلك. فهو يشن حرب اختيارية سياسية. هو لا يمكنه أن يكون رئيس أركان لجندي أخلاقي.

------------------------------------------

 

 

هآرتس 24/3/2025

 

 

تهديد ويتكوف المبطن يهز مصر

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

 

بصوته الهاديء والناعم، ونبرته الثابتة، القى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قنبلة صادمة قوية زرعت الرعب وارسلت موجات ارتدادية مزلزلة الى مصر، وليس فقط لوحدها. في المقابلة المطولة مع تاكر كارلسون وضع ويتكوف مصر على طاولة العمليات، وبدون تخدير أو اعداد قال إن مصير المنطقة مرهون بمصير غزة، وأن مصر توجد الآن في خطر. “كل ما حدث في لبنان، مثل تعيين الرئيس الجديد بفضل تصفية السنوار وحسن نصر الله، كل ذلك يمكن أن ينقلب اذا فقدنا مصر”. وبالنسبة له، لماذا نفقد مصر؟ لأنه في مصر، حسب الإحصاءات، توجد نسبة بطالة عالية جدا، وفي أوساط الشباب في جيل اقل من 25 سنة تصل النسبة الى 25 في المئة. الدولة لا يمكنها العيش في ظل نسبة بطالة كهذه حسب قوله.

 

 

“بدرجة كبيرة هم مفلسون وبحاجة كبيرة للمساعدة. اذا كان لدينا حدث سيء في مصر فان هذا سيعيدنا الى الوراء”، أوضح المبعوث الأمريكي. “كل مكونات الانفجار كانت في هذه الكبسولة اللفظية التي جمعها ويتكوف بمهارة. فربط مستقبل 110 مليون مواطن مصري بمصير مليوني مواطن في غزة كان الجزء الحساس في الإهانة. من هنا تطور الامر الى درجة اعتبار مصر دولة مفلسة. نسبة البطالة غير دقيق، لأنه حسب الإحصاءات الرسمية في مصر التي تظهر في أبحاث غربية أيضا، فان نسبة البطالة هي 6.3 في المئة، وفي أوساط الشباب ارتفعت النسبة الى 14.5 في المئة. التشخيص الصادم، الذي يؤكد على أن مصر لن تتمكن من الاستمرار مع نسبة بطالة كهذه، وأخيرا هناك الإشارة الخفية ولكن المهددة، اعتماد مصر على المساعدات، الامريكية بالطبع.

 

 

في مصر شاهدوا علاقة مباشرة بين نشر المقابلة وبين التقرير الذي نشر قبل يوم في صحيفة “الاخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله، الذي بحسبه مصر وافقت على استيعاب بشكل مؤقت نصف مليون غزي في مدينة ستتم اقامتها في شبه جزيرة سيناء. مصر خرجت عن اطوارها كي تنفي رسميا هذا التقرير، وتلقت بالتحديد من ويتكوف صفعة هزتها. والردود لم تتأخر. “ويتكوف هو مبادر عقارات لم يقرأ التاريخ، هو لا يعرف الخطوط الجغرافية، ولا يعرف طبيعة المنطقة وتعقيداتها أو دور مصر في المنطقة”، كتب الصحفي والمحلل المصري نشأت الديهي. “مصر ليست دولة مفلسة، ولتذهب مساعداتكم الى الجحيم”، أضاف المحلل.

 

 

مساعد وزير الخارجية المصري السابق حسين الهريدي اكمل ترديد الغضب عندما اتهم في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية اقوال ويتكوف بأنها “تهديد مبطن لمصر، وأن تصريحاته هي نوع من الابتزاز وفرض الخوف على مصر من اجل الضغط عليها للموافقة على تهجير قسري للفلسطينيين ومن اجل عدم افشال محاولة تصفية القضية الفلسطينية”؛ الصحافي المعروف احمد موسى أضاف “رغم المشكلات الاقتصادية الصعبة في مصر إلا أننا ساعدنا اخوتنا الفلسطينيين بأموالنا وعرقنا وساهمنا بـ 75 في المئة تقريبا من اجمالي المساعدات الدولية التي دخلت الى قطاع غزة. الشعب في مصر سيقف امام جميع الضغوط وليكن ما يكون، ونحن لن نسمح بتمرير خطة التهجير من اجل الحفاظ على الأمن الوطني في مصر”.

 

 

مصر وبحق تمر بصعوبات اقتصادية كبيرة، لكن ليس بسبب غزة. إضافة الى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في اجراء عدة إصلاحات اقتصادية معقدة، من بينها خطوات كانت فيها إمكانية كامنة لضعضعة استقرار الدولة، مثل رفع أسعار الوقود، وبعد ذلك رفع أسعار الخبز، الامر الذي لم تتجرأ على المس به قبله أنظمة خلال عشرات السنين، وبعد ذلك قام بتعويم سعر الجنيه المصري الذي انخفض سعره 40 في المئة مقابل الدولار. ولكن أساس نجاح السيسي هو في تجنيد دول الخليج ووضعها في الدور لاستثمار عشرات مليارات الدولارات في الدولة، ومن بين المشاريع دولة الامارات تعهدت باستثمار حوالي 35 مليار دولار في مشروع عقارات، والسعودية تعهدت باستثمار 10 مليارات دولار، وقطر يتوقع أن تزيد استثماراتها في مصر الى 7 مليار دولار.

 

 

صحيح أن طوق النجاة الاقتصادي الذي تلف به دول الخليج مصر، الذي هو اكبر بعشرة اضعاف من حجم المساعدات التي نحصل عليها من الولايات المتحدة، ما زال غير كاف من اجل اخراج مصر من صعوباتها. وبالاساس هو لا يعتبر البديل للدعم السياسي والعسكري الذي تحصل عليه مصر من الولايات المتحدة، التي تفتح للقاهرة أبواب مؤسسات التمويل الدولية، ولكنها تسمح لها برسم الخطوط الحمراء ومواجهة الضغط السياسي الثقيل، مثل  الضغط الذي استخدمه منذ فترة غير بعيدة الرئيس ترامب من اجل أن تستوعب هي والأردن 2 مليون غزي. ترامب تراجع في هذه الاثناء عن هذا الطلب وأوضح بأنه لن يكون اخلاء قسري لسكان غزة، وذلك بعد أن قام باجراء عدد من “المحادثات الصادقة” مع حاكم السعودية محمد بن سلمان. ولكن عندما يسمعون في مصر تشخيص ويتكوف، وبعد يوم يسمع عن إقامة “إدارة الهجرة الطوعية” في إسرائيل، فان القلق يعود الى واجهة الساحة العامة.

 

 

مصر ساعدت وهي مستعدة للاستمرار في مساعدة سكان غزة. وهي أيضا تطمح الى المشاركة في مشروع إعادة اعمار القطاع، الذي اذا تم تطبيقه فان من شأنه أن يحقق لها أرباح كبيرة. ولكن استيعاب سكان من القطاع فيها، حتى لو جاءوا بشكل “طوعي”، هو قصة مختلفة كليا. بالنسبة للقاهرة الحديث يدور عن تهديد متعدد الطبقات، يبدأ بالخوف على الامن القومي وخطر أن تنمو في داخل اللاجئين الذين سيتم استيعابهم بؤر إرهابية سترغب في العمل ليس فقط ضد إسرائيل، بل ستتعاون مع منظمات تعمل الآن في داخل مصر. مصر ما زالت تخوض حرب ضروس دموية ضد المنظمات الإسلامية المتطرفة. والامر الأخير الذي تحتاجه الآن هو أن تحصل هذه المنظمات على زيادة تتمثل في قوة عسكرية مدربة حاربت في غزة.

 

 

إن استيعاب غزيين في مصر يعني من ناحية وطنية “تصفية القضية الفلسطينية”، كما كتب الديهي، ونقل حلها الى حدود مصر حتى لو تم حبس اللاجئين في مدينة خاصة ستقام من اجلهم، وتحصل مصر من اجلهم على أموال طائلة. هذا أيضا هو السبب في أن الفكرة التي طرحها يئير لبيد التي بحسبها ستتولى مصر السيطرة على القطاع لفترة محدودة، هي فكرة مدحوضة كليا. في الواقع مصر استوعبت 100 ألف غزي، الذين هربوا اليها في بداية الحرب عندما كان معبر رفح مفتوح. ولكنها تقيد بشكل كبير حرية حركتهم، وتمنعهم من العمل، وهم حتى لا يمكنهم الحصول على مساعدات الاونروا، لأن هذه المنظمة غير مسموح لها بالعمل في مصر وتوجد لها ممثلية صغيرة فقط.

 

 

المرضى والمصابون الذين دخلوا مصر يوجدون في المستشفيات بشروط اعتقال مقيدة. في مرات كثيرة يطلب منهم شراء الادوية لانفسهم، والمرافقون لهم مسموح لهم الخروج من المستشفى فقط بمرافقة رجال الأمن ولفترة محدودة. ريفييرا مصرية على صيغة ترامب لا تنتظر اللاجئين الذين سيهاجرون اليها بشكل طوعي. رفض مصر استيعاب سكان غزة مدعوم بصورة وثيقة بمواقف جميع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية التي تتبنى الخط الأكثر تصلبا ضد خطة الترانسفير. ترامب وويتكوف يعرفان جيدا موقف السعودية، وهي الدولة التي يعتمد عليها بشكل كبير تشكيل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولكن عندما تحدث ويتكوف عن الربط بين غزة وبين التطبيع المأمول بين إسرائيل والسعودية، لسبب ما “نسي” ذكر أن “تغيير السكان في غزة”، حسب رأيه، يتوقع أن يتحطم على صخرة معارضة السعودية، ومعه حلم التطبيع.

 

 

ويتكوف الذي يتحدث عن التطلع الى توسيع دائرة الدول التي ستنضم الى اتفاقات إبراهيم، لا يتحدث عن الخطر الذي ستشكله خطة الترانسفير على العلاقات بين إسرائيل ومصر واتفاق السلام بين الدولتين.

عندما تقوم إسرائيل بتوسيع حجم العملية العسكرية في غزة، وفي الجيش يتحدثون عن احتلال لفترة طويلة وسيطرة مدنية وليس فقط عسكرية في القطاع، وعندما فكرة “الهجرة الطوعية” تتطور الى خطة عملياتية – فان الخوف في مصر هو من احتمالية أن الترجمة العملية لهذه الهجرة هي أن إسرائيل ستقوم بفتح، بمبادرة منها، فتحات عبور بين غزة ومصر وستسمح للسكان الراغبين في ذلك بالانتقال الى الطرف الثاني للحدود. المعنى هو أن مصر ستواجه خيارين، إما استيعاب في اعقاب الضغط مئات آلاف اللاجئين، أو وضع امامهم قوة عسكرية تمنع دخولهم. تأثير هذه السيناريوهات على العلاقات بين مصر وإسرائيل يمكن أن يكون كارثي. اذا حدث “حادث سيء”، الذي يتوقع أن يحدث لمصر والذي حذر منه ويتكوف، فان هذا هو الحدث. من اجل منعه فان ويتكوف والرئيس ترامب يجب عليهما أن يكونا اكثر وضوحا وحزما والقول بأن أي هجرة مهما كانت، حتى لو بالاكراه، ليست خطة عمل وليست المسار للحل.

------------------------------------------

 

هآرتس 24/3/2025

 

 

هكذا عملت الحملة التي وضعها مقربو نتنياهو لتحسين صورة قطر

 

 

 

بقلم:  بار بيلغ وعومر بن يعقوب

 

تحليل شبكة تم اجراءه استنادا الى وثائق داخلية لمقربي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، موجه لموقعين و20 حساب شبكة عالمية، الذين عملوا لتحسين صورة قطر قبيل المونديال وحتى بعد ذلك، وضمن ذلك اثناء الحرب في غزة. الوثائق التي وصلت الى “هآرتس” تكشف الرسائل التي وضعها يونتان اوريخ وشروليك اينهورن لصالح حملة تبييض اسم قطر، وهي تتضمن أدلة رقمية تقود مباشرة الى الاثنين والى موظفين آخرين في شركة اينهورن، التي قامت ببناء الحملة. الوثائق التي ظهرت في الشبكة مدة ثلاث سنوات تم محوها في الفترة الأخيرة، في وقت قريب بين كشف العلاقة بين قطر وجهات في مكتب نتنياهو.

من الوثائق التي توجد لدى “هآرتس” يتبين أنها مؤرخة في صيف 2022: نتنياهو كان في حينه في المعارضة، في حملة الانتخابات قبل عودته الى مكتب رئيس الحكومة. اوريخ، الذي هو الآن مستشار نتنياهو، كان في حينه المتحدث بلسان الليكود، واينهورن كان المسؤول عن حملة الحزب. وثائق الشبكة ترتبط مباشرة بالبريد الالكتروني المباشر لهما، ويمكن رؤية كل تاريخ تحرير الملفات. في وثيقة كان هناك رابط مع فيلم فيديو في صفحة اليوتيوب الشخصية لاينهورن. على الفور بعد توجه “هآرتس” الى شركة “بيرسبشن” التي يمتلكها، عشية كشف تورطهم في الحملة من اجل قطر في تشرين الثاني، تم محو الفيلم من صفحته. في النسخة الأولى لوثيقة أخرى تتناول قطر ظهرت مباديء الحملة لتحسين صورة رئيس صربيا الكسندر فايتستس، الذي قدم له اينهورن استشارة.

قطر عانت في حينه من صورة سلبية لدولة تمول الإرهاب، وصورة امارة غنية مات داخلها آلاف العمال الأجانب الذين قاموا ببناء الملاعب للمونديال. لصالح حملة تحسين صورة قطر اقامت شركة بيرسبشن مع شركة إسرائيلية باسم كويوس مشروع مشترك باسم “لايت هاوس”. وثائق الحملة تشمل تفصيلا للافكار لتحسين صورة قطر، ومهمات يجب القيام بها في الشبكة من اجل الدفع قدما بالحملة. “بيرسبشن” وضعت الرسائل للمشروع وقامت ببلورة الاستراتيجية، وكويوس أخرجت الحملة الى حيز التنفيذ بواسطة شبكة حسابات في الشبكة، التي نفذت هذه الرسائل.

“كويوس” تطرح نفسها كشركة تعمل في تشخيص اعمال التحايل المالي على الشبكة. وقد أقيمت في العام 2021 على يد ايلا تكاتس دريزن وأوري سيغف والعميد (احتياط) ايلي بن مئير. تحليل وثائق الحملة الذي اجراه محققو “اكتف انفو” ومقابلات أخرى وصلت الى “هآرتس” ومحادثات مع مصادر مطلعة على الحملة، قادت الى 20 حساب في تويتر وموقعين دفعا قدما منذ 2021 بمضامين تطابق بشكل واضح الحملة التي بناها اوريخ واينهورن لتبييض اسم قطر. بعض الحسابات كانت نشطة حتى الفترة الأخيرة. واحد منها باسم ايلا غريغوري، الذي رد في كانون الثاني الماضي على تغريدة رسمية لقطر، ومدح تدخل الدولة في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة. في حين رد على تغريدة أخرى تدين هذه الامارة وهب للدفاع عنها، منذ فترة غير قصيرة تغير اسم المستخدم في الحساب، فيما يبدو كمحاولة لطمس الأثر. حساب آخر باسم دنيس وبستر مدح قبل شهر تدخل قطر في المفاوضات لتحرير المخطوفين. التغريدات الثلاثة تم محوها منذ ذلك الحين.

المحققون في “اكتف انفو” لاحظوا نشاطات إخفاء أخرى لحسابات ترتبط بالحملة من اجل قطر، منها محو تغريدات، محو متابعين واستبدال اسم المستخدم. المصادر التي تحدثت مع “هآرتس” اكدت على أن شركة “كويوس” تعودت على محو بين حين وآخر تغريدات لاصحاب حسابات في الشبكة، التي تستخدمها.

كل المقالات عن قطر تم محوها بشكل مفاجيء

حسابات الشبكة التي تم تشخيصها كجزء من الحملة دفعت قدما بمضامين تتناول قطر، ضمن أمور أخرى، شاركت هذه الحسابات أيضا “مقالات” من حسابين خاصين. واحد منهما هو ويرلد وايد آند بزنس نيوز، الذي يبدو أنه تم فتحه بشكل خاص من اجل عمليات التأثير. الموقع الذي يطرح صورة موقع اخبار دولي سجل في 2020 في الفلبين، لكن عنوان البريد الالكتروني الذي سجل للموقع ينتمي لمواطن إسرائيلي اسمه عيدان شانس، الذي حسب ورقة قانونية لدى “هآرتس” هو خريج الاستخبارات الإسرائيلية. شانس ظهر في موقع “كويوس” كأحد العاملين في الشركة، وحسب بعض المصادر هو عمل بصورة خاصة في مشروع “لايت هاوس” القطري. قبل أسبوع وبعد بضع ساعات من توجه الصحيفة لشانس، تم محو المعلومات عنه في موقع “كويوس”.

في آذار 2022 نشر شانس في الفيس بوك منشور لتجنيد عمال “يتحدثون الألمانية لعمل مهم بصورة خاصة”، في حين أن موظف آخر نشر منشور مشابه في مجموعة خريجي الاستخبارات العسكرية. حسب وثائق الحملة التي توجد لدى “هآرتس” فان احد تجمعات الهدف للعملية هم مشجعو كرة القدم الالمان.

الموقع الذي سجله شانس تم تطويره بحيث يتم استثناءه من “غوغل” ولا يظهر في نتائج محركات البحث. هذه الحقيقة يمكن أن تدل على أنه وضع فقط من اجل إيجاد روابط لمشاركة المضمون، وليس من اجل جذب متصفحين عارضين. منذ انطلق في الفضاء نشر في الموقع حوالي 30 مقال غير موقع في موضوع قطر – معظمها في 2022، سنة المونديال – التي تناسب الرسائل التي خططت لها حملة “لايت هاوس”. في الفترة الأخيرة تم محو من الموقع جميع المقالات التي تتناول قطر.

مقال واحد، الذي تم اخفاءه (لكنه متاح في أرشيف الانترنت)، تناول الكورونا في قطر وتفاخر بمعدل تطعيمات من الاعلى في العالم، ومعدل وفيات من الأدنى في العالم، وخطوات وقائية هامة في الدولة. “قطر تستخدم كل الوسائل لضمان صحة مواطني الدولة والسياح”، كتب في المقال.

المونديال في قطر تم اعداده ليكون الحدث الحاشد الأول منذ اندلاع الوباء، والدفع قدما بمقالات تبدد مخاوف الزوار كان احد الرسائل في وثائق حملة بيرسبشن. حساب باسم اشلي ناكونيتشي، الذي دفع قدما بمضامين الحملة، شارك المقال. تحليل الشبكة كشف حسابات أخرى شاركت المقال، من بينها كينيث بايرز وكلير غرينوود. هذه الحسابات غردت كثيرا بلهجة إيجابية فيما يتعلق بقطر.

مقال آخر نشر في الموقع وتم الدفع به قدما من قبل حسابات الحملة، تناول الطعام الحلال الذي سيقدم اثناء فترة المونديال في الدوحة. في وثائق الحملة التي وصلت الى “هآرتس” يظهر بند الطعام الحلال كموضوع يجب التأكيد عليه وتسويقه من اجل اقناع من يحبون كرة القدم من اليهود الذين يخافون من زيارة قطر.

بعد المونديال أيضا استمر الموقع في نشر المقالات التي تناولت المواضيع الرئيسية للحملة لتحسين صورة قطر. في تشرين الأول 2023، بعد اندلاع الحرب مع حماس، نشر مقال كتب فيه بأن “قطر وسيطة محايدة”، وبعد شهر نشر مقال عن “وساطة قطر لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس”. في احدى وثائق الحملة من شهر آب 2022 كتب اوريخ بأن “الحرب بين إسرائيل وغزة تؤدي الى حوار سلبي في أوساط الجالية اليهودية. نحن نوصي بالتأكيد على تدخل قطر كوسيطة لصالح وقف اطلاق النار وإحلال السلام”. حتى أن اوريخ اقترح أن تدين قطر الاعمال الإرهابية في ارجاء العالم وفي إسرائيل.

تحليل الشبكة الذي اجراه محققو “اكتف انفو” تم تنفيذه بواسطة شبكة مراقبة الحوار “سكوبر”. والـ 20 حساب التي شخصت كشريكة في الحملة تتقاسم خصائص كثيرة. فبعضها يتابع نفس حسابات الشركة، من بينها الحسابات التي تظهر في وثائق الحملة الداخلية، اربع حسابات تم فتحها في نفس اليوم، 9 تموز 2021. واحد منها باسم يهوشع روتشيلد. الحسابات في الحملة شاركت مقالات عن قطر التي نشرت في مدونة مع اسم وصورة مثل التي توجد في حسابه في تويتر. بعد المونديال بدأت المدونة تنشر مقالات كثيرة تمتدح قطر. بعد فوز الدولة باستضافة بطولة العالم القادمة في كرة السلة كتب في المدونة بأن “قطر هي ارض الفرص” لمن يحبون كرة السلة و”الدولة الأكثر أمنا في العالم”. حسابات أخرى مرتبطة بالحملة روجت لمضامين إيجابية عن قطر في سياق بطولة العالم التي ستجرى في 2027. خلال الـ 11 مقالة الأخرى، مع استخدام كبير لصور الذكاء الصناعي، امتدحت المدونة أيضا العلاقات الدبلوماسية لقطر، والتوسط في صفقة المخطوفين بين إسرائيل وحماس، والتوق الى السلام الإقليمي. الحسابات المرتبطة بالحملة استمرت في مدح قطر أيضا على جهود الوساطة بين الغرب وأفغانستان في 2022، وعلى التوسط في صفقة المخطوفين بين أوكرانيا وروسيا في 2023.

 

 

عملية تأثير عالمية

 

عمليات التأثير يمكن أن تخلق وهم الدعم الجماهيري الواسع بواسطة ترديد متزامن لرسائل واغراق الحوار بمضامين مرغوب فيها. لكن حسب اقوال محققي “اكتف انفو” فان الحسابات لم تعرض انتشار واسع أو تفاعل كبير مع مستخدمين حقيقيين، ويبدو أن تأثير الحملة كان تأثير محدود.

في يوم الأربعاء أوقفت الشرطة من اجل التحقيق يونتان اوريخ وايلي فيلدشتاين، المتحدث باسم رئيس الحكومة نتنياهو والمتهم بتسريب معلومات سرية. في بيت احدهما تم اجراء تفتيش. الاثنان مشتبه فيهما بالاتصال مع عميل اجنبي وبمخالفات تحايل وتبييض أموال ورشوة. أمر منع النشر فرض على تفاصيل التحقيق. الاثنان تم التحقيق معهما بعد نشر التسجيلات في “كان”، التي سمع فيها رجل اعمال إسرائيلي يعترف بأنه نقل الأموال من أحد العاملين لصالح الحكومة القطرة الى فيلدشتاين. وحسب ما نشر في “اخبار 12” فان فيلدشتاين قدم خدمة علاقات عامة لشركة اجنبية عملت لصالح حكومة قطر في قضية المخطوفين في الوقت الذي كان يعمل فيه في مكتب نتنياهو.

ردا على كشف “هآرتس” قال المحامي عميت حداد والمحامية نوعا ميلشتاين، باسم يونتان اوريخ: “لم يكن هناك أي شيء أبدا. الحديث يدور عن محاولة جنائية أخرى لتلوث بالاكاذيب تحقيق مختلق يقع تحت أمر منع النشر من قبل المحكمة”. من شركة “بيرسبشن” جاء: “لا يهم عدد المرات التي تكتبون فيها ذلك – شركة بيرسبشن لم تعمل في أي يوم مع الحكومة القطرية، سواء في 2022 أو بعد ذلك. أيضا هذه الكذبة ستنهار في النهاية”. من شركة “كويوس” لم يأت أي رد. بعد توجه “هآرتس” في تشرين الثاني الى تكاتس دريزن قالت باسم كويوس: “هذا ليس مجال نشاطنا، ولم يكن هناك أي عقد بين الشركات وكويوس لا تعمل بهذا المجال.

-------------------------------------------

 

هآرتس 24/3/2025

 

 

الإعلان عن تجاوز عتبة 50 ألف قتيل في غزة لم يعد صادما ولا حتى لسكان قطاع غزة

 

 

 

بقلم: جاكي خوري

 

إن الإعلان الذي أصدرته أمس وزارة الصحة في قطاع غزة عن عبور عتبة الـ 50 ألف قتيل منذ بداية الحرب كان “مجرد إعلان آخر” لوسائل الإعلام الدولية. وإذا كانت هذه الأرقام في الماضي مصدر صدمة، فإن تغيير الأرقام أمس لم يغير شيئا بالنسبة لسكان قطاع غزة.

ولم يغير هذا الإعلان جدول أعمال قادة الدول العربية والإسلامية ولا جدول أعمال المجتمع الدولي. وفي إسرائيل المنشغلة بأمور أكثر أهمية، مثل إقالة رئيس الشاباك والموافقة على الميزانية واتفاق آخر مع الحريديم، من الواضح أن لا أحد يشعر بالصدمة. في الرواية الإسرائيلية، معظم القتلى هم “رجال الموت، الإرهابيون”، وإذا قُتل نساء وأطفال وكبار السن على طول الطريق، فهذا جزء من نتائج الحملة والحرب – التجريد من الإنسانية في أفضل حالاته عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

إن عدد القتلى لا يهم حتى سكان قطاع غزة هذه الأيام. وهم يتعاملون يومياً مع مسائل البقاء: هل تعود الهجمات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار؟ هل سيتم احتلال القطاع بأكمله مرة أخرى؟ ومن سيموت اليوم أو غدا؟ إن مسألة البقاء على قيد الحياة في قطاع غزة مؤقتة للغاية هذه الأيام: إذا لم يكن الموت نتيجة هجوم جوي أو نيران مدفعية، فيمكن أن يأتي نتيجة المرض والعدوى أو الجوع والبرد – خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال. وحتى جهود البحث عن الجثث تحت الأنقاض تلاشت بالفعل، كما أن الدعوات لإحضار المعدات الهندسية الثقيلة لتنفيذ البروتوكول الإنساني، وكذلك التوسع في إدخال المساعدات الإنسانية وإدخال الخيام، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تم استبدالها جميعا بدعوة لوقف الهجمات.

وحماس تدرك أيضاً أن النداء الذي يطلقه الناطقون باسمها كل يوم، للمطالبة بالتدخل العربي والدولي، قد ألقي في فراغ. ورصد رسائل الناطقين باسم التنظيم يكشف عن دوامة من الرسائل التي لا تأثير لها، لكن حماس ما زالت تصر، على المستوى التصريحي على الأقل، على أن إطلاق سراح الرهائن سيكون جزءاً من خطة شاملة لوقف كامل لإطلاق النار.

وتعزز هذا الموقف أيضًا بعد إعلان وزير الامن يسرائيل كاتس أمس، والذي بموجبه وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني ​​على إنشاء “إدارة انتقالية طوعية لسكان غزة الذين يعبرون عن اهتمامهم بذلك لدول ثالثة”. وقد أوضح هذا الإعلان مرة أخرى أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها رغبة أو نية عملية للمضي قدماً في أي خطة تؤدي إلى انسحاب إسرائيلي من القطاع في المستقبل القريب.

إذا أخذنا في الاعتبار كل الوقت الذي استغرقته العملية – منذ إنشاء الإدارة، مرورا بموافقة جميع الأطراف المعنية حتى إيجاد دولة ثالثة توافق على استقبال الفلسطينيين – فلا معنى لكل الحديث عن المرحلة “ب” أو “ج” من الصفقة. إن الدولة التي تخطط لمثل هذه الخطوة الدراماتيكية، التي لم يعرف الفلسطينيون مثلها منذ عام 1948، لا يمكنها أن تترك فراغًا في القطاع، أو تسمح لأي قوة أخرى – وبالتأكيد لا حماس ولا السلطة الفلسطينية – بالسيطرة على المنطقة وإحباط الخطة فعليًا.

إدارة الانتقال الطوعية، أو باسمها الحقيقي، إدارة تعزيز الترانسفير، لن تكون قادرة على العمل إذا لم تسيطر إسرائيل على كل ما يحدث في القطاع، بما في ذلك السكان المدنيين المستهدفين بالترحيل. ويدفع هؤلاء السكان ثمن الحرب حتى يومنا هذا، والعديد منهم لا ينتمون إلى أي جهة. يريدون أن يعيشوا كبشر، وليس كقطيع من الأغنام يقرر الجزار متى يريد ذبحها أو بيعها بأعلى ثمن. إذا كان إعلان كاتس مخصصاً فقط للعلاقات العامة للحكومة، والغرض منه هو الضغط على حماس لإطلاق سراح المختطفين – فحتى في هذه الحالة فهي خطوة لن تؤدي إلا إلى إبعاد فرصة التوصل إلى تسوية، وسوف توقع مرة أخرى الجميع في القطاع، مدنيين ومختطفين على حد سواء، في الفخ نفسه.

وبعيداً عن الموقف الوطني المبدئي، ومعارضة أي برنامج يهدف إلى الترانسفير، فقد عاد الحديث عن هذا الأمر إلى الظهور في الخطاب العام في قطاع غزة. لكن حتى هؤلاء فيما بينهم يفكرون في المغادرة، مدركين أن ما تقدمه إسرائيل، بتشجيع من إدارة دونالد ترامب، غير عملي، وأنه لا يوجد “طوق نجاة” لهم. وحتى أولئك الذين ما زالوا على استعداد للمغادرة يعبرون عن سخريتهم من “الأهداف” التي تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تحقيقها، بما في ذلك السودان والصومال أو أرض الصومال. دليل آخر على عمق النظرة العنصرية والاستعمارية للحكومة والإدارة. وحتى في نظر الفلسطيني في غزة المنكوبة، فإن هذه البلدان تعتبر مقبرة وليست مكانا للعيش فيه. وإذا كان عليك أن تموت، فالأمر أفضل في غزة. حتى لو وصلت الأعداد إلى 60 ألفاً.

-------------------------------------------

 

 

 

 

معاريف 24/3/2025

 

 

 

الانتخابات فقط هي الطريق الوحيد لحل الازمة

 

 

 

بقلم: افرايم غانور

 

قبل لحظة من الفوضى والظلام الذي يهدد بالسدول على دولة إسرائيل، قبل خطوة واحدة من الحرب الاهلية التي حذر منها الأسبوع الماضي رئيس المحكمة العليا الأسبق اهرون باراك، بقي فقط دولاب انقاذ واحد. يجب نقل مصيرنا، طبيعة وجودنا كدولة، لقرار الشعب.

معنى الامر، التجميد الان لكل قرارات الحكومة موضع الخلاف، كل النزوات، كل الارادات والضغوط من الحكومة والمعارضة – والتنسيق المشترك لموعد فوري للانتخابات. فقط في حملة انتخابات سيكون ممكنا حل الازمة السياسية والاجتماعية الافظع التي علقت فيها الدولة منذ قيامها. كل خطوة أخرى فقط ستعقد الوضع أكثر.

ثمة من سيدعي عن حق بان الانتخابات الان هي اجراء غير ديمقراطين في الوقت الذي تتولى فيه حكومة انتخبت حسب القانون لاربع سنوات. من جهة أخرى، محظور النسيان ان الحكومة انتخبت قبل كارثة 7 أكتوبر، التي كانت بمسؤوليتها. إضافة الى ذلك، انتخبت الحكومة قبل ان تعلن عن الانقلاب النظامي الذي يغير وجه الدولة، ويقرب إسرائيل من الحكم الديني. الى جانب كل هذا من المهم التشديد على أنه بعد نحو سنة ونصف من الحرب بلا غاية نشأ هنا واقع يضعضع ويعرض للخطر أمن ومستقبل الدولة. الطريق الوحيد لحل الازمة الرهيبة هو التوجه الى الشعب والسماع منه الى اين تسير وجهته. اعداؤنا الكثيرون الذين يتابعون الصراع العاصف الجاري في الدولة منذ إقامة الحكومة الحالية يستمدون من هذا الصراع ليس فقط الراحة والرضى الكبيرين بل وأيضا الامل والتوقعات في أن يمزق هذا دولة إسرائيل من الداخل ويؤدي الى تفككها. هذا، بعد ان استغلوا الصراع المرير في 7 أكتوبر 2023 لهجوم جلب علينا الكارثة الافظع التي شهدتها دولة إسرائيل. اعداؤنا يتلقون على طبق من فضة إسرائيل الممزقة.

الحكومة التي ستقوم هنا بعد الانتخابات ستكون بشكل واضح الحكومة التي يريدها الشعب ويريد طريقها. ستكون لها شرعية كاملة للعمل حسب رأيها، من خلال التفويض الذي تتلقاه من الشعب دون أن يتمكن احد من التشكيك في ذلك. للحكومة التي ستقوم بعد الانتخابات سيكون تأثير هام على اقتصاد إسرائيل، على التصنيف الائتماني، على المكانة الدولية. مفهوم أنه سيكون لحملة الانتخابات هذه أيضا تأثير هام على قوة الردع الإسرائيلية حيال اعدائها وعلى اللاسامية التي يعاني منها إخواننا في العالم الواسع.

حين لا تكون نهاية الحرب تلوح بعد، حين يكون مخطوفونا لا يزالون في ايدي حماس، حين يكون قسم هام من سكان الشمال وغلاف غزة لا يزالون نازحين من بيوتهم، فان الشعب التعب من الحرب ومن الصراعات الداخلية والقلق من الغد يريد بعض الهدوء. فهو يريد حكومة براغماتية، مستقرة، لا تحتاج لان تتصدى بشكل دائم لقرارات محكمة العدل العليا. فقط انتخابات، الان، تؤدي الى ذلك.

-------------------------------------------

 

 

يديعوت احرونوت 24/3/2025

 

 

 

حرب التضليل الثانية

 

 

 

بقلم: د. ميخائيل ميلشتاين

 

منذ نحو أسبوع والفلسطينيون يحاولون فهم غاية حملة “بأس وسيف” واساسا اذا كانت هذه خطوة محدودة تستهدف تليين مواقف حماس كي تسمح بتحرير مخطوفين ام لعل هذه بداية خطة واسعة هدفها السيطرة الكاملة على القطاع. من الضروري للجمهور الإسرائيلي أيضا ان يكون يقظا لهذه المعضلة، فيطرح أسئلة ثاقبة في المسألة على الانعطافة الدراماتيكية التي ستؤثر على حياتنا لسنوات طويلة الى الامام.

الضبابية والغموض من جانب أصحاب القرار، والى جانبهم تلميحات ينثرها وزير الدفاع تبعث على القلق. أولا، الإعلان بان إسرائيل تعتزم الاستيلاء على مزيد فمزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها الى إسرائيل، هو تعبير عن شعار متآكل ترسخ – مثل مفاهيم الماضي المغلوطة – في الخطاب الإسرائيلي وبموجبه، العربي لا يفهم الا حين تؤخذ منه الأرض”. هذا لم ينجح في حرب الأيام الستة (فبعدها نشبت حرب يوم الغفران)، ومشكوك أن يكون هذه المرة أيضا يقف خلف هذا القول تفكير مركب وذاكرة تاريخية. يحتدم الاشتباه بان الحديث يدور عن تمويه حقيقي للهدف الأيديولوجي المتمثل بالضم الذي يعلنونه على الملأ كبار مسؤولين في الحكومة تحت غطاء “عقيدة استراتيجية واعية”.

الى هذا يترافق رضى عن ان هذه المرة الجيش لا يعارض فكرة توزيع المساعدات الإنسانية مباشرة للفلسطينيين الذي معناه العملي – إقامة حكم عسكري مسؤول عن سكان مدنيين. طالما لم يدخل الجيش الى عمق المجال المديني فانه ليس مطالبا بهذه المهمة، لكن اذا ما وعندما تتحقق مناورة برية كهذه فسيكون من الضروري تنفيذ الامر فورا. هذه أيضا هي المرحلة التي سينشأ فيها احتكاك عسكري شديد مع حماس التي تتمترس في عمق المجال المديني وتنتظر قوات الجيش الإسرائيلي.

التلميح الثاني يرتبط بإقامة “مديرية الهجرة الطوعية” في وزارة الدفاع. في هذه الحالة يتعزز الانطباع بان في إسرائيل اليوم قوة الخيالات اقوى من السياسة الواعية الامر الذي على مدى التاريخ انتهى بكوارث رهيبة.كل الدول العربية ترفض الفكرة (وعلى رأسها السعودية التي توضح بانه لن يكون تطبيع مع خطة كهذه)، كل التقارير حول الدول التي يزعم بانها وافقت على أن تستوعب في أراضيها فلسطينيين تبينت كانباء ملفقة (البانيا، مصر، السودان وغيرها)، وويتكوف في المقابلة موضع الحديث في نهاية الأسبوع يتحدث عن اعمار غزة لكنه لم يعد يتحدث عن نقل السكان او عن ريفييرا البحر المتوسط.

في الخلفية تتواصل “التجربة العلمية” التي تجري منذ 7 أكتوبر حول الفرضية التي بموجبها المزيد فالمزيد من الضغط العسكري سيلين مواقف حماس ويلزم المنظمة بتحرير المخطوفين، وربما لاحقا ترك غزة او نزع السلاح. ان التمسك بهذا النهج يتاح في ضوء “ذاكرة السمكة الذهبية للاسرائيليين بان هذه التجربة فشلت مرات لا تحصى. الامر أساسا يشهد على عدم فهم عميق ومتواصل من جانب القيادة في إسرائيل لطبيعة حماس: منظمة من ناحيتها يمكن التضحية بكل سكان غزة وتخريب المنطقة لكن لا يمكن تقديم تنازلات في المواضيع الجوهرية.

ان العاصفة حول تنحية رئيس الشباك والمستشارة القانونية تحتل الخطاب الإسرائيلي وتصعب الشروع بخطاب معمق حول التداعيات الاستراتيجية للمعركة في غزة، بحث ليس واضحا الى أي مدى يجري بين أصحاب القرار. كدرس من انهيار مفهوم 7 أكتوبر فان الجمهور الإسرائيلي ملزم بطرح أسئلة ثاقبة، باتخاذ نهج نقدي وفي الحالة الراهنة – ان يتخيل أيضا كيف يبدو احتلال كل غزة. معقول أن مثل هذه الخطوة ستضر بحماس بشدة، لكن في نفس الوقت تنطوي على تنازل عن المخطوفين في سيناريو حرب شاملة صفري.

كل هذا، حتى قبل البحث في الاثمان بعيدة المدى لمثل هذه الخطوة: فرز قوات كبيرة، قسم كبير منها احتياط، لغرض ا لسيطرة والمكوث في غزة – الذي من المعقول أن يكون مفعما بالعنف مثلما في حالة الأمريكيين في العراق؛ الثمن الاقتصادي الباهظ الذي سيحتاجه حكم عسكري يكون مسؤولا عن نحو مليوني فلسطيني؛ وبالطبع ضياع التطبيع مع السعودية. كل هذه فيما أن المجتمع الإسرائيلي مفعم بالصدوع التي من المتوقع أن تتعمق، اذا ما وعندما تضاف الى السيطرة على القطاع أيضا جهود لاقامة مستوطنات إسرائيلية في المنطقة.

درء للشك. في المدى البعيد، ولاجل القضاء على حماس التي هي عدو مرير وأبدي، إسرائيل ستكون ملزمة بالسيطرة على كل القطاع والبقاء فيه لفترة زمنية غير واضحة الى أن ينشأ فيه بديل محلي مستقر. لكن الامر لا يمكنه أن يتم في هذه اللحظة، حين يكون الهدف المركزي اللازم والمعقول هو تحرير المخطوفين، حتى بالثمن الباهظ لانهاء القتال.

ان تقويض حماس سيتطلب من القيادة ان تبلور خططا مرتبة (لم تكن قائمة حتى 7 أكتوبر وليس واضحا – لنا نحن الجمهور، اذا كانت توجد الان)، تحظى بتأييد واسع من الداخل ومن الخارج، واساسا – تكون نظيفة من بقايا المفهوم المغلوط.

-------------------------------------------

 

 

 

 

 

معاريف 24/3/2025

 

 

 

الجيش يشدد الضغط على كبار مسؤولي حماس في القطاع

 

 

 

بقلم: افي اشكنازي

 

الجيش الإسرائيلي يعلن أمس بان فرقة 36، فرقة المدرعات الأكبر في الجيش تستعد للمناورة في غزة. قوتها الطليعية – لواء غولاني – دفع به في الأيام الأخيرة وأمس وصل أيضا لواءا المدرعات 7 و 188، كتيبة الهندسة ولواء مدفعية.

تواجدها الى جانب فرق الخط التي توجد في داخل غزة وفي الغلاف، هو جمع قوة كبيرة وقوية. السؤال هو اذا كانت حماس ستفهم أن في إسرائيل مصممون على تنفيذ مناورة برية بحجم واسع اذا لم يتحرر المخطوفون.

في هذه اللحظة ينفذ الجيش اعمالا متدرجة بشكل متوازن. في شمال القطاع، تقف القوات عند مدخل بيت لاهيا قرب جباليا. توجد قوات على خط الشاطيء مثلما أيضا في قسم من محور نتساريم.

في الجنوب أنهت قوات الجيش اعمال الاستيلاء على مواقع في داخل حي الشابورا في رفح. ونفذت القوات تطويقا لحي تل السلطان في المدينة. بالتوازي، يعمل الجيش والشباك بوتيرة متصاعدة منذ الأسبوع الماضي وينفذان عشرات عديدة من الاحباطات المركزة.

سياسة الاحباطات تعمل في ثلاثة مستويات، أولها هو التركيز على كبار رجالات الحكم والحماية لحماس في غزة. المستوى الثاني يتناول مستويات القيادات الوسطى في حماس، وبينهم قادة السرايا وقادة الكتائب. والمستوى الثالث هو النشطاء الميدانيون. الهدف هو خلق تشويش وفوضى في حماس وبذلك خلق ضغط على المنظمة.

حاليا، حماس لا تتراجع. المحادثات لم تستأنف بعد ولا يوجد على الطاولة منحى للبحث فيه. بالمقابل، في الجيش وفي الشباك يلاحظون تأثير الضغط على السكان الغزيين، غير الراضين عن العودة الى القتال وعن حقيقة أنهم مطالبون مرة أخرى بالوصول الى المناطق الإنسانية. القتال المتجدد في غزة سيجري كما يبدو دون قتال موازٍ في لبنان. فقد أعلن حزب الله في ضوء احداث نهاية الأسبوع بانه غير معني بالقتال ضد إسرائيل.

النار من اليمن تقلق بالتأكيد لكن في إسرائيل متشجعون من عمل الأمريكيين الذين ينجحون في ضرب رؤساء الحوثيين وقياداتهم. في هذه المرحلة، إسرائيل تفضل إبقاء معالجة الحوثيين في ايدي الأمريكيين.

صحيح حتى الان توجد إسرائيل في مفترق طرق. هل ومتى تصعد الاعمال القوية في داخل غزة وما هو مدى ادخال القوات الذي تعتزم استخدامه في المناورة البرية القريبة في غزة.

-------------------------------------------

 

 

يديعوت أحرونوت 24/3/2025

 

 

 

إلى بار: كيف تتهم نتنياهو بترك المخطوفين ثم تشاركه إرسال الطائرات لقصفهم؟

 

 

 

بقلم: عيناب شيف

 

الكتاب الذي بعث به رئيس “الشاباك” رداً على بحث الحكومة في تنحيته كشف واقعاً مفزعاً وخطيراً جداً. هذا نص تأسيسي من شخص يعمل في قدس الأقداس وليس منتمياً سياسياً. بحكم وظيفته، توصل إلى استنتاجات ثاقبة لا لبس فيها إزاء طبيعة الحكم الحالي، وأساساً من يقف على رأسه. ثمة أساس لقول إن هناك مقاتلين سيقرأون كلمات رونين بار فيما هم يوشكون على إرسالهم مرة أخرى إلى غزة ويفكرون جيداً لمن ولماذا يضحون بأرواحهم. والحقيقة؟ ينبغي للمرء ألا يكون نزيهاً بشكل متطرف كي ينزل عليهم باللائمة.

لكن لأن بار وضع مرآة أمام نتنياهو وحكومته، لا يمكن السماح له بالتملص من أسئلة صعبة تثور تجاهه في ضوء ما كتبه، ولا سيما حول خرق اتفاق وقف النار في غزة الأسبوع الماضي. فليس عبثاً أن نتنياهو تكبد عناء الإيضاح بأن استئناف القتال في غزة تم على أساس توصية جهاز الأمن كله. وحتى المحللون الذين يغطون أنباء بار ويؤيدونه في صراعه ضد تنحيته، قالوا إنه كان شريكاً في توصية لاستئناف القتال حتى بثمن المخاطرة بحياة المخطوفين، بهدف إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات.

ليس واضحاً كيف يستوي هذا مع أقوال مذهلة وخطيرة كتبها بار نفسه: “لا أساس للادعاء بانعدام الثقة (ثقة نتنياهو ببار) زعماً، إلا إذا كانت النية الحقيقية التي فشلت في فهمها هي إجراء مفاوضات دون الوصول إلى صفقة. عملياً، إبعاد رئيس الموساد وإبعادي عن قيادة المفاوضات مس بالفريق ولم يحقق تحرير المخطوفين.

مع افتراض أن بار لم يستنتج ذلك إلا بعد لحظة من عودة طائرات سلاح الجو لقصف أهداف في غزة، فهو يقضي بأن تنفيذ الحكومة لا يدفع قدماً بعودة المخطوفين: حتى لو جاءت حماس إلى طاولة المفاوضات، لا نية لنتنياهو للوصول إلى اتفاق يجلبهم جميعاً. ولما كان جهاز الأمن يعترف أيضاً بأنه لا يقين بعدم إصابة المخطوفين في هجمات الجيش، فثمة “تقديرات بأن الهجوم لم يدفع قدماً باتفاق يعنى به نتنياهو (حسب رأي بار)، وبهذا يكون قد أضر المخطوفين فقط، أو في أفضل الأحوال، نكلوا بهم، أو لم يتبقَ من يُنكل بهم، في أسوأ الأحوال.

وعليه، مع كل الاحترام لمكانة رئيس الجهاز السري كرمز مقدس لحماية الديمقراطية، فإنه كان شريكاً ليس فقط في إخفاق 7 أكتوبر، بل وتخليده حتى الأيام الأخيرة، بدءاً من اللحظة التي تبين فيها أن صيغة “الضغط العسكري يجلب المخطوفين” مجرد وهم، مروراً بتأييد خرق وقف النار تحت قيادة لا تريد إعادة كل المخطوفين وإنهاء الحرب. فضلاً عن هذا، لا يترك بار مكاناً للتلميحات لرأيه في نتنياهو، وتفكره والمبادئ التي توجهه في زمن الأزمة الأخطر في تاريخ الدولة. إذا كان هكذا، فمن أين المرجعية الأخلاقية لتأييد خطوة تعرض مواطنين اختطفوا من أسرتهم للخطر، بينما رئيس الوزراء تقلقه التحقيقات في مكتبه.

لعل بار يفهم حجم التهديد على نسيج النظام الإسرائيلي الهش، ولا شك في أن المخطوفين عزيزون عليه أكثر مما هم مهمون لنتنياهو. وهذا لا يبين كيف يبدو أن اليد التي كتبت لائحة اتهام نتنياهو بالتخلي عنهم، هي نفسها التي أوصته بإرسال الطائرات التي قد تقتلهم.

-------------------------------------------

 

 

معاريف 24/3/2025

 

 

 

خسارة 40 ملياراً: “الأسوأ منذ أكتوبر 2023 بهبوط أسهم البنوك والتأمين.. و”الحبل على الجرار”

 

 

 

بقلم: يهودا شاروني

 

من اعتقد بأن الثورة القضائية تؤثر على الديمقراطية كان محقاً. من اعتقد بأن الثورة القضائية تؤثر على الديمقراطية وعلى الجيب أيضاً، كان محقاً أكثر. من لم ينجح في فهم التحول في الشعارات قد ينجح في ذلك عبر الجيب.

لقد بات الأمر واضحاً فوراً في سلوك البورصة أمس، حين هبطت أسعار الأسهم الرائدة بـنحو 3.5 في المئة وسجلت يوم التداول الأسوأ منذ أكتوبر 2023، مع نشوب الحرب في غزة. الميزانية، والأموال الائتلافية وربما حتى قانون التملص من الخدمة، كان يمكن احتمالها، غير أن الثورة القضائية كانت خطوة واحدة أكثر مما ينبغي، جرت في أعقابها عدم ثقة في البورصة.

هبوط أسعار بارزة سجلت في أسهم اعتبرت ثابتة نسبياً، والمقصود هنا أسهم البنوك والتأمين التي فقدت نحو 8 في المئة من قيمتها. فقد المستثمرون في البورصة نحو 40 مليار شيكل من استثماراتهم، نحو نصفها (20 مليار شيكل) في أسهم البنوك. هذه الأموال تأتي بشكل مباشر على حساب توفيراتنا في صناديق التقاعد، وصناديق الاستكمال، وصناديق الاسترداد وبوليصات التأمين.

المستثمرون في البورصة يخشون من أن تهرّب الثورة القضائية التي تجر في أعقابها أزمة دستورية، آخر المستثمرين من إسرائيل، وتؤدي لاحقاً أيضاً إلى ركود في الاقتصاد. يكفي أن نرى ما فعله أردوغان في تركيا والأزمة الاقتصادية في أعقابه، كي نفهم ما سيأتي عقب ذلك في إسرائيل. وقد سبق لهذا أن حصل قبل سنتين، قبل الحرب في غزة، وهذا يكرر نفسه الآن بدقة وحشية، وبقوة أكبر هذه الأيام. ينبغي أن يضاف إلى كل هذا استئناف الحرب والميزانية الهاذية التي أقرت والتي لا تحمل في طياتها أي بشرى باستثناء أموال ائتلافية للأحزاب الحريدية. لولا كل هذه، لكان يفترض بنا أن نكون في ذروة ازدهار اقتصادي.

يكفي أن نجلب مثالاً صفقتين كبريين نفذتا قبل بضعة أيام فقط: بين Waze مقابل 32 مليار دولار، وشركة التأمين Next Insurance مقابل 2.6 مليار دولار. لكن باستثناء أنباء في الصفحات الاقتصادية، فهذه الصفقات غير المسبوقة ابتلعت في ضجيج المتظاهرين. في الأيام العادية كان يفترض بهذه الصفقات أن تؤدي إلى تعزز الشيكل مقابل الدولار ومقابل اليورو، ما يشهد على قوة الاقتصاد. أما عملياً، فقد ضعف الشيكل منذ بداية الشهر بـ 4.5 في المئة مقابل سلة العملات، ويقترب سعر التداول للدولار من المستوى الذي كان عليه فور نشوب الحرب.

في وضع الأمور هذا، هناك تخوف حقيقي من استئناف التضخم المالي، المشكلة بحد ذاتها لأصحاب قروض السكن. هذا يحصل عشية الفصح فيما هناك إمكانية موجة أخرى من ارتفاع الأسعار على العتبة. في قرار الفائدة الذي سيتخذ في بداية نيسان، ننسى نهائياً إمكانية أن يخفض محافظ بنك إسرائيل الفائدة.

-------------------------------------------

 

 

معاريف 24/3/2025

 

 

 

نتنياهو يتفوّق على بار في معركة الوعي

 

 

 

بقلم: د. ليراز مرغليت

 

قرر رئيس الشاباك"، رونين بار، ألا يحضر جلسة الحكومة، التي يبشرون فيها بتنحيته.

بدلاً من هذا بعث كتاباً إلى الوزراء كتب فيه: "هذه جلسة عقدت على عجل، بخلاف كل قواعد القضاء الأساسية... ينبع قراري ألا أحضر من فهمي بان هذا بحث لا يتوافق وأنظمة القانون والقواعد...".

أما نتنياهو من جهته فقال ست كلمات:"لدي عدم ثقة متواصلة برئيس الشاباك".

في تلك اللحظة لم يعد الاثنان على طرفي البحث ذاته، فهما ببساطة يتحدثان بلغتين مختلفتين تماما.

كتب بار كتابا من نحو 1100 كلمة. لكنه لم يقل كثيرا. بمعنى أنه قال كثيراً جدا من الأمور الصحيحة، لكنه لم يقل أي شيء يتغلغل في النفوس. لا شيء يستقر في الوعي. لا شيء يحدث شعورا. حاول الكتاب ان يسجل هدفا لاعتبارات فنية: القانون، الرسمية، الاجراء المناسب، المستشارة القانونية.

فقد كتب مثلا: "الادعاءات ضدي لا أساس لها من الصحة"، و "سأعرض موقفي أمام المحفل القضائي المناسب".

مع ذلك لا يتعلق هذا بأحد. هذا لا يتسرب في النفوس. هذا لا يخلق تضامنا. هذا لا يلامس المشاعر.

وفي الوقت الذي تمسك فيه بار بالحقائق بنى نتنياهو ببساطة قصة مؤطرة: رئيس "شاباك" لا ثقة به لا يمكنه أن يبقى في المنصب. هذا هو، هذا يكفي.

ما حصل هنا هو درس في علم نفس الروايات. الرواية ليست توثيقا لما حصل لا تفسير لماذا حصل هذا. وهي لا تعتمد على المعرفة بل تستخدم المشاعر. واساسا هي لا ترد على الواقع، بل تصممه.

المستشار الأسطوري لنتنياهو، آرثور فينكلشتاين، عرف هذا أفضل من الجميع. فهم ان الناس لا يعملون حسب ما هو صحيح، بل حسب ما يثيرهم. "بيربس سيقسم القدس"، هذه ليست جملة، هذه تجربة. هذا إحساس بالتهديد.

تعمل آليات المشاعر في الدماغ بشكل مختلف عن آليات المنطق. المشاعر تجند العمل، اما الحقائق فتتطلب المعالجة. فعندما نغرق لا نبحث عما هو صحيح، بل نبحث عما يمكن أن نتعلق به.

فليس صدفة أن رسائل بسيطة، دراماتيكية ووجدانية بالذات، تنجح في اجتياز حافة المعرفة للغريق التعب، الذي يتفجر بالمعرفة. فهي تستوي على الخوف، على الامل، وعلى إحساس الحق. وهذا كل ما يحتاجه.

وما الذي كان ينبغي لبار أن يفعله؟ أن يهجر لغة القانون وان يتبنى لغة القصة. ان يكتب: منذ 7 تشرين الأول أحمل مشاعر المسؤولية الهائلة. لم أهرب. بقيت لأقود. والآن، فيما أننا في منتصف حرب، والمخطوفون لا يزالون في غزة، يريدون أن يبدلوا من يقاتل لأجل إعادتهم. لماذا؟ لان هناك من يخاف الحقيقة.

وما ان تروى قصة جيدة لا يعود يهم من المحق. ما يهم هو من ينجح في أن يخترق ستار الوعي. في عصر لم تعد فيه الحقيقة منذ زمن بعيد ذات صلة فان المشاعر هي الإشارة الوحيدة التي تنجح في اجتياز حافة عدم الاكتراث.

وهذا مهم الآن بالذات. حسب استطلاع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، 71 في المئة من الجمهور يريدون انتخابات.

لكن أولئك الـ 20 – 30 في المئة المعارضة هم من سيحسمون. والحقائق لن تحركهم إلى أي اتجاه. قصة جيدة فقط يمكنها أن تفعل هذا.

-----------------انتهت النشرة-----------------


أضف تعليق