01 نيسان 2025 الساعة 15:38

تقرير: استهداف الطواقم الطبية في غزة.. أرقام صادمة تكشف جرائم جيش الاحتلال

2025-03-26 عدد القراءات : 53

غزة - حنان شبات: لليوم الثالث على التوالي، يظل مصير تسعة من طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مجهولًا، بعد تعرضهم للحصار والاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

 
 
 
 

 

 

تأتي هذه الحادثة في سياق استهداف ممنهج للطواقم الطبية، ضمن حرب شاملة أدت إلى سقوط عشرات الشهداء من العاملين في القطاع الصحي، وانهيار المنظومة الطبية في القطاع المحاصر.

استهداف مباشر للطواقم الطبية

وفقًا لتصريحات "الهلال الأحمر"، تعرضت أربع مركبات إسعاف للقصف الإسرائيلي المباشر، بينما كانت تقوم بمهام إنسانية لإخلاء المصابين في منطقة "الحشاشين" برفح، فجر الأحد الماضي. إحدى المركبات تعرضت لإطلاق نار مكثف، ما أدى إلى إصابة أفراد الطاقم، وحين تم إرسال مركبات إضافية لإنقاذهم، حاصرت قوات الاحتلال المنطقة، وانقطع الاتصال بالكامل مع الطواقم منذ ذلك الحين.

الجمعية أعربت عن بالغ قلقها على سلامة الطواقم الطبية، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصيرهم. كما أكدت أن الاحتلال رفض كل محاولات التنسيق التي بذلتها المنظمات الدولية من أجل السماح لفريق الإنقاذ بالوصول إلى المنطقة المحاصرة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

قصة هند رجب.. جريمة موثّقة بالأدلة

 
 
 
 

واحدة من أكثر الجرائم التي كشفت بشاعة الاستهداف الإسرائيلي للطواقم الطبية هي مأساة الطفلة هند رجب (6 سنوات)، التي كانت الناجية الوحيدة من قصف إسرائيلي استهدف سيارتها وعائلتها في تل الهوى جنوب غربي غزة.

في 29 يناير 2024، تلقت فرق الهلال الأحمر اتصالًا استغاثيًا من ليان حمادة (14 عامًا)، التي كانت داخل السيارة مع عائلتها، وأبلغت عن استهدافهم من قبل دبابة إسرائيلية. خلال المكالمة، كان صوت الطلقات والصراخ مسموعًا بوضوح، قبل أن ينقطع الاتصال فجأة. وبعد محاولات متكررة، تم التواصل مع هند رجب، التي كانت لا تزال حية وتنتظر إنقاذها وسط جثث أفراد عائلتها.

تم إرسال طاقم إسعاف في مهمة مستعجلة لإنقاذ هند، ولكن بعد انطلاقه، انقطع الاتصال بالطواقم تمامًا. وبعد 12 يومًا، في 10 فبراير 2024، تم العثور على جثامين الطفلة هند وخمسة من أفراد عائلتها، بالإضافة إلى المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون، الذين قُصفت مركبتهم أثناء المهمة الإنسانية.

تحقيق واشنطن بوست، الذي استند إلى صور أقمار صناعية، كشف أن أربع مركبات عسكرية إسرائيلية كانت على بعد أقل من 300 متر من موقع الطفلة هند، وكان يمكن لمن فيها رؤيتها بوضوح (واشنطن بوست، 15 فبراير 2024). كما أظهر تحليل صوتي أن سيارة العائلة تعرضت لـ72 طلقة خلال 6 ثوانٍ أثناء مكالمة الاستغاثة. وأكد تقرير صادر عن منظمة فورينزيك أركيتكشر أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على طاقم الإسعاف أثناء محاولته إنقاذ الطفلة هند (Forensic Architecture، تقرير أبريل 2024).

إحصائيات مرعبة حول استهداف القطاع الصحي

 
 
 
 

الاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية ليست حالة معزولة، بل جزء من حرب شاملة تستهدف القطاع الصحي في غزة. وفقًا لأحدث التقارير:

استشهد أكثر من 1000 من العاملين في الكوادر الطبية نتيجة القصف والاستهداف المباشر (حسب الجهاز المركظي للاحصاء).

تم تدمير 47 مركبة إسعاف بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي (الهلال الأحمر الفلسطيني، بيان 15 مارس 2024).

تضررت أكثر من 300 منشأة طبية، بينها مستشفيات رئيسية ومراكز طبية (منظمة الصحة العالمية، تقرير 18 مارس 2024).

تمت محاصرة المستشفيات، ومنع الإمدادات الطبية، ما أدى إلى وفيات يمكن تجنبها للمرضى الفلسطينيين (هيومن رايتس ووتش، تقرير 22 مارس 2024).

جرائم حرب وتجاهل دولي

 
 
 
 

 

 

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، مما أدى إلى انهيار الخدمات الصحية في شمال قطاع غزة (WHO، تقرير 21 مارس 2024). وأكدت هيومن رايتس ووتش أن ما جرى في غزة يمثل جرائم حرب أثناء احتلال المستشفيات، حيث تعرض العاملون في القطاع الصحي للاعتقال، التعذيب، والتصفية الجسدية أثناء أداء واجبهم الإنساني (HRW، بيان 23 مارس 2024).

دعوات للتحرك الدولي

 

الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات حقوقية دولية دعت إلى تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وسط تجاهل المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات الصارخة. ومع استمرار استهداف الطواقم الطبية، يتواصل الانهيار الكارثي للقطاع الصحي في غزة، دون أي خطوات جدية لوقف المجازر بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.


أضف تعليق