من المتوقّع أن يصبح الجيل "Z" الجيل الأكثر عدداً والأغنى في العالم خلال السنوات العشر المقبلة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن بنك "أوف أميركا" والذي وجد أنّ أولئك الذين وُلدوا بين عامَي 1997 و2012 من المتوقّع أن يجمعوا أكثر من 74 تريليون دولار من الدخل بحلول عام 2040.

ووفق صحيفة  "نيوزويك" الأميركية  سيكون هذا بمثابة تغيير هائل بالنسبة لجيل كان يعاني من ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض معدلات التوظيف، وارتفاع تكاليف المعيشة في السنوات الأخيرة، والذي اضطر على نطاق واسع إلى التخلّي عن حلم امتلاك المسكن.

ونشأ جيل "Z"، تماماً مثل جيل الألفية، في بيئة اقتصادية صعبة جعلته يكافح لتحقيق ما كان يُعتبر سابقاً إنجازات تقليدية في حياته، بما في ذلك شراء منزل وتكوين أسرة.

وأفاد ما يقرب من ثلث (32%) من جيل "Z" الذين شملهم استطلاع بنك "أوف أميركا" أنهم شعروا بتخلّف آبائهم في تحقيق أهدافهم المالية في سنهم.

ونظراً لعجزه عن ادّخار الكثير لهذه الإنجازات المهمّة، يُعرف عن جيل "Z" أنه يُبذّر أمواله في العطلات والحفلات الموسيقية وعلى حيواناته الأليفة. ووفقاً لبنك أوف أميريا، فإنّ جيل "Z" هو "جيل مُبذّر"، حيث يُشير إلى نمو أسرع في إنفاقه على السلع الضرورية والاختيارية مقارنةً بإجمالي السكان.

"أحد أكثر الأجيال "إزعاجاً"!

وذكر تقرير بنك "أوف أميركا" أنّ هذا الموقف المتمثّل في إنفاق المزيد من المال من شأنه أن يجعل جيل "Z" "أحد أكثر الأجيال "إزعاجاً" للاقتصادات في جميع أنحاء العالم، والأسواق، والأنظمة الاجتماعية.

ووفقاً لبنك أوف أميركا، ارتفع عدد أسر جيل "Z" التي تتلقّى إعانات البطالة بنحو 32% في شباط/ فبراير الحالي مقارنةً بالعام السابق.

وفي الشهر نفسه، ارتفع معدّل البطالة بين الوافدين الجدد إلى سوق العمل ــ والذين من المرجّح أن يكون تمثيلهم أكبر من تمثيل الجيل "Z" ــ بنسبة 9% على أساس سنوي، بعد أن كان في اتجاه تصاعدي منذ عام 2023.

ويصف التقرير جيل "Z" بأنهم "متعلّمون أكثر من اللازم ويعانون من نقص التوظيف". ومن بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً والذين لم يعودوا يلتحقون بالمدرسة الثانوية في عام 2022، كان 57% من جيل Z مسجّلين في جامعة لمدة عامين أو 4 أعوام.

ومن بين جيل الألفية، لم يكن سوى 53% مسجّلين في الكلية في العمر نفسه، في عام 2003، في حين انخفض العدد إلى 43% بين جيل X في عام 1987.

 نمو الأجور لجيل Z ارتفع بنحو 8%

وبحسب الباحثين الذين وجدوا أنّ الجيل Z لديه بالفعل نمو في الأجور أعلى بكثير من أي جيل آخر، فإنّ مستويات التعليم العالي للجيل Z ستؤدي في نهاية المطاف إلى حصولهم على وظائف أعلى ووظائف ذات أجور أفضل.

وباستخدام بيانات حسابات الودائع في بنك أوف أميركا، وجد الباحثون أنّ نمو الأجور لجيل Z ارتفع بنحو 8% في شباط/فبراير مقارنة بالعام السابق - وهو الأعلى بين جميع الأجيال ونحو ضعف المتوسط الإجمالي.

من المرجّح أيضاً أن يستفيد الجيل Z استفادةً هائلةً مما يُسمّى "الانتقال الكبير للثروة" المتوقّع في السنوات المقبلة، حيث ينقل جيل طفرة المواليد مدخراتهم وأصولهم إلى أبنائهم وأحفادهم. وقدّر تقريرٌ صادرٌ عن شركة "Cerulli Associates" عام 2021 أنه بحلول عام 2045، سينتقل ما مجموعه 84 تريليون دولار من جيل طفرة المواليد إلى جيل X، وجيل الألفية، وجيل Z.

ويقدّر باحثو بنك أوف أميركا أنّ الجمع بين زيادة الثروة ومستويات الإنفاق على مدى السنوات العشر المقبلة من شأنه أن يحوّل الجيل Z إلى قوة اقتصادية عالمية رائدة - وهو التغيير الذي يتوقّعون حدوثه بسرعة نسبية.

في عام 2023، لم يتجاوز دخل الجيل "Z" تسعة تريليونات دولار. وتوقّعت دراسة بنك أوف أميركا العالمية للأبحاث أن يصل دخل هذا الجيل خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 36 تريليون دولار، وبحلول عام 2040 سيتجاوز هذا المبلغ الضعف.