23 آذار 2025 الساعة 12:39

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 19/3/2025 العدد 1263

2025-03-20 عدد القراءات : 90

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

هآرتس 19/3/2025

 

“الإنجاز لي والإخفاق لكم”… أهذا قول “زعيم” يبحث عن “نصر مطلق”؟

 

 

بقلم: سامي بيرتس

 

قرار رئيس الحكومة استئناف الحرب في قطاع غزة في هذا الوقت ينبع من عدة أسباب سياسية وشخصية، من بينها إعادة بن غفير إلى الحكومة؛ وتمرير ميزانية الدولة وضمان بقاء الحكومة؛ ومحاولة منع احتجاج الجمهور من الإقلاع على خلفية خطته إقالة رئيس “الشاباك” رونين بار والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا، وكهدية إضافية تأجيل آخر لمحاكمته.

نتنياهو يعتبر الحرب بوليصة تأمين للحكومة، يستخدمها لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية. في حزيران 2024 قال في القناة 14: “أنا مستعد لعقد صفقة جزئية، هذا ليس سراً، بحيث تعيد لنا بعض الأشخاص، ولكننا مستعدون لمواصلة الحرب بعد هدنة، لاستكمال هدف تصفية حماس”. هو لم يغير موقفه منذ ذلك الحين، هو يفضل صفقة جزئية ولا مصلحة له في إنهاء الحرب. لو كانت له مصلحة، لأنهى إعادة المخطوفين حتى تكون للجيش الإسرائيلي في غزة حرية عمل مطلقة، أو خلق بديل سلطوي لحماس في قطاع غزة.

لكن نتنياهو امتنع عن فعل ذلك. ويفضل الحرب اللانهائية، مع فترات هدنة لتخفيف الضغط. وهكذا يحافظ على حكم حماس، التي تنجح في فترات الهدنة من تجديد قوتها والحفاظ على سيطرتها المدنية، وأيضاً الحفاظ على حكمه هو نفسه. هو ينفذ ما قاله في حينه عن إيهود أولمرت بالضبط: “رئيس الحكومة الغارق حتى عنقه في التحقيقات لا تفويض عاماً وأخلاقياً له لاتخاذ قرارات مصيرية، لأنه في خوف حقيقي من اتخاذ قرارات على أساس بقائه الشخصي، وليس حسب المصالح الوطنية”. المصالح الوطنية هي أن يستكمل إعادة المخطوفين. فاستئناف الحرب يعرض حياتهم للخطر، سواء بسبب نشاطات الجيش الإسرائيلي أو بسبب خطوة تبادر إليها حماس.

في الوقت الذي يوقف فيه الحرب ضد حماس بين فينة وأخرى، يواصل نتنياهو الحرب ضد مؤسسات الدولة. هو يعمل على إقالة المستشارة القانونية للحكومة، وأبلغ رئيس “الشاباك” عن نية إقالته، وتجاهل رئيس المحكمة العليا، وهو يحتقر اقتراح التسوية لرئيس الدولة، تكليف رئيس المحكمة العليا إسحق عميت بتشكيل لجنة التحقيق الرسمية بالتشاور مع نائب الرئيس ووريثه المعين، القاضي نوعام سولبرغ.

حتى الآن، هو لم يدمر حماس، لكنه دمر الطابع الرسمي للدولة منذ زمن، والنتيجة أن اكتشاف الحقيقة حول كارثة 7 أكتوبر تمت بشكل ملتو ومعيب، يستدعي الفشل القادم. الجيش و”الشاباك” نشرا تحقيقات خاصة بهما، وهما يعترفان بالفشل، ولكنهما لا يكشفان إلا جزءاً من هذا الفشل. الجيش الإسرائيلي لم يتناول دور المستوى السياسي، لكن “الشاباك” وجد أنه من الصحيح الإشارة إلى إخفاقات المستوى السياسي ونشرها أمام الجمهور: سياسة التهدئة التي مكنت حماس من تعزيز قوتها بشكل كبير، وضخ الأموال القطرية التي تم نقلها للذراع العسكري، وتآكل الردع بشكل متواصل، ومحاولة مواجهة منظمة إرهابية استناداً إلى الاستخبارات والدفاع، وتجنب مبادرات هجومية، ووزن الخروقات المتراكمة في الحرم، ومعاملة السجناء، والاعتقاد بأن المجتمع في إسرائيل ضعف بسبب المس بالتكافل الاجتماعي.

يدور الحديث عن لائحة اتهام جديدة ضد نتنياهو، الذي قاد وشكل سياسة إسرائيل أمام حماس منذ 2009. لو شكل لجنة تحقيق رسمية لاتضح الأمر، لكنه غير معني بمعرفة الحقيقة، بل الاحتجاج على الحقيقة وتحديها وبناء رواية كاذبة تفيد بأن الفشل كله واقع على عاتق قوات الأمن، وأن أي شخص يتحدى ذلك سيقابل برد فعل عنيف وبالإقالة. وهذا يضع رؤساء جهاز الأمن، مهما كانوا، في وضع خطير. هم يعملون تحت إمرة رئيس وزراء ينسب الإنجازات لنفسه، ويلوم الآخرين بسبب الإخفاقات، ويطرد الذين يرفعون المرآة أمامه. كيف يمكن استئناف القتال في ظل رئيس وزراء كهذا؟

 

 

----------------------------------------

هآرتس 19/3/2025

 

 

استئناف الحرب أمر سياسي، نتنياهو يريد خلق الشعور بحالة الطوارئ اللانهائية

 

 

بقلم: يوسي ميلمان

 

 

عندما تقرر فجر أمس استئناف الحرب في غزة، تم استئناف مسيرة الغباء الإسرائيلية. حكومة إسرائيل مرة ثانية خرقت الاتفاق مع حماس بعد أن رفضت البدء في المفاوضات، كما ينص الاتفاق، حول المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة والتقدم نحو وقف دائم لاطلاق النار. ولكن باستثناء الجانب القانوني والرسمي والمبدأ المهم بأن الاتفاقات يجب احترامها، حتى لو كانت لا تروق لك، ماذا سيفيد الهجوم الكثيف من الجو وتصفية عدد من زعماء حماس في المستوى المتدني والدخول البري المتوقع بعد ذلك؟.

 

 

هذه العملية بالتأكيد لن تعيد المخطوفين. وليس هذا فقط، بل هي تعرض للخطر الـ 22 مخطوف الذين تقدر الاستخبارات الإسرائيلية بأنهم على قيد الحياة، وهي تصعب على اعادتهم وإعادة الـ 37 جثمان المحتجزة في غزة.

 

 

بعد 16 شهر من القتال هناك شعور بأننا شاهدنا هذا الفيلم من قبل، المزيد من نفس الشيء. مرة أخرى تصفية، لكن في هذه المرة لقادة صغار في حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن معظم الكبار تمت تصفيتهم. عمليات الاغتيال التي تحبها أجهزة الاستخبارات والجيش الإسرائيلي ويعتبرونها خلاصة كل شيء، موجهة في المقام الأول ضد القيادة المدنية من خلال الاعتقاد بأن ذلك سيسرع القضاء على حكم حماس.

 

 

بعد اقتحام حماس في 7 أكتوبر، واعمال الذبح والاغتصاب والافعال الفظيعة، لم يكن خيار امام إسرائيل باستثناء شن الحرب. إسرائيل توحدت كرجل واحد واعتبرتها حرب من اجل الوطن. مئات آلاف رجال الاحتياط، كثيرون منهم من المحتجين ضد الانقلاب النظامي، تجندوا وهبوا للمعركة. ولكن كلما طالت الحرب، بعد أن رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مناقشة “اليوم التالي”، وأي بديل سيكون في القطاع بدلا من حماس، هكذا أخذت الحرب تصبح زائدة مع مرور الوقت، و150 مقاتل على الأقل سقطوا عبقا. هذه المرة، في الجولة الحالية، يصعب إيجاد حتى أي قدر ضئيل من العدالة في قرار استئناف الحرب. من كل الجهات يدركون أن الامر يتعلق بقرار الخروج الى حرب غير ضرورية. الحديث لا يدور عن حرب يذهبون اليها والظهر الى الحائط. لا توجد هنا حرب من اجل الوطن، هذه حرب سياسية وهي تحدث بفضل الدعم الاعمى للرئيس الأمريكي ترامب لإسرائيل ولنتنياهو.

 

 

اهداف هذه الحرب كما يبدو هي خفية، لكنها واضحة جدا. إعادة ايتمار بن غفير وحزبه الى الائتلاف والى الحكومة، ومواصلة السير الحثيث نحو تشريع سريع هدفه الدفع قدما بتغيير طابع النظام في إسرائيل. المعارك أيضا استهدفت رفع صورة رئيس الأركان الجديد، الجنرال ايال زمير، كـ “قائد حرب”، جنرال عنيف، كما أراد الوزير الذي قام بتعيينه، يسرائيل كاتس، ووزراء اليمين.

 

 

هذا السلوك يقزم بشكل غير مباشر صورة سلفه المستقيل، هرتسي هليفي، رغم أنه في ولايته شن الجيش الإسرائيلي حرب انتقام، على الأقل في الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر، وقتل آلاف الغزيين الأبرياء ودمر بشكل متعمد المباني السكنية والبنى التحتية المدنية.

 

 

عندما تسلم منصبه قال زمير إنه من اجل المحاربة حسب خطة الحرب التي تمت بلورتها فان الجيش الإسرائيلي بحاجة الى خمس فرق. ولكن معظم هذه الفرق سيأتي من قوات الاحتياط. وسيكون من المثير رؤية هي أيضا في هذه المرة ستكون استجابة عالية، أو أنه سيستمر منحى “الرفض الأبيض” لرجال الاحتياط بذريعة كل أنواع المبررات.

 

 

أيضا في هذه المرة لا أحد في المستوى السياسي يضع لهذه العملية العسكرية هدف واضح، قابل للتحقيق، باستثناء الشعار الفارغ وهو اسقاط حكم حماس. أيضا على فرض أنه يمكن فعل ذلك فان نتنياهو والحكومة يرفضون ابلاغنا عن الذين كانوا يريدون رؤيتهم يمسكون بدفة الحكم بدلا من حماس في قطاع غزة. على فرض أنه سيكون مطلوب الدخول البري بحجم كبير، فانه يمكن مع ذلك أنه يوجد هنا هدف خفي حقا وهو احداث ردود متسلسلة. التسبب بتدمير كبير في غزة الى درجة التطهير العرقي أو “الترانسفير” الطوعي. مئات آلاف السكان في غزة لم يعد باستطاعتهم العيش على هذه الأرض. ولا حتى في مخيمات الخيام وفي أماكن الايواء. هم لم تردعهم التحذيرات ولم ينطلقوا نحو الحدود مع مصر نحو شبه جزيرة سيناء. هذه الفكرة اذا كانت، لا سمح الله، تخطر ببال أي أحد في إسرائيل، فانه بالتأكيد يمكن أن تتساوق مع خطة ترامب تهجير 2.3 مليون من السكان الى مصر، الأردن ودول أخرى.

 

 

في الأسبوع الأول بعد 7 أكتوبر كان نتنياهو ينوي، ولم يخف ذلك، شن حرب طويلة بقدر الإمكان، حرب دائمة تستهدف خلق في الدولة الشعور بحالة الطوارئ اللانهائية. ولكن بسرعة ادرك أن الجمهور متعب وأنه لا يخرج بجموعه للنضال من اجل إعادة المخطوفين، وأنه يمكنه التخلي عنهم دون أن يضطر الى دفع ثمن سياسي وشخصي. نتنياهو يعتقد (حتى الآن هو محق) بأنه كلما طالت الحرب فانه هكذا ستزداد احتمالية بقائه في الحكم، حتى لو أن معظم المواطنين في إسرائيل يستجيبون لدعوة “اهدأوا، انهم يطلقون النار”. هكذا أيضا الآن عند استئناف الحرب.

حركات الاحتجاج، وبالطبع عائلات المخطوفين، اوضحوا بأنهم في هذه المرة لن يوقفوا النضال. ولكن فقط اذا عاد الجمهور الى الشوارع، ولم تكن استجابة كافية لرجال الاحتياط، فقط عندها ستتوقف هذه الحرب الزائدة والغبية، ولن تطول مدتها.

------------------------------------------

هآرتس 19/3/2025

 

 

دعم بن غفير للميزانية كان مضمون وهو خارج الحكومة، وضمه للائتلاف لم يكن الوقود لاستئناف القتال

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

 

محاولة تمديد المرحلة الأولى في الصفقة مع حماس، في محاولة لاعادة عدد من المخطوفين من الجحيم في غزة بدون الدخول الى المرحلة الثانية، فشلت فشلا ذريعا. بعد خرقها للاتفاق اكتشفت إسرائيل، للدهشة، أن التكتيك الذي اتبعه نتنياهو في الفترة الأخيرة بدعم ترامب، لم يؤد الى تحرير مخطوفين آخرين من الفئة التالية. لذلك، الصفقة انهارت في الوقت المريح لنتنياهو، على خلفية محاولة اقالة رئيس الشباك والمستشارة القانونية للحكومة، الامر الذي ظهر كاستئناف للحرب في غزة.

 

 

وزراء في الحكومة يتحدثون عن محاولة خلق “أداة ضغط” جديدة على حماس، بدلا من الجمود السائد منذ انتهاء المرحلة الأولى، من اجل أن يخلق لديه شعور تهديد وجودي ملموس ومقنع. وحسب قولهم هذا سيشكل أداة في المفاوضات العنيفة بين الطرفين، فيما يشبه التأثير الذي تولد مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. فقد رافق النيران التي اطلقت على غزة في ليلة الاثنين – الثلاثاء أيضا التهديد باحتلال الأراضي واخلاء السكان منها. بما ظهر وكأنه محاولة لشحن تهديدات ترامب بمضمون حقيقي (أو على الأقل التسبب في تولد انطباع كهذا).

 

 

في هذه المرحلة لا يتم تنفيذ ما يسمى بـ “عملية برية” على الأرض. المعنى هو أنهم في الحكومة يبقون “مخرج” لحماس “لتحسين الشروط” والموافقة على خطة ويتكوف أو العودة الى مسار معين لتحرير المخطوفين مقابل وقف مؤقت لاطلاق النار. هذه الاقتراحات ظهرت في تقارير مختلفة خلال اليوم، لكن من غير الواضح الى أي درجة تعكس هذه التقارير سيناريوهات محتملة أو واقعية، والى أي درجة هي تعتبر مناورة وأمنية لإسرائيل.

 

 

إن ضم ايتمار بن غفير للائتلاف، الحدث الصادم بحد ذاته، بالتأكيد في الوقت الذي فيه سلطة القانون يتم سحقها على يد ديكتاتور متهم بمخالفات جنائية، لم يكن بالذات الوقود لاستئناف الهجوم في غزة. إن دعمه للميزانية كان مضمون من الخارج، وبن غفير اظهر في الأشهر الأخيرة سلوك مسؤول اكثر من ناحية ائتلافية مما كان عليه وهو داخل الحكومة. تهديد كوزير للامن الداخلي، بأنه لن يؤيد الميزانية اذا لم يحصل على الزيادة التي طلبها لوزارته. في ظل غيابه، فان من حل مكانه، حاييم كاتس، اتفق مع وزارة المالية على زيادة متواضعة وقام بانهاء الازمة. الآن بن غفير عاد الى الحكومة بدون قدرة على التهديد بالانسحاب منها مرة أخرى مثلما في السابق (حتى لو كان هذا الشخص لن يتوقف الى الأبد عن توفير نقاط في الحضيض).

 

 

إعادة بن غفير في نظر نتنياهو هي اكثر من مجرد “من الجيد حدوث ذلك”، وهي خطوة أخرى في اتجاه توسيع هوامش الائتلاف. وهذا هو الدافع الذي وقف أيضا وراء دمج قائمة الخداع التي تتكون من الأشخاص الذين يتميزون باظهار الولاء باستمرار أينما كانوا، جدعون ساعر وزئيف الكين، في حزب الليكود.

 

 

حتى لو كانت أسباب موضوعية لاستئناف القتال، إضافة الى الأسباب السياسية، فان الرهان الهستيري لحكومة إسرائيل على حياة المخطوفين الذين بقوا في القطاع، هو من الخطوات الحكومية الوحشية في تاريخ الدولة. هذه الحكومة تواصل التنكيل بعائلات المخطوفين، ليس فقط بصورة أنها تظهر الانغلاق والقسوة المثيرة للاشمئزاز نحوهم، مثل التي ظهرت في الاقوال الوقحة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش تجاه عروس المخطوف الذي قتل في الأسر يورام متسغر. الحكومة أيضا تسمح لنفسها بمواصلة تصرف السيد مع الكذبة الممجوجة التي تقول “الضغط العسكري هو الذي سيؤدي الى اطلاق سراح الرهائن”.

هناك وزراء في الحكومة، الذين يعترفون بصورة ما بأنه من المشكوك فيه أن ما لم يتم تحقيقه خلال سنة واكثر من القتال الدموي يمكن تحقيقه الآن. ولكن الآن يوجد في إسرائيل شخص واحد هو الذي يقرر كل شيء. للمفارقة هو أسير في أيدي السياسيين الذين لا يجتازون في الاستطلاعات نسبة الحسم.

------------------------------------------

هآرتس 19/3/2025

 

بنيامين نتنياهو اصبح تهديد وجودي يهدد بتحقيق النصر المطلق على الدولة

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

اليوم سيتم اجراء في القدس مظاهرة احتجاج على اقالة رئيس الشباك. يجب قراءة الجملة مرة تلو الأخرى من اجل معرفة عمق العفن الذي تفشى في جهاز الحكم، وفقدان الثقة به في الدولة التي ما زالت تتمسك بما بقي من قوتها بسور الديمقراطية قبل انحدارها نحو الهاوية.

رئيس الشباك، هذا قيل كثيرا، هو مسؤول رئيسي عن الكارثة الأكثر فظاعة في تاريخ دولة إسرائيل، لكن هو واقالته ليسا القصة الحقيقية للاحتجاج. صرخات الغضب والإحباط واليأس التي تندلع الآن هي ضد الكارثة القادمة التي بدأت في الحدوث، التي تهدد ليس فقط غلاف غزة والمستوطنات في الشمال، أو حياة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة أو الشهداء الذين ينتظرون الدفن، بل الحديث يدور عن تهديد وجودي لكل دولة إسرائيل، يسارع الى إعادة كتابة ماضيها واغلاق الطريق امام مستقبلها وتحويل ما كانت عليه وما أعدت له الى كومة من الحجارة.

يبدو أن هذا عرض عادي آخر للبيروقراطية الشيطانية. رئيس الحكومة الذي يستخدم صلاحياته، سيتبين الى أي درجة هي قانونية لكن هذا اقل أهمية، من اجل اقالة رئيس الجهاز المسؤول، ضمن أمور أخرى، عن الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل. في ظروف أخرى كان السؤال المطلوب سيكون ماذا في ذلك؟، موظف تم تعيينه وتمت اقالته. كان مسموح في حينه أيضا التساؤل عن التناقض الكبير الذي يصعب استيعابه، الذي يعيشه الشباك والجيش والموساد، الذين تم تخويلهم بالقانون للعمل بطرق غير ديمقراطية ووحشية واحيانا غير إنسانية، هم الذين يمثلون الآن جوهر الديمقراطية ويحملون صفة “حراس العتبة”.

الإجابة على ذلك هي أنه على الديمقراطية في إسرائيل فرض عليها عقد حلف مع مؤسساتها غير الديمقراطية. هذه المرة ليس من اجل الدفاع عن حدود الدولة أو احباط الإرهاب، بل من اجل انقاذ نفسها من الذي يخرق فيها ثقوب كبيرة كي يضع فيها مواد متفجرة مدمرة. يمكن ويجب محاسبة رئيس الشباك وقادة الجيش الإسرائيلي، ليس فقط بسبب 7 أكتوبر، بل أيضا بسبب قتل الأبرياء والتنكيل بالمدنيين الأبرياء، والاعتقالات التي لا أساس لها، وعمليات القصف بدون تمييز الى درجة أنها تصل الى جرائم حرب. ولكن في نفس الوقت من الضروري التذكر بأن وجود ديمقراطية قيمية واخلاقية تستند الى القوانين الليبرالية يمكنها أن تضمن بأن هذا الحساب سيتم تقديمه.

اقالة رئيس الشباك ليست “عمل اداري” لا يشوبه الظلم، بل هي نتيجة سياق واسع أحدث هزة أرضية منفلتة العقال، التي سلبت من مواطني الدولة خدمات الشرطة النزيهة والناجعة وقامت بلف المحكمة العليا في كفن وخلقت نظام قانوني فاشي يوشك أن يحبس حرية التعبير والثقافة في زنزانة، ويهدد مدراء المدارس والمعلمين ويحطم الحق في المساواة أمام القانون.

في ظل الحرب وتحت غطاء الالاعيب الحقيرة التي خلقت الانطباع بأن رئيس الحكومة “يفعل كل ما في استطاعته” لاعادة المخطوفين، واصل رئيس الحكومة تقويضه بشكل عنيف لأسس الديمقراطية. ولكن خلافا للهزة الأرضية فان الصدع التكتوني الذي يهدد إسرائيل يمكن وقفه، ومن الحيوي وقفه على الفور.

قبل لحظة من غرق الجمهور في مستنقع البؤس بسبب الشعور بالعجز، وكأنه محكوم عليه قضاء بقية أيامه هناك، يجب عليه أن يتذكر قوته ونفوذه ورسالته تجاه الدولة. وبعد كل ذلك، هذا هو نفس الجمهور الذي تخلص وبسرعة من الضغط وحشد الحشود وخرج ليحل مكان الحكومة عندما غفت وتخلت عنه وانزلت عليه كارثة فظيعة. وهو نفس الجمهور الذي أخذ على عاتقه بأن “هذا لن يتكرر”، ولكن ها هو يحدث. إن التهديد الوجودي الذي يرتدي البدلة وربطة العنق ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة لا يتطلب تحذيرات استخبارية ودلائل شاهدة أو مراقبات يقمن بايقاظ النظام. هو هنا بالفعل، ويهدد بتحقيق النصر الكامل على الدولة. الاحتجاج المهذب لن يكون كافيا، هذه حرب من أجل البقاء.

-------------------------------------------

إسرائيل اليوم 19/3/2025

 

الهدف إعادة حماس الى طاولة المفاوضات

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

التصريحات عن عودة الحرب كانت، اغلب الظن، سابقة لاوانها. فمع أن إسرائيل هاجمت أمس في غزة لأول مرة منذ بضعة أشهر والحقت بحماس اضرارا وقتلى، لكن في المرحلة الحالية يخيل أن الحديث يدور عن تحذير عنيف ومحدود يستهدف إعادة المنظمة الى مفاوضات ناجعة في مسألة المخطوفين.

في الهجوم الليلي الذي خطط له على مدى بضعة أسابيع وتواصل نحو عشر دقائق، ضربت إسرائيل موظفي حكم في مستوى عال وقادة عسكريين بمستوى متوسط، وأوضحت مرة أخرى بانها لا تميز بين المقاتلين والموظفين في منظمة الإرهاب.

حماس فوجئت بالهجوم لانها شعرت بانه يوجد لها مجال حصانة. والان على زعمائها في غزة وفي الخارج أن يقرروا اذا كانوا سيعودون الى المفاوضات ويبثون استسلاما للقوة ام بالذات ان يتصلبوا في المواقف وان يخاطروا بان تصعد إسرائيل الضغط العسكري – بما في ذلك إمكانية اجتياح بري متجدد للقطاع استعد له الجيش الإسرائيلي بكثافة كبيرة.

جاءت جولة رئيس الأركان ايال زمير الى رفح امس للإشارة الى ان الجيش الإسرائيلي جاهز للعمل في كل وقت. الرسالة وجهت ليس فقط لحماس بل وأيضا للوسطاء في مصر وفي قطر، الذين يبدون منذ يوم امس نشاطا متزايدا في محاولة لاعادة الأطراف الى المفاوضات قبل أن تستأنف الحرب على نطاق كامل.

من اللحظة التي نفذ فيها الهجوم، وعلمت نتائجه كان صعبا عدم التفكير بما يجتازه المخطوفون الاحياء في غزة. الشهادات التي ادلى بها المخطوفون المحررون في الأسابيع الأخيرة لم تدع مجالا للشك: ظروفهم شددت – بما في ذلك الضرب، التجويع والتنكيل الجسدي والنفسي – في سياق مباشر مع الاعمال الإسرائيلية. الظهور امس في ميدان المخطوفين ليردين بيباس، ايث سيغال، موشيه تروبونوف ويئير هورن جاء ليبث ليس فقط الخوف على رفقاهم المتبقين في الخلف بل والعجلة التي في الحاجة لتحريرهم فورا أيضا.

 

نداء صحوة للحكومة

 

يخيل أن حكومة إسرائيل بحاجة الى نداء الصحوة هذا. فبيانات امس بان حماس وحدها مسؤولة عن عدم التقدم في المفاوضات عرضت صورة جزئية جدا عن الواقع. فلاسرائيل أيضا دور في ذلك لانها اختارت الا تبحث في المرحلة الثانية من الاتفاق بل ان تحاول تمديد المرحلة الأولى، كما امتنعت عن خطوات تعهدت بها وعلى رأسها الانسحاب من محور فيلادلفيا.

صحيح أن إسرائيل تتمتع في المرحلة الحالية بريح اسناد من إدارة ترامب – بواسطة مبعوثها سيتف ويتكوف – لكن الحكومة عادت لتنسى ان هؤلاء ليسوا رعايا أمريكيين اختطفوا في غزة بل مواطنوها الذين بمسؤوليتها اعادتهم الى الديار.

في هذا الجانب فان استئناف المعركة في غزة يستوجب من الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو أجوبة افضل من تلك التي أفادوا بها الجمهور حتى الان. الوضع الان لا يشبه ذاك التي ساد بعد هجوم 7 أكتوبر: في حينه ايدت اغلبية ساحقة من الجمهور الخروج الفوري الى الحرب، اما الان فتؤيد اغلبية الجمهور حل مسألة المخطوفين قبل مواصلة القتال. وعلى أي حال تحوم علامات الاستفهام فوق القدرة على تحقيق اهداف الحرب دون حل مسبق لمسألة المخطوفين فيما أنه في الخلفية تتعاظم المؤشرات على مصاعب تجنيد قوة بشرية بالحجم اللازم لجملة المهام التي يقف امامها الجيش الإسرائيلي.

تضاف الى ذلك مسألة التوقيت التي على الأقل تنم عن سياقات سياسية. ففي صدفة نادرة عاد ايتمار بن غفير الى الحكومة، في موعد قريب من استئناف القتال وبعد وقت قصير من التنحية التي لم تنفذ بعد لرئيس الشباك روني بار، والتي هي الأخرى طالب بها. لقد سمح هذا لرئيس الوزراء أن يضمن إجازة ميزانية الدولة وإزالة التهديد على مواصلة ولاية حكومته. على نتنياهو أن يوضح بان الهجوم في غزة لم يكن “حملة ايتمار”: بدلا من الهجوم على المحللين في الاستديوهات، كان من الأفضل لو انه تأزر بالشجاعة ووقف للإجابة على الأسئلة.

 

 

 

 

ليس الوقت لضعضعة الشباك

 

اعلن رؤساء المعارضة بانهم سيرفعون التماسات الى محكمة العدل العليا ضد تنحية بار ودعوا نتنياهو لتعليقها. بار قاد امس الهجوم في غزة الى جانب رئيس الأركان زمير، وان كان مكتب رئيس الوزراء حرص على ان ينشر صورة من مشاورات أمنية غاب عنها.

هذا صغر نفس لا داعٍ له، في أساسه أيضا مفارقة بارزة: اذا كانت إسرائيل عادت الى القتال، مثلما صرح نتنياهو أمس، فليس لها ترف ضعضعة الشباك – المسؤول عن قسم هام من المعلومات التي اتاحت هجمات أمس وسيكون في أساس الخطوات الحربية في المستقبل – من خلال تنحية رئيسه.

ان استئناف القتال في غزة سيتحدى إسرائيل في ساحات أخرى أيضا. فالصاروخ الذي اطلق مساء امس من اليمن وان كان تم اعتراضه، لكن وجع الرأس بقي وهو يهدد أيضا فرعي الطيران والسياحة اللذين بدآ فقط بالانتعاش. ينبغي الامل في أن يقيد النشاط الأمريكي في جنوب البحر الأحمر بالتدريج قدرة اطلاق الصواريخ لدى الحوثيين، وان التهديد المباشر الذي وجه لسيدتهم – ايران – سيؤدي الى لجم ما لمرعيهم المنفلت للغاية.

-------------------------------------------

هآرتس 19/3/2025

 

حرب سلامة نتنياهو

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

إسرائيل خرقت ليلة أمس بشكل متعمد اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس بمصادقة أمريكية، لأنها لم ترغب في الوفاء بكل الشروط التي تعهدت بها قبل شهرين. لا توجد طريقة أخرى لتفسير قرار استئناف الحرب في قطاع غزة. حماس هي منظمة إرهابية قاتلة والحرب بدأت بمبادرتها الحصرية عن الهجوم المفاجيء في 7 أكتوبر. ولكن تنكيل حماس النفسي بالمخطوفين وعائلاتهم اثناء دفعات التحرير الأخيرة لا يمكن وصلها كخرق جوهري للاتفاق من ناحيتها. هذه كانت حكومة إسرائيل التي لم تلتزم بالاتفاق عندما لم تكمل في الأسابيع الأخيرة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بالأساس من محور فيلادلفيا كما تعهدت. حماس رفضت غض النظر والتقدم في تحرير المخطوفين طبقا لمبادرة الوساطة الجديدة التي طرحها الامريكيون – والمفاوضات علقت.

ردا على ذلك إسرائيل عادت فجر أمس للقتال. في سلسلة هجمات في القطاع قتل حسب بيانات حماس اكثر من 320 فلسطيني، بينهم شخصيات كبيرة في حماس، الذين يعملون في مكاتبها الحكومية في غزة. بعد ذلك، هذا الهجوم يمكن أن يشمل المزيد من الهدمات الكثيفة من الجو، لكن أيضا تطبيق خطة رئيس الأركان الجديد ايال زمير، الدخول الى عملية برية واسعة في القطاع على أمل هزيمة حماس في هذه المرة بشكل نهائي. في نقاشات الاعداد للخطة قال رئيس الأركان إنه من اجل التنفيذ فانه مطلوب عدة فرق، وهذا سيكون مقرون أيضا بتجنيد واسع للاحتياط، الذي للمرة الأولى سيتم في ظروف فيها لا يوجد اجماع حقيقي من قبل الجمهور بشأن عدالة استئناف الحرب. ولكن  الكثير مرتبط أيضا بموقف الإدارة الامريكية – هل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤيد عملية برية أم أنه سيحاول استئناف المفاوضات من اجل صفقة، من خلال استغلال هجمات إسرائيل للضغط على حماس.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقول بالتأكيد إنه فقط استئناف الضغط العسكري هو الذي سيمكن من إعادة الـ 59 مخطوف، الاحياء والاموات، من القطاع. ولكن هذا المبرر اصبح لا يساعد منذ فترة طويلة. عمليا، تقريبا 40 مخطوف ماتوا في القطاع في ظروف مختلفة بعد أن تم اختطافهم احياء من أراضي إسرائيل في 7 أكتوبر. استئناف الضغط العسكري يعرض للخطر بشكل واضح المخطوفين الاحياء، وهو يمكن أن يؤدي الى تفاقم آخر في ظروف الأسر غير المحتملة، وفي سيناريو متطرف يمكن حث حماس أيضا على المس ببعضهم كانتقام.

أحد الأمور التي طرحت بشكل واضح في شهادات المخطوفين الذين عادوا في الصفقة في الأشهر الأخيرة هو أن حماس تعودت على تغيير بين حين وآخر أماكن احتجازهم. لم يكن لدى جهاز الامن أي معلومات دقيقة في الوقت الحقيقي عن مكان وجود عدد كبير منهم. المعنى هو أنه لا يمكن إدارة الهجمات من الجو والعملية البرية مع ثقة بأن المخطوفين لن يتضرروا.

قبل يوم من موجة هجمات إسرائيل في القطاع، بدأ هجوم امريكي – بريطاني جديد وكثيف ضد الحوثيين في اليمن. الرئيس الأمريكي ترامب يهدد بانزال ضربة غير مسبوقة عليهم. ولكن مهم بشكل خاص التهديد الصريح الذي وجه لإيران. في احد البيانات قال ترامب إنه سيعتبر كل اطلاق للحوثيين ضد الأمريكيين وكأنه على يد النظام في طهران. هذا التهديد يأتي على خلفية جهود أمريكا لاعادة ايران الى المفاوضات حول وقف المشروع النووي، لكنه يزيد التوتر أيضا في الجبهة العسكرية بينها وبين ايران. بخصوص الحوثيين فانه منذ وقف اطلاق النار في القطاع توقفوا عن اطلاق الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل. الآن من المرجح أن يستأنفوا محاولات الاطلاق نحو البلاد من اجل التعبير عن التماهي مع حماس.

 

في الطريق الى حرب خالدة

 

في الخلفية تستمر عملية نتنياهو لاقالة رئيس الشباك رونين بار من منصبه. بأثر رجعي يتبين أنه عندما قام نتنياهو باجراء محادثة الاقالة القصيرة مع بار في مساء يوم الاحد، كانا يعرفان أنه سيكون على الاجندة في القريب قرار استئناف القتال ضد حماس. بار أيضا شارك في المشاورات المقلصة التي اجراها نتنياهو أمس قبل الهجوم من الجو في القطاع. فقط بالنسبة لنتنياهو يمكن أن يكون واقع كهذا. واذا لم تكن له ثقة برئيس الجهاز، كما اعلن، فلماذا يقوم باستدعائه الى لقاءات سرية جدا؟.

إزاء الاشتباه الذي يحقق فيه الشباك مع ثلاثة من مستشاريه حول الحصول على أموال من قطر، كان محظور على نتنياهو القيام بأي عملية بشأن بار. هناك أيضا سبب كبير للخلل في حساباته مع بار. بسبب حقيقة أن التحقيق الداخلي الذي يجريه الجهاز يشمل اتهامات خطيرة ضد نتنياهو بسبب تحويل الأموال القطرية الى حماس. حتى أنه في التحقيق ذكر أن الشباك حذر في حينه رئيس الحكومة من أن جزء من الأموال يتم استغلالها مباشرة للنشاطات الإرهابية. في هذه الاثناء يجب عدم استبعاد إمكانية حدوث سيناريو فيه الحكومة تريد استكمال عملية اقالة بار في الايام القريبة القادمة خلال استئناف الحرب.

العملية الإسرائيلية في القطاع ستبرر بالحاجة الى اخراج المفاوضات من حالة الجمود، وفي نفس الوقت تنفيذ وعد نتنياهو بهزيمة حماس. رغم أن الجداول الزمنية لتحقيق هذين الهدفين غير متزامنة. المخطوفون يمكن أن يموتوا قبل هزيمة حماس، هذا اذا هزمت. ولكن يوجد هنا بالأساس عدة اهداف سياسية مستعجلة، رئيس الحكومة لا يتحدث عنها بصوت مرتفع مثل إعادة ايتمار بن غفير وحزب قوة يهودية الى الحكومة، وهو الهدف الذي تم تحققه بسرعة، وتمرير الميزانية واستقرار الائتلاف. في هذه المرة هذه وبحق حرب سلامة نتنياهو بالضبط، بما في ذلك محاولة حرف انتباه الاعلام عن الاحتجاج المتجدد ضد الحكومة على خلفية نية اقالة بار. يتبين أكثر فأكثر ما كتب هنا في السنة الأخيرة. الهدف الحقيقي الذي يسعى اليه نتنياهو هو الانزلاق بالتدريج الى نظام مع خصائص ديكتاتورية، وأن بقاءه سيحاول ضمانه بواسطة الحفاظ على حرب خالدة في عدة ساحات (ايضا في الفيلم الذي نشره على خلفية محاولته اقالة بار، فان رئيس الحكومة تحدث مرة أخرى عن “حرب على سبع جبهات”). وماذا عن المخطوفين؟ يبدو أنه بالنسبة له هم يمكنهم أن يموتوا في الانفاق مع المعرفة بأنهم ساهموا بدورهم في بقاء حكمه.

-------------------------------------------

معاريف 19/3/2025

 

الجبهات السورية

 

 

بقلم: ميخائيل هراري

 

المواجهات مع العلويين ومؤيدي النظام السابق هي الاختبار الجدي الأول للحكم الجديد في سوريا. كان واضحا ان الطريق الى إقامة حكم مركزي في الدولة لن يكون منثورا بالورود. لكن، لأول مرة منذ تسلم خيوط الحكم، اصطدم احمد الشرع بتنديدات من الاسرة الدولة وبدعوات للامتناع عن المس بالمدنيين. حتى الان استقبلت الاسرة الدولية بايجابية الحكم الجديد، رغم علامات الاستفهام على مذهبه الإسلامي الراديكالي.

اتهمت السلطات في سوريا فلول النظام القديم بالمواجهات العنيفة التي وقعت في الدولة وادعت بان “اعمال فردية” هي التي مست بالمدنيين. وحذر الشرع من أن كل من يمس بالمدنيين سيعاقب بشدة.

التحدي الذي يقف النظام الجديد امامه يوجد في ثلاث مناطق أساسية: في شمال غرب الدولة وفي منطقة الساحل تسكن الأقلية العلوية؛ في جنوب شرق الدولة الأقلية الدرزية؛ وفي الشمال الشرقي يوجد الاكراد. هم أيضا التحدي الأكثر تعقيدا، ضمن أمور أخرى بسبب الزاوية التركية. فقد سيطرت انقرة على مناطق في شمال سوريا وخلقت قاطعا تحت سيطرتها. بالتوازي هي معنية بنجاح الشرع كي تضمن شبكة العلاقات الوثيقة معه.

مشوق على نحو خاص الاتفاق الذي وقع بين الشرع وبين زعيم قوات سوريا الديمقراطية الكردية، مظلوم عبادي. يقضي الاتفاق ضمن أمور أخرى بدمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق الدولة في إدارة الدولة السورية، ومنح حقوق دستورية للاكراد، الذين من جهتهم سيرفضون “دعوات التقسيم” (تطلعات فك الارتباط عن الدولة). ويفترض بالاتفاق ان يدخل الى حيز التنفيذ في غضون سنة. رد أنقرة عليه بـ “تفاؤل حذر”.

الى هذا أضيفت تقارير عن اتفاق وقع بين الحكم والدروز في محافظة السويداء. الدروز، كقاعدة، يسعون لضمان أمنهم تحت النظام الجديد، وجوهريا ليس لهم مصلحة في الانفصال عن الدولة.

 التهديد من جانب مؤيدي نظام الأسد ليس مفاجئا. السؤال المركزي يرتبط بالتدخل الإيراني المحتمل. مهما يكن من أمر، يوجد تخوف من نشوء “الواقع العراقي” الذي كان بعد اسقاط صدام، في سوريا.

بالتوازي، بالطبع، تبقى على حالها علامات الاستفهام في موضوع الشرع ومذهبه الإسلامي. واضح ان نموذجا ديمقراطيا غربيا لا يقف امام ناظرينا. واضح أيضا ان نظام الأسد، الذي ضرب بشدة الإسلام السياسي في الدولة، لم يعد موجودا – وان الان “الإسلام عاد الى الدولة”. صورته ومزاياه، البراغماتية ستتبلور في المستقبل القريب القادم.

الشك والحذر اللذين تتخذهما إسرائيل مفهومان. لكن من المهم ان نذكر بان هذا نظام يعارض النفوذ الإيراني في سوريا، يحاول أن يثبت حكمه بمسيرة تستغرق زمنا، وإسرائيل ليست في رأس اهتمامه. حذار على إسرائيل أن تتخذ صورة من تستغل الظروف كي تمس بالسيادة السورية. يوجد منطق استراتيجي في استغلال القوة التي أُظهرت في الجبهة الشمالية لاجل ضمان الحفاظ على المصالح الإسرائيلية ومساهمتها في تصميم واقع جديد. واقع هجر عقيدة “الفيللا في الغابة في صالح عقيدة تقول ان ضبط النفس هو قوة وتتطلع الى الاندماج في المجال.

-------------------------------------------

 

 

يديعوت احرونوت 19/3/2025

 

ليست “بوابات الجحيم” بل تغيير استراتيجي

 

 

بقلم: يوسي يهوشع

 

الضربة الإسرائيلية الأولية التي جاءت لتنهي وقف النار هي ليست “فتح بوابات الجحيم” لكن يوجد فيها قدر من التغيير: عشرات الطائرات هاجمت مئات الأهداف التي تعكس القدرات السياسية والمدنية لحماس وليس فقط العسكرية، وهو الجانب الذي يعتبر لدى رئيس الأركان الجديد ضروريا في تفويض حكم منظمة الإرهاب في القطاع. بالتوازي فان النار المكثفة من المدفعية باتجاه شمال القطاع تأتي لنقل السكان الذين عادوا الى هناك ليعودوا جنوبا. لمن نسي، فهذه هي أيام صوم رمضان ونشاط الجيش الإسرائيلي لا يخفف عليه، بأقل تقدير بحيث أنه قد يكون في ذلك ما يشدد الضغط على حماس. في قيادة الجيش يرون في الضربة المفاجئة بداية خطوة متدرجة، مع نقاط توقف تتيح العودة الى طاولة المفاوضات. في إسرائيل، التي رفضت البحث في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وقع قبل شهرين، فهموا بان حماس لا تستجيب لاقتراحات تمديد المرحلة الأولى وبالتالي تقرر الانطلاق على الدرب مع الحملة التي اعدها الجيش الإسرائيلي والشباك في الأسابيع الأخيرة، ويشهد على تحسن واجب في نوعية المعلومات الاستخبارية والتشديد على عنصر المفاجأة والمخادعة.

بخلاف بضع منشورات، ليس “اخطارات”من اجتياح لمخربي النخبة هي ما أدت الى العملية. صحيح أن حماس استغلت وقف النار لترميم قدراتها واساسا بفضل السيطرة على المساعدات الإنسانية (حتى توقفها مؤخرا من قبل إسرائيل)، مما أتاح لها ان تجند مخربين كثيرين وتزرع عبوات استعدادا لامكانية عودة القوات الى المناورة. ومع ذلك إسرائيل لا تزال توجد في داخل منطقة الفصل في غزة (وهو امتياز ليس لها حقا في لبنان مثلا، حيث توجد في خمس استحكامات فقط في منطقة أوسع بكثير)، وتسيطر في محور فيلادلفيا حيث زار رئيس الأركان زمير امس. والويل اذا كان سيتفاجأ مرة أخرى حتى باجتياح موضعي لبلدة إسرائيلية. الى جانب ذلك، تبقت لحماس قدرات اطلاق وكذا الحوثيون اطلقوا إشارات للعودة الى الأمور بواسطة صاروخ الى بئر السبع.

الى جانب الضربة العسكرية، في جهاز الامن يعولون على تغييرين هامين في الأشهر الأخيرة: الأول، هو تغيير الإدارة في الولايات المتحدة واسناد البيت الأبيض لسلسلة الخطوات الإسرائيلية، من الغاء فعلي للمرحلة الثانية في الاتفاق وحتى الهجوم أمس. الثاني، هو الاخر كنتيجة لتغيير الإدارة الامريكية، هو وقف المساعدات الإنسانية، رغم أن حماس لا تزال توزع ما دخل حتى الان وهذا أيضا يجب وقفه. بالاجمال، بذل الجيش الإسرائيلي في السنة والنصف الأخيرتين جل الجهود في تفكيك القدرات العسكرية لحماس. في كل ما يتعلق بالبنى التحتية المدنية فان الجيش الإسرائيلي لن يحصل على شهادة تميز. كان يكفي أن نرى قوافل سيارات التيوتا في المراسم المقززة التي أجرتها المنظمة لدى تحرير المخطوفين كي نفهم هذا.

في هذا الجانب يمكن ان نرى الفارق بين الفريق ايال زمير وسلفه، الفريق احتياط هرتسي هليفي. فالاخير عارض عملا عسكريا في هذا الموضوع حسب مصدر في قيادة المنطقة الجنوبية، حرص أيضا على أن يفزع المستوى السياسي من تكليف الجيش بالمهمة. “هليفي كان محقا لانه لا ينبغي لجنود الجيش الإسرائيلي ان يوزعوا الغذاء على السكان، لكن كان ممكنا بالفعل الرقابة من خلال الجيش على شركات مدنية، وفقط ليس حماس”. اما زمير فيميل الى تبني هذا الرأي: الفهم في قيادة الجيش هو أنه طالما كانت حماس تتمتع بارباح بيع الغذاء للسكان، فانها تراكم شرعية تبقيها في الحكم.

“لا يمكن الا ننشغل بالعنصر المدني والتفكير بانه سينتصر على حماس”، يقول مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي. علينا ان نصل الى وضع لا تلمس فيه حماس المساعدات وعندها سيكون ممكنا محاولة الحديث عن بديل سلطوي. “مع القدم العسكرية يمكن عمل قدر اكبر قليلا، لكن من الصعب المفاجأة وتحقيق نتيجة تهزم وحدها المنظمة وتجلبها الى المفاوضات ولهذا فنحن نبدأ بالضغط على حماس: المساعدات توقفت، اغلقنا معبر رفح، الكرافانات لا تدخل ولا الاليات الهندسية لاخلاء الأنقاض. نحن ننجح في تحريك السكان الذين عادوا الى شمال القطاع مرة أخرى الى الجنوب. من ناحية حماس هذا حدث هام جدا”.

من هنا يتحدثون في الجهاز عن سيناريوهين: الأول هو تراجع حماس في صالح اتفاق واسع وسريع قدر الإمكان. في السيناريو الثاني، لا ترتدع حماس وبالتالي في الجيش يعودون الى المناورة البرية مع عموم المباني المتعلقة بتجنيد الاحتياط وفرض مزيد من العبء على الجيش النظامي، في ظل النقص الخطير في المقاتلين. ماذا سيكون مختلفا هذه المرة؟ “في غزة لا حاجة لاختراع الدولاب لانه حقا غير ممكن من ناحية عسكرية”، قال لواء في هيئة الأركان في اثناء اعداد الخطط، “يمكن تفعيل مزيد من النار بشكل متزامن وليس متدرج.

الأمل هو أن قوة الهجمات الجوية، حجم القتلى الفلسطينيين والمدة الزمنية التي تكون فيها المعابر مغلقة – وهذه المرة باسناد امريكي – ستقنع حماس بان من الأفضل لها ألا تنتظر لترى كيف يكون هذا. وبالمقابل حماس لا تزال تحتجز 59 مخطوفا، حيا وميتا، وكل الجهود الإسرائيلية لضمان الا يصابوا باذى لا تضمن ان هذا ما سيكون بالفعل. وعليه فقد كان يوم امس يوما صعبا على عائلات المخطوفين، لكن الأيام القادمة أيضا لا تبدو واعدة.

-------------------------------------------

 

 

إسرائيل اليوم 19/3/2025

 

الضغط على حماس: إما تحرير المخطوفين أو الدخول الى غزة

 

 

بقلم: ليلاخ شوفال

 

بدأ الجيش الإسرائيلي في ليل الاثنين حملة “بأس وسيف” في قطاع غزة بعد عدم استجابة حماس للمنحى الذي اقترحه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، لتحرير بضعة مخطوفين مقابل استمرار وقف النار.

نفذ سلاح الجو هجوما مفاجئا، في إطاره هوجم في غضون عشر دقائق 80 هدفا في ارجاء القطاع. وبين النشطاء الذين تمت تصفيتهم قادة من حماس في المستوى المتوسط مسؤولون كبار في الذراع السياسي لحماس وبنى تحتية إرهابية للمنظمة.

بلغ الفلسطينيون أمس عن اكثر من 400 قتيل في الحملة بينهم الناطق بلسان الذراع العسكري للجهاد الإسلامي (أبو حمزة).

 كاعداد لمواصلة الاعمال دعا الجيش صباح امس الفلسطينيين الذين يسكنون قرب الحدود مع إسرائيل اخلاء منازلهم نحو المآوي الإنسانية في غزة وفي خانيونس. وقال رئيس الأركان الفريق ايال زمير في جولة في منطقة رفح: “مهمتكم حماية البلدات هنا الى جانب الالتزام الكامن في الجيش الإسرائيلي لاعادة المخطوفين”. فضلا عن المفاوضات العالقة يوضح مسؤولون في جهاز الامن بان أحد أسباب الخروج الى العملية هو فهم محاولات محددة من حماس لتنفيذ عمليات ضد القوات وسكان الغلاف. عمليا تحاول حماس إعادة بناء نفسها بعد أن فقدت الكثير من افرادها ومن وسائلها القتالية على مدى اشهر الحرب.

وكان زمير وصل الى مكتبه وفي جعبته خطة عمل مرتبة للحسم وللنصر في قطاع غزة وذلك انطلاقا من فهم عميق بانه بعد 7 أكتوبر لا يمكن لإسرائيل ان تسمح بهذا التهديد الكبير لان يتطور على حدودها.

وأقر المستوى السياسي الخطط المبدئية للعمل الأسبوع الماضي، والقرار بالتنفيذ اتخذ أول أمس في مشاورات اجراها رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع كاتس، رئيس الأركان زمير، رئيس الموساد برنياع ورئيس الشباك المقال بار.

وفي ملاحظة جانبية نشير الى أنه كون رئيس الوزراء كان يعرف بانه اذا لم تحرر حماس مخطوفين فان إسرائيل ستبدأ بالحملة يوجد إشكالية على اقل تقدير في المناكفة العلنية مع رئيس الشباك واقالته في هذا الوقت.

فقد صدر القرار بالحملة بموافقة كل محافل الامن. وعلى العملية في اثناء الليل قاد الفريق زمير ورئيس الشباك بار، الى جانب قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار من مقر القيادة في الكريا.

توجد عدة بدائل عمل لمواصلة الحملة – في اطار خطة مرتبة للفريق زمير وبموجب قرارات يتخذها المستوى السياسي حسب التطورات. صحيح حتى هذه اللحظة، في الأيام القادمة نتوقع أن نرى مواصلة الاعمال من الجو أساسا.

 

العملية ستتسع

 

حسب الخطة، اذا لم تعد حماس الى طاولة المفاوضات ولم تعمد الى تحرير مخطوفين، العملية ستتسع بشكل منهاجي الى أن تتضمن في النهاية دخولا بريا الى قطاع غزة وتجنيدا واسعا للاحتياط. عند الحاجة سيدير الجيش الإسرائيلي معركة شاملة في قطاع غزة بشكل  لم يشهد له مثيل في الـ 17 شهرا من القتال، في ظل الحفاظ بالحد الأقصى، قدر الإمكان على حياة المخطوفين.

نشدد على ان العملية الجوية التي بدأت في الليلة الماضية يوجد مجال ومسافة كبح أخرى، فيما أن الهدف في هذه المرحلة هو أساسا ممارسة الضغط على حماس وعدم السماح لها بالاستفادة من استمرار وقف النار دون أن تعيد مخطوفين إسرائيليين الى بيوتهم.

وهذا، بالتوازي مع الحاجة الأمنية لقطع الطريق على محاولاتها ضرب القوات واجتياح إسرائيل، حتى في هذا الوقت، كأحد الدروس الهامة للجيش من 7 أكتوبر.

-------------------------------------------

 

هآرتس 19/3/2025

 

 

ما أصدق حماس وما أكذب إسرائيل وويتكوف!

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

دفع نتنياهو الثمن الواجب لقاء عودة بن غفير إلى الحكومة. ليس من جيبه بالطبع، بل بدم 59 مخطوفاً قد تحسم الحرب مصيرهم، وقد سبق أن حسم مصير مئات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال. إلياهو كوهين، الذي تحرر من أسر حماس، قال أمس إن هذا “حكم بالإعدام” على المخطوفين. لكن نتنياهو لا يعنيه هذا مقابل عودة كتلة “عظمة يهودية” إلى الحكومة.

وفقاً للبيان الذي نشره نتنياهو، فإن قرار الهجوم على القطاع اتخذ بالمشاركة مع وزير الدفاع إسرائيل كاتس، “بعد أن رفضت حماس تحرير مخطوفينا، ورفضت كل الاقتراحات التي تلقتها من مبعوث الرئيس الأمريكي ويتكوف ومن الوسطاء”.

ينبغي أن نقول الأمور بصوت عالٍ وواضح: هذا كذب. إسرائيل، وليس حماس هي التي خرقت الاتفاق. في اليوم الـ 16 للاتفاق، كان يفترض بالأطراف البدء بالمباحثات على المرحلة الثانية – المرحلة التي من المتوقع في نهايتها أن يتحرر باقي المخطوفين. أما إسرائيل فرفضت البحث فيها.

كما خرقت إسرائيل تعهدها بأن تنسحب من محور فيلادلفيا من اليوم الـ 42 حتى اليوم الخمسين للصفقة. فضلاً عن ذلك، أعلنت إسرائيل عن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإغلاق المعابر. هذا القرار وكذا تعليمات وزير الطاقة بوقف توريد الكهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة، تخرق صراحة تعهد إسرائيل في الاتفاق يفيد باستمرار إدخال المساعدات ما استمرت المحادثات على المرحلة الثانية.

كل الاقتراحات التي تلقتها حماس من ويتكوف مصدرها رفض إسرائيل تنفيذ نصيبها في الاتفاق. وعليه، فمحاولة عرض رفض اقتراحات ويتكوف كسبب لاستئناف الحرب ليس إلا تلاعب كاذب. إسرائيل – وليس حماس – هي التي تمنع تنفيذ الاتفاق وإعادة المخطوفين. كما كتب في بيان مكتب نتنياهو بأن هدف الهجمات في غزة هو “تحقيق أهداف الحرب كما قررها المستوى السياسي، ومن ضمنها تحرير كل المخطوفين – الأحياء والأموات”. هذه كذبة أخرى. فالضغط العسكري يعرض المخطوفين للخطر، وبالطبع يعرض جنود الجيش وسكان القطاع للخطر ويدمر ما تبقى من القطاع.

 لقد تخلى نتنياهو عن المخطوفين كي ينقذ حكومته. صرخة المخطوفين العائدين وعائلات المخطوفين لا تهمه ولا تهم أعضاء ائتلافه. المهم الميزانية. أو بكلمات سموتريتش أمس لـ “اييلا متسغار” كنة يورام الذي اختطف في 7 أكتوبر وقتل في أسر حماس: “سمعناكم. انصرفوا. شكراً جزيلاً”.

اليوم، يخطط لقيام مظاهرة في القدس من معظم منظمات الاحتجاج ضد الحكومة. على الجمهور الانضمام إلى العائلات ومطالبة إسرائيل بوقف النار وتنفيذ المرحلة الثانية للصفقة. حياة المخطوفين في خطر متصاعد. ملزمون بإنقاذهم.

-----------------انتهت النشرة-----------------


أضف تعليق