
الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 14/3/2025 العدد 1259
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
اسرائيل اليوم 14/3/2025
وثائق السنوار تكشف: سيناريوهات تدمير إسرائيل ووعد نصر الله
بقلم: شاحر كلايمن
لقد كان إنكار وجود دولة إسرائيل بالنسبة لحماس امرا مسلما به منذ البداية، لكنها كانت تدرك حدودها. ورغم ذلك، فقد حدث في السنوات الأخيرة تغيير بعيد المدى. وتشير الوثائق التي تم ضبطها في غزة إلى أن المنظمة بدأت خلال العقد الماضي في صياغة مفهوم عملي يتعلق برغبتها في القضاء على دولة إسرائيل.
في وثيقة بعنوان “استراتيجية الحركة 2013-2017” (بدون تاريخ محدد)، تم تقديم المواجهة مع إسرائيل بشكل رئيسي في إطار دفاعي ضد الهجمات الإسرائيلية من البحر والجوي، وتفعيل “المقاومة” وفقاً لـ”خطة واقعية”، مثل انتفاضة في يهودا والسامرة، أو انتفاضة العرب الإسرائيليين، أو اضطهاد اليهود في المحافل الدولية.
وفي أعقاب ذلك، جاء في رسالة مؤرخة 5 يونيو/حزيران 2021، وجهها السنوار ومحمد ضيف ونائبه مروان عيسى إلى قائد فيلق القدس إسماعيل ، أن الهدف هو: “النصر الكبير وإزالة السرطان” و”القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا ومقدساتنا”. وأوضحوا أننا “لن نغمض أعيننا أبدًا، ولن نرتاح أبدًا، ولن نصمت أبدًا حتى نحقق هذا الهدف المقدس”. وطلبوا من قاآني أيضًا 500 مليون دولار على مدى عامين.
وجاء في الرسالة نفسها: “الأخ القائد المجاهد: لتحقيق هذه الأهداف العظيمة التي سنغير بها وجه الكون، بعون الله، نحن في أمسّ الحاجة إلى مساعدة مالية بمبلغ 20 مليون دولار شهريًا لمدة عامين، أي ما يعادل 500 مليون دولار خلال عامين. ونحن على يقين بأننا وأنتم، في نهاية هذين العامين أو خلالهما إن شاء الله، سنجتث هذا الكيان المشوه من جذوره، وسنغير وجه المنطقة، وفي نهاية المطاف، إن شاء الله، هذه الحقبة المظلمة من تاريخ أمتنا”.
في رسالة أخرى وجّهها الثلاثة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، كتبوا: “هذا الكيان الوهمي أضعف مما يظن الناس. بعون الله، وبعونكم، وبدعم شعبنا، قادرون على اقتلاعه من جذوره، وفي القريب العاجل، بعون الله. نثق بالله أننا على وشك تحقيق هذا الوعد الإلهي الذي لا مفرّ منه”.
كما وجه السنوار رسالة إلى رئيس فرع فلسطين في فيلق القدس سعيد إيزادي. في يوليو/تموز 2021، كتب إليه أنهم يواجهون “نصراً استراتيجياً هائلاً سيكون له تداعيات وتأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة والأمة (الإسلامية) والعالم أجمع”. وأضاف أنهم يقفون على أعتاب النصر و”تحقيق وعد الله”.
هذا ما كتبه السنوار لإيزادي، بعد نحو شهرين من عملية حارس الأسوار: “لاحظ الجميع التغيير الاستراتيجي في سياسة وتوجهات الحركة بقيادة أبو العبد [إسماعيل هنية]، والذي صحّح جزءًا كبيرًا من الخلل الذي كان قائمًا في الفترات السابقة. ومع أننا جميعًا ندرك أننا لم نحقق كل ما أردناه، فلا شك أننا قطعنا شوطًا طويلًا في الاتجاه المنشود، ولدينا فرصة عظيمة في السنوات القادمة لإكمال هذه المسيرة بما يعزز عهد القدس، محور وعد المرة الثانية، ويكمل أدوات تحقيقه”.
وبعد مرور عام تقريباً، وفي رسالة أرسلها السنوار إلى إسماعيل هنية في 19 يونيو/حزيران 2022، وضع بالفعل سيناريو استراتيجي عملي لصراع متعدد الجبهات مع إسرائيل يهدف إلى تدميرها. افتتح الرسالة قائلاً: “منذ وقف إطلاق النار في “سيف القدس” (لقب حارس الأسوار)، يستعد مقاتلونا الجهاديون بأقصى سرعة ودون هوادة. وهم على ثقة بأن جاهزيتهم لحملة استراتيجية كبرى ستغير وجه المنطقة وقواعد اللعبة فيها قد اكتملت تقريبًا، وأن ما أعدوه وأعدّوه جاهزون له على مستوى كافٍ للبدء فورًا عند الحاجة، بتوفيق الله”.
ثم طرح السنوار ثلاثة سيناريوهات لـ”توحيد الساحات واتخاذ القرار باغتنام الفرصة”:
1 . السيناريو الأول (سيناريو الحملة الاستراتيجية الكبرى): أن يقوم المحور الموالي لإيران بأكمله باستثناء إيران بمهاجمة إسرائيل لتحقيق نهايتها. وقدر السنوار أن هذا هدف ممكن إذا امتلك حزب الله ثلث القدرات التي يتم الحديث عنها وشارك بشكل كامل في الحملة، إلى جانب مشاركة الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن. وتحدث السنوار عن عناصر إضافية، مثل الإرهابيين من الحدود الأردنية وحرق الضفة الغربية والجبهة العربية الإسرائيلية.
في هذا السياق، كتب السنوار: “يجب أن يكون عنوان الحملة الأقصى والقدس، لأنها عنصر انفجار نووي في المنطقة، وسيكون توقيتها بالتأكيد مرتبطًا بأحد الأعياد اليهودية، حيث تتزايد هجماتهم على الأقصى وصلواتهم التلمودية. لا شك أن عيد الفصح، الذي يتزامن بشكل أو بآخر مع رمضان، هو الأنسب، ولكن هناك أعياد يهودية أخرى قد تكون شرارة الانفجار”.
2 . وفي السيناريو الثاني (سيناريو النظام الوسيط)، وصف السنوار أن حماس ستلعب الدور المركزي في المعركة ضد إسرائيل، بينما سيشارك حزب الله بشكل جزئي، كما ستشارك قوات من ساحات أخرى، الضفة الغربية والداخل. وبحسب السنوار فإن إسرائيل ستعاني من أضرار كبيرة، وسيرغب العديد من مواطنيها بالهجرة، وسيتم تحرير الضفة الغربية والأسرى. وأشار إلى أن هذا من شأنه أيضًا أن يضع الأساس للتدمير النهائي لإسرائيل في المستقبل.
3 . وفي السيناريو الثالث، قدر السنوار أن حزب الله لن يكون شريكاً مباشراً، على الأقل ليس في المرحلة الأولى. وسوف يقع العبء الرئيسي على عاتق حماس، التي ستنضم إليها قوى من “محور المقاومة” والإرهابيون من الأردن وسوريا. وبحسب الوثيقة فإن هذا هو السيناريو الأدنى الذي يمكن لحماس أن ترضى به، وبحسب السنوار فإن هذا السيناريو لا يحتاج إلى موافقة الزعيم الإيراني، بل فقط موافقة نصر الله وحزب الله.
وكتب السنوار عن هذا: “هذا سيناريو الضرورة، حيث ندخل بكل قوتنا ونفجر الوضع في الضفة الغربية وداخلها (ما وراء خطوظ 48)، حيث يسمح الحزب (حزب الله) بتشغيل قواتنا بكفاءة متزايدة من لبنان، ويتم تفعيل دعم قوات محور القدس من ساحات أخرى (العراق واليمن) ويتم تفعيل النشاط الفدائي بأقصى طاقة ممكنة من خلال الساحة السورية والساحة الأردنية”. الحزب لا يشارك في ذلك بشكل مباشر، بل يضمن تفعيل كل ما ذكر أعلاه، وهو في نفس الوقت في أعلى مستويات الجاهزية والقدرة والتحضير للانتقال إلى نمط الهجوم المتوسط أو العالي المستوى بحسب تقييم تطورات الحملة. “هذا السيناريو هو الحد الأدنى الذي يمكن الاتفاق عليه”.
وفي الواقع، شارك حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في الحملة على نطاق محدود، ووقع الجزء الأكبر من العبء على عاتق حماس. ولم تتحقق آمال السنوار في مشاركة أحزاب أخرى أيضاً.
لاحقًا، أبلغ رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، إسماعيل هنية، السنوار في يوليو/تموز 2022 باجتماع مع إزادي (الحاج رمضان، قائد فرع فلسطين في فيلق القدس) والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. في الاجتماع، عرض ممثلو حماس سيناريوهات الهجوم، ووفقًا لهنية، أعرب نصر الله عن دعمه للسيناريو الأول من “الحملة الكبرى”، بل ووصفه بأنه “سيناريو واقعي”. كما تم الاتفاق على مناقشة الأمر مع المرشد الإيراني خامنئي.
هذا ما جاء في رسالة هنية إلى السنوار: “عرضنا رؤيتنا بشأن المسار، وأوضحنا لهم أننا درسنا الموضوع في دوائرنا الداخلية في قطاع غزة والضفة الغربية، أما إخواننا في الخارج، فهم في دراسة عامة لحالة الصراع مع العدو في هذه المرحلة، ولكن ليس في صورة السيناريوهات والرؤية التفصيلية. عرضنا عليهم السيناريوهين الأول والثاني المذكورين في رسالتكم، ولم نتطرق إلى السيناريو الثالث. وبعد حوار مطول ومعمق، كان موقف سماحة السيد (نصر الله) واضحًا وحازمًا، وهو أنه مع…”
وإلى جانب هذه الأمور، تشير المراسلات إلى أن المنظمة الإرهابية قدرت في بداية عام 2023 أن إسرائيل أصبحت في نقطة ضعف. على سبيل المثال، في 14 يناير/كانون الثاني 2023، نُقل عن هنية قوله في فعالية داخلية بقطر: “نحن نتجه نحو نقطة انفجار واسعة، قد تختلف هذه المرة عن المراحل السابقة. هذه الحكومة، بقدر ما تُشكل تهديدًا للفلسطينيين، تحمل بذور الانفجار الداخلي للكيان. تشير التصريحات والمظاهرات المتناقضة إلى أن الكيان في وضع داخلي غير مسبوق”.
----------------------------------------
هآرتس 14/3/2025،
ما فعله الفلسطينيون ضد الاحتلال خلال ستين سنة، غير شرعي، ماذا تنتظرون منهم
بقلم: كارولينا ليندسمان
الصحافي يسرائيل بيريي مضطهد سياسيا. هو مضطهد بسبب موقفه السياسي، الذي يحافظ على كل الفروقات، التي حطمها موقف إسرائيل بشكل ممنهج خلال سنوات من التلقين: بين إسرائيل السيادية والمناطق المحتلة، وبين المعارضة العنيفة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب.
الشرطة حققت مع بيريي تحت التهديد في هذا الأسبوع بسبب عدة منشورات من السنة الماضية، للاشتباه بالتحريض على الإرهاب. في احد المنشورات كتب “الفلسطيني الذي يمس بجندي إسرائيلي أو مستوطن في أراضي الابرتهايد لا يعتبر مخرب، وهذه لا تعتبر عملية تخريبية. هو بطل يناضل ضد مضطهد من اجل العدالة، الحرية والتحرر”. هذه ليست المرة الأولى. ففي كانون الأول 2022 تم التحقيق معه للاشتباه بالتماهي مع منظمة إرهابية والتحريض على الإرهاب. في اعقاب منشورات قال فيها إن “المس بقوات الامن لا يعتبر إرهاب”. وسمى الفلسطيني الذي يخطط لعملية “بطل”.
بيريي لا يؤيد الإرهاب ولا يحرض على الإرهاب. هو لا يؤمن بأن المقاومة العنيفة للشعب المحتل، في ارض محتلة، ضد جنود الجيش الإسرائيلي هي إرهاب. لا يوجد هنا تعبير عن رأي حتى. بعد ذلك هو سيؤيد النضال ويسمي المناضلين بـ “الابطال”. هذا وصف غبي على مستوى التعريف. يمكن معارضة النضال العنيف ضد الاحتلال، لكن لا يمكن القول بأن كل نضال عنيف ضد الاحتلال هو إرهاب.
لو أن بيريي كان مؤيد للمس بالمدنيين في أراضي إسرائيل السيادية، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر، أو العمليات ضد المواطنين داخل إسرائيل مثل العمليات الانتحارية في الحافلات والمقاهي، عندها يمكن القول بأنه يؤيد الإرهاب. من الواضح أين يمر خط بيريي بين المشروع وغير المشروع. بعد التحقيق كتب: “شرطة إسرائيل وضعت امامي ملف فيه مجموعة من افضل تغريداتي، تحت شبهة “تأييد الإرهاب”. القاسم المشترك بينها جميعها هو تقارير وآراء تميز بين المس المدان بالابرياء وبين مقاومة قوات الامن.
الموضوع هو أنه بعد سنوات من تلقين اليمين، بأنه لا يوجد، ومحو الخط الأخضر، حتى الآن التيار العام في إسرائيل غير مستعد لقبول أي نوع من المقاومة العنيفة للاحتلال، بالأحرى بعد 7 أكتوبر. عمليا، هو غير مستعد لقبول أي نوع من مقاومة الاحتلال – العنيفة أو غير العنيفة. من اجل النزاهة نشير الى أن اختيار بيريي التطرق الى المستوطنين كهدف مشروع للنضال العنيف من اجل التحرر، لا يعتبر غباء. هذه مسألة هل يجب أن نرى في المستوطنين البالغين مواطنين، المس بهم غير مشروع في اطار النضال العنيف ضد الاحتلال، أو أنهم جزء من جهاز الامن والسيطرة على الفلسطينيين في المناطق، وأن هذه الأهداف هي اهداف مشروعة في النضال العنيف ضد الاحتلال. ولكن في إسرائيل الآن لا يوجد أي مكان لاجراء نقاش حول الاحتلال، وطرح أي سؤال أو وضع أي تمييز، كهذا أو كذاك. لا يوجد أي شيء مما يفعله الفلسطينيون هو شرعي. حتى فيلم وثائقي عما يحدث في المناطق (“لا توجد بلاد أخرى”) يعتبر في إسرائيل الآن غير شرعي.
لا يمكن معارضة نضال الفلسطينيين بدون طرح بديل مشروع. لا يمكن قول لا للارهاب، وفي نفس الوقت التعامل مع خطوات دبلوماسية بقيادة محمود عباس كارهاب (“إرهاب دبلوماسي”). لا يمكن احتلال شعب آخر ستين سنة وتقول له بأن نضاله من اجل التحرر غير شرعي. ماذا بربكم تنتظرون من الفلسطينيين؟.
لشديد اليأس، الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني مرا بعملية زيادة تطرف مخيفة. كم من الأشخاص مثل بيريي بقي في إسرائيل؟ كم شخص سيخرج للنضال من اجل تحريره اذا أدى اضطهاده الى لائحة اتهام، أو الأخطر من ذلك، الى الاعتقال؟.
------------------------------------------
هآرتس 14/3/2025
في الخليج يتبلور محور بين طهران وواشنطن يتجاوز إسرائيل
بقلم: تسفي برئيل
الرئيس دونالد ترامب تعود على استخدام حسابه على شبكة “اكس” من اجل اخبار العالم كيف ينوي الظهور واي قرارات مصيرية اتخذها ضد حلفاءه في أوروبا، وأمام كندا والمكسيك أيضا. التقدير هو أن ترامب يعرف أيضا كيفية استخدام البريد الالكتروني. ورغم ذلك قرر الرئيس تبني قناة دبلوماسية قديمة، والرسالة المهمة التي يجب عليه ارسالها الى الزعيم الأعلى في ايران، علي خامنئي، قام بارسالها في رسالة. مثلما في الكثير من الخدمات البريدية أيضا رسالة الرئيس تباطأت بضعة أيام قبل اعطاءها الى المبعوث، يومين آخرين قبل وصولها الى يد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومنه لخامنئي.
الأمور الهامة في الرسالة بكر ترامب في تلخيصها لجمهور مستمعيه العالمي ببضع كلمات، التي أوضح فيها “فنان الصفقات” بأنه يفضل اجراء المفاوضات مع ايران، وأنه من الأفضل لها تبني اقتراحه وإلا فهي ستتعرض للرد العسكري. خامنئي سارع الى الرد على التهديد حتى قبل قراءة الرسالة، وقال إن ايران لن تجري أي مفاوضات مع “إدارة بلطجية” وأنه ضد التهديدات الامريكية أيضا ايران يمكنها الرد بضربة خاصة بها. قبل يومين نشرت بعثة ايران في الأمم المتحدة بيان يقول بأن “ايران يمكنها فحص اجراء محادثات فقط حول إمكانية تحويل مشروعها النووي الى مشروع عسكري. ولكن اذا كان القصد هو أن يؤدي ذلك الى تفكيك المشروع النووي للأغراض السلمية فان هذه المفاوضات لن تجري في أي يوم”. كما هو سائد، خطوة الى الامام وخطوتين الى الوراء. هذه كانت طبيعة الحوار السابق، في حين أن جواب رسمي على رسالة ترامب لم يتم تسلمه بعد.
في يوم الثلاثاء كان هذا هو الرئيس مسعود بزشكيان الذي حدد نغمة الحوار السياسي. ففي الخطاب الذي القاه وجه أقواله لترامب قائلا: “في الوقت الذي تهددني فيه أنا لا اريد اجراء المفاوضات معك. افعل ما تريد”. ولكن بزشكيان، الذي دفع منذ بداية رئاسته الى اجراء حوار مع الولايات المتحدة من اجل التوصل الى رفع العقوبات، هو رئيس خائب الأمل، والقرار حول سياسة بلاده ليس في يده. بعد سبعة اشهر في هذا المنصب، التي بدأت بدعم كامل من خامنئي، وجد نفسه امام برلمان مشاكس عزل وزير اقتصاده واتهمه باهمال الاقتصاد. نائبه للشؤون الاستراتيجية جواد ظريف اجبر على الاستقالة بـ “توصية” من رئيس جهاز القضاء. لأنه حسب القانون الشخص الذي له قرابة شخصية مع الغرب لا يمكنه أن يعمل في وظائف رفيعة، واولاد ظريف ولدوا في أمريكا ولديهم جنسية مزدوجة.
بزشكيان يواجه لوحده تقريبا الانتقاد اللاذع من المحافظين والاصلاحيين، ويواجه أيضا ازمة اقتصادية شديدة، التي تفاقمت وتثير في ايران القلق من اندلاع جديد للاحتجاجات والمظاهرات.
مع قيادة تتحدث بعدة أصوات فان ايران مثل كل دول العالم تجد صعوبة في معرفة الى أين يسعى ترامب. هل يجب عليها أن تخاف من أنها ستكون ضحية المصالحة بين ترامب وبوتين، كما حذرت قبل شهر وسائل اعلام إيرانية؛ هل اللقاءات التي جرت بين وفد الولايات المتحدة والوفد الروسي في السعودية وزيارة رئيس أوكرانيا زيلنسكي في الرياض، تشير الى تغير استراتيجي سيجبر ايران على إعادة فحص قوة السور الدفاعي السياسي، الروسي والصيني، الذي يحيط بها؛ كيف تلائم بين تصريحات ترامب، الذي “يفضل المفاوضات على قصف ايران”، وبين التهديد الجديد بضربها اذا لم تجلس على طاولة المفاوضات.
الرد الأول الذي خرج في يوم الخميس من الكرملين على اقتراح ترامب جاء من يوري اوشكوف، مساعد بوتين الذي شارك في المحادثات في السعودية. “وقف اطلاق النار سيعطي لاوكرانيا فرصة لاعادة التنظم، وهو لا يفيد روسيا”، قال اوشكوف. هذه الاقوال ظهرت كاشارة لنهاية مبادرة ترامب، وكان يمكن أن تهديء ايران، لكن بعد بضع ساعات من ذلك، في مؤتمر صحفي عقده في الكرملين مع رئيس روسيا البيضاء، الكسندر لوكشنكو، بعث بوتين بالتحديد روح الحياة في وقف اطلاق النار عندما قال: “نحن نوافق على اقتراحات وقف النشاطات العدائية. ولكننا نواصل على أساس حقيقة أن وقف النار يجب أن يؤدي الى سلام بعيد المدى، يزيل الأسباب الاصلية التي أدت الى الازمة”.
تفسير مفهوم “الأسباب الاصلية” يحتاج الى الانتظار الى حين التوصل الى وقف اطلاق النار، هذا اذا تم التوصل اليه، والى آلية المفاوضات التي ستأتي في اعقاب ذلك. في نفس الوقت ايران لا يمكنها الاكتفاء بالجلوس على المنصة وانتظار انتهاء أو انهيار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. يجب عليها الاستجابة اما الى دعوة ترامب الجلوس على طاولة المفاوضات أو الاستعداد للحرب.
الأوراق الني بقيت في يد ايران من اجل اتخاذ قرار استراتيجي كهذا ليست مؤثرة كما يبدو. من “حلقة النار” التي اقامتها من اجل الدفاع عن نفسها من هجمات إسرائيل وامريكا لم يبق الكثير. حزب الله ما زال يمكنه المس بإسرائيل، لكن لبنان، الذي يحاول ترميم نفسه وبدأ في اجراء مفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية، يمكن أن يظهر ككابح ناجع امام استئناف العمليات العسكرية لحزب الله. وسوريا، التي شكلت بالنسبة لإيران مسار لوجستي حيوي وقاعدة متقدمة لقواتها، تحولت في ظل احمد الشرع الى دولة عدوة لإيران. يبدو أن قدرة ايران على أن تحدث في سوريا حرب أهلية جديدة، أو القيام بثورة مضادة بقيادة بقايا نظام الأسد، محدودة جدا. المليشيات الشيعية في العراق تخضع لضغط الحكومة العراقية، نزع سلاحها والاندماج في الجيش العراقي. الحوثيون ما زالوا يشكلون خطر، لكنه ليس خطر يمكن أن يردع هجوم على ايران.
مصالح مشتركة
إن فحص قوة الردع التي بقيت لـ “حلقة النار” يعطي فقط صورة جزئية لوضع تهديد ايران. هو لا يأخذ في الحسبان قدرة ايران على تهديد جيرانها العرب، والمس بآبار النفط وحقول الغاز لديها، ووقف حركة الملاحة في الخليج الفارسي، وهكذا أيضا التسبب بأزمة طاقة عالمية. يبدو أن هذا التهديد بالذات هو الذي يضع في أيدي دول الخليج أداة ضغط حقيقية لمنع الحرب ضد ايران. وهكذا، خدمة نفس حلقة النار. هذه الدول جميعها أعضاء في النادي “المؤيد لامريكا”، وفي نفس الوقت لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران (دولتان من بينها، اتحاد الامارات والبحرين، وقعت على اتفاقات مع إسرائيل). هذه الدول توجد لها سياسة علنية تعارض الحرب ضد ايران بسبب النتائج التي ستقع عليها، وعلاقاتها مع طهران تنبع من هذه الرؤية.
اتحاد الامارات بدأت في تحسين علاقاتها مع ايران في 2019، وفي آب 2022، بعد ثمانية اشهر على مهاجمتها بالصواريخ والمسيرات الحوثية، استأنفت العلاقات مع طهران. السعودية استأنفت علاقاتها قبل سنتين والبحرين بعد سنة من ذلك. هذه الدول تم التخطيط لها لأن تكون شريكة في حلف الدفاع الإقليمي ضد ايران، الذي كان من شأن إسرائيل أن تنضم اليه. في نفس الوقت هي رفضت حتى الآن الدعوة للانضمام الى التحالف العسكري الذي اقامته الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وزعماؤها يوضحون باستمرار بأنهم لن يجعلوا أراضيهم قاعدة انطلاق للهجمات ضد ايران.
هذه الاستراتيجية تستند أيضا الى نسيج متشعب لمصالح اقتصادية. اتحاد الامارات هي الشريكة التجارية الأكثر أهمية لإيران في الشرق الأوسط العربي، مع حجم تجارة يبلغ 25 مليار دولار، والتطلع الى توسيعه في هذه السنة الى 30 مليار دولار. حوالي نصف مليون ايراني يعيشون في هذه الدولة، التي يعيش فيها حوالي 11 مليون شخص، بينهم فقط 1.100 مليون مواطن اصلي. اكثر من 7 آلاف شركة إيرانية باحجام مختلفة تعمل في أبو ظبي. وحجم الاستثمارات الإيرانية في هذه الدولة يقدر بعشرات مليارات الدولارات. ليس بالصدفة أن انور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لحاكم الدولة محمد بن زايد، هو الذي تم اختياره لنقل الى ايران رسالة ترامب. قرقاش الذي اجرى المفاوضات حول استئناف العلاقات بين طهران وأبو ظبي قام في بداية الشهر بزيارة طهران والتقى مع وزير الخارجية في محادثات، تركزت ضمن أمور أخرى، حول إمكانية الدفع قدما بالمفاوضات بين ايران والولايات المتحدة.
حجم التجارة بين السعودية وايران اقل بدرجة كبيرة، لكن الدولتين تناقشان بشكل مستمر توسيعها وحول التعاون الأمني بعد اللقاء بين رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي ونظيره الإيراني في تشرين الثاني. اختيار السعودية كدولة تستضيف لقاءات الوفود الامريكية والروسية، وبعد ذلك المحادثات مع البعثة الامريكية، وارسالية البريد الالكتروني مع ايران التي القاها على اتحاد الامارات من شأنها أن تشير الى الدور الذي يخصصه الرئيس لدول الخليج في إدارة المفاوضات مع ايران، التي تستند كما يبدو الى اعترافه بقدرتها على التأثير في سياستها.
ترامب اظهر في السابق المرونة امام ضغط الدول العربية، لا سيما الدول الغنية من بينها التي تضخ مليارات الدولارات في اقتصاد أمريكا، وفي حالة السعودية فقد تعهدت باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في فترة ولايته. وتراجعه عن فكرة تهجير سكان غزة، مثلا، لم يأت بعد محادثات صعبة اجراها مع ملك الأردن والرئيس المصري. فقد القى جانبا قرار الجامعة العربية. كانت هناك حاجة الى تجنيد السعودية واتحاد الامارات لاستكمال خطواته. هاتان الدولتان هما اللتان يمكن أن تشكلا معا مع ترامب خطة “الجزرة” التي سيتم عرضها على ايران من اجل موافقتها على التفاوض على المشروع النووي، وكذلك القناة التي ستتجاوز إسرائيل وتربط مباشرة بين واشنطن وطهران.
------------------------------------------
هآرتس 14/3/2025
هرتسوغ حاول اقناع المستشارة القانونية للحكومة بالسعي الى تسوية مع نتنياهو
بقلم: غيدي فايس
برئيس الدولة اسحق هرتسوغ حاول في السنتين الأخيرتين التأثير على المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا في المواضيع التي تتعلق بمحاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. حسب المعلومات التي وصلت “هآرتس” فان الرئيس حاول في مناسبتين التوسط بين الطرفين كي يضع حد للإجراءات الجنائية ضد نتنياهو. وحتى أن هرتسوغ في الفترة الأخيرة طلب من المستشارة القانونية للحكومة التماشي مع رئيس الحكومة الذي أراد تأجيل أو ابطاء تقديم شهادته في المحكمة.
في العام 2023، على خلفية العاصفة التي اثارها الانقلاب النظامي، توجه محامو المتهمين في محاكمة الآلاف الى النيابة العامة واقترحوا نقل الملف للتجسير أمام قاض لم يناقشه في السابق. مبادرة المحامي جاك حن، ممثل شاؤول الوفيتش كانت مقبولة على نتنياهو، حتى لو أن المقربين منه اوضحوا بأنه لم يكن في أي حالة مستعد للاستقالة من منصبه على الفور، بل بعد استكمال “عمليات سياسية”. القضاة طلبوا من النيابة الاستجابة لهذا العرض، لكنها رفضته. بهراف ميارا اعتقدت أنه لن يكون هناك أي فائدة من هذه الخطوة، وفي النقاشات في وزارة العدل عبرت عن تخوفها من أن هذا الاقتراح هو مناورة تستهدف كسب الوقت. وقد قالت بأنه اذا كان المحامون معنيون بتسوية فانه مطلوب منهم اجراء مفاوضات مباشرة معها. في حينه جرى لقاء بين المستشارة ومحامو رئيس الحكومة، أيضا هذا اللقاء لم يثمر انعطافة.
“هآرتس” علمت أن الرئيس عمل من وراء الكواليس من اجل عملية التجسير. مصدر سياسي قال إن هرتسوغ قال له بأنه يدفع ذلك قدما بسبب الاخطار الأمنية والاجتماعية المقرونة بالانقلاب النظامي.
في بداية العام 2024 مرة أخرى اقترح محامو رئيس الحكومة على بهراف ميارا عملية تجسير، بناء على طلب من نتنياهو. الاحتمالية التي تم طرحها هي ضم ملفات الآلاف الى عملية التجسير التي ادارها القاضي بني ساغي في قضية التحايل في “بيزك”، التي كان متهم بها أيضا شاؤول الوفيتش. المستشارة رفضت هذا الاقتراح أيضا عندما تبين أن شروط نتنياهو لم تتغير. مصادر مطلعة على الموضوع قالت للصحيفة بأن هرتسوغ حاول التأثير على بهراف ميارا أيضا في هذه المرة ولكن بدون نجاح.
في الجولتين التقى هرتسوغ مع شخصيات رئيسية، من بينها إضافة الى بهراف ميارا ورجالها اشخاص مقربين من رئيس الحكومة. في الاتصالات مع الطرفين حاول الرئيس تشجيعهم على التفاوض على تسوية.
حسب عدة مصادر الرئيس حاول مرة أخرى التأثير على المستشارة القانونية قبل تقديم نتنياهو لشهادته في المحكمة. رئيس الحكومة طلب تأجيل تقديم شهادته لشهرين ونصف، وبعد ذلك تقليص عدد الجلسات في الأسبوع. وحسب اقوال مصدر مطلع على التفاصيل فانه “عشية تقديم الشهادة توجه هرتسوغ الى بهراف ميارا وقال لها بأنه حسب رأيه يجب عليها التماشي مع نتنياهو في هذا الامر”، على خلفية التطورات الأمنية.
قبل يومين من صعود نتنياهو على منصة الشهود للمرة الأولى، سقط نظام بشار الأسد في سوريا. في السابق قبل القضاة في محاكمة الآلاف طلبه للشهادة مرتين في الأسبوع بدلا من ثلاث مرات بعد أن قال بأن تواتر الجلسات يصعب عليه إدارة الدولة.
مثلما كشفت “هآرتس” فانه في العام 2023 طلب الرئيس من المستشارة القانونية أن تفحص إمكانية السماح لنتنياهو بالمشاركة في النقاشات حول الانقلاب النظامي. هذا رغم أنه قال بأنه محظور عليه الانشغال بهذا الامر بسبب أنه متهم بمخالفات جنائية. ميارا ردت على الرئيس بأن نتنياهو لا يمكنه أن يكون طرف في النقاشات. في حينه قال هرتسوغ ايض لمصدر سياسي بأن المستشارة يجب عليها الإعلان بأن إمكانية اخراج رئيس الحكومة على حالة عدم الاهلية لا توجد على جدول الاعمال. “هو اعتقد أن هذه الخطوة من ناحيتها ستخفف نسبة الشك والقلق لدى نتنياهو”، أوضح المصدر.
مصدر سياسي مطلع قال حول خطوات الرئيس: “في عدة مرات ظهر بأنه يمكنه التأثير على المستشارة في اعقاب توجه نتنياهو اليه، وهناك مرات ظهر فيها أن هدفه هو وبحق التوصل الى انهاء قضية ملفات الآلاف، وهي العملية التي ستؤدي فيما بعد الى استقالة نتنياهو أيضا”.
في كانون الأول الماضي ظهر هرتسوغ في مؤتمر “مصدر أول”، حيث تطرق هناك الى إمكانية العفو عن نتنياهو حتى قبل ادانته. وعلى سؤال حول ذلك رد الرئيس: أنا سأستخدم صلاحياتي بناء على ضميري وحسب القوانين. في هذه الاثناء هذا الامر لا يوجد على الاجندة. هذه عملية فيها الكثير من العناصر، ومن غير الصحيح أن أتحدث في الوقت الحالي الذي تجري فيه المحاكمة. احد الأشخاص الذين يعرفونه قال للصحيفة بأنه اذا طلب نتنياهو العفو، وبهراف ميارا لم تظهر أي معارضة شديدة، فان هرتسوغ سيعطي الضوء الأخضر لهذه الخطوة. “اعمال الآباء هي إشارة للابناء”، قال في هذا السياق مصدر سياسي. حاييم هرتسوغ، منح العفو للمشاركين في قضية الخط 300، وعلى رأسهم رئيس الشباك ابراهام شالوم، قبل تقديمهم للمحاكمة. بهراف ميارا تعارض بشكل حازم إعطاء العفو لرئيس الحكومة. وفي وزارة العدل رفضوا الرد على سؤال اذا كانت هذه القضية تم ذكرها في المحادثات بين المستشارة القانونية والرئيس.
طلب آخر للرئيس من بهراف ميارا كان في سياق المواجهة بينها وبين المفتش العام للشرطة داني ليفي. عند انتخاب ليفي لهذا المنصب هب هرتسوغ للدفاع عنه في محادثات مع جهات سياسية ومشكلي رأي عام. “أنا التقيت معه وتأثرت جدا”، قال لشخص. “هم يظلمونه”. بعد ذلك جمدت بهراف ميارا قرار ليفي اقالة المستشار القانوني للشرطة الى اليعيزر كهانا الذي اعتبر سجاد أحمر في نظر الوزير ايتمار بن غفير. عندما انكر المفتش العام للشرطة صلاحيتها لفعل ذلك ردت المستشارة وقالت: “المفتش العام للشرطة غير مخول باعفاء نفسه من اجراء النقاش. المستشار هو الذي يقف على رأس المنظومة القانونية للسلطة التنفيذية، واهم الاعتبارات هو أن تعليماته ملزمة للشرطة أيضا”. هنا أيضا تدخل هرتسوغ في محاولة لتهدئة النفوس. قال لها إنه “من الأفضل تسوية هذه الأمور في الغرف المغلقة”، قال شخص يعرف الرئيس جيدا.
هرتسوغ وبهراف ميارا يلتقيان مرة كل بضعة أسابيع ويتحدثان هاتفيا بين حين وآخر. هذه علاقة نتنة اكثر من العلاقة التي كانت بين الرؤساء والمستشارين القانونيين للحكومة السابقين. مقارنة بالعلاقات بين الرئيس ورؤساء أجهزة الامن الذين يعرضون عليه استعراضات دورية، علاقته مع المستشار القانوني للحكومة غير مرتبطة ببروتوكول. “بشكل عام المحادثات مع المستشار القانوني تجري بمبادرة من الرئيس”، قال شخص ضليع بهذا الامر، “العلاقة مرتبطة بطبيعته وبالطبيعة التي ينظر فيها الى هذا المنصب”.
في العام 2006 استدعى موشيه قصاب اليه المستشار القانوني للحكومة مني مزوز، وقال امامه بأن موظفة في مقر الرئيس تحاول ابتزازه. اللقاء أدى الى اجراء تحقيق مع قصاب، الذي انتهى بادانته بالتحرش الجنسي.
حسب اقوال مصدر عرف جيدا شمعون بيرس، فان العلاقة بينه وبين المستشار يهودا فينشتاين ضعيفة جدا وتلخصت بدعوة فينشتاين الى مقر الرئيس في أوقات متباعدة من اجل تقديم استشارة معينة. ذات مرة أراد بيرس أخذ الضوء الأخضر لإزالة تمثال لقصاب من ساحة بيت الرئيس. وفي مناسبة أخرى طلب السماح لرجل اعمال بتمويل عملية ترميم في المقر. في الحالتين اعاده فينشتاين خالي الوفاض.
في صالح افيحاي مندلبليت وقفت الصداقة بين الرئيس رؤوبين ريفلين ووالد المستشار القانوني الذي كان عضو في الليكود. عندما كان مندلبليت النائب العام العسكري الأول وتأخرت ترقيته لرتبة جنرال توجه ريفلين الى متخذي القرارات وطلب السماح بالترقية. بعد أن استبدل هرتسوغ ريفلين بدأت محاكمة نتنياهو تطفو في المحادثات بين الرئيس والمستشار. هرتسوغ همس في اذن مندلبليت عن موقف قاطع يقول بأن العملية يجب أن تنتهي بصفقة وليس قرار حكم.
في مقر الرئيس وفي وزارة العدل رفضوا الرد على هذه الاقوال.
-------------------------------------------
يديعوت 14/3/2025
الاستعدادات للحرب تحتاج ايمان الجمهور بإمكانية النصر الذي لا يتعدى 9%
بقلم: نداف ايال
بتسلئيل سموتريتش لم يكذب عندما روى هذا الأسبوع بان خطة “الهجرة الطوعية” من قطاع غزة هي مسألة نعنى بها في حكومة إسرائيل، بفاعلية. “هذه حملة لوجستية ضخمة”، اعلن وزير المالية في الكنيست، “اذا أخرجنا عشرة الاف شخص اليوم فهذا يستغرق نصف سنة. اذا اخرجنا خمس الاف في اليوم، فهذه سنة”. مشوق أن نعرف اذا كان سموتريتش يفهم كم يهوديا ابتلع ريقه حين سمعه يحسب حساباته الدقيقة. وهذا ليس بسبب مشاعر تجاه الغزيين.
شاعرنا القومي حاييم نحمان بيالك كتب كثيرا عن “كشف وتغطية اللغة”. اللغة العامة لسموتريتش غطت بـ “هجرة”، لكنها كشفت الكثير بكلمة “نخرج”. فكلمة “نخرج” لا تسمع مثل “هجرة”، بل ترحيل قسري. العملية تنتقل من يد الفلسطيني الغزي، الذي زعما يغادر طوعا الى أماكن مثل سومليلاند (مدى العمر: 55) الى إسرائيل والى “المديرية”.
تحدث سموتريتش عن وسائل تعد لاخراج الفلسطينيين من قطاع غزة. وعلى حد تعبيره: في البر، في الجو وفي البحر. حرص على ان يقول ان هذا اكثر تعقيدا من “الباصات” – لانه هناك حاجة لفحص كل شيء، بما في ذلك “التأهيل المهني” الذي ستكون حاجة لمنحها للفلسطينيين في الدول المختلفة التي تجرى معها اتصالات سرية. وقال سموتريتش أيضا ان “الميزانية لن تكون عائقا” في هذا الحدث. كمسؤول عن الصندوق العام، هذا قول مميز.
فكرت في قصة سمعتها من غلاف غزة: الأطفال من الكيبوتسات وباقي البلدات، الذين عادوا من الاسر. إما ان يكون أبناء عائلاتهم القريبين قتلوا، أو انهم كانوا في الغرف الأمنية ساعات طويلة، فيما كانت المذبحة تدور حولهم. الدولة وافقت على اعطائهم من تساعدهم، لكنها تمولهن فقط بنحو 40 شيكل في الساعة. وعمليا، هذا يكلف 60. الدولة تتيح 4 ساعات أسبوعية كهذه. توصية المعالجين النفسيين المرافقين كانت 8 ساعات. لم اسمع ابدا وزير المالية يقول عن إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ان “الميزانية لن تكون عائقا”.
عن الخطة التي تعد لاحتلال غزة كتبتُ عدة مرات في هذه الصفحات. فقد طلب من الجيش الإسرائيلي أن يعد حملة واسعة في غزة، حسب التخطيط الاولي – هذا سيتضمن اخلاء السكان الى منطقة محددة. الى هناك توفر الماء، الغذاء والمساعدة الطبية. هذه المرة، يفترض بالجيش الإسرائيلي أن يعمل على مستوى فرق عسكرية واسع وقوي ومتداخل. لن يتبقى سكان في وسط وشمال غزة او في رفح وخانيونس – هم سيخلون كي يكون ممكنا تطهير المنطقة من مخربي حماس. لسكان الجيوب الإنسانية ستعرض إمكانية الهجرة. ككهاني دبلوماسي، النصر في نظر سموتريتش واضح تماما. اذا كانت هذه هي الخطة – فهذه هي الظروف التي ستدفع الفلسطينيين الى المغادرة.
محافل قانونية في إسرائيل وفي العالم عنيت مؤخرا بهذا السيناريو. الاستنتاج المتبلور: اذا كانت هذه الخطة لا توجد هنا هجرة “طوعية”. اذا كانوا يخلون الناس من بيوتهم في الحرب، يدفعونهم الى منطقة مكتظة على نحو مخيف ويوقفون سفنا على الشاطيء او “باصات” على حد تعبير سموتريتش (حسب ما فهمت الى مطار رامون، لكن من يدري)، فالحديث يدور عن شكل قسري. مثل هذه الهجرة لا يمكنها أن تعتبر حرة الا اذا لم يكن تهديد. لم يكن استخدام للقوة. واساسا: للخارجين يضمن دوما بانهم يمكنهم ان يعودوا الى بيوتهم. القسرية غير المباشرة – مثل هدم البيوت، الحرمان من الغذاء، خلق شروط غير مناسبة للمعيشة – تعتبر غير قانونية. الهيئات القضائية للتحقيق في جرائم الحرب في يوغسلافيا عنيت في هذا الموضوع بتوسع. هذا الأسبوع شدد الرئيس ترامب في البيت الأبيض على أنه لن يكون أي طرد للفلسطينيين من قطاع غزة. وهو يعرف لماذا.
في أي ظروف يمكن للهجرة من غزة أن تعتبر قانونية؟ فقط اذا كانت بإرادة حرة حقيقية – ويحمى حق الخارجين في العودة. وعليه، بشكل عبثي، فان بتسلئيل سموتريتش بالذات كان ينبغي أن يحث على وقف نار بعيد المدى في غزة. في مثل هذا الوضع، اذا سمحت إسرائيل لمن يريد ان يخرج بل وربما قدمت للمهاجرين المساعدة يحتمل أن يكون الامر قانونيا.
ومن جهة أخرى: كل شخص يعمل كجزء من منظومة طرد/هجرة قسرية – اذا ما نفذت هذه كاستمرار فوري لحملة عسكرية واسعة، فان اخلاء السكان من بيوتهم، الحرمان من المساعدات الإنسانية في كل جزء آخر من غزة وما شابه – يمكن ان يكون معرضا قانونيا لاتهامات بجرائم حرب، على مدى سنوات طويلة. يحتمل الا يكون سموتريتش يكترث لهذه الاعتبارات التافهة. لكن مقاتلي النظامي والاحتياط غير معنيين في أن يكونوا مطاردين في حياتهم في معظم دول العالم. كما أن الرغبة في العودة الى القتال محدودة: في الأشهر الأخيرة هبط مستوى الامتثال لخدمة الاحتياط.
هذا الأسبوع رأيت كاريكاتيرا وحشيا، لعيران فلكوبسكي. “وعلى رأس الكتيبة يسير”، يقول الشعار. رسمت هناك دبابة. امامها، يسير سموتريتش راضا. وراءه، رئيس الأركان الجديد ايال زمير. من خلفهما، على مسافة آمنية احتياطا لكل حالة خشية أن تكون، بنيامين نتنياهو.
الوحشية وجهت تجاه الفريق زمير. فهو لم يقضِ بعد سوى أسبوعين في المنصب ووصف منذ الان كخادم نتنياهو/سموتريتش. الشكوك تنبع من هوية المعين كاتس، الذي يعتبر الحليف الصرف لنتنياهو. من عدم الترفيع الفضائحي للعميد دانييل هجاري. من تعيينات اللوائين ينيف عاشور ونائب رئيس الأركان تمير يداعي. الاخيران – لغير صالحهما – ذكرا إسميا كمن ينبغي أن يكونا في هيئة الأركان في المقابلة التي اجراها في حينه كاتس مع مقرب بنيامين نتنياهو، يعقوب بردوغو.
بالنسبة لرئيس الأركان الحكم ليس فقط وحشيا – هو أيضا مسبق ويحرمه من أيام رأفة مبررة. زمر هو ضابط ذو إنجازات ومعاقل سليم. التأهب الذي يحاول ان يبثه للجيش مبارك. الاسناد الذي منحه لقائد سلاح الجو هام. فقد طلب من رئيس قسم العمليات ان يبقى في منصبه، وهذا يرتبط بتحديات الجيش الإسرائيلي في الأشهر القادمة. مشكوك أن يتقدم الى خطوة إشكالية كالاطاحة برئيس “أمان” في هذه الأيام. اعطيني إئتمانا، صرخ ذات مرة ليفي اشكول لبن غوريون. تمير يستحق أيضا.
قريبا، يحتمل أن يقف رئيس الأركان امام خيارات صعبة. فوقه مستوى سياسي يطالب بتنفيذ أفعال تتعارض والفكرة التأسيسية للجيش الإسرائيلي، ويمكنها أن تعرض للخطر جنوده وجوهره كجيش الشعب. لا يدور الحديث فقط عن الطرد القسري بل أيضا عن حملة عسكرية يمكنها ان تعرض حياة المخطوفين للخطر. انظروا الى الاستطلاعات المرفقة، التي أجريت بدعوة من معهد سياسية الشعب اليهودي؛ في أكتوبر 2023، كان 51 في المئة من الإسرائيليين واثقين تماما بان إسرائيل ستنتصر في الحرب. في اذار 2025 لا يدور الحديث فقط الا عن 9 في المئة فقط. 7 من كل 10 إسرائيليين يعربون عن عدم الثقة برئيس الوزراء، وهذا هو أيضا مستوى الثقة بالحكومة. معظم الجمهور يفضل إعادة المخطوفين من قطاع غزة في المكان الأول (لا كـ “هدف ثانٍ” او حتى “متزامن”، على حد قول قائد المنطقة الجنوبية عاشور).
يفهم نتنياهو هذه الأرقام اكثر بكثير من أي شخص آخر. وهو سيتأرجح حتى القرار، كعادته. من البداية حتى النهاية. كل شيء منوط بشخص واحد يقود الشرق الأوسط: ستيف ويتكوف. في هذه اللحظة يحاور أن يحرر مخطوفين في دفعة إضافية. لا أن يرتب لسموتريتش الباصات. لكن البيت الأبيض مطلع على خطط الحرب في إسرائيل، ويريد الحاق الهزيمة بحماس؛ الفيتو بالتأكيد لن يأتي من هناك.
مفهوم منصات اطلاق الصواريخ
طاقم تشكل في سلاح الجو لاجل مواجهة الصواريخ التي تصدر عن غزة والتي تشوش على الإسرائيليين حياتهم اليومية اظهر بان المعلومات الاستخبارية عن مواقع منصات اطلاق الصواريخ من حماس كانت مغلوطة تماما. وللدقة: اقل من 1 في المئة. فببساطة لم يكن للجيش الإسرائيلي ذرة فكرة من اين حماس ستطلق الصواريخ وذلك بخلاف تام مع المعلومات الاستخبارية الناجحة التي جاءت من لبنان.
وتبين موضوع آخر: حسب الورقة التي أصدرها الطاقم فان الأغلبية الساحقة من منصات الاطلاق ليست لمرة واحدة بل متعددة المرات. والفرضية بان لا معنى لتوجيه مقدرات لاجل تدميرها (لانها “اطلق وانسى”) تبينت كمفهوم لم يفحص بجدية. وعندما جاء الطاقم بهذه المعطيات، ثابتة ومؤكدة، ثارت عاصفة.
-------------------------------------------
معاريف 14/3/2025
نتنياهو يفهم بان القرارات الاستراتيجية تتخذ اليوم في واشنطن وليس في القدس
بقلم: د. ليراز مرغليت
في السياسة مثلما في الحياة، ثمة من يعتقد أن القوة في يديه – وثمة من لا يفهم بانه خسر. ما حصل في الأسابيع الأخيرة مع إسرائيل وصفقة المخطوفين، المفاوضات على لبنان والمفاوضات الامريكية مع حماس لم يكن مجرد حدث دبلوماسي. هذا درس نفسي في نظرية الألعاب. درس يقرر فيه دونالد ترامب، كما هو الحال دوما، القوانين – وبنيامين نتنياهو يلعب على لوحة ليس هو من بناها.
ترامب لا يعطي هدايا – هو يبيعها وبثمن باهظ. في هذا المقطع تعلمت إسرائيل شيئا ما سبق لاوكرانيا أن فهمته بالطريقة الصعبة: الدعم الأمريكي ليس أيديولوجيا، هو خطوة تجارية باردة. ترامب يرى نفسه قبل كل شيء كـ “تاجر قوة” – وهو لا يدير دبلوماسية بل يدير املاكا استراتيجية. وما لا يفهمه نتنياهو بعد هو ان المُلك الاستراتيجي هنا – هذا هو نفسه.
ستيف ويتكوف، رجل ترامب، لا يعمل من أجل الدبلوماسية. هو يعمل من اجل إدارة أزمات تجارية. هو جاء لان يفرض الصلاحيات لا ان يقنع. نتنياهو قد يكون اعتقد بانه سيتلقى من ترامب معاملة حميمة لحليف لكنه عمليا تلقى مديرا عاما متصلبا جاء ليفحص العقد وليرى كيف يمكن زيادة الأرباح. وبالتالي اذا كانت إسرائيل تريد شيئا ما فسيتعين عليها أن تدفع عليه – سواء في المقدرات، بالبادرات الطيبة السياسية ام بتغيير السياسة الأمنية.
سؤال: هل ما يجري في الحدود اللبنانية هو لعبة استراتيجية أم احبولة بقاء؟ فقد قال نتنياهو انه لن يوافق ابدا على اتفاق الحدود الذي عقده يئير لبيد، والذي هو “استسلام” للبنان. وها هو، فجأة، حين تقول أمريكا، إسرائيل تسير وراءها. لماذا؟ لانه يعرف ما سبق لفولودمير زلنسكي أن فهمه – في هذه اللعبة، القوة توجد لدى من يمكنه أن يأخذ منك شيئا.
في العلم النفسي للمفاوضات، توجد قاعدة حديدية: من يشعر بان لا بديل له – دوما يخسر. ترامب يفهم هذا. وعليه فانه يخلق إحساسا بالطوارىء – “إما ان توقع أو أن تبقى وحدك”. نتنياهو، من جهته، يحاول أن يكسب الوقت، لكن كلما انجر، هكذا يفقد السيطرة على الرواية. من يتحكم بالوقت – يتحكم باللعبة. وفي هذه اللحظة، هذا ليس نتنياهو.
لمن تبقى قوة لحماس
دينامية مشوقة أخرى هي المفاوضات بين الولايات المتحدة وحماس، التي جرت من فوق راس إسرائيل. وهذا عبث: الدولة التي تقاتل الإرهاب لا توجد على الطلاق على طاولة المباحثات، في الوقت الذي المنظمة التي تحاول أن تقوضها تتلقى زمن شاشة حيال القوة العظمى الأكبر في العالم. ترامب يفحص حماس مثلما يفحص كل لاعب – “هل هم يساوون الصفقة؟ هل يمكن جني الربح هنا؟”.
ففي هذه الساحة أيضا تغيرت القواعد. ذات مرة، إسرائيل كانت هي الوسط في المنطقة. أما اليوم؟ فترامب يضع إسرائيل جانبا ويقول: “انا سأتحدث مع من يحوز الممتلكات”. وما هو مُلك حماس؟ الرهائن. ما هو مُلك نتنياهو؟ ليس واضحا، وهو يبدأ في فهم هذا. إذن ما الذي يتعين على نتنياهو أن يتعلمه؟ توجد هنا نقطة أخرى من المهم أن نفهمها – هو يفحص الحدود. فقد فعل هذا ما بايدن، إذ لعب على الوقت، عارض، حاول أن يرى كم يمكنه أن يشد الحبل. لكن ترامب؟ هو لا يتجرأ. لماذا؟ لان نتنياهو يشخص صلاحيات ويعرف متى يسير على الخط. نفسيا، يدور الحديث عن نمط سلوك معروف: شخص يجري مفاوضات انطلاقا من إحساس ضعف، يبحث دوما اين يمكنه “ان يخضع” القواعد. مع بايدن، الذي رأى فيه نتنياهو رئيسا رقيقا و”ضعيفا سياسيا” حاول أن يولي وتيرته. لكن ترامب لا يبقي مجال مناورة – هو لا يطلب، هو يقرر. ونتنياهو، الذي يعرف جيدا منظومات القوة، يفهم بانه لا يمكن اللعب مع احد ما مثل ترامب. وعليه، فهو لا يحاول فحص الحدود – هو ببساطة يطيع.
اذا كان نتنياهو يعتقد انه يمكنه أن يواصل لعب اللعبة القديمة، التي كانت إسرائيل فيها هي الوسيطة بين القوى وتتمتع بدعم بلا تحفظ فقد فوت التغيير في اللعبة. في العالم الجديد لترامب لا توجد “تحالفات تاريخية”، يوجد ميزان كلفة – منفعة بارد. زلنسكي تعلم هذا بالطريقة الصعبة حين وصل الى البيت الأبيض كي يتلقى الدعم – وخرج من هناك مهانا. نتنياهو لا يزال يلعب وكأنه توجد له خيارات، لكن اذا لم يفهم قواعد اللعبة الجديدة سيكتشف أن ترامب يتعامل معه بالضبط مثلما مع زلنسكي – لاعب يطلب اكثر مما ينبغي لكن لا يعرض ما يكفي بالمقابل.
في السطر الأخير هل إسرائيل حقا مستقلة؟ نتنياهو يعرض نفسه كمن يتحكم بالامور – لكن عمليا، القرارات الاستراتيجية تتخذ في واشنطن، وليس في القدس. هل هذا يعني أن إسرائيل فقدت استقلالها السياسي؟ ليس بالضرورة. لكن هذا يعني أن إسرائيل ينبغي أن تبدأ بالعمل انطلاقا من القوة وليس انطلاقا من رد الفعل. لانه اذا واصل نتنياهو المجيء الى المفاوضات وكأنه في مكانة متساوية – فهو سيجد نفسه بالضبط مثل زلنسكي: سيسمع من الرئيس الأمريكي بانه لا يوجد شيء يسمى “وجبات بالمجان.
*باحثة سلوك في العصر الرقمي، جامعة رايخمن، هرتسيليا
-------------------------------------------
معاريف 14/3/2025
معظم الجمهور يؤيد تحرير كل المخطوفين ووقف الحرب
بقلم: موشيه كوهن
على خلفية الهجمة من اليمين على المستشارة القانونية للحكومة وإعلان رئيس الأركان حديث العهد الفريق ايال زمير بأن "العام 2025 سيكون عام حرب"، يتعزز الليكود وكتلة الائتلاف بمقعدين – هذا ما يتبين من استطلاع "معاريف" أجراه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار وبمشاركة Panel4All.
وفقا للمعطيات، فإن حزب المعارضة إسرائيل بيتنا هو الآخر يتعزز بمقعدين ويساوي قوته بقوة المعسكر الرسمي، فيما حصة الأحزاب الديمقراطيين تضعف بمقعدين لكل منهما. في المجمل العام، يوجد لكتلة الائتلاف هذا الأسبوع 54 مقعدا، لكتلة المعارضة 56 وللأحزاب العربية 10.
في حالة تنافس حزب نفتالي بينيت، يكون لائتلاف نتنياهو 49 مقعدا، فيما لكتلة بينيت – المعارضة 61 وللأحزاب العربية 10. وحسب هذا الاستطلاع فإن حزبا برئاسة بينيت يحظى بـ25 مقعدا، الليكود 21، إسرائيل بيتنا 10، يوجد مستقبل، شاس والمعسكر الرسمي 9 لكل منهم، الديمقراطيون وعظمة يهودية 8 لكل واحد منهما، يهدوت هتوراة 7، الجبهة/العربية 6، الموحدة 4 والصهيونية الدينية 4.
كما يتبين من الاستطلاع أن أغلبية الإسرائيليين (54 %) يعتقدون أن من الصواب السير باتجاه منحى لتحرير كل المخطوفين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب والخروج من قطاع غزة. بالمقابل، يفضل 10 % مواصلة التحرير على دفعات مثلما في المرحلة السابقة، ونحو الربع (27 %) يعتقدون بأن من الصائب أكثر العودة إلى القتال لممارسة الضغط على حماس لتحرير المخطوفين. 9 % آخرون لا يعرفون. معظم مصوتي الائتلاف (53 %) يؤيدون العودة إلى قتال قوي وأغلبية مطلقة من مصوتي المعارضة (83 %) يؤيدون تحرير مخطوفين ووقف الحرب.
وينقسم الجمهور بالتساوي التام تقريبا بشأن مسألة المستشارة القانونية. إذ نحو 40 % من الإسرائيليين يعارضون إقالتها فيما يؤيد الإقالة 37 %.
ومن حيث خريطة المقاعد في حالة أجريت الانتخابات الآن كانت النتيجة على النحو التالي: الليكود 24، المعسكر الرسمي 17، إسرائيل بيتنا 17، يوجد مستقبل 12، الديمقراطيون 10، شاس 10، الصهيونية الدينية 9، يهدوت هتوراة 7، الجبهة/العربية 6، الموحدة 4، الصهيونية الدينية 4.
-----------------انتهت النشرة-----------------
أضف تعليق