27 كانون الثاني 2025 الساعة 12:27

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاحد 19/1/2025 العدد 1212

2025-01-20 عدد القراءات : 11

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

هآرتس 19/1/2025

 

السلطة الفلسطينية: نرفض أي إملاءات.. ومستعدون للعودة إلى قطاع غزة

 

 

بقلم: جاكي خوري

 

اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع أبقى السلطة الفلسطينية خارج دائرة التأثير، ولا شيء يضمن عودة مؤسساتها إلى القطاع. دليل عدم مشاركتها نجده في تقارير تتحدث عن الاتفاق في قنواتها الرسمية. ومقربو الرئيس أبو مازن هاجموا الاتفاق واعتبروه “استسلاماً لا عامل فيه يشكل أي أساس لعملية سياسية”. مصدر رفيع في م.ت.ف، قال للصحيفة بأنه باستثناء تحرير السجناء، لا يمكن لحماس التفاخر بشيء – بالتأكيد ليس بأفق يسمح للفلسطينيين في القطاع بالقول إن الثمن الدموي الذي دفعوه في الـ 15 شهراً كان مجدياً.

رغم الانتقاد فإن نشطاء كبارا في فتح اعترفوا في محادثات مغلقة بأنه ليس للسلطة وقيادة المنظمة أي أدوات ضغط على أي جهة في الساحة الدولية والعربية، باستثناء البيانات والمبادرات التي لا أساس لها على الأرض. هذا الموقف ظهر أول أمس في بيانات مكتب أبو مازن، أن السلطة الفلسطينية “استكملت الاستعداد لتحمل المسؤولية بالكامل عن قطاع غزة”. هذا رغم أنها ليست طرفاً في اتفاق وقف إطلاق النار.

نشطاء كبار في فتح اعترفوا في محادثات مغلقة بأنه ليس للسلطة وقيادة المنظمة أي أدوات ضغط على أي جهة في الساحة الدولية والعربية

حسب البيان، فإن طواقم السلطة الفلسطينية الإدارية والأمنية مستعدة للمساعدة في “إعادة النازحين إلى أماكنهم، وإعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وإدارة المعابر وإصلاح الدمار”. وجاء في البيان أن الحكومة في رام الله بلورت الخطة والاستعداد لإعادة الإعمار بالتنسيق مع بلدية غزة وبلدية جباليا، بالتعاون مع “اللجنة العربية الدولية لإعادة إعمار فلسطين”. حسب البيان، ستبدأ هذه في توفير المعدات لفتح الشوارع الرئيسية في شمال القطاع بتسويتها وإزالة الأنقاض.

هذه الخطة لا يمكن أن تتحقق بدون دعم دولي وتجند الدول الثرية في العالم، لا سيما العالم العربي. هذا الدعم والتجند غير مضمون، لذلك فإن توقيت نشر بيان السلطة الفلسطينية ليس إلا محاولة لإعطاء إشارات للإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن والأمم المتحدة ودول الوساطة بأنها ما زالت هي وأبو مازن على قيد الحياة. “يجب الاعتراف بأننا وصلنا إلى وضع لا نعرف فيه من سيدير ماذا في القطاع في اليوم التالي”، قال مصدر فلسطيني رفيع للصحيفة.

يجب الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية رفضت اقتراحاً لمصر، وافقت عليه حماس، وهو تشكيل لجنة مهنيين تدير القطاع وتكون خاضعة للحكومة في رام الله. وقالت السلطة إن هذه الخطة ستخلد الانقسام، وإن إدارة القطاع يجب أن تكون بآلية موحدة خاضعة لحكومة ناجعة، سواء في الضفة الغربية أو في القطاع.

علمت “هآرتس” أن الدول المستعدة للاستثمار في إعادة إعمار القطاع تضع شروطاً على شكل “إصلاحات”، سيبدأ في أعقابها تغيير في شخصيات حكومة السلطة الفلسطينية. حسب مصادر فلسطينية، إحدى هذه الدول هي الإمارات، التي تطالب بتعيين الدكتور سلام فياض في منصب رئيس الحكومة. ويطالب آخرون بتعيين شخص من القطاع، مثل وزير الخارجية السابق ناصر القدوة. حاشية أبو مازن ترفض أي محاولة إنزال رئيس حكومة بالمظلة، حسب رأيهم، وإملاء قيادة جديدة على الفلسطينيين. وحسب قولهم، هذه العملية قد تحدث في مؤسسات م.ت.ف ومن خلال الانتخابات.

في الوضع الحالي، بعد الصدمة والأزمة الإنسانية التي مرت على الفلسطينيين، فإن قيادتهم بكل الفصائل لم تنجح في الدفع قدماً بعملية سياسية واحدة. وبدلاً من ذلك، تواصل المناكفات بدون قدرة على تقديم أي بديل وأي أفق للشعب الفلسطيني.

ستحاول حماس بث السيطرة على الأرض. وقد تحصل على الدعم، المباشر وغير المباشر، من دول مثل تركيا وإيران والسلطة الجديدة في سوريا، إضافة إلى استمرار المساعدة من قطر. هامش عمل السلطة الفلسطينية يقتصر على الأردن ومصر والسعودية، لكن في الظروف التي ستلزم أبو مازن بالدفع قدماً بخطوات عميقة في السلطة، التي فيها شك إذا كانت لديه القدرة على تنفيذها. بسبب أزمة القيادة، ثمة من يقترحون على أبو مازن ودول الوساطة وحتى على الإدارة الأمريكية الجديدة، استخدام الضغط من أجل إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي في نهاية الصفقة، كي يضع البديل للجميع.

-------------------------------------------

 

نتنياهو يفشل في تقويض حكم حماس.. وجهود لتسريع الإعمار منعاً لاستئناف الحرب: هل تنجح مصر وقطر؟

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

إن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وإعادة المخطوفين ليست سوى بداية عملية طويلة ومؤلمة، التي هي على بعد شعرة من انفجار وتحطم الأمل. أكثر مما يتعلق ببنود الاتفاق، وضمانات دول الوساطة وتهديد الرئيس ترامب بالجحيم، فإن تنفيذ الاتفاق مرهون بنوايا ونزوات حكومة إسرائيل وحماس. الصيغة الجزئية لا تفسر كل البروتوكولات والملحقات السرية، لكنها توضح التزام كل طرف والجدول الزمني لتنفيذ كل مرحلة، ومن الواضح من الصيغة ما الذي سيعتبر خرقاً للاتفاق. لكن الواقع على الأرض له حياة خاصة به، وكما أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على أن يكون المسؤول عن أي رصاصة تطلق من بندقية جندي، فإن حماس ليست الحاكم المطلق في غزة الذي يمكنه منع إطلاق صاروخ أو زرع عبوة على يد مخرب معارض للاتفاق. هذه الأحداث هي المادة المتفجرة التي ستفجر الاتفاق، والاتفاق الحالي أيضاً غير محصن أمامها.

لحماية الاتفاق من خروقات غير متعمدة والتأكد من تنفيذه، تشكل في القاهرة “غرفة عمليات” تشارك فيها إسرائيل وقطر وفلسطين والولايات المتحدة. غرفة العمليات هذه هي التي ستراقب ترتيبات تشغيل معبر رفح وإدارة إدخال المساعدات الإنسانية وتنسيقها – ضمن ذلك إدخال 600 شاحنة للمواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية، من بينها لا يقل عن 300 شاحنة ستصل إلى شمال القطاع و50 صهريجاً للوقود. يتوقع أن يأتي إلى القاهرة اليوم ممثلون عن الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن عن منحة بمبلغ 123 مليون دولار لصالح المساعدات الإنسانية، لتحديد ترتيبات العمل في المعبر.

حسب تقارير لوسائل إعلام عربية، فإن النية هي إعادة تشغيل آلية الرقابة والسيطرة التي تم تحديدها في اتفاق المعابر الذي وقعت عليه إسرائيل ومصر في 2005

حسب تقارير لوسائل إعلام عربية، فإن النية هي إعادة تشغيل آلية الرقابة والسيطرة التي تم تحديدها في اتفاق المعابر الذي وقعت عليه إسرائيل ومصر في 2005. وحسب هذا الاتفاق، إسرائيل يمكنها الرقابة “من بعيد” على الحركة في المعبر ووضع الفيتو على هوية من يدخلون ومواصفات البضائع التي ستدخل إلى القطاع، لكن ممثليها لا يمكنهم التواجد في المعبر. الترتيبات الجديدة التي ستدخل إلى حيز التنفيذ تستند إلى التفاهمات والخطة المطروحة في آب – بعد ثلاثة أشهر على سيطرة إسرائيل على المعبر – عندما ناقشت إسرائيل ومصر مسألة تشغيل معبر رفح. في حينه، رفضت إسرائيل اقتراح مصر أن يقوم ممثلون عن السلطة وممثلون من غزة غير مرتبطين بحماس، بالرقابة على الطرف الغزي في المعبر. ولكنها لم تنجح في بلورة آلية بديلة لإدارة المعبر وتوزيع المساعدات.

والخميس الماضي، وصل إلى القاهرة ممثل السلطة الفلسطينية نظمي مهنا، المسؤول عن المعابر والحدود، وأيمن قنديل، نائب الوزير حسين الشيخ، للمشاركة في النقاشات حول إدارة المعبر وترتيبات التنسيق مع مصر. يبدو أن إسرائيل لن تستطيع تجنب إشراك ممثلي السلطة في إدارة المعبر. وبخصوص قضية الرقابة وضمان توزيع المساعدات في القطاع، يبدو أن إسرائيل ستقف أمام واقع أرادت منعه خلال الحرب، ولكن بدون نجاح. وزارة داخلية حماس أعلنت أول أمس بأن رجالها ورجال الشرطة مستعدون الآن للانتشار في جميع المناطق التي تحتاج إلى عملهم، أي في نقاط المعبر ونقاط توزيع المساعدات لحماية المخازن، وفعلياً السيطرة على ترتيبات التوزيع. في هذا السياق، من غير الواضح حتى الآن ما هي قواعد الرد وفتح النار من قبل الجيش الإسرائيلي في الحالات التي سيطلق فيها رجال حماس النار على السارقين، لأنه يحظر على إسرائيل فتح النار على مسلحين ما لم يطلقوا النار على أهداف إسرائيلية أو على جنود الجيش الإسرائيلي. يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيواصل السياسة التي اتبعها حتى الآن، التي بحسبها استفادت عصابات مسلحة من حرية العمل – لكن حماس في هذه المرة هي التي يجب عليها السيطرة على هذه العصابات.

 مصر وقطر، عرابتا الاتفاق، هما الضامنتان لتنفيذه من قبل الطرف الفلسطيني، لكن العبء الرئيسي للتفعيل العملياتي على الأرض سيكون ملقى على القاهرة؛ فهي التي قد تنسق مع إسرائيل أي دخول للشاحنات، وتفحص التزام كل مواد الحمولة بالمعايير التي تم وضعها، والسماح أو منع (بموافقة من إسرائيل) خروج جرحى ومرضى بحاجة إلى العلاج، وبدخول سكان من غزة علقوا في الخارج قبل الحرب. هذه مهمة جاءت مع “مكافأة اقتصادية”: شركات في مصر، مرتبطة بالمخابرات المصرية أو بملكيتها، هي التي ستشغل خط المساعدات، وهي التي ستنفذ أعمال إعادة الإعمار الأولية، مثل إزالة الأنقاض وشق الشوارع المدمرة وبناء أماكن مؤقتة للسكن وإصلاح البنى التحتية مثل شبكة الكهرباء والمياه.

 مصر راكمت تجربة كبيرة في إدارة مشاريع إعادة الإعمار في غزة. فقد نفذت مشاريع كهذه بعد عملية “الجرف الصامد”. شركة “أبناء سيناء”، التي هي بملكية رجل الأعمال البدوي إبراهيم العرجاني الذي لديه “امتياز” من قبل المخابرات المصرية، هي التي شغلت ونسقت نشاطات إدخال المساعدات، وحركة دخول وخروج السكان من القطاع وإليه قبل الحرب وخلالها، إلى حين إغلاق معبر رفح. هذه الشركة تعرضت لانتقاد شديد من قبل السكان في غزة، لأنه طلب منهم دفع آلاف الدولارات مقابل ترتيبات السفر والحصول على تأشيرات. ولكن نشر رؤساء العائلات والحمائل الكبيرة في قطاع غزة أول أمس “لائحة دفاع” عن الشركة. وكتب فيها بأن هذه العائلات تعبر عن مباركة “أي نشاط لمصر لإعادة إعمار غزة، وتقدير الدور الذي لعبته منذ بداية العدوان على غزة. إضافة إلى النشاطات التي تقوم بها الشركات المصرية، على رأسها شركة أبناء سيناء”.

 حسب تقديرات عامة، غير نهائية، فإن حجم الأضرار المباشرة في غزة تبلغ 18 مليار دولار، وإعادة الترميم تحتاج 30 – 40 مليار دولار. 1.8 مليون شخص بحاجة إلى بيت، ومئات آلاف الطلاب باتوا بلا مدارس. ولكن غزة ليست “البنت الوحيدة” التي تنتظر تجند الدول المانحة. ففي الطابور سوريا ولبنان الآن. وكل منها بحاجة إلى مساعدة بعشرات مليارات الدولارات، وإعادة الإعمار شرط ضروري لاستقرار الأنظمة الجديدة التي تشكلت فيها في الفترة الأخيرة. رئيس سوريا، أحمد الشرع، ضمن لنفسه الآن مساعدة تركيا والسعودية وقطر. ولبنان ينتظر وجبات مساعدات مشابهة من الدول الغربية، السعودية وقطر.

 

 أما في غزة فالعبء الاقتصادي لإعادة الإعمار وتشغيل الأجهزة المدنية قد تتحمله قطر، وستعمل بواسطة شركات مصرية. وستظل قطر شريكة حيوية بصفتها الضامن لتنفيذ مراحل الاتفاق كلها. وتعمل على استكمال تنفيذ الاتفاق في مرحلتين بدلاً من ثلاث، كما أوضح أول أمس رئيس الحكومة فيها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة أجراها مع قناة “الجزيرة”. وأكد أن الاتفاق الموقع للتو يشبه في مضمونه الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في كانون الأول 2023. وقال إن قطر تطمح إلى أن تكون المرحلة الثانية هي “المرحلة النهائية، التي ستنهي الحرب بالكامل بدون الحاجة إلى المرحلة الثالثة”.

 المرحلة الثالثة تتحدث عن خطة إعادة إعمار القطاع. يبدو أن قطر ومصر، اللتان تنويان أيضاً عقد مؤتمر دولي لتجنيد المنح لإعادة إعمار القطاع بعد انتهاء المرحلة الأولى للاتفاق، تعطيان أهمية كبيرة لترسيخ إجراءات إعادة الإعمار في المرحلة الأولى وتوسيعها في المرحلة الثانية. الافتراض أن تسريع التطوير وإعادة الإعمار قد يشكل كابحاً أمام استئناف الحرب في القطاع، ويساعد على استكمال المرحلة الثانية، التي تعد الأكثر حساسية وخطورة بسبب الضغوط السياسية في إسرائيل لاستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى. وثمة افتراض مشابه ساعد على الدفع قدماً باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لكن غزة قصة مختلفة كلياً، لأن عجز حكومة إسرائيل وتصميمها على عدم تشكيل أي بديل سلطوي، تمنح حماس الفرصة لإعادة إدارة القطاع برعاية اتفاق دولي.

-------------------------------------------

إسرائيل اليوم 19/1/2025

حين يفر الشيطان من التفاصيل إلى الاستراتيجية.. إسرائيل: لن تنفعنا أمريكا

 

بقلم: أيال زيسر

 

لا شيء يوقف مشاعرنا ويوحدنا كشعب إسرائيل أكثر من عودة المخطوفات والمخطوفين إلى أحضان عائلاتهم بعد 15 شهراً في أسر حماس. هذا انتصار الروح الإسرائيلية وروح الإنسان على قتلة حماس، الذين يقدسون الموت على الحياة وكانوا مستعدين لقتل 1.200 إسرائيلي بل والتضحية بأبناء شعبهم على مذبح حلمهم للوصول إلى إبادة إسرائيل.

تحرير المخطوفين سيحمل الحرب إلى نهايتها في غزة. وستروي كتب التاريخ كيف تنتهي هذه الحرب، التي شنها يحيى السنوار بتكليف من إيران، بينما محور الشر بقيادة طهران بات في نقطة درك أسفل تاريخي لم يشهد له مثيل، بعد الضربات التي تعرضت لها حماس وحزب الله على أيدي إسرائيل. إن ضحك المصير أن هذه الحرب التي استهدفت منع التوقيع على اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، تنتهي وبات هذا الاتفاق أقرب من أي وقت.

تحرير المخطوفين سيحمل الحرب إلى نهايتها في غزة. وستروي كتب التاريخ كيف تنتهي هذه الحرب، التي شنها يحيى السنوار بتكليف من إيران

بعد كل هذا، من المهم الاعتراف بأنه رغم الوعد بـ “النصر المطلق”، نجا حزب الله وحماس من الحرب، وإن تم ضربهما ضربة شديدة، وثمة خوف من أن يعملا على ترميم قوتهما ويعودا ليشكلا تهديداً على إسرائيل. يدور الحديث، إذن، عن فشل المستوى السياسي والمستوى العسكري في إسرائيل، بعد فشلهما في 7 أكتوبر حين فشلا في إدارة المعركة بتفويتهما الفرصة بهزيمة العدو أثناء أشهر القتال الطويلة.

الرئيس ترامب هو الذي كان الروح الحية من خلف تحقيق الصفقة، بعد أن توعد كل الجهات ذات الصلة – يتبين أنه قصدنا نحن أيضاً – بالجحيم ما لم تتحقق هذه الصفقة.

ترامب لا يرتاح على أكاليل الغار، ويتطلع الآن لتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى في الطريق لخلق شرق أوسط جديد.

ما يحصل في غزة ولبنان في اليوم التالي للحرب، وما سيكون عليه مشروع إيران النووي سنتغلب على عوائق كهذه في منطقتنا ليس من خلال الإغراءات والوعود بالازدهار الاقتصادي، بل عن طريق التهديدات باستخدام القوة. يفترض بترامب أن يعرف هذا بعد فشله في محاولته التقدم في العقد الماضي بـ “صفقة القرن” لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

قد يبدو ترامب ويُسمع مهدداً لكن في منطقتنا يعرفون كيف يقرأون بين السطور ويخيل أن رسالته، رسالة نائبه فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، واضحة. كل هؤلاء يمنحون إسرائيل عناقاً حاراً، لكنهم يطلقون في الوقت نفسه رسالة واضحة بأن على الولايات المتحدة ألا تتورط في حرب في الشرق الأوسط. بمعنى أن ليس لإدارة ترامب رغبة أو مصلحة في العمل عسكرياً، لا في سوريا ولا في اليمن، وفي إيران أيضاً كما يبدو.

ما فهمه حزب الله في لبنان تفهمه حماس في غزة الآن، وسيفهمه الإيرانيون أيضاً – ترامب يهدد، لكنه لا يعتزم العمل، وبدلاً من هذا، وجهته للاتفاقات والتسويات وأولاً وقبل كل شيء الاتفاق مع إيران في كل ما يتعلق بمشروعها النووي. وثمة استنتاج: خفض الرأس والانتظار إلى أن يمر الغضب.

حماس في غزة لن تخرق اتفاق وقف النار، بل ستعمل على ترميم قوتها العسكرية واستعادة سيطرتها على السكان. أما في لبنان فسيبقي حزب الله على السلاح تحت تصرفه، والدليل أن الجيش اللبناني لم يصادر أي صاروخ حتى الآن، لا جنوبي الليطاني ولا شماله.

الصفقة في غزة ورقة مهمة في البرج الورقي الأمريكي الذي يعنى بخلق شرق أوسط جديد، لكن ثمة شك بأن يصمد برج الأوراق هذا أمام مهب الريح الأول، وواضح للجميع أن ليس لواشنطن نية لاستخدام القوة لتحقيق مخططاتها لمستقبل المنطقة.

يجدر بإسرائيل أن تستعد للوضع الجديد، ويجب أن تتعلم من فشلها في هزيمة حماس وحزب الله طوال 15 شهراً الأخيرة، وعليها أن تستوعب قواعد اللعب التي يمليها علينا الأمريكيون، وتجد سبيلاً –يدمج بين خطوات سياسية وعسكرية- يسمح لها بمنع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان.

-------------------------------------------

هآرتس 19/1/2025

 

بن غفير ينسحب وسموتريتش يهدد بـ”دخول المرحلة الثانية”: ما رأي الإسرائيليين؟

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

يدخل وقف النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ وبعد الظهر سيتحرر ثلاث مخطوفات إسرائيليات سيعدن إلى البلاد. وليس هناك ما يكفي من الكلمات في العالم لتصف الفرحة بعودتهن إلى الديار، بعد 470 يوماً في أسر حماس في قطاع غزة.

تدخل إسرائيل إلى فترة طويلة ومتوترة، ممزقة للأعصاب، يعود فيها 33 مخطوفة ومخطوفاً قطرة قطرة على مدى سبعة أسابيع. ستتحرر الثلاثة الأوائل؛ وبعد ستة أيام سيتحرر أربعة آخرون. وعندها، في المرحلة الأولى، ستكون حماس مطالبة بإعلان من هو حي من بين المخطوفين ومن هو ميت. بعد ذلك، سيتحرر بأربع نبضات 12 مخطوفاً – ثلاثة في كل مرة – اليوم الـ 14، الـ 21، الـ 28 والـ 35. وفي الأسبوع الأخير من الاتفاق، سيتحرر الـ 14 مخطوفاً المتبقين.

تدخل إسرائيل إلى فترة طويلة ومتوترة، ممزقة للأعصاب، يعود فيها 33 مخطوفة ومخطوفاً قطرة قطرة على مدى سبعة أسابيع

عائلات المخطوفين، التي أصبحت حياتها في 7 أكتوبر كابوساً لا يستيقظون منه، سيتعين عليهم شد أعصابهم الممزقة على أي حال على مدى سبعة أسابيع أخرى، إذ ستنشر حماس أسماء المخطوفين الذين سيتحررون في كل نبضة قبل وقت قصير من التحرير.

إلى جانب الانفعال الكبير، محظور أن ننسى بأن تنفيذ المرحلة الثانية (التي تبدأ المفاوضات عليها في اليوم الـ 16) سيعيد كل المخطوفين الأحياء والأموات، والمرحلة الثانية – ولا ينبغي الخطأ – معناها إنهاء الحرب.

لا ننسى أن هناك قوى سياسية تضغط على نتنياهو للامتناع عن المرحلة الثانية: الوزيران سموتريتش وعميحاي شيكلي اللذان أعلنا بأنهما سيستقيلان من الحكومة إذا لم يعد الجيش الإسرائيلي للقتال في ختام المرحلة الأولى؛ كما أن وزير الأمن القومي، غفير، أعلن انسحابه.

لما كان نتنياهو قلقاً على حياة حكومته أكثر مما على حياة المخطوفين، فلا يكفي استعداد المعارضة لتوفير شبكة أمان له لغرض الصفقة. ويجب ممارسة ضغط ضد هذا الضغط. تدخل قوتان إلى الصورة هنا: الرئيس الأمريكي ترامب قد يواصل الضغط على الطرفين للسعي إلى تنفيذ المرحلة الثانية، والجمهور الإسرائيلي ملزم بأن يوضح لنتنياهو بأنه يريد عودة كل المخطوفين إلى الديار دون عراقيل ودون أحابيل.

عيناب تسنغوكر التي ابنها، متان، مخطوف في القطاع ولا تشمله المرحلة الأولى، دعت لنجدة الجمهور. “دورنا، نحن العائلات، وبخاصة شعب إسرائيل الرائع الذي يريد المخطوفين في الديار، عمل كل شيء لتحقيق الاتفاق بكامله”، قالت في تصريح لوسائل الإعلام. “هذه لحظة الحقيقة للجمهور الإسرائيلي، أن يكون معنا ويتأكد من أن حكومة إسرائيل تنفذ مراحل الاتفاق كلها”. الجمهور ملزم بالامتثال.

-------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 19/1/2025

 

ما احتمال أن يكون “الكذاب” عائقاً أمام حصول ترامب على “نوبل للسلام”؟

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

بدموع وبرأس مُطأطئ سنستقبل هذا المساء المحررات الثلاث في صفقة المخطوفين. كل الجهود التي بذلت لتحريرهن، حيال منظمة القتلة حماس وحيال الوسطاء وحيال حكومة إسرائيل الحالية ورئيسها وحيال آلة السم البيبية، تبدو قطرة في بحر مقارنة بالبطولة الهادئة لتلك النساء الثلاث وباقي المخطوفات والمخطوفين. لن يتمكن أحد أن يعيد لهن الزمن الذي ضاع وأبناء العائلة والأصدقاء الذين ضاعوا بلا عودة، لكن قد نعرض عليهن أذناً مصغية، بيتاً دافئاً، مستقبلاً، أملاً وهدوءاً.

أمس، سمعت رئيس الوزراء وأسفت. حتى عندما يتخذ خطوة صحيحة يكون ملزماً بتغليفه بالأكاذيب وبأنصاف الحقائق. يرفض نتنياهو فهم ما يفهمه كل إسرائيلي. للصفقة ثمن، ثمن باهظ. زعيم وطني ينبغي أن يعترف بالثمن ويتصدى له. لا حاجة لأن يكون تشرتشل ليفعل هذا، لا يحتاج سوى توجيه نظره إلى الكاميرا ويقول الحقيقة.

في إطار الصفقة سيتحرر آلاف المخربين إلى غزة والضفة ودول إسلامية، بينهم مئات من القتلة. لعائلتي ولي صلة شخصية مع أحد هؤلاء، قاتل ثقيل. لو كان القرار بيدي، مع كل الألم الذي ينطوي عليه ذلك، كنت سأحرر القاتل على أن ترى مخطوفة واحدة أو مخطوف واحد نور النهار. أي رئيس وزراء نزيه كان ينبغي أن يقول للإسرائيليين أمس: “الصفقة التي أمامنا تلزمنا بتحرير كذا وكذا من السجناء الخطرين، القتلة المحكومين، القيادة التالية لمنظمة الإرهاب. فشلنا، وعلينا دفع الثمن. أفعل هذا بقلب جسيم، لكن بقرار مصمم، لا مفر، هذا ما نحن ملزمون بفعله لتحرير الناس الذين تركناهم لمصيرهم”.

لو كان القرار بيدي، مع كل الألم الذي ينطوي عليه ذلك، كنت سأحرر القاتل على أن ترى مخطوفة واحدة أو مخطوف واحد نور النهار

وربما كان سيضيف الجملة التالية أيضاً: قلبي مع العائلات التي تضطر لرؤية قتلة أحبائها يخرجون إلى الحرية. وآلاف العائلات كهذه في شعب إسرائيل وأشاطرها حزنها”.

أسفي، هو ليس نزيهاً ولا زعيماً، وليس واثقاً بحكمة الشعب الذي انتخبه. هو يسير بعيداً في ثناء وتمجيد الشعب في خطاباته، لكنه لا يثق بشعبه. الشريط الذي يضعه على طرف لباسه أصفر جداً، لكنه لا يملك ذرة عطف تجاه الناس. ربما ملكها ذات يوم، لكن السياسة أكلت كل شيء.

نتنياهو (وعقيلته بالطبع) أول رئيس وزراء في تاريخنا يحل مشاكل عائلية في بلاغ للأمة. مجد الجنود الأبطال لكنه نسي تمجيد وحدة في الجيش الإسرائيلي التي عملت بكد شديد لجلب كل مخطوف إلى الديار. اللواء احتياط نيتسان ألون ورجاله، بذلوا كل جهد وابتلعوا كل مهانة وقاتلوا على كل ذرة احتمال من أجل المخطوفين. ستروى قصتهم يوماً ما.

ليس هذا هو زمن الغرق في الفرص التي فوتناها: إذا ما تدبر كل شيء، سيكون هذا يوم فرح ويوم إصلاح، لكن يجب أن نرى المستقبل بعيون مفتوحة. نتنياهو وعد أمس، وعاد ووعد باستئناف الحرب في غزة. بكلمات أخرى: لن تكون مرحلة ثانية.

لم يقل إن للتانغو هذه حاجة لاثنين، وربما ثلاثة وأربعة: حماس ملزمة بخرق الاتفاق؛ لاستئناف الحرب. إذا لم تخرقه فلا ذريعة. على العائلات وملايين الإسرائيليين الذين يؤيدونها أن يسلموا بقرار يبقي أحباءهم في الخلف، ومن شبه اليقين أن يتركوهم للموت. وترامب، رب البيت الجديد، ينبغي أن يقتنع بأن نتنياهو يسلب منه جائزة نوبل بيدين نقيتين. احتمال حصول هذا ليس كبيراً.

لما رفضت إسرائيل السماح بنشوء حكم فلسطيني شرعي في غزة، ستعود حماس لتسيطر عليها. وهي تفعل هذا الآن، برعاية وقف النار. المليارات التي ستتدفق إلى الداخل، للمعونة الإنسانية وللإعمار، ستمر عبرها. من كل الأفعال والإخفاقات منذ 8 أكتوبر، يبدو إخفاق ترك غزة لحماس أصعبها.

صفقة المخطوفين درس لمستقبل إسرائيل السياسي. كتلة اليمين، وإنجاز نتنياهو السياسي قد تكون قادرة على الانتصار في صندوق الاقتراع، لكنها غير قادرة على إدارة دولة. كل واحد من عناصرها لا يركز إلا على أجندته الهدامة فقط. بن غفير بزعرنته؛ سموتريتش بمسيحانيته، لفين بكراهياته، الحريديم بطفيلياتهم. الإصلاح يبدأ بإعادة المخطوفين. ولا يمكنه الانتهاء بها.

------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 19/1/2025

 

نتنياهو وكاتس لسموتريتش: “لك الضفة ومنها سنعود لغزة”.. ولبن غفير: “سنسلمك رأس هاليفي”

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

تتحرر المجموعة الأولى، ثلاث إسرائيليات مخطوفات، من مخالب حماس في قطاع غزة وتصل إلى إسرائيل، وسيطلق مقابلها سراح مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين. خلال ستة أسابيع، ستستكمل المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي ستتضمن إطلاق سراح 33 مخطوفاً إسرائيلياً، الذين يقدرون بأن 25 من بينهم ما زالوا على قيد الحياة. أكثر من 1700 فلسطيني سيطلق سراحهم في المقابل، من بينهم أكثر من 200 مخرب يقضون السجن المؤبد بسبب قتل إسرائيليين. في موازاة ذلك، يخفف الجيش الإسرائيلي قواته في قطاع غزة، ويخرج من معظم مناطق الاحتكاك.

إلى أن ينطلق القطار، وبالتأكيد حتى نهاية المرحلة الأولى للصفقة في بداية آذار (عند بداية شهر رمضان)، من المتوقع مصادفة عقبات كثيرة ستشد أعصاب أصحاب العلاقة. ظهر هذا أمس عندما أعاقت حماس إعطاء تفاصيل عن أسماء المخطوفات اللواتي سيتحررن. بعد 15 شهراً، التي اختفوا فيها تحت الأرض من هجمات الجيش الإسرائيلي، من المرجح أن كبار شخصيات حماس ورجالها الذين يحتجزون المخطوفين يجدون صعوبة في الاتصال بينهم وما زالوا يخشون من التقاط بثهم. هذا يخلق تأخيراً في نشر المعلومات والبيانات، ولكن يصعب استبعاد إمكانية أن يضيف الفلسطينيون حرباً نفسية إلى ذلك باستغلال الحساسية الإسرائيلية تجاه كل مخطوف.

تتحرر المجموعة الأولى، ثلاث إسرائيليات مخطوفات، من مخالب حماس في قطاع غزة وتصل إلى إسرائيل، وسيطلق مقابلها سراح مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين

بشكل عام، نظرة حماس للحدث مختلفة. من ناحية القياديين، ثمة هدف، وهو تحرير كتلة كبيرة من السجناء التي ستزداد بدرجة لا يمكن تقديرها في المرحلة الثانية، وستعرض كدليل على النصر، الذي كما يبدو حققه سكان غزة في الحرب. جثث المخربين التي لن تعاد، أو السجناء الذين لن تشملهم الصفقة، تعتبر في غزة جزءاً من ثمن ضروري للاتفاق، الذي يدل على أن حماس لم تستسلم أمام إسرائيل، وفعلياً تخطط للعودة والسيطرة على أرجاء القطاع.

صادقت إسرائيل على الصفقة بعد جلستي ماراثون متتالية للكابنت، وبعد ذلك للحكومة. وعقب هذه الجلسات، نشرت صيغة قرار طويل، لكن تفاصيل كثيرة من الاتفاق بقيت سرية، ويبدو أنها تختفي في الملاحق. رئيس الحكومة نتنياهو انتظر انتهاء السبت لينشر فيلم فيديو أغدق فيه على الجمهور بتصريحات جوفاء وتملص من مناقشة تفاصيل الصفقة. ليس هناك ما يمكن الحديث عنه بشأن المؤتمر الصحافي والإجابات المباشرة على أسئلة وسائل الإعلام.

تحت الضغط الشديد الذي استخدمه الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، تراجع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة عن جزء مهم من المواقف التي أقسم على التمسك بها الصيف الماضي. جهود الإخفاء والتضليل للمتحدثين بلسانه والوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود لن تطمس ذلك. درجة الشفافية التي يحظى بها الجمهور في إسرائيل من الحكومة غير مناسبة لنظام ديمقراطي، حتى في وقت الحرب.

في هذه الأثناء، رسمت الخطوط العريضة السياسية للخلافات في إسرائيل، وأعطيت إشارات أولية بخصوص ما هو متوقع لاحقاً، خصوصاً حول المرحلة الثانية. زعيما اليمين المتطرف: الوزير بن غفير (قوة يهودية) هو الذي أملى النغمة يوم الخميس، بإعلانه أن حزبه سينسحب بعد المصادقة على الاتفاق. أما الوزير سموتريتش (الصهيونية الدينية) فقد أجرى عدة محادثات مطولة مع نتنياهو وصوت مع حزبه ضد الصفقة، لكنه يؤجل الانسحاب المخطط له إلى حين استكمال المرحلة الأولى. المناورة التي حيكت بينه وبين رئيس الحكومة بسيطة؛ فنتنياهو يوفر لسموتريتش سلسلة تعهدات، وسموتريتش (الذي سماه “الكذاب ابن الكذاب” في السابق) يعرف أنه لا يملك الكثير مما يعتمد عليه. ولكن الحكومة، في هذه الأثناء، بقيت على حالها، والصفقة تتقدم، وسموتريتش قد يدعي طهارة يديه.

ما يبثه نتنياهو لسموتريتش، خلافاً للرسائل التي أرسلها لترامب، هو أن الواقع لم يتغير كثيراً؛ فبعد استكمال المرحلة الأولى التي سيطلق فيها سراح النساء وكبار السن والمرضى والجرحى، سيعثر على ذريعة للعودة إلى القتال لأن حماس لن تفي بوعودها. عندها سيعود الجيش الإسرائيلي إلى القطاع، لكنه في هذه المرة سيدمر سلطة حماس تماماً كما وعد. حتى إن نتنياهو يواصل الادعاء أن بيده ضمانات قاطعة من الأمريكيين لتأييد عودة إسرائيل إلى القتال إذا فشلت المفاوضات.

لكن، من يقول إن المفاوضات فشلت وبذنب من؟ حتى الآن على الأقل، يعطي ترامب إشارات عن رغبته في استكمال صفقة المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة، والتركيز على ما يهمه وبحق في المنطقة – صفقة سعودية وكبح المشروع النووي الإيراني وجائزة نوبل للسلام لنفسه. يطرح سؤال: هل يخدع كل من نتنياهو وسموتريتش أحدهما الآخر ويخدعان الجمهور أيضاً، أم أنهما يقصدان أقوالهما؟ ليست هذه هي المرة الأولى في تاريخه الطويل، التي يقول فيها رئيس الحكومة لكل طرف ما يريد سماعه – ويعول على أن خطأ مستقبلياً لحماس سيعفيه من مواجهة التناقض في اقواله.

رغم عدم رغبة نتنياهو في التقدم إلى المرحلة الثانية، هناك عوامل رئيسية ستضغط بشكل مضاد لتطبيق الصفقة بالكامل – الإدارة الأمريكية والرأي العام في إسرائيل. عندما يعود المخطوفون الأوائل، وفي مرحلة معينة يتم استجماع ما يكفي من القوى للتحدث عن الفظائع التي مرت عليهم في الأسر، يبدو أن معظم الجمهور سيقتنع، حتى بدرجة أكبر، بالحاجة الملحة إلى إنقاذ المتبقين في أنفاق حماس. سيكون هذا صحيحاً رغم أن المرحلة الثانية قد تشمل أيضاً تحرير آلاف السجناء، من بينهم سجناء كبار في التنظيمات الإرهابية.

إذا ألزم ترامب نتنياهو بالتقدم للمرحلة الثانية، فسيجد الائتلاف صعوبة في البقاء. حتى في هذه الحالة، يواجه رئيس الحكومة أخطاراً سياسية أخرى، التي ستنضج قريباً من انتهاء المرحلة الأولى، تقف على رأسها صعوبة مستمرة في تمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، والمشكلات المترتبة على ذلك بخصوص تمرير ميزانية الدولة الجديدة التي بدونها ستسقط الحكومة في نهاية آذار.

في غضون ذلك، من خلال جهود البقاء، تظهر بذور كارثة أخرى. لتعويض اليمين المتطرف، كان نتنياهو وعد بترك العنان لهم في الضفة الغربية. سينقل الجيش الإسرائيلي قواته إلى هناك، وإزالة ما بقي من القيود بشأن خطط توسع البؤر الاستيطانية والمزارع غير القانونية، والتلميح بعمليات استعراضية ضد البنى التحتية الإرهابية في الضفة الغربية. وإذا لم يكن هذا كافياً، فقد قرر وزير الدفاع إسرائيل كاتس بخطوة شعبوية أخرى: إطلاق سراح آخر اليهود في الضفة الذين كانوا محتجزين في الاعتقال الإداري. يبدو هذا وكأن نتنياهو وكاتس يريدان إشعال الضفة الغربية من أجل وقف الجهود لإنهاء الحرب في القطاع.

لصب الزيت على النار، تواصل الحكومة انقضاضها على رؤساء جهاز الأمن. قال بن غفير في نهاية الأسبوع الماضي، إنه في إطار جهود نتنياهو لإبقائه في الحكومة، فقد عرض عليه أخذ فضل عزل رئيس الأركان هرتسي هليفي المتوقع قريباً. وسارع كاتس لإصدار بيان نفي، لكن بشكل ما يثور شك بوجود شيء في رواية بن غفير. حكومة نتنياهو تواصل التمرغ في الأكاذيب حتى في الوقت الذي يتوقع فيه حدوث تحسن جزئي في المعنويات قريباً عند إطلاق سراح المخطوفين الأوائل. ومهم ذكر كل ذلك بدون أن يتحمل المسؤول الرئيسي في الطرف الإسرائيلي ذرة من المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر.

------------------------------------------

هآرتس 19/1/2025

 

وزراء الإبادة الجماعية بروح كهانا: الطقس جميل وإراقة الدماء أجمل

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

الحرب التي قد تنتهي سيذكرها التاريخ بأنها حرب كهانا الأولى. حرب تختلف في جوهرها عن كل حروب إسرائيل السابقة. الحرب الوحيدة التي تشبهها هي حرب 1948، التي تسببت بالنكبة، لكن دوافعها كانت مختلفة. في حينه، كانت الحرب من أجل إقامة الدولة اليهودية. أما هذه المرة فالحرب من أجل إقامة دولة فاشية.

دولة كهانا قامت في إسرائيل. تذلل نتنياهو الإجرامي هو الذي مكن من إقامتها. لم تكن هذه أحزاب اليمين النازية الجديدة، بل إن الليكود في المقام الأول هو من أوصل الكهانية إلى السلطة. التغيير العميق الذي اجتازته إسرائيل عبرت عنه الحرب في غزة بأفضل طريقة. كل شيء فيها استهدف إرضاء اليمين الفاشي، العنصري والتهجيري. وروح الكهانية سيطرت على أهدافها وعلى طريقة إدارتها. لم تكن الأبعاد الوحشية للجيش، بل قبل أي شيء الطريقة التي تحولت فيها الوحشية إلى قيمة في كل المجتمع، وقيمة وذخر ومعجزة. الوحشية كصفة نطمح إليها ونتفاخر بها ونلوح بها.

دولة كهانا قامت في إسرائيل. تذلل نتنياهو الإجرامي هو الذي مكن من إقامتها

وفي الحروب السابقة، قامت إسرائيل بأفعال فظيعة. أحياناً حاولت النفي والإخفاء والكذب، وأحياناً اعترفت وخجلت. لكن الحال ليست هكذا في هذه المرة. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي يعرض بتفاخر أبعاد الدمار والقتل، ويلوح بها كإنجازات لإرضاء اليمين الكهاني الذي أصبح التيار المركزي. أصبحت إسرائيل دولة تطمح إلى قتل العرب وتدميرهم لا لشيء إلا من أجل قتلهم وتدميرهم. لم تكن هكذا يوماً، ولم تتفاخر بذلك. هذا تغيير كبير سنجد صعوبة في التحرر منه، ويبشر بمستقبل سيئ.

عندما ظهر مئير كهانا، جلب معه حزباً نازياً جديداً “أزرق – أبيض، الذي اعتبر العرب كلاب، في أفضل الحالات. إسرائيل اصيبت بالاشمئزاز منه. رياح من أطلقوا النار ويتباكون لمباي ما زالت تهب هنا، إلى جانب طابع الدولة لليكود. مناحيم بيغن، ونتنياهو الأول، حافظا عليها. الانهيار بدأ مع نتنياهو الثاني ووصل إلى الذروة في حكومته الحالية. من بين كل جرائمه هذه هي الجريمة الأكبر التي لا يمكن العفو عنها. في المرحلة الأولى الفاشية تمت شرعنتها وتبييضها.

اخترقت السياسة ووسائل الإعلام أصوات لم تعد مشروعة. وبسرعة، أصبحت مشروعة، بل وصوت الجمهور الإسرائيلي والحكومة والجيش. في الاستوديوهات قالوا إنه “لا يوجد أبرياء في غزة”، وتحدثوا عن الحق “المفرح” والواجب لقتل الجميع، بالشكل السهل الذي يتحدثون فيه عن حالة الطقس. مراسلون كبار فتحوا دهاليز القلب عندما عرفوا أن هذا ليس مسموحاً فقط، بل مفيد لهم، بدءاً بعميت سيغل ومروراً بتسفي يحزقيلي وانتهاء بألموغ بوكر. ولدوا فاشيين. هذا الخطاب لم يكن موجوداً، وهو خطاب غير مشروع في أي دولة ديمقراطية. في المقابل، أصوات من يعارضون الحرب تم إسكاتها، بل تم حظر الرحمة والإنسانية. ثم تم استكمال السيطرة على الخطاب.

في أشهر الحرب الطويلة، أصبحت الكهانية الصوت السائد في إسرائيل والجيش. لا فرق بين القادة الذين نبتوا في الأصص المتعفنة في المستوطنات وأصدقائهم أبناء أرض إسرائيل “الجميلة”: جميعهم نفذوا كل شيء بروحية كهانا، بدون استثناء وبدون رفض. إرضاء سموتريتش وبن غفير أصبح الهدف. فقط أعطوهم حصة الدم اللانهائية المتعطشين إليها. تأجلت الصفقة لأشهر، ودمرت غزة بالكامل، وتم طرد أجزاء من الناس وقتل عشرات الآلاف، كل ذلك إرضاء لروح كهانا وممثليه على الأرض في هذه الحكومة.

للمفارقة، حكومة كهانا الأولى تنتهي الآن عند انسحاب “قوة يهودية”، الذي وعد رئيسه في السابق بالعودة حين يتم استئناف الإبادة الجماعية. ولكن الانقلاب استكمل، ولم تعد حاجة لبن غفير وأمثاله. نتنياهو والليكود أصبحوا كهانيين بما فيه الكفاية لمواصلة السير على ضوء كهانا، بل لا حاجة إلى كتابات مثل “كان كهانا على حق” على الجدران.

------------------------------------------

 

صمتت المدافع.. والصور من غزة تنبئ ببقاء المقاومة وحاضنتها الشعبية

 

 

موكب لعناصر من حماس بعد وقف إطلاق النار

 

 

نحن لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها، وتسيطر على غزة مرة أخرى"، و"الاستسلام لمطالب حماس سيكون بمثابة هزيمة نكراء لدولة إسرائيل" هذا التصريح أطلقه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الخامس من أيار (مايو) 2024، وبعد 7 أشهر تقريبا على بدء حرب الإبادة للاحتلال ضد قطاع غزة.

هذا التصريح جاء للتأكيد على الهدف الرئيسي لحرب نتنياهو وهو تدمير حركة حماس ومنعها من السيطرة على غزة. ولكن مرور أكثر من 250 يوما على تصريحه و470 يوما على انطلاق العدوان، أظهر أن تعهداته تحولت إلى سراب.

أول زيارة خارجية لأحمد الشرع.. تقارير تحدد الوجهة

إدارة العمليات العسكرية تعيد لـ"فراس رفعت الأسد" منزله في اللاذقية

ففي الساعات الأولى لسريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أمس قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "رجال شرطة حماس ينفذون إعادة انتشار في جميع أنحاء القطاع، وإن حماس التي لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها أو قبضتها على أي جزء من القطاع، وتستغل هذه الساعات لتعزيز وإحكام قبضتها وحكمها".

وثمة مفارقة ضخمة إذن بين طموحات نتنياهو وتعهداته، والواقع الذي تظهره الصور والمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام من قطاع غزة أمس، تؤكد أن الأهداف الرئيسة للحملة العسكرية للاحتلال على القطاع الفلسطيني قد تبددت تماما، على الرغم من حالة الدمار الهائلة وأعداد الشهداء التي بلغت قرابة 47 ألفا، وفق ما أكدته وزارة الصحة في غزة أمس، فضلا عن أضعافهم من المصابين والمشردين.

وأظهرت التجربة أن غزة حالة فريدة بمركز الثقل فالمقاومة اعتمدت بشكل رئيسي على الحاضنة الشعبية التي منحتها عمقا اجتماعيا لا يقدر بثمن، وشكلت الخزان البشري دائم الإمداد لها.

ومع إدراكه لهذه الحقيقة، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف تلك الحاضنة الشعبية، عسكريا ومعنويا، بهدف رفع تكلفة دعمها للمقاومة، وممارسة الضغوط على قياداتها ونزع الغطاء الشعبي عنها. وتعاملت قوات الاحتلال مع البنية التحتية للقطاع باعتبارها أهدافا عسكرية، كما اعتبرت توسيع عمليات القتل في صفوف المدنيين وإيلام المجتمع الغزاوي إلى أقصى درجة ممكنة هدفا عسكريا في حد ذاته، إذ بات الاحتلال يرى قطاع غزة بأكمله حركة مقاومة شعبية.

ومع ذلك أظهرت الأجواء الاحتفالية التي نقلتها وسائل الإعلام في مناطق مختلفة من غزة بما فيها مناطق الجهد العسكري الكثيف للاحتلال، مثل شمال القطاع، أن حالة غزة استثنائية وفريدة، وأن ثقافة المقاومة متجذرة في هذا القطاع على نحو بالغ.

وكما يبدو أن ثمة وعيا إستراتيجيا جماعيا لدى الناس في غزة بضرورة الاحتفاظ بصورة النصر في اللحظات الأخيرة وتصديرها للعدو وللعالم.

وكانت الأسابيع الأولى للحرب قد كشفت النقاب عن مخطط الكيان المحتل لدفع سكان غزة لمغادرة القطاع، بيد أن ما أظهره القطاع وسكانه، بعد أشهر الحرب الطويلة، كان عكس ذلك تماما، حيث بدا سكان القطاع متمسكين بالبقاء فيه.

وفي شمال غزة تحديدا، كان اشتراط عدم عودة النازحين إليه وتحديدا إلى مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والشجاعية إحدى أكبر العقبات التي عرقلت اتفاق وقف إطلاق النار لشهور طويلة. والمشاهد أظهرت أمس أن تكتلات بشرية ضخمة ما زالت لم تغادر أماكن سكنها هناك.

إلى جانب ذلك، كان أهم أهداف نتنياهو المعلنة هو تفكيك كتائب القسام، ومع ذلك أظهرت الساعة الأولى أيضا من صباح أمس مجندين عسكريين في كتائب القسام يقومون بما يشبه "العرض العسكري" جنوب القطاع في رفح، حتى قبل أن يبدأ رسميا تنفيذ وقف إطلاق النار من جانب جيش الاحتلال.

وعلى الرغم من مزاعم الاحتلال أنها استطاعت قتل ألفين من "عناصر" حماس في رفح وهدم 15 كيلومترا من شبكة الأنفاق، إلا أن هذا الظهور السريع والمنظم لكتائب القسام رجح أن تصريحات الاحتلال كانت موجهة للداخل لتبرير فشل مخطط التهجير واقتحام مناطق رفح بشكل واسع.

وفي كانون الأول (ديسمبر) 2023 هاجم نتنياهو مقترحا فلسطينيا يتضمن أن تكون حركة حماس شريكة في حكم غزة بعد الحرب، قائلا "لن تكون هناك حماس في اليوم التالي للحرب، سوف نقضي عليها".

وطوال أشهر الحرب حاولت حكومة الاحتلال تجريب عدة صيغ أحادية لإدارة قطاع غزة، من بينها الإدارة العسكرية المباشرة، لكن جيش الاحتلال فشل في إدارة عملية توزيع المساعدات في القطاع التي كانت بمثابة التجربة الأولى لهذه الصيغة. كما فشل في تخليق سلطة تكنوقراط جديدة عبر مجموعة من رموز العائلات والعشائر في غزة، ولم تنجح محاولاته المتكررة للاتصال مع شخصيات مرشحة للقيام بهذا الدور.

وأخيرا، وصلت الحرب إلى ما يفترض أن تكون في مرحلتها النهائية، ولم تتغير طبيعة السلطة في قطاع غزة، بل بدا أن منظومة القيادة والسيطرة لكتائب القسام ما زالت تعمل بكفاءة كاملة، وبدأت أمس السلطات المدنية الأمنية بإعادة انتشارها والظهور مجددا في القطاع، على الرغم أنه منذ بدء الحرب نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اغتيال استهدفت 723 من عناصر أجهزة الشرطة ولجان تأمين المساعدات.

كل هذا دفع معلق الشؤون العربية في قناة i24 الإخبارية العبرية للتساؤل عن جدوى الإبادة: "ماذا فعلنا هنا خلال عام وخمسة أشهر؟ دمّرنا العديد من المنازل، وقُتل خيرة أبنائنا، وفي النهاية النتيجة هي نفس الصيغة، حماس تحكم، المساعدات تدخل، ونخبة القسام تعود."

------------------------------------------

 

لماذا اختارت حماس "ساحة السرايا" لتسليم الأسيرات الثلاث؟

 

جانب من تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث بساحة السرايا وسط مدينة غزة

اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساحة السرايا في قلب مدينة غزة لإتمام عملية تبادل الأسرى يحمل دلالات إستراتيجية وسياسية عميقة، وذلك في أول أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

حيث انتشرت عناصر القسام، وخاصة من وحدة النخبة، في استعراض للقوة يحمل رسائل تحدٍ واضحة.

قال الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال إن اختيار ساحة السرايا -التي تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، وتربط شارعي الجلاء وعمر المختار الرئيسيين- لم يكن عشوائيا، حيث تحولت "هذه المنطقة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مسرح لعملية تحمل رسائل تحدٍ واضحة".

وأفاد بأن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية بتدمير قدرات حماس والمقاومة الفلسطينية، كذلك يدل على فشل مخططات الاحتلال التي كانت تهدف لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، بالتالي تؤكد القسام اليوم أنها تسيطر على المنطقة التي دكها الاحتلال طويلا، وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجر الكثير من أهاليها.

وسلط المسحال الضوء على الظهور اللافت والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم، وبأعداد غفيرة لتنظيم عملية التسليم، وهذا يعكس فشل مزاعم الاحتلال بقدرته على سحق "حماس" وإضعاف قدرتها خلال 15 شهرا من حرب الإبادة التي شنها على القطاع.

أما الفشل الذريع للاحتلال، فقد تجلى أثناء عملية التسليم، حيث احتشد الآلاف من سكان غزة، بمختلف الأعمار، وبينهم عائلات شهداء وجرحى لحضور عميلة التسليم، وسط هتافات تحيي المقاومة، وتؤكد مواصلة مساندة أهالي قطاع غزة لها، رغم القتل والدمار الكبير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، سعيا منها لحرمان المقاومة من الحاضنة الشعبية الكبيرة في القطاع.

وأشار المسحال إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالعملية، حيث تتولى وحدة "الظل" التابعة لكتائب القسام، وهي وحدة نخبوية متخصصة، مسؤولية تأمين الأسيرات وعملية التسليم، وأضاف أن حماس اشترطت خلو سماء غزة من الطيران الإسرائيلي قبل بدء عملية التسليم.

وتمت عملية تسليم الأسيرات عبر الصليب الأحمر الدولي، الذي سيتولى نقل الأسيرات الإسرائيليات إلى الجانب الإسرائيلي مباشرة.

-------------------------------------------

 

أول ظهور لأبو عبيدة منذ الذكرى السنوية لطوفان الأقصى - فيديو

 

 

ظهر الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مساء اليوم الأحد في كلمة مصورة، الذي يعد أول ظهور له منذ يوم الذكرى السنوية لطوفان الأقصى 7 أكتوبر 2024.

وقال أبو عبيدة:

- 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك.

- التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى.

- شعبنا قدم من أجل حريته ومقدساته تضحيات غير مسبوقة على مدى 471 يوما.

- معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان.

- معركة طوفان الأقصى أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته.

- معركة طوفان الأقصى أوصلت رسالة للعالم أن هذا الاحتلال كذبة كبيرة وستكون له آثار كبيرة على المنطقة.

- قاتلنا مع كافة فصائل المقاومة صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة ووجهنا ضربات قاتلة للعدو.

- مجاهدونا قاتلوا ببسالة شديدة وشجاعة كبيرة حتى آخر ساعات المعركة ونحن نقاتل في ظروف تبدو مستحيلة.

- كنا أمام مواجهة غير متكافئة لا من حيث القدرات القتالية ولا من حيث أخلاقيات القتال.

- بينما نوجه ضرباتنا إلى قوات العدو إلا أنه ارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة ضد شعبنا.

- مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادتها لقوافل الشهداء وعلى رأسهم هنية والعاروري والسنوار.

- كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة ستواجه بطوفان الوعي ومقاومة الشعوب الحرة.

- هذا العدو المجرم هو أس البلاء في هذه المنطقة وكل الجهود والخطط يجب أن تنصب على كيفية تحجيمه.

- تتعاظم اليوم المسؤولية على أهلنا في الضفة وتحية خاصة لجنين شقيقة الروح لغزة في البطولة والصمود.

- التوصل لاتفاق لوقف العدوان الصهيوني على شعبنا كان هدفا لنا منذ شهور طويلة بل ومنذ بدء العدوان.

- نعلن وفصائل المقاومة التزامنا التام باتفاق وقف إطلاق النار مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهون بالتزام العدو.

- ندعو كافة الوسطاء إلى إلزام العدو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

- نخص بالشكر إخواننا في أنصار الله ورفقاء السلاح في حزب الله الذين قدموا أثمانا باهظة في معركتنا.

- نقدم كل التحية إلى المقاومة الإسلامية في العراق وإخواننا في الأردن الذين اخترقوا الحدود مع المحتل.

- نتلقى الملايين من رسائل الدعم من كل أنحاء أمتنا العربية والإسلامية ونعلم أننا منكم وأنتم منا.

- نشعر بالآلام الكبيرة التي يعانيها أبناء شعبنا وهي ثمن لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات.

-------------------------------------------

 

هآرتس 19/1/2025

 

 

السعودية "الأولوية القصوى" لترامب بعد وقف الحرب في غزة

 

 

بقلم: حاييم ليفنسون

 

يجب عدم تصديق الأكاذيب التي ينشرها ديوان نتنياهو: صفقة التبادل هي وقف الحرب. انتهت حرب «السيوف الحديدية»، أو حرب «التكوين، أو «حرب النهضة». وإن الترتيبات النهائية لوقف الحرب لا تزال قيد البحث، لكن الاتجاه العام واضح؛ وقف إطلاق النار، الآن، والسعودية لاحقاً.

ومن أجل ترويج الصفقة داخل الرأي العام الداعم لنتنياهو، يقول هو والناطقون باسمه إن وقف إطلاق النار قصير وليّن، وبعدها، إذا لزم الأمر يمكن أن تتجدد الحرب بكل قوة، وهذه المرة لن تكون مع بايدن الجبان، إنما مع ترامب الذي سيصادق على منع دخول الطعام إلى غزة، وغيرها من الأمور.

وقال المتحدث باسم نتنياهو، يعاكوف بردوغو، خلال برنامجه مساء أمس في إذاعة «غالي يسرائيل» إن «لدى ترامب خطة تحافظ على المصالح الأمنية لدولة إسرائيل، وتدفع إلى تحقيق كل أهداف الحرب. وبحسب المخطط الجديد، فستبقى إسرائيل في محور فيلاديلفيا، وسنحصل أيضاً على دعم بشأن إيران وسورية، وطبعاً نعيد المخطوفين».

وخلال لقاء جمع بين نتنياهو وسموتريتش وزير المالية، أكد نتنياهو مرة أُخرى أنه سيكون من الممكن تجديد القتال في كل وقت. صحيح أن سموتريتش سيصوت ضد الصفقة، لكنه سيكتفي بهذا الوعد من أجل البقاء في الائتلاف وترك بن غفير وحيداً.

ما قاله المتحدث باسم رئيس الحكومة بردوغو بشأن وجود خطة لدى ترامب صحيح، لكن الخطة التي لديه هي ترتيبات إقليمية تكون السعودية على رأسها. وقد طرح نتنياهو خيارين: إمّا القبول طوعياً وبسعادة، وإمّا القبول بالمخطط بحزن وأسى. والخياران يقودان إلى النقطة نفسها، وهناك كثير من القوى الدولية التي تدخلت في الصفقة المعلَنة: تركيا وقطر ومصر والسعودية والإمارات وطبعاً الولايات المتحدة، ولم يتدخلوا جميعاً في هذه المفاوضات كي يتجدد القتال بعد شهر، مع 30 مخطوفاً على الأقل. الجميع هنا من أجل الصفقة الكبيرة.

أنصح اليمين بالاستماع جيداً إلى الأقوال التي قالها مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، مايك وولتس، في «بودكاست دان سينور»، عندما سُئل عن السعودية، فردّ بأنها «ذات أولوية قصوى»، وبحسبه، فإنها «المرحلة المقبلة في الاتفاقيات الأبراهيمية.

وهذا ليس اتفاق تطبيع فقط، بل أيضاً تغيير إقليمي كبير وتاريخي بين السعودية وإسرائيل، وهذا هو السبب الذي دفع إيران إلى إرسال ’حماس' من أجل تخريب كل شيء.

هدفنا هو تفكيك التنظيمات ’الإرهابية'، ثم الحديث عن حلول دبلوماسية. في نهاية ولاية ترامب، أريد أن أتحدث عن بنى تحتية ومياه ومراكز معلومات».

وفي لحظة تريح القلب، الثلاثاء الماضي، خلال برنامج «الباتريوتيم» في قناة البروبوغندا الداعمة لنتنياهو، انتبه يانون مغال إلى أن الجمهور لا يتفاعل مع شروحاته بشأن الفائدة من الصفقة. وبصورة مفاجئة، غيّر الاتجاه وقال: «أنا أيضاً أسمع عن بناء مستوطنات في شمال غزة».

أعتذر بشأن تخييب أملكم، لكن مَن يعتقد أن «الأولوية القصوى» لإدارة ترامب يمكن أن تتأجل من أجل 3 مستوطنات جديدة هو معزول عن الواقع.

بعد صفقة التبادل، من المتوقع أن تكون هناك ضغوط عربية إسلامية رهيبة على «حماس» من أجل منْح سكان غزة وقف إطلاق نار دائماً يحتاجون إليه من أجل ترميم القطاع وإعادة بناء منازلهم.

والطموح يكمن في أن تتنازل «حماس» عن السلطة في قطاع غزة باسم الوحدة الوطنية، وهو ما يسمح لها بادعاء أنها منحت «حكومة وحدة» مفاتيح إدارة القطاع.

ومن المتوقع أن تتكون هذه الحكومة من دمى مقبولة عند الغرب، كنوع من أنواع الاتفاق مع السلطة الفلسطينية وكثير من التأثير للمال السعودي والقطري والإماراتي. إن حل الوضع في غزة سيفتح الطريق للسلام مع السعودية.

فشل بايدن في السلام مع السعودية، وسيسعد ترامب بالرقص على فشله في الرياض. تخيلوا عدد الأميركيين الذين يستطيعون الاستفادة من الصفقات مع المملكة، وأن يعملوا في الاستشارات للمشاريع العظيمة والبنى التحتية هناك، ويحصلوا على كثير من الأموال كمحامين ومقربين في صفقات السلاح. تخيلوا أي أسهم يجب شراؤها اليوم تحضيراً لصفقات سلاح قيمتها مليار دولار غداً.

في نظر الرئيس الجديد، فإن السعودية هي بنك يريد منحه مفاتيح الخزنة بما يسمح له بأخذ ما يريد.

-----------------انتهت النشرة-----------------

أضف تعليق