الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطي الثلاثاء 14/1/2025 العدد 1208
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
يديعوت 14/1/2025
عن شمال غزة، «اليوم التالي»، و«جهنم» ترامب
بقلم: رون بن يشاي
المقاتلون الأربعة، الذين سقطوا، أول من أمس، في بيت حانون، ضحّوا بحياتهم من أجل المخطوفين. المعارك التي يخوضها الجيش، الآن، في القطاع، هي قبل أيّ شيء، من أجل الضغط على "حماس" لكي تبدي مرونة إزاء عقد صفقة تبادُل المخطوفين، والوصول إلى وضع يتوقف فيه القتال، ولا يبقى لدى "حماس" مخطوفون أحياء، أو أموات.
وفي الواقع، عندما بدأ الجيش بسلسلة توغلاته في شمال قطاع غزة، بدايةً في جباليا، ثم في بيت لاهيا وبيت حانون، كان لديه هدفان حددهما المستوى السياسي: الأول، منع إعادة تمركُز "حماس" كقوة تخوض حرب عصابات في شمال القطاع، على مسافة كيلومترين تقريباً من سديروت ومستوطنات الغلاف؛ والهدف الثاني، كان الضغط على "حماس" من خلال الضربات المتتالية لعناصرها وناشطيها، وتدمير منظومتها التحت أرضية في شمال القطاع، والضغط عسكرياً من أجل إطلاق المخطوفين.
وبعكس الآراء المختلفة السائدة وسط الجمهور يسود طاقم كبار المسؤولين، الذين يعالجون مسألة المخطوفين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تقدير مفاده أن الضغط العسكري هو، فعلاً، الأداة الوحيدة التي ستدفع ورَثة السنوار، شقيقه محمد، قائد "حماس" في جنوب القطاع، وعز الدين حداد، قائد شمال القطاع، إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار، لأن "حماس" تتخوف من أن يكون القتال في شمال القطاع، والذي يخوضه الجيش بحزم وصرامة، محاولة لفصل شمال القطاع عن سائر أجزاء قطاع غزة، وضمّه إلى إسرائيل.
ويدّعون في "حماس" أن التدمير الهائل الذي يُلحقه القتال بالمباني التي لا تزال قائمة في شمال مدينة غزة يعكس في الواقع جهداً إسرائيلياً لمنع السكان من العودة إلى منازلهم. وبحسب معرفتي فإن هذا ليس ما تنويه إسرائيل، لكن خوف مفاوضي "حماس" من خسارة شمال القطاع هو خوف حقيقي، وهو الدافع الأساسي الذي يدفعهم إلى التوصل إلى اتفاقات بشأن إطلاق المخطوفين.
خلافات حول "اليوم التالي"
تنوي إسرائيل الإبقاء على هذا التهديد إلى أن توافق "حماس" على الصفقة، التي سيتوقف القتال في نهايتها، وسيعود كل المخطوفين إلى إسرائيل. تريد "حماس" الحصول على صورة انتصار، وتأمل بأن تحققها من خلال إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وصورة النصر هذه يحتاج إليها التنظيم الإسلامي من أجل تعبئة التأييد الدولي لترميم قوته في غزة في "اليوم التالي". لا تسعى "حماس" للبقاء في غزة فحسب، بل تريد ترميم قوتها من جديد، ولهذه الغاية هي بحاجة إلى أمرين: وقف القتال، وتحرير "مخربين" فلسطينيين، مع تغطية إعلامية من السجون الإسرائيلية.
يُدرك صنّاع القرار في القدس ورؤساء المنظومة الأمنية أن لا مفرّ من التعهد بوقف القتال، مع علمهم الواضح بأنه إذا جرى ذلك في الظروف الحالية، فمعناه أن إسرائيل ستحقق إطلاق المخطوفين، و"حماس" لا تُعد جيشاً "إرهابياً"، لكنها لن تحقق الهدف الثالث للحرب، أي القضاء على سلطة "حماس". لذلك، إذا جرى التوصل إلى صفقة في الأيام المقبلة، فإن التركيز سينتقل فوراً إلى ترتيبات "اليوم التالي".
وفي الواقع، تناقش الأطراف المشارِكة في المفاوضات في الدوحة هذه المسألة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين. ومن وراء الكواليس، يجري تداوُل مخطط توافق عليه مصر وقطر والأميركيون والإمارات. يحتوي هذا المخطط على خطوط عامة بشأن حُكم مدني في غزة قادر على فرض القانون، ويكون خاضعاً لحكومة فلسطينية مؤقتة، نوع من لجنة، يكون أعضاؤها من التكنوقراط المدنيين من سكان القطاع، ومن دون انتماء سياسي واضح.
يوجد عدد غير قليل من هؤلاء في قطاع غزة، قسم منهم من عناصر السلطة الفلسطينية السابقين، وجزء آخر من الذين خدموا مع "حماس"، لكن في وظائف مدنية، ومن دون أن يكون لهم دور سياسي في صفوف الحركة. تعمل هذه الحكومة المؤقتة تحت إشراف لجنة عليا للرقابة، يشارك فيها أميركيون وإماراتيون، وربما الأردن ومصر والسعودية. وتقوم هذه اللجنة بالمراقبة والإشراف على الحكومة المؤقتة، كما تقدم المليارات المطلوبة من أجل إعادة إعمار القطاع. هناك توزيع عمل حقيقي في اللجنة، فمصر هي التي تقود، حالياً، المساعي المتعلقة بتأليف الحكومة الفلسطينية المؤقتة في القطاع، بينما يعمل كلٌّ من الإمارات والولايات المتحدة على تشكيل اللجنة العليا للرقابة والإشراف.
يسمّي المصريون هذه الحكومة "لجنة دعم غزة"، وأعلنت "حماس"، بوساطة ممثليها في القاهرة، أنها لا تريد إدارة القطاع، وتوافق على أن تستمد الحكومة المؤقتة صلاحياتها من السلطة الفلسطينية، برئاسة أبو مازن، لكن لن يديرها رجال أبو مازن، بل الغزّيون فقط، وربما محمد دحلان. لقد أعلنت إسرائيل، رسمياً، عدم موافقتها على أن تكون قطر عضواً في اللجنة العليا، كما أوضح نتنياهو، أكثر من مرة، أنه يرفض أن تكون السلطة الفلسطينية هي الجهة التي تستمد منها الحكومة المؤقتة في غزة صلاحياتها.
في المقابل، لا تصرّ مصر والإمارات والأردن والسعودية على إشراك قطر في المؤسسات التي ستنشأ بعد الحرب في القطاع، لكن تطالب هذه الدول بأن تكون السلطة الفلسطينية الكيان الموجّه، والبدء بعملية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
"جهنم" ترامب
تؤثر النقاشات المتعلقة بهذا المخطط في المفاوضات بشأن تحرير المخطوفين، وكذلك إعلان الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أنه يريد اتفاقاً لوقف النار وإعادة المخطوفين قبل حفل تنصيبه رئيساً، بعد أيام فقط.
هدد ترامب "بجهنم" إذا لم يُستجب لطلبه. هناك مَن يسخر من هذا التهديد، لكن ترامب قادر على إلحاق الأذى بـ"حماس" من خلال الاتفاق مع إسرائيل على تقليص المساعدات الإنسانية لغزة... كذلك في استطاعة ترامب وقف تدفّق المال والتمويل الضخم من أجل إعادة إعمار القطاع، وهذا أيضاً بمثابة سيف مسلط فوق رأس "حماس".
لكن ترامب غير قادر على إحداث تغيير جذري في الجانب الإسرائيلي، وسيطلب من نتنياهو أن يفعل شيئاً رفض حتى الآن أن يقوم به، وهو يعارضه، انطلاقاً من ذرائع سياسية وأيديولوجية. بإمكان ترامب أن يطلب من نتنياهو، وربما طلب منه، الموافقة على أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في "اليوم التالي" في قطاع غزة عموماً، وأن يشغّل عناصر السلطة معبر رفح من الجانب الغزّي عندما يُعاد فتحه. وهناك مؤشرات واضحة تدل على أن موفد الرئيس الأميركي المنتخب تحدّث مع نتنياهو بشأن هذه المسائل.
والخلاصة هي أن صفقة تبادُل المخطوفين ومسألة "اليوم التالي" في القطاع مرتبطتان ببعضهما. ويجب أن يكون هناك اتفاق مبدئي على هذين الموضوعين من أجل الخروج من المراوحة في غزة. يفكرون في الجيش، وفي المؤسسة، وبتوجيهات من وزير الدفاع، في عملية للسيطرة على كل أراضي القطاع، إذا انتهت المفاوضات بشأن المخطوفين من دون التوصل إلى النتيجة المقبولة من وجهة النظر الإسرائيلية. حتى الآن، امتنع الجيش من القيام بمثل هذه العملية، خوفاً على حياة المخطوفين، لكن إذا اتضح أنه لا يمكن تحريرهم عبر صفقة فإن سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة ستكون هي الخطوة المقبلة.
-------------------------------------------
هآرتس 14/1/2025
ترامب شريك قيد الانتظار
بقلم: تسفي برئيل
منذ 15 شهر تجري مفاوضات مع حماس، وعلينا أن نأمل أنه في الايام القريبة القادمة ستصل الى نهايتها. “الدلائل المشيرة” تثير بشكل طبيعي مشاعر متفائلة، مغلفة بظل ثقيل وطعم مر، التي بقيت بعد كل “تطور جديد”، و”شرط آخر” أو “انعطافة اللحظة الاخيرة”، التي ظهرت في جولات سابقة. لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن اسرائيل تجري المفاوضات ليس امام قطر أو مصر، وليس ايضا مع الولايات المتحدة: هذه مفاوضات مع منظمة ارهابية قاتلة، وهكذا فانه لا يوجد أي جديد.
بعد كل عملية في غزة وجدت اسرائيل نفسها أمام منظمة، لا يوجد بينهما اعتراف متبادل، ورغم ذلك وافق الطرفان على أخذ تعهدات متبادلة على مسؤوليتها لوقف اطلاق النار واعادة اعمار القطاع أو نقل الاموال لدفع رواتب الموظفين، وفعليا محاربين، الذين شغلتهم حماس. هذه الحوارات التي توسطت فيها دول وجهات اجنبية، رسخت شبكة العلاقات بين الدولة وبين هذه المنظمة وكأنهما جهتين متساويتين في المكانة والقوة.
ايضا الآن التعامل مع حماس، رغم تحطم البنى العسكرية والمدنية لها، والتي لم تنهر تماما بعد، ومجرد وجود مفاوضات التي فيها الطرف الضعيف عسكريا ما زال يمكنه املاء الشروط وطرح طلبات وتقديم تنازلات ومحاولة املاء نتائج، كل ذلك يخلق وضع متناقض الذي فيه الطرف القوي يضطر الى التعامل مع الخصم وكأنه مساو له في المكانة. يبدو أن المفاوضات هي حول بند واحد وهو اعادة المخطوفين، ولكن في نهاية المطاف هذه المفاوضات يمكن أن تؤثر على الوضع السياسي والمحلي والاقليمي.
اسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي وجدت نفسها خاضعة لضغوط تجبرها على تجاوز، وحتى الغاء، النماذج التي وجهت نشاطاتها مع التنظيمات الارهابية. المقولة “الخالدة” التي بحسبها لا نجري مفاوضات مع الارهابيين، والاستراتيجية التي اعتقدت أن القوة الزائدة والدمار الزائد هي التي ستخضع المنظمة، والحكم الذي يقول بأنها لن تتمكن من املاء نتائج الحرب، كلها انهارت. ايضا الولايات المتحدة، التي الرئيس المنتخب لها دونالد ترامب، يهدد بفتح باب جهنم اذا لم يتم التوصل الى صفقة حتى موعد دخوله الى البيت الابيض، لم تتخيل أنه في نهاية الحرب الدموية في افغانستان ستضطر ليس فقط الى الجلوس مع طالبان على الطاولة، التي تعتبر منظمة ارهابية، بل ايضا التوقيع معها على اتفاق والاعتراف بحكمها في افغانستان.
الاتفاق الذي وقع في شباط 2020 في الدوحة في عهد ترامب، ينص ضمن امور اخرى، على أنه مقابل وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الامريكية فان افغانستان لن تشكل بعد الآن قاعدة للتنظيمات الارهابية التي تريد العمل ضد الاهداف الامريكية أو ضد الجنود الامريكيين، وقد تم ذكر جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من افغانستان، وطالب باجراء مفاوضات بين طالبان وحكومة افغانستان حول اتفاق سياسي. الاتفاق تم خرقه بعد فترة قصيرة من التوقيع عليه، لكنه سمح لترامب بانسحاب اكثر من 5 آلاف جندي. هذه السابقة ابقت لوريثه جو بايدن مهمة اجراء مفاوضات اخرى مع طالبان، التي انتهت في آب 2021 بالانسحاب الكامل للقوات الامريكية في عملية بائسة ومخجلة. طالبان بقيت هي الحاكمة في الدولة.
في ساحة اخرى، اليمن، ترامب كان شريكا ناجعا ايضا في المفاوضات التي اجرتها السعودية مع الحوثيين في 2019، بعد أن تعرضت لهجوم شديد على منشآت النفط فيها، رغم أنه أيد الحرب في اليمن ووفر للسعودية مساعدات عسكرية كبيرة، إلا أن ترامب اضطر الى الضغط على السعودية لاجراء مفاوضات مع الحوثيين من اجل أن يستطيع تمرير صفقة سلاح اخرى في الكونغرس، الذي طلب وقف التعاون العسكري مع السعودية في كل ما يتعلق بالحرب في اليمن. قبل سنتين تقريبا استأنفت السعودية المفاوضات مع الحوثيين ووافقت على وقف اطلاق النار، وحتى على دفع رواتب موظفي الدولة في اليمن الذين يعملون في مناطق سيطرة الحوثيين، هكذا هي تساعد في تمويل نظام الحوثيين.
في افغانستان مثلما في اليمن، تحولت منظمات ارهابية الى قوة دولة وحكام فعليين. رغم أن الحوثيين يعتبرون منظمة ارهابية – الصفة التي “اعطيت” لهم في فترة ترامب، فقد رفعت في بداية ولاية بايدن وتم استئنافها في السنة الماضية في اعقاب هجماتهم على مسار الملاحة في البحر الاحمر، وعلى اسرائيل وعلى اهداف امريكية – إلا أن السعودية تستمر في التمسك بوقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه قبل سنتين تقريبا. هي تعمل على الدفع قدما باتفاق سياسي مع اليمن، وليست عضوة في التحالف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة في البحر الاحمر.
تركيا هي مثال آخر على الدولة التي تحارب منذ منتصف الثمانينيات ضد منظمة “حزب العمال الكردي” (بي.كي.كي)، الذي يعتبر، ليس فقط في تركيا، منظمة ارهابية. اكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب التي تعتبر في تركيا حرب وجودية. تركيا التي احتلت مناطق في سوريا من اجل أن تشكل “حزام أمان” وتطمح الى توسيع مناطق سيطرتها في سوريا لتدمير المؤسسة العسكرية والمدنية للاكراد، تطلب من اكراد سوريا، الذين تعتبرهم “شركاء في ارهاب الـ بي.كي.كي، نزع سلاحهم أو أن يدفنوا معه، كما هدد منذ فترة قصيرة الرئيس رجب طيب اردوغان. وفي نفس الوقت فانه قبل اسبوعين بدأت تفحص امكانية التصالح، بالذات مع الـ بي.كي.كي، وحتى أنها سمحت لممثلي الحزب المؤيد للاكراد (دي.إي.ام) بالالتقاء مع رئيس الـ بي.كي.كي، عبد الله اوجلان، الذي يقضي حكم بالسجن المؤبد. قناة المصالحة مع بي.كي.كي تقترح وقف النار وحقوق ثقافية وسياسية، مقابل الاعلان عن نزع المنظمة لسلاحها وتفكيك اطاره التنظيمي.
هذه الخطوة توجد لها علاقة عميقة مع تطلعات تركيا في سوريا، والادراك بأنه يجب عليها حل النزاع مع الاكراد – الارهابيون الذين يهددون وجودها – اذا كانت تنوي أن تكون شريكة مؤثرة في النظام الجديد في سوريا بقيادة احمد الشرع. ايضا هو، بالمناسبة، ارهابي بشكل “رسمي”، الذي حظي باعادة تأهيل كاملة ونجح في تدمير نظام الاسد. ليس فقط اردوغان سارع الى مصافحته، ايضا الادارة الامريكية سارعت الى المثول في دمشق والغاء الجائزة بمبلغ 10 ملايين دولار التي وضعت مقابل رأس الشرع. الآن تتم مناقشة امكانية رفع العقوبات عن سوريا.
هذه ليست المرة الاولى التي تبادر فيها تركيا الى اجراء مفاوضات مع المنظمة الارهابية الكردية. في 2010 ايضا بدأت في السر في فحص احتمالية بلورة اتفاق مع الانفصاليين الاكراد، وبعد ثلاث سنوات من ذلك بدأت عملية علنية من المصالحة التي استمرت حتى 2015، في اطارها عرض اردوغان، ضمن امور اخرى، وقف اطلاق النار والعفو عن من “ايديه ليست ملطخة بالدماء”. ولكن عمليات كبيرة وقعت خلال ثلاثة اشهر، عندما كانت الانتخابات على الباب، افشلت العملية.
رغم أن هذه الامثلة تعلمنا عن المرونة الكبير لمفهوم “الارهاب” والطريقة التي فيها الدول مستعدة لاستبدال استراتيجية الحرب ضد الارهاب عندما سنحت فرصة لتغيير سياسي مناسب، إلا أن مكانة حماس مختلفة بشكل جوهري عن مكانة طالبان والحوثيين والاكراد. فحماس منظمة لم تعرض في أي يوم المصالحة مع اسرائيل. واسرائيل لم تعتبرها البديل عن قيادة فلسطينية. اسرائيل قامت برعايتها بشكل منهجي كهيئة حكومية موازية من اجل أن تستطيع افشال المكانة الحصرية للسلطة الفلسطينية وم.ت.ف كهيئات تمثيلية للفلسطينيين وكشركاء في اتفاق سياسي دائم. حماس “طلب” منها الحفاظ على فصل مطلق بين الضفة الغربية والقطاع، وفي المقابل، حصلت على امتياز من اسرائيل لادارة القطاع.
في 7 اكتوبر تحطم هذا “الاتفاق” الى شظايا، والتقاء المصالح بين اسرائيل وحماس اصبح صدام تكتوني ودمر كل شيء في طريقه. ولكن الآن، حيث صفقة التبادل آخذة في النضوج وتملي انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من مناطق معينة في قطاع غزة، وتقتضي الانسحاب الكامل عند استكمالها، فان اسرائيل مطلوب منها ايجاد بديل لحماس كي يقوم بادارة القطاع. هذا البديل يوجد في رام الله، الذي تصفه إسرائيل كمنظمة إرهاب. غير ان السلطة الفلسطينية (الإرهابية) هي جسم معترف به دوليا ومن إسرائيل ولا يزال ينسق معها اعماله الأمنية. رئيس السلطة يعارض الكفاح المسلح وبالتسوية معه يتعلق التطبيع مع السعودية الذي يتطلع اليه ترامب.
من يتطلع الى ان تحصل إسرائيل من ترامب على إذن بان تدمر نهائيا السلطة وتضم المناطق، يجدر به أن يتذكر بان هذا هو الرئيس الذي وقع على اتفاق مع طالبان والذي دفع السعودية الى اجراء مفاوضات مع الحوثيين والذي يطالب تركيا ببلورة اتفاق مع الاكراد. وترامب أيضا لم يعلن انه تنازل عن حل الدولتين والذي طرحه بصورة صريحة في “صفقة القرن” الخاصة به.
-------------------------------------------
يديعوت احرونوت 14/1/2025
اتفاق سيء لكن لا مفر
بقلم: يوسي يهوشع
لا حاجة لتجميل الواقع: الاتفاق المتحقق لوقف النار وتحرير المخطوفين والمخطوفات هو سيء لإسرائيل، لكن لا مفر من قبوله. دولة تورطت عميقا في حدث خطير ومركب جدا في 7 أكتوبر مدينة بدين أخلاقي لمواطنيها ومواطناتها الذين سحبوا من أسرتهم او للمجندات والجنود الذين تركهم الجيش الذي تجندوا له لمصيرهم. هذا لا يعفينا من التصدي للمستقبل القاتم الذي ينتظرنا من الجانب الاخر، في ضوء الثقوب الواسعة في المنحى المتحقق.
الحادثة القاسية أمس في بيت حانون وبعامة المعارك المريرة في جباليا يمكنها أن تدل على مشكلة مركزية في الاتفاق ترتبط بالعودة الى القتال. 55 ضابطا وجنديا فقدنا في هذه الجبهة منذ أكتوبر، 15 منهم فقط في الأسبوع الأخير في بيت حانون. كل هذا يقع في منطقة يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي منذ الان ويدعي بانه حقق الحسم ومعظم السكان نزحوا. غير ان المقاتلين والضباط يشهدون بان الحملة لا تجري كما ينبغي: حجم القوات كان أصغر من المطلوب وهي ليست مزودة بما يكفي من الاليات الثقيلة.
في لواء الناحل يعترفون أيضا بان بموضوع لا يجري الحديث فيه بشكل كافٍ: المقاتلون تعبون جدا. هم يقاتلون على نحو متواصل منذ 7 أكتوبر وقل ما يعودون الى بيوتهم. الاثار واضحة. مثلما تدار الحرب فانها لم تجلب ما يكفي من نتائج.
من هنا يثور السؤال: اذا كان الاتفاق يسمح بعودة السكان الى شمال القطاع (ليس فقط مواطنين أبرياء سيستغلون الفرصة) فكيف بالضبط ستضمن إسرائيل القدرة على العودة للقتال اذا ما قررت حماس بانها لن تواصل الاتفاق؟ الاثمان ستكون اعلى باضعاف مما دفعناه حتى الان. بالمناسبة، الانسحاب بالذات من محور فيلادلفيا، الذي كان حتى قبل بضعة اشهر صخرة وجودنا حسب رئيس الوزراء، يبدو أقل خطرا. أما اغراق المنطقة بسكان مدنيين بالمقابل، فسيجعل استئناف القتال كابوسا.
بالمقابل، فان الأخطاء القاسية في بيت حانون تدل على ان الجيش بحاجة عاجلة الى الانتعاش وكذا الى تبديل القادة ممن اعترفوا بمسؤوليتهم عن 7 أكتوبر. قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، أخطأ بشدة في توزيع المسؤولية عن الجبهات. تبين أن فرقة غزة مسؤولة أيضا عن المنطقة العازلة على طول كل خط الحدود، عن رفح في جنوب القطاع وعن المعارك في بيت حانون. هذا حجم غير معقول من مهام من أنواع مختلفة تماما، مما خلق الفجوة الفتاكة في الانتباه وفي الوسائل لدى الفرقة وفي قدرتها على التصدي لحجم المقاومة من حماس. وكيف نعرف بان حتى في الجيش يفهمون الإخفاق؟ بعد بضع ساعات من الحادثة القاسية نقلت المسؤولية عن بيت حانون الى الفرقة 162، التي تقاتل في جباليا المجاورة.
وبالتالي، بعد 15 شهرا منذ بدأت الحرب، الجيش لم ينجح حقا في تقويض الذراع العسكري لحماس، والذي هو مسؤوليته. المستوى السياسي، بالمقابل، لم يعمل على خلق بديل سلطوي في غزة. وهكذا نحصل على اتفاق ندفع فيه ثمنا باهظا يفترض أن ندفعه على صفقة شاملة وليس على صفقة جزئية، بعدها ستختفي رافعات الضغط التي تستهدف ضمان المراحل التالية.
يتبقى الامل في أن الرئيس ترامب على الأقل اعطى وعودا بالمقابل، والاهم – انه يقصد أيضا الإيفاء بها.
-------------------------------------------
هآرتس 14/1/2025
في الاتفاق الذي يلوح في الأفق إسرائيل ستضطر الى التنازل عن التدمير الكامل لحكم حماس
بقلم: عاموس هرئيلِ
المفاوضات حول صفقة التبادل توجد على شفا نهاية إيجابية: إسرائيل تجاوزت العقبة الكأداء بضغط امريكي شديد وهي الآن مستعدة للصفقة، حتى قبل أداء الرئيس دونالد ترامب اليمين كرئيس للولايات المتحدة بعد ستة أيام. كالعادة توجد تحفظات. الأول هو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ما زال يستطيع التراجع عن الاتفاقات، كما حدث في مرات كثيرة خلال فترة المفاوضات. الثاني هو أنه رغم الإشارات الإيجابية إلا أنهم ما زالوا ينتظرون رد حماس النهائي، لا سيما رد رئيسها في القطاع محمد السنوار.
حسب الافتراض المعقول بأن الصفقة سيتم الاتفاق عليها فان العامل الرئيسي، كما كتب هنا قبل شهر تقريبا، هو تأثير ترامب. الرئيس الجديد يمسك بكلتا يديه أدوات كثيرة ثقيلة للتأثير على نتنياهو والوسطاء، مصر وقطر، مقارنة بالرئيس التارك جو بايدن. المثال الأفضل لتأثير ترامب تم اعطاءه في اللقاء الاستثنائي في صباح يوم السبت، الذي استضاف فيه نتنياهو في القدس المبعوث الجديد للرئيس الأمريكي في المنطقة، ستيف فتكوف. المبعوث الامريكي أوضح للمستضيف بلغة لا تقبل التأويل، بأن ترامب يتوقع منه الموافقة على الصفقة. المواضيع التي بث نتنياهو بأنه مستعد للموت من اجلها – هل ما زال أحد يتذكر أساس وجودنا، محور فيلادلفيا؟ – تلاشت بمرة واحدة.
من الجدير عدم الاستخفاف بالتغيرات التكتونية، السياسية والاستراتيجية، التي تحدث هنا. نتنياهو وافق في نهاية أيار من السنة الماضية، بضغط من بايدن، على خطة فيها اخلاء تدريجي كامل للقطاع، ووقف الحرب وتحرير عدد كبير من السجناء الفلسطينيين. بعد ذلك تراجع وقام باستلال ممر فيلادلفيا كذريعة ووضع العقبات امام تقدم الصفقة لاشهر (في صالحه نقول إن حماس افتعلت المشاكل أيضا). في هذه الفترة مات ثمانية مخطوفين، اثنان كما يبدو قتلا في قصف الجيش الإسرائيلي وستة على يد حماس. أيضا 122 جندي إسرائيلي قتلوا في هذه الفترة، اكثر من الثلث في العملية العسكرية في جباليا، بيت لاهيا وبيت حانون، التي بدأت في تشرين الأول الماضي. بالتأكيد توجد أهمية لتوجيه ضربة عسكرية أخرى لحماس، لكن الهزيمة لن تتحقق هنا، والنصر المطلق لا يوجد على الباب. ادعاء نتنياهو، الذي أحيانا حصل على الدعم من القادة الكبار في الجيش الإسرائيلي، الذي يفيد بأن الضغط العسكري فقط سيؤدي الى تحرير المخطوفين ظهر أنه لا أساس له.
الآن رئيس الحكومة يتراجع. ولو أن الامر كان يتعلق بالارواح لكان يمكن مشاهدة تسلية ازمة الثقة التي تمر على اتباعه في قنوات الدعاية، الذين يضطرون الى أن يختاروا الآن اذا كانوا سيتساوقون مع صفحة الرسائل الجديدة الصادرة عن مكتبه (لم نتنازل؛ الاتفاق هو جزء من اتفاق استراتيجي مهم جدا)، أو البقاء مخلصين للخط الذي تحدثوا عنه كثيرا قبل يومين، الذي عرض أي تنازل كخطر فوري على أمن إسرائيل. يتسرب الى القلب التفكير بأنه منذ الفشل الاستخباري الذريع في 7 أكتوبر لم يكن هناك خطأ في التقدير مثل سرور اليمين والمستوطنين في إسرائيل من فوز ترامب في الانتخابات. ليس لأن ترامب لا يحبنا، بل لأنه توجد له مصالح أخرى. صفقة ضخمة مع السعودية، بما في ذلك التطبيع بين إسرائيل والسعودية؛ اتفاق نووي جديد مع ايران؛ جائزة نوبل للسلام – بدأ يظهر الشك بأن كل ذلك مهم بالنسبة له أقل من حلم إعادة المستوطنات الى شمال القطاع أو حلم ضم الضفة الغربية.
نقطة الضعف التي من المهم التوقف عندها تتعلق بتقسيم الاتفاق الى نبضتين. في اليوم الـ 16 للتوقيع على الاتفاق، من خلال تطبيق النبضة الأولى، ستبدأ المفاوضات حول النبضة الثانية. الخوف المفهوم لعائلات المخطوفين هو أن هذه المفاوضات ستفشل، وأيضا ستتم إعادة الى إسرائيل فقط أعضاء المجموعة الأولى، الإنسانية، النساء، كبار السن، المرضى والجرحى، في حين أن الجنود والرجال الشباب سيبقون في يد حماس لفترة طويلة كبوليصة تأمين من اجل حماية رئيسها. يمكن التقدير بأن ترامب يؤمن بأنه سينجح في ادخال نتنياهو في نوع من الشعب المرجانية. بعد تنفيذ المرحلة الأولى ستستخدم ضغوط كبيرة على الحكومة كي يتحرر في الصفقة أيضا كل المخطوفين الآخرين الاحياء وإعادة جثامين الأموات.
إسرائيل ستضطر الى ابتلاع المزيد من الضفادع في الاتفاق المتبلور. ومثلما كان يمكن التشكك، فان الاتفاق لن يضمن تدمير سلطة حماس رغم وعود نتنياهو والوزراء. الحاجة الى انقاذ 50 مخطوف، الاحياء، قبل موتهم في الانفاق يعني التنازل عن الهدف العلني الثاني للحرب – تدمير كامل لنظام حماس. أيضا لا شك أن حماس ستستغل تحرير المخطوفين الإنساني لتعزيز مكانتها في أوساط الفلسطينيين في الضفة وفي القطاع. الانسحاب من ممر نتساريم، وفي المرحلة الأولى بشكل جزئي من محور فيلادلفيا، ستقيد قدرة الجيش الإسرائيلي من السيطرة على القطاع. والاتفاق لا يضمن رقابة حقيقية على حركة السكان الفلسطينيين الذين سيعودون الى شمال القطاع.
كل ذلك يعتبر تنازلات ليس فقط فرضت من قبل ترامب، بل هي تنازلات مطلوبة للبدء في إعادة المخطوفين الاحياء والاموات الى البيت. هذا ثمن باهظ ويظهر أنه لا يمكن تجنبه. لا يجب تجاهل ما حدث في الحرب: الضرر لحماس وقيادتها السياسية والعسكرية، والشبكات والبنى التحتية العسكرية لها، والدمار الشديد في القطاع الذي سيذكر الفلسطينيين لاجيال بالثمن الجماعي الذي سيدفعونه بسبب الجريمة الفظيعة في مذبحة 7 أكتوبر.
في الطريق، في السيناريو المتفائل، فان الهدوء طويل المدى في القطاع سيندمج بخطة دولية لاعادة الاعمار، التي في اطارها ستضخ دول الخليج الأموال شريطة أن تغادر حماس السلطة. السلطة الفلسطينية، بكل مشاكلها، ستكون شريكة في اتفاق السيطرة الجديدة في غزة. هذا يمكن أن يكون جزء من الحل الشرق اوسطي الواسع، الذي يبدو أن ترامب يطمح اليه، بما في ذلك خطة السعودية والتطبيع. حتى الآن من غير الواضح بأي وتيرة ستتقدم الإدارة الامريكية الجديدة، وهل الأفكار هناك متبلورة بما فيه الكفاية. اذا كان نتنياهو يعتبر نفسه مندمج في هذه الخطط فانه سيجد صعوبة في الحفاظ على الائتلاف بالصيغة الحالية لفترة طويلة.
في هذه الاثناء، بشكل ممتع، شركاءه في اليمين المتطرف، سموتريتش وبن غفير، يخرجان علنا ضد صفقة التبادل، لكنهما لا يعلنان عن انسحابهما من الحكومة. على المدى الابعد، اذا طرحت الحكومة وبحث ودفعت قدما بخطة مركزة فستكون لذلك تداعيات كبيرة على المستوى السياسي في إسرائيل. نتنياهو سيضطر الى التقرير هل توجهه هو نحو انتخابات جديدة، والانحراف نحو المركز السياسي وحل التحالف الطويل مع المتطرفين، وما هو مصير محاكمته (صفقة ادعاء؟).
الصمت آخذ في التزايد
كل ذلك ما زال حلم بعيد، وفي هذه الاثناء، قبل التوقيع على الصفقة، إسرائيل تنزف في غزة. أمس قتل خمسة جنود من لواء الناحل في بيت حانون في شمال القطاع، وأصيب إصابة بالغة ثمانية جنود. يبدو أنهم أصيبوا بخطأ عملياتي أدى الى انفجار ذخيرة. هكذا يرتفع عدد القتلى في المنطقة الى 15 خلال اقل من أسبوع.
ليس فقط لا يوجد للمخطوفين وقت، بل أيضا الجنود الذين يموتون بدون هدف واضح في العملية المستمرة في شمال القطاع. عدد القتلى الكبير في بيت حانون أدى على الفور الى توجيه الانتقاد في قنوات الاعلام المتماهية مع الحكومة. هيئة الأركان اتهمت مرة أخرى بمظاهر الاستخذاء. فقد تم الادعاء أن طريقة العمل التي ترتكز على اقتحام قوات صغيرة نسبيا، التي تعمل في الأراضي الفلسطينية، غير ناجعة. في الحقيقة حماس تستمر في التسبب بالاصابات.
ربما أن طريقة العمل التي تم اختيارها غير مناسبة حقا، لكنهم في الجيش يقولون بأن تعزيز القوات في القطاع مرهون بتخصيص قوات متاحة، المستوى السياسي هو الذي وجه هيئة الأركان لتقليل عدد جنود الاحتياط في الخدمة الفعالة الى 50 ألف، لغرض التوفير، في حين أنهم في هيئة الأركان يقولون بأنه حتى العدد الحالي (70 ألف) لا يكفي، لأننا نحتاج الى توزيع الكمية المقلصة بين جنوب لبنان والحدود مع سوريا وغزة والضفة الغربية.
اذا فشلت المفاوضات حول الصفقة وانهارت فسيتطور مجددا نقاش عاصف في إسرائيل حول أهمية الاحتفاظ بورقة جغرافية في شمال القطاع. في اليمين المتطرف يسعون الى حلول أخرى مثل إقامة حكم عسكري وتشغيل مقاولين أجانب من الباطن من اجل توزيع المواد الغذائية على الفلسطينيين. في الجيش يحذرون من أن هذه الخطوة ستفشل، وفي نهاية المطاف المهمة ستلقى على الجيش بصورة تؤدي الى قتل الجنود اثناء توزيع الطحين على المدنيين الفلسطينيين.
عمليا، رغم الخسائر الكثيرة التي تتكبدها حماس إلا أنه من الواضح أن العملية لا تؤدي الى نتائج حاسمة. فالمعارك في جباليا خففت والافتراض هو أنه بقي هناك بضع عشرات من المخربين الناشطين. المخربون كما يبدو يستعينون بالانفاق التي لم تكشف بعد، ويعتمدون على كمية الغذاء والسلع التي جمعتها حماس في البلدة المدمرة خلال اشهر كثيرة.
-------------------------------------------
هآرتس 14/1/2025
1,7 مليون شخص في غزة يعانون من خطر الموت، نحن المسؤولون عن هذه الكارثة
بقلم: نير حسون
في القدس يعيش مليون شخص، بينهم مئات الآلاف من الأطفال، و15 ألف امرأة حامل، وعلى الأقل 100 ألف مسن وعاجز ومريض بمرض مزمن ومرضى سرطان وسكري واشخاص يعانون من مشكلات نفسية. مثلما في أي مدينة كبيرة في العالم. الآن تخيلوا أنهم يخرجون جميع سكان القدس من بيوتهم ويضعونهم في خيام على شاطيء البحر. الآن اضيفوا الى مدينة الخيام الكبيرة هذه كل سكان تل ابيب وحيفا.
هذا هو حجم مدينة الخيام التي اقامتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة، في المواصي وخانيونس ورفح. وأضيفوا الى ذلك حقيقة أن كثيرين منهم يعيشون في خيام منذ سنة، بدون غذاء كاف، بدون كهرباء ومياه صالحة للشرب، بدون شبكة مجاري سليمة وبدون خصوصية وبدون جدار يستندون اليه.
الآلاف منهم يعانون من الإصابة وبتر الأطراف نتيجة القصف، وكثيرون يعانون من الامراض الجلدية وامراض التلوث، وتقريبا جميعهم يعانون من الصدمة وما بعد الصدمة، أو الفقدان. كثيرون منهم يعانون من العوامل الثلاثة. الآن اضيفوا الى ذلك فصل الشتاء. تغير المناخ في منطقتنا ينعكس في العواصف الماطرة القوية على طول السهل الساحلي وأيضا في المواصي.
إسرائيل تقول إنها تعمل حسب قوانين الحرب، وللدقة حسب “قوانين المواجهة المسلحة”، التي تسمح للجيش باخلاء السكان المدنيين من مناطق المعارك من اجل عدم المس بهم. ولكن حسب القانون الدولي فان الاخلاء يمكن أن يحدث فقط بشرط أنه في المكان الذي سيذهب السكان اليه تكون ظروف تسمح بالبقاء. في جنوب قطاع غزة لا توجد ظروف للبقاء.
حسب موقع قيادة تنسيق نشاطات الحكومة في المناطق، الجسم المسؤول عن الوضع الإنساني في غزة من قبل الحكومة الإسرائيلية، فانه في شهر كانون الأول دخلت الى جنوب القطاع 3.043 شاحنة مساعدات، هذا كل شيء. الـ 1.7 مليون شخص الذين يعيشون هناك يجب عليهم تقاسم الغذاء والدواء والمعدات التي دخلت في 100 شاحنة كل يوم تقريبا.
الشعور هو أنه حتى بعد سنة وثلاثة اشهر من الحرب، فانهم في الحكومة وفي قيادة تنسيق نشاطات الحكومة لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا حجم التحدي لتوفير ظروف البقاء لـ 1.7 مليون نازح. في قيادة تنسيق نشاطات الحكومة يحبون اجراء العمليات الحسابية وإظهار أنه دخل ما يكفي من الغذاء. المعطيات التي تعرضها مختلف عليها، لكن الأرقام ليست كل شيء. شاحنة الغذاء التي تجتاز حدود القطاع ليس بالضرورة ستصل الى من يحتاجون الى الغذاء. كثير من الشاحنات تتم سرقتها في الطريق من قبل مسلحين، الذين حسب جهات دولية كثيرة مدعومين، بالغمز أو بالفعل، من قبل إسرائيل. وحتى لو نجت الشاحنات من اللصوص فكيف يمكن ضمان وصول الغذاء الى من يحتاجون اليه؟ وكيف يمكن التأكد من حصول الأطفال من العائلات المفككة وكبار السن والايتام والمعاقين على نصيبهم أيضا؟ وهل الغذاء هو كل ما يحتاجونه؟.
انظروا حولكم – ماذا بشأن ملجأ يصمد امام الامطار والبرد؟ ماذا بشأن الملابس المناسبة؟ ماذا بشأن أواني الطبخ؟ ماذا بشأن أدوات الكتابة لكتابة الوصفات الطبية؟ ماذا بشأن الضمادات المعقمة وفوط الأطفال؟ ماذا بشأن مياه المجاري والاضاءة والوسائل للحماية من البحر الهائج وآلاف الأدوات التي يحتاج اليها الناس، لا سيما النازحين، من اجل اجتياز فصل الشتاء والحرب؟. من اجل ذلك هناك حاجة الى عملية ضخمة بمشاركة افراد وقوات أمن مدنية وإدخال كميات اكبر بكثير من المعدات والمواد الغذائية. منذ سنة والمجتمع الدولي يطلب من إسرائيل توضيح كيف ترى مستقبل القطاع. ولكن حكومة إسرائيل ترفض حتى مناقشة ذلك. بالتالي، لا توجد حكومة يمكنها توفير كل ذلك.
في هذه الاثناء منظمات دولية تقول بأن الطريقة الأفضل لحل على الأقل جزء من المشكلة هي السماح للتجار الخاصين بإدخال البضائع الى القطاع كما حدث في الصيف. ولكنهم في الجيش الإسرائيلي يستبعدون مثل هذه الخطوة بذريعة أن حماس تجبي الضرائب من التجار الخاصين.
بدون إدارة ومن خلال الاعتماد على المنظمات الدولية التي تعمل في ظروف غير محتملة، فان الحكومة تقود جمهور النازحين في غزة الى خطر الموت بسبب البرد، الجوع، الامراض، الإصابة، الانتحار، العنف الداخلي والتفكك الاجتماعي. هذه الكارثة لا تنتظر أن تحدث، هي تحدث الآن. صحيح أنه حتى كتابة هذه السطور تم إحصاء خمسة أطفال رضع تجمدوا حتى الموت في غزة. دماءهم في عنقنا.
لكن الكثير من الإسرائيليين لا يزعجهم ذلك أبدا، بل بالعكس، بعضهم حتى فرحين لموت الأطفال في غزة. ابحثوا عنهم في الشبكات الاجتماعية. بفضل تحريض الحكومة وبفضل القناة 14 وفي ظل وسائل الاعلام التي تخون وظيفتها في قول ما يحدث حقا في القطاع، فان الانتقام الكامل لن يتحقق إلا بعد موت آخر شخص من سكان القطاع.
هنا يجب أن يأتي التحذير للجمهور الإسرائيلي من المس بمناعة الدولة الأخلاقية، والمس بالأمن بسبب حظر السلاح والمقاطعة الاكاديمية والتجارية، وبسبب حقيقة أن رئيس الحكومة هو حسب القانون الدولي مجرم حرب هارب. يمكن أيضا ذكر قوائم جنود الجيش الإسرائيلي التي يتم تداولها بين المنظمات في محاولة لاعتقالهم في أي مطار.
لكن كل هذه الكوارث التي ربما تنزل على رأسنا، وربما لا، غير مهمة في هذه الاثناء. هذه الكوارث تتقزم أمام الكارثة التي هي من صنع يدنا، والتي تحدث الآن هنا بين خانيونس والمواصي.
------------------------------------------
يديعوت احرونوت 14/1/2025
وعود ترامب ومقابلها السري: ما وراء الصفقة
بقلم: رونين بيرغمان
الاتفاق الآخذ في التبلور في الدوحة لصفقة تدريجية لتحرير عدد من المخطوفين ووقف اطلاق النار لبضعة أسابيع والانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من غزة، واطلاق سراح ليس اقل من بضع مئات من السجناء الفلسطينيين – بدأ يتجسد. هذا حسب بعض المصادر، سواء في إسرائيل أو في دول الوساطة، وحسب منشورات تنطلق من حماس والسلطة الفلسطينية.
الآن الكرة توجد حقا في يد حماس. ليس من اجل ارسال قائمة للمخطوفين الاحياء، لأن هذا الموضوع ليس الموضوع الرئيسي في هذه الأيام، بل من اجل الرد بالإيجاب على المسودة التي نقلت اليها، والتي اذا وافقت عليها – يبدو أنه سيكون اتفاق اطار للصفقة.
أيضا الضغوط الامريكية لادارة ترامب يوجد لها مثل هذا الصدى. “هو قال إن الاتفاق يقف على الباب”، أكد أمس في ميامي مصدر رفيع مقرب جدا من الرئيس المنتخب حول الاتفاق الآخذ في التبلور. ورغم الصعوبة في رصد المعلومات التي تأتي الى الرئيس أو يتم نقلها منه فان هذا المصدر الذي يعتبر مصدر مهيمن في حاشية ترامب وعد في السابق بأنه سيعمل على التوصل الى الاتفاق، والآن يعلن بأن الهدف بات اقرب من أي وقت مضى.
يوم حاسم
حتى الآن لا يوجد اتفاق. حماس لم تعط رد واضح ونهائي فيما يتعلق بالاطار الشامل للصفقة. اليوم القادم سيكون يوم حاسم حقا، ليس فقط كمحاولة لخلق دراما فارغة للمشاهدين المتعطشين للاخبار، بل من اجل أن يعرفوا اذا كانت حماس مستعدة اظهار المرونة أم أنها ستضع عقبات في اللحظة الأخيرة. من المهم الإشارة الى أنه حتى لو تم التوصل الى اتفاق فان الامر يتعلق بصفقة على مراحل: نشر الاتفاق الإنساني الذي تم التخطيط له كاتفاق كامل على مراحل منفصلة. الاتفاق يشمل اطلاق سراح مخطوفين تعتبرهم إسرائيل “انسانيين” (حماس لا تعتبرهم جميعهم هكذا)، مقابل اطلاق سراح سجناء فلسطينيين، ووقف طويل لاطلاق النار لمدة 42 يوم وانسحاب جزئي.
حتى لو تم استكمال الصفقة، هذا ما زال في طور سؤال مفتوح، حيث أن الامر يتعلق فقط باطار عام وليس بتفاصيل الاتفاق، فانها ستركز على مجموعات معينة: النساء، الرجال فوق سن 50، وكما يبدو الـ 11 رجل الذين تعتبرهم إسرائيل في حالة صحية صعبة رغم أن حماس تعتبرهم جنود لأنهم دون سن الخمسين سنة. الصفقة، حتى لو تم تنفيذها بالكامل، لا تشمل كل الرجال المدنيين تحت سن الخمسين، والذين لم يعتبروا في شهر نيسان عند اعداد القائمة في حالة صعبة، ولا تشمل أيضا الجنود الذين تم اسرهم في 7 أكتوبر. عمليا، بعد سنة وثلاثة اشهر في زنازين السجن وفي انفاق حماس فان خبراء في الصحة النفسية يحذرون من أنهم جميعا يوجدون في خطر الموت الفوري.
بين إسرائيل وحماس يتوقع أن تكون صياغة ضبابية تتطرق الى “انهاء وضع العداء” أو “انهاء المعارك” بدلا من الإعلان عن انهاء حرب صريح. هذه الصيغة ستسمح للطرفين بتفسير الاتفاق لصالحه. فحماس يمكن أن تعرض ذلك كوعد لانهاء الحرب، وإسرائيل يمكنها الادعاء بأنه لا يوجد أي مانع للعودة الى القتال عند الحاجة. ومفهوم مثل “انهاء العمليات العسكرية” يمكن أن يشكل قاعدة للمرحلة الأولى في الاتفاق، لكنه لن يكفي للمرحلة الثانية، التي ستطالب حماس فيها بتعهد لانهاء كامل للحرب.
حماس وافقت كما يبدو على أن تضمن في اطلاق السراح الحالي رجال دون سن الخمسين سنة، الذين تدعي إسرائيل بأن حالتهم الصحية صعبة، رغم أنه حسب ادعاء المنظمة الإرهابية فان الحديث يدور عن “مناورة إسرائيلية” لاطلاق سراح عدد كبير من المخطوفين. مع ذلك، الاتفاق مشروط بأن تستطيع حماس العثور عليهم والاثبات بأنهم ما زالوا أحياء في الأسبوع الأول لوقف اطلاق النار. اطلاق سراحهم سيتم تنفيذه حسب نسبة تحرير مختلفة عن التي يتم اتباعها مع المخطوفين الانسانيين، بما يشبه نسبة المجندات، الامر الذي سيمكن حماس من اطلاق سراح عدد اكبر من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك الذين تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد بسبب عمليات قتل وأيديهم ملطخة بدماء اليهود.
ترامب يراهن على جائزة نوبل للسلام
ترامب في الحقيقة وعد بـ “فتح نار جهنم” على حماس اذا لم تقم باطلاق سراح المخطوفين. ولكن من غير الواضح ما هو المعنى العملي لهذا الوعد – حيث أن إسرائيل تستخدم الآن على حماس ضغط عسكري شديد منذ سنة ونصف تقريبا. فهل ترامب ينوي ارسال تعزيزات عسكرية؟ اذا كان الامر هكذا فهل هذا حقا سيصنع فرق؟. مع ذلك، يبدو أن تهديده أثر بالأساس على اطراف ثالثة – مصر وقطر ردت بضغط متزايد على حماس من خلال الرغبة في إرضاء الرئيس المنتخب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اظهر تعاون استثنائي، حيث أنه حسب مصدر رفيع “في هذه المرة بيبي ظهر متساوق أكثر”.
الرئيس ترامب، حسب المصدر المطلع على التفاصيل، وعد نتنياهو والوزير ديرمر في السابق بأنه اذا وافقوا على وقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع فانه سيدعم إسرائيل اذا قررت استئناف القتال وخرقت وقف اطلاق النار. وهذا ربما يحل لنتنياهو مسألة واحدة، لكن من غير المؤكد أن هذا سيكفي لتهدئة أعضاء الائتلاف من الجناح اليميني – القومي المتطرف والاستيطاني، الذين يمكن أن يعتبروا ذلك تنازل لا يمكن تصوره. مصادر أخرى قالت بأن كل ما يحدث امام الجمهور، بما في ذلك معارضة اليمين، هو جزء من نفس العرض المتفق عليه.
خلال اشهر الشتاء القاسية في نيويورك، وإزاء الحرائق في لوس انجلوس، فانه يتركز على طول شارع صغير قرب شاطيء ميامي أصحاب رؤوس الأموال الأمريكيين، يهود وغير يهود، في الأبراج السكنية لفندق “الفصول الأربعة” ومحيطه، بالضبط قربهم تسكن سارة ويئير نتنياهو. عائلة ترامب هي أيضا تستجم هنا بين حين وآخر، غير بعيد عن ضيعتها.
بين المباني الفاخرة يسمع صفير لا ينقطع لكبار رجال الاقتصاد والشركات الكبرى في الولايات المتحدة، الذين جاءوا للتملق للرئيس المنتخب. “ترامب يراهن على جائزة نوبل للسلام”، قال شخص يعرف عن حياة سكان هذه الأبراج. “اذا نجح ترامب في إعادة المخطوفين وانهاء الحرب في قطاع غزة وقاد الى اتفاق في أوكرانيا فانه توجد له احتمالية حقيقية للفوز بالجائزة. وعندها فان كل أصحاب رؤوس الأموال الذين يجلسون هنا الآن، والذين في هذه الاثناء يرتجفون خوفا منه وينتظرون أن يحصلوا على اهتمام صغير منه، سينسون على الفور محاولته تحويل النظام مقابل انتخابات قانونية، والله يعلم ما الذي يخطط لفعله”.
ترامب ورجاله اثبتوا في السابق بأنهم يعرفون كيفية استخدام اسلوب “العصا والجزرة” من الاتجاه غير المتوقع، كما قال شخص كان مطلع على العمليات التي تجري وراء الكواليس في اتفاقات إبراهيم، وهو الآن مطلع أيضا على العمليات التي تجري حول الصفقة الآخذة في التبلور في الدوحة. بكلمات أخرى، الحديث لا يدور فقط عن اتفاقات مع صياغة لفظية مناسبة لجميع الأطراف، بل عن خلق “محفز” – سبب وجيه، معروف، متعة عظيمة من مكان مختلف كليا.
بين باكسوس والعقوبات على المستوطنين
على سبيل المثال، ترامب اغدق على المغرب موافقة للاعتراف بموقفها في النزاع على الصحراء، وهو الموضوع الذي ليست له أي صلة مباشرة بالاتفاق مع إسرائيل. أيضا منح دولة الامارات صفقة للتزويد بالسلاح، يشمل الطائرات المتقدمة بموافقة ضمنية التي في نهاية المطاف قامت إسرائيل بنفيها. هكذا أيضا وجد حل للمشاكل مع السودان.
من اجل أن تسمح السعودية برحلات طيران إسرائيلية فوق اراضيها، كان يمكن لترامب الضغط على نتنياهو من اجل استئناف أنبوب التزويد لباكسوس، أحد الأدوات المحببة على حاكم السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان.
باكسوس، الذي هو برنامج التجسس الإسرائيلي الأكثر تطورا في العالم، كان الامر الذي ربط معظم المشاركين في اتفاقات إبراهيم، بما في ذلك دول مثل اوغندا، أيضا، بالسر، الولايات المتحدة. ورغم أنه في نهاية ولاية ترامب الاولى، الولايات المتحدة حاربت ضد صناعة السايبر الهجومي الإسرائيلي بيد، وضد التصريحات المتغطرسة وشراء باكسوس ومنتجات سايبر هجومية إسرائيلية باليد الأخرى، إلا أنها في السر لم تتوقف.
الآن حيث ترامب يعود الى منصبه فانه يمكن الافتراض أن الإدارة الامريكية ستنسى القسم الانتقادي، وربما ستعود وتتبنى هذه الوسائل بنفسها، ناهيك عن السماح لإسرائيل وشركة أن.اس.أو بالعودة للعب دور رئيسي في الدبلوماسية الدولية.
من غير المؤكد اذا كان الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير ايتمار بن غفير سيكونان راضيين اذا تم اعطاءهما باكسوس، لكن بعض المصادر تقول بأن وزير المالية على الأقل يمكن أن يحصل على هدية ثمينة على شكل المصادقة على البناء في يهودا والسامرة بحجم كبير بشكل خاص، ومنع مقاطعات وعقوبات إضافية.
في “كيس هدايا” ترامب يمكن إيجاد أيضا الغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين وجهات في اليمين المتطرف، الذين عانوا جدا من هذه الخطوة، بعد أن اقتنع الرئيس التارك بأنه لا يوجد لإسرائيل أي نية في تطبيق القانون عليهم. وهناك أيضا مؤشرات على أن ترامب ينوي شن حرب ضروس ضد المحكمة الدولية في لاهاي، وضد مذكرات الاعتقال التي صدرت ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت. وضد خطوات يحتمل أن يتم اتخاذها هناك ضد شخصيات إسرائيلية رفيعة أخرى.
إدارة ترامب السابقة قامت بالنضال ضد إجراءات في محكمة العدل الدولية، تناولت اتهامات بتنفيذ جرائم حرب أمريكية في أفغانستان، ولكن من تحت السجاد هذا النضال تم بمساعدة كبيرة من الاستخبارات الإسرائيلية. الوزارات الامريكية المشاركة ردت على إسرائيل وعلى من ساعدها بعد ذلك.
في الأيام القريبة القادمة سيكون بالإمكان رؤية هل كان أسلوب العصا والجزرة كاف، وما اذا كانت حماس تعتقد أن الظروف قد نضجت وحصلت على ضمانات خاصة بها، أن إسرائيل لن تسارع كما وعد نتنياهو، وتستأنف القتال. اذا لم تقتنع بذلك فانه ستصعب رؤية هل من مصلحتها الدخول في اتفاق. جهات في محيط سموتريتش ردت على هذه الاقوال: “لا يوجد أي شيء مشارك في الصفقة باستثناء الموضوع نفسه. أي احاطة أخرى ببساطة هي غير صحيحة”.
------------------------------------------
معاريف 14/1/2025
بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يعزز صورة إسرائيل كدولة احتلال
بقلم: موشيه نستلباوم
فلنخرج فورا من غزة. ذات مرة تحدث الناس كمثال عن الوحل اللبناني الذي من شأن الجيش الإسرائيلي أن يغرق فيه في الشتاء. أما الان فمن الصواب الحديث عن الوحل الغزي الذي غرق فيه الجيش الإسرائيلي. منذ بداية المناورة البرية في قطاع غزة سقط في أراضي القطاع نحو 400 جندي، عدد أعلى من عدد الجنود الذين سقطوا في معارك الصد في غلاف غزة في 7 أكتوبر.
في كل يوم يوجد فيه جنود الجيش الإسرائيلي في داخل غزة فانهم يعرضون حياتهم للخطر. المحيط المديني الكثيف لغزة يجعل كل عمل مركبا وخطيرا، حين تستخدم حماس على نحو واسع الانفاق، وسائل التفخيخ والقتال غير التقليدي. الادعاء بان إسرائيل لا تخرج من قطاع غزة لاسباب سياسية، كما يطرح معارضو رئيس الوزراء يتعلق بمسألة كم هي القرارات في مجال الامن تتأثر باعتبارات سياسية أو بمصالح شخصية. معارضو رئيس الوزراء يدعون بان الحملة العسكرية في غزة حققت معظم أهدافها الأمنية. بزعمهم، ضرب الجيش الإسرائيلي بشكل هام البنى التحتية الإرهابية لحماس، دمر أنفاق، صفى مسؤولين وضرب قدرة انتاج الصواريخ والسلاح، وبعد تحقيق هذه الأهداف، فان استمرار التواجد العسكري لا يضيف قيمة استراتيجية بل من شأنه ان يصبح عبئا امنيا واقتصاديا.
بقاء طويل للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا يزيد فقط المخاطر للجنود بل يعزز صورة إسرائيل في الساحة الدولية كدولة احتلال ويبعدها عن حلفائها كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي تطالب بوقف القتال. منتقدو نتنياهو يدعون بانه يستغل الحملة واستمرار التواجد العسكري في غزة كي يعزز مكانته.
أوضاع الطوارئ الأمنية تميل لتوحيد الجمهور حول القيادة. هل يحتمل ان يسعى نتنياهو للإبقاء على إحساس بتهديد متواصل كي يعزز التأييد له ويمنع النقد على سياسته؟ التواجد في غزة يسمح للحكومة بالتركيز على مواضيع الامن على حساب الانشغال بمسائل اجتماعية واقتصادية تحتاج المعالجة. وهكذا تشيح الحكومة الاهتمام العام عن مواضيع حساسة مثل غلاء المعيشة، جهاز القضاء والاحتجاجات ضده. هل يحتمل ان يكون نتنياهو يخاف الخروج من غزة وخروج سريع من شأنه أن يجعله يبدو كمن استسلم لضغط المعارضة، او لضغط دولي، وبالتالي يفضل أن يمدد التواجد كي يمتنع عن منع إنجازات سياسية لخصومه؟
مقربو نتنياهو يدعون بان التواجد في غزة ينبع من اعتبارات امنية فقط. هم يشددون على أن الحملة لم تصل بعد الى أهدافها النهائية، مثل إعادة المخطوفين وتفكيك قدرات حماس العسكرية. خروج عاجل برأيهم لن يضمن هدوء بعيد المدى لسكان الجنوب. غير أن عملية عسكرية طويلة دون اهداف واضحة ومحددة من شأنها أن تمس بالردع بدلا من أن تعززه. في الواقع الذي تكون فيه حماس لا تزال تسيطر في القطاع فان التواجد العسكري الإسرائيلي الطويل كفيل بان يبدو كضعف، كعدم قدرة على تحقيق الحسم. بالمقابل، الخروج المخطط له والمقنون يمكنه أن يبث رسالة تقول ان إسرائيل تعمل بتفكر ولا تتطلع للسيطرة على غزة. استمرار التواجد في غزة لا يقرب بالضرورة تحرير المخطوفين بل ومن شأنه أن يضعهم امام خطر متزايد. نحن ملزمون بالخروج فورا من غزة.
------------------------------------------
إسرائيل اليوم 14/1/2025
انهاء مرحلة الحرب مصلحة اسرائيلية
بقلم: أمنون لورد
ما هي الأمور التي ترى من هناك؟ تهديدات الرئيس المنتخب ترامب على حماس في أنه سيفتح عليها بوابات الجحيم اذا لم تحرر المخطوفين، لم تؤثر حقا على قادة المنظمة التي اكثر من أي جسم سياسي آخر تستحق لقب وريث النازيين. التهديدات على إسرائيل، علنا من جانب بايدن وفي الخفاء من جانب ترامب، كانت أكثر فاعلية. في نهاية الامر كان الضغط مرة أخرى على إسرائيل، بايدن قال لرئيس الوزراء ان الحرب يجب أن تنتهي. اما ترامب فقد قال بطرق مختلفة انه يريد أن يتحرر المخطوفون وان تنتهي الحرب الى أن يرسم رئيسا. هذا الضغط واضح في محاولات اقناع رئيس الوزراء نتنياهو تجاه الوزير سموتريتش.
بداية يحيى والان محمد
عصابة من القتلى والمغتصبين ممن شنوا حربا تُعرف انها ما قبل الحضارة، أي بلا قواعد وبلا قوانين، تحظى عمليا بشرعية منحها إياها رئيسان امريكيان، والان الكل ينتظر محمد السنوار و “جواب حماس”.
منذ اكثر من سنة تجري مفاوضات ومرة أخرى “كل شيء متعلق بالسنوار”. بداية الأخ الأكبر يحيى والان محمد. حسب التقارير بدلا من ان تبحث حماس عن طريق لتحرير المخطوفين في الانفاق وتنازلت عن مطالب مختلفة، فان إسرائيل هي التي خففت حدة مواقفها في عدة مسائل. “الاختراق متوقع في الأيام القريبة القادمة”، هكذا يبشروننا المرة الـ 400 تقريبا (كل يوم منذ فرضت الإدارة الامريكية الى جانب جهاز الامن الإسرائيلي على الحكومة الشروع في مفاوضات مع حماس).
قبل نحو أسبوع قال المصريون ان “لتهديدات ترامب على حماس يوجد تأثير محدود”. حماس نجحت عمليا في استخدام رافعاتها تجاه إسرائيل كي تصمد. قتل ستة المخطوفين في الصيف خلق الردع الذي منع إسرائيل من الاغلاق على حماس. الضغط الوحيد المتبقي لدى إسرائيل هو السيطرة في شمال القطاع. ليس واضحا بعد ما الذي يحصل حقا، وهل الصفقة مغلقة. الامر الهام في المرحلة الحالية هو السيطرة في مجال المحيط على طول الحدود في شرق القطاع وفي المجال الشمالي بعمق حد أدنى كيلو متر ونصف، ومرغوب فيه 2 كيلو متر. هذا حزام جهاز القضاء بقيادة محكمة العدل العليا أجبر الجيش على تسليمه في سنوات ما قبل 7 أكتوبر لمخربي حماس. الى جانب التنازلات عسيرة الهضم فان مستقبل إسرائيل لن يتقرر حسب هذه الترتيبات الأمنية أو تلك او حتى بسبب حقيقة أن مرة أخرى منظمة إجرامية نجحت من خلال اخذ رهائن في تحرير مخربين واجبار إسرائيل على التنازل عن ذخائر امنية. مستقبل إسرائيل يتقرر حسب استعداد الجيش للقتال وحسب الروح القتالية للمتجندين والجماعات الاجتماعية التي يأتون منها.
ثمن يتجاوز كل خيال
تنازلات إسرائيل تأتي بعد ان تكبد عرب قطاع غزة خسائر على نطاق تاريخي. “هم ملزمون بدفع ثمن يتجاوز كل خيال”، قال رئيس شعبة البحوث السابق العميد عميت ساعر في مقابلة مع “كان 11”.
يمكن أن نقول انهم دفعوا هذا الثمن. من ناحية إسرائيل كان من الأفضل عدم الخضوع للموعد النهائي الذي قرره الرئيس ترامب في موعد تنصيبه. لكن انهاء المرحلة الحالية في الحرب، بعد أن قلبنا وجه الشرق الأوسط وقبيل التصدي لإيران هو مصلحة إسرائيلية حتى بثمن أليم.
------------------------------------------
هآرتس 14/1/2025
متى كان “المخطوفون” مسألة تشغلك يا سموتريتش؟
بقلم: أسرة التحرير
التقارير التي تتحدث عن تحقق اختراق ذي مغزى في المفاوضات على صفقة تحرير المخطوفين ووقف النار، أنباء ينبغي الترحيب بها. فالصفقة التي على الطاولة، حسب التقارير الأخيرة، هي من ثلاث مراحل: سيتحرر في المرحلة الأولى 33 مخطوفاً، مقابل شهر ونصف من وقف النار وتحرير نحو 1000 سجين فلسطيني.
كما كان متوقعاً، فإن وزراء اليمين المتطرف يعارضون الصفقة. وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي بن غفير، سارعا للإعلان بأنهما سيعارضان مثل هذه الصفقة، لكن المعارضة أوسع مما في أوساط النواب من “عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية”. وفي الليكود أيضاً نواب أعربوا عن معارضتهم، حتى إن بعضهم بعث بكتاب إلى رئيس الوزراء نتنياهو معربين فيه عن معارضتهم. وطالب هؤلاء النواب في كتابهم بعدم التنازل عن “ذخائر استراتيجية” دون عودة كل المخطوفين، وإلا سيكون هناك “إهمال عملي” لأولئك الذين لم يتحرروا.
إن محاولة تعليق المعارضة للصفقة بالحرص على عموم المخطوفين – في الوقت الذي تسمع فيه المعارضة من جانب من يعارضون وقف الحرب وسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع، الشرط الذي لا مفر منه لغرض إعادة المخطوفين – هي بمثابة تحكم غير مسبوق حتى بتعابير إسرائيلية.
سموتريتش أيضاً، الذي يعتبر المنحى الحالي “كارثة لأمن إسرائيل”، يسعى لعرض نفسه كأنه قلق على عموم المخطوفين. فقال: “لن نكون جزءاً من صفقة استسلام تتضمن تحرير مخربين كبار ووقف الحرب وتفويت إنجازاتها التي اشتريت بدم كثير وإهمال مخطوفين كثيرين”.
هذا الخطر قائم، ولا ينبغي الاستخفاف به. كما أنه سبب في أن خشية بعض عائلات المخطوفين من صفقة جزئية، وتطالب بصفقة تتم دفعة واحدة. بالفعل، هناك تخوف كبير من عدم نجاة المخطوفين غير المندرجين في المرحلة الأولى من الصفقة. لكن بخلاف عائلات المخطوفين، لا يعمل سموتريتش وباقي المعارضين انطلاقاً من الالتزام بفداء الأسرى، بل يحركهم تطلعهم لمواصلة الحرب؛ لتحقيق خطط الاحتلال والاستيطان في القطاع. هؤلاء مستعدون لترك المخطوفين لمصيرهم في سبيل تحقيق “إنجازات استراتيجية”. وعليه، يجب استبعاد قلقهم الزائف على عموم المخطوفين.
خيراً فعل كل من رئيس المعارضة لبيد ورئيس المعسكر الرسمي غانتس، اللذين عرضا على نتنياهو شبكة أمان لتمرير الصفقة. يجب عدم السماح لليمين المتطرف بعرقلة الامل الوحيد لإنقاذ المخطوفين. يجب تأييد كل صفقة توافق عليها الحكومة، وعندها تشديد الضغط الجماهيري لإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين كافة.
------------------------------------------
معاريف 14/1/2025
صفقة تبادل.. بين اليأس والأمل
بقلم: آفي اشكنازي
إسرائيل تدفع مرة أخرى ثمنا دمويا أليما في قتال لا غاية فيه في شمال قطاع غزة. خمسة آخرون من أفضل أبنائنا سقطوا في انهيار مبنى في بيت حانون شمالي القطاع. ثمانية مقاتلين آخرين أصيبوا بجراح خطيرة، كلهم مقاتلون من وحدة سييرت في لواء الناحل.
منذ بداية المناورة، سقط 405 مقاتلين ومقاتلات في داخل غزة. 405 عائلات فتحت بوابات جهنم أمامها. 405 هو ثمن أثقل من أن يحتمل، أغلى من كل الأثمان.
عندما أسمع الوزيرين الكبيرين المسيحانيين، المنقطعين عن مشاعر الجمهور يعلنان أنهما يعارضان الصفقة المتبلورة لتحرير قسم من المخطوفين وفي المرحلة الثانية باقي المخطوفين، لا أعرف إذا كان يتعين علي أن أصرخ، أغضب أم أصلي لأن يبتعد هذان الشخصان عن طاولة اتخاذ القرارات ومستقبل المجتمع الإسرائيلي.
ما الذي يفكران فيه بنفسيهما، في أن الثمن الدموي لأفضل أبنائنا الذين يسقطون يوما بعد يوم في قطاع غزة هو ثمن دموي بلا قيمة؟ أنه لا توجد هنا عائلات تقف لهؤلاء الأبناء؟ ألا يفهمان أنه توجد أمهات ينهضن في منتصف الليل يعصفهن القلق على أبنائهن المتواجدين في الجبهة – في بيت حانون، في جباليا، في رفح، في محور نتساريم؟
من أين تلبدت المشاعر لهذين الشخصين اللذين يعرفان أنه يوجد هناك الآن فتيات، كما يوجد أيضا رجال شباب وكبار في السن، وشيوخ يذوون في أنفاق موت حماس. كم من التهكم، يوجد في هذين الوزيرين اللذين يعتقدان أنهما إذا ما عارضا وضغطا على رئيس الوزراء وقاطعا – سيهتف لهما الجمهور ويحملهما على الأكتاف. إذن سموتريتش وبن غفير – أحد في الجمهور لن يهتف لكما، أحد لن يحملكما على الكتفين. صدقاني.
أول من أمس، نشرت نقاط الأساس في المنحى المتبلور. الثمن باهظ، لكن يوجد هنا أمل في أن يعود المخطوفون الأحياء، أن تدفن جثامين الضحايا في إسرائيل، أن تكون بعض المواساة للعائلات. يوجد أمل ألا يقاتل أبناؤنا على أرض جحيم قطاع غزة. يوجد أمل في أن نتمكن أخيرا، من أن نجلس مع أنفسنا كشعب، كدولة وأن نفحص أين أخطأنا، كيف وقعت علينا الكارثة الرهيبة لـ7 تشرين الأول (أكتوبر).
اتفاق وقف النار وإعادة المخطوفين يتمان انطلاقا من القوة. قوة الجيش الإسرائيلي، قوة الشاباك، قوة الموساد ومن قوة شعب إسرائيل الذي عض على الشفاه على مدى نحو 16 شهرا في أيام قاسية من الظلام، فهما أنه في نهاية النفاق يوجد نور. إذا لم نقاتل على هذا الاتفاق سنواصل الوصول إلى القبور في كل يوم، أن نرى الأمهات اللواتي لا ينمن في الليل ومشكوك في أن نرى مخطوفينا يعودون إلى حضن العائلة. من دون اتفاق لإعادة أعزائنا، لحماية أمن أبنائنا، لا قائمة لنا ولا حق في أن نسمي أنفسنا شعب إسرائيل.
------------------------------------------
رفض الخدمة في غزة: جنود إسرائيليون يقدمون شهاداتهم عن جرائم الحرب والانتهاكات
جنود رفضوا الاستمرار بالقتال في غزة يصفون كيف قُتل فلسطينيون من دون تمييز ودُمّرت منازلهم، ويروون كيف أُمروا بإحراق أو هدم المنازل التي لم تشكّل أيّ تهديد، وشاهدوا جنوداً ينهبون المساكن ويخرّبونها.
بقلم: سام ميدنيك وجوليا فرانكل
وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية تنشر تقريراً تضمّن شهادات لجنود إسرائيليين يرفضون القتال في قطاع غزّة، ويكشفون عن ممارسات ومشاهد مروّعة منها القتل من دون تمييز وتدمير من دون داعٍ.
قال يوتام فيلك إنّ صورة الجنود الإسرائيليين وهم يقتلون مراهقاً فلسطينياً أعزل في قطاع غزة محفورة في ذهنه. وأضاف فيلك، وهو ضابط في سلاح المدرّعات الإسرائيلي، إنّ التعليمات كانت بإطلاق النار على أيّ شخص غير مصرّح له بالدخول إلى منطقة عازلة تسيطر عليها "إسرائيل" في غزة. وقال إنّه رأى ما لا يقلّ عن 12 شخصاً يقتلون، لكن إطلاق النار على المراهق هو ما لا يستطيع التخلّص منه.
وتابع فيلك، البالغ من العمر 28 عاماً، لوكالة "أسوشيتد برس": "لقد تمّ قتل الشاب كجزء من قصة أكبر. كجزء من سياسة البقاء هناك وعدم النظر إلى الفلسطينيين كبشر".
ويعدّ فيلك من بين عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين الذين يعارضون الصراع المستمر منذ 15 شهراً ويرفضون الخدمة بعد الآن، قائلين إنهم رأوا أو فعلوا أشياء تجاوزت الخطوط الأخلاقية. ووقّع نحو 200 جندي على رسالة يعلنون فيها توقّفهم عن القتال إذا لم تتوصّل الحكومة إلى وقف إطلاق النار.
تحدّث سبعة جنود رفضوا الاستمرار في القتال في غزة مع وكالة "أسوشيتد برس"، ووصفوا كيف قُتل فلسطينيون من دون تمييز ودُمّرت منازلهم. وقال العديد منهم إنهم أُمروا بحرق أو هدم المنازل التي لم تشكّل أيّ تهديد، وشاهدوا جنوداً ينهبون ويخرّبون المساكن.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان الدولية "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة. كما تحقّق محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ "إسرائيل" بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية، وأيضاً، تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
قال فيلك إنه عندما دخل غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، كان يعتقد أنّ الاستخدام الأوّلي للقوة قد يجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ولكن مع استمرار الحرب، قال إنه رأى قيمة الحياة البشرية تتفكّك.
وقال بعض الجنود لوكالة أسوشيتد برس إنّ الأمر استغرق بعض الوقت لهضم ما رأوه في غزة. وقال آخرون إنهم أصبحوا غاضبين للغاية لدرجة أنهم قرّروا التوقّف عن الخدمة على الفور تقريباً.
وذكر يوفال غرين، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عاماً، ترك منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين في غزة، أنه كان عاجزاً عن التعايش مع ما شاهده.
وقال إنّ الجنود دنّسوا المنازل ونهبوها، وإنّ القشّة الأخيرة بالنسبة إليه كانت أمر قائده للقوات بحرق منزل انتقاماً، مشيراً إلى أنّه ترك القتال قبل أن تنتهي مهمّته.
وقال إيشاي منوشين، المتحدّث باسم يش جفول، وهي حركة للجنود الذين يرفضون الخدمة، إنه يعمل مع أكثر من 80 جندياً رفضوا القتال وإن هناك مئات آخرين يشعرون بالمثل لكنهم يظلون صامتين.
ويعاني العديد من الجنود من "إصابة أخلاقية"، كما قال تالي فلينت، المختصّ في علاج الصدمات الذي قدّم المشورة لمئات من الجنود أثناء الحرب. وقال إنّ هذا ردّ فعل عندما يرى الناس يفعلون شيئاً يتعارض مع معتقداتهم، وقد يؤدي ذلك إلى قلّة النوم، والذكريات المؤلمة والشعور بعدم الجدارة. وقال فلينت إنّ التحدّث عن الأمر ومحاولة إحداث التغيير يمكن أن يساعد.
أخبر جندي مشاة سابق وكالة "أسوشيتد برس" عن مشاعر الذنب التي انتابته، وقال إنّه رأى نحو 15 مبنى محترقاً من دون داعٍ خلال فترة أسبوعين في أواخر عام 2023. وقال إنه لو كان بإمكانه فعل ذلك مرة أخرى، لما قاتل.
وقال الجندي، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام: "لم أشعل عود الثقاب، لكنني وقفت حارساً خارج المنزل. شاركت في جرائم حرب.. أنا آسف جداً لما فعلناه".
-------------------------------------------
هذا هو شكل "الجحيم على الأرض" الذي وعد به ترامب حماس
رئيس جهاز الاستخبارات أمان السابق تامير هيمن يكتب علي مجلة N12
من الصعب التنبؤ بتحركات ترامب مقدما، لكن عودته إلى البيت الأبيض يجب أن تغير الصورة في غزة أيضا. إن الكابوس الحقيقي بالنسبة لحماس يكمن في تهديدات الرئيس القديم الجديد، ولكن أيضاً في آلة الضغط التي لم تجربها إسرائيل بعد. نحن الآن جميعاً أسرى لدى حماس ونعتمد على رغبتها في التوصل إلى صفقة، لكن من الممكن أن تتغير الصورة وتدفعها إلى الزاوية:
وفي الأيام الأخيرة، ينبعث الأمل من جديد بصفقة مختطفين أخرى، بالتزامن مع الأخبار الصعبة عن انتشال جثتي يوسف وحمزة الزيادنة،
لقد تم اختطاف الاثنين على قيد الحياة: الحقيقة الصعبة هي أنه لن يكون من الممكن إعادة جميع المختطفين، ناهيك عن الأحياء، في عمليات عسكرية - وعلى أية حال، فإن الساعة الرملية لحياتهم في ظل ظروف الأسر القاسية بدأت بالنفاذ.
وحتى قبل أن نحلل العقبات والفرص، تجدر الإشارة إلى أن هذه المفاوضات تتم بشكل غير مباشر مع منظمة إرهابية قاتلة وساخرة، ويبدو أننا سبق أن شاركنا في هذا "الفيلم" عدة مرات من قبل حتى يتم الإتفاق كل شيء، لا شيء متفق عليه وسيكون من الممكن حدوث انفراجة بشكل سري وليس بدبلوماسية مكبرات الصوت:
يجدر بتوضيح هذه النقطة في ضوء الاضطراب الذي تسببه كل معلومة للعائلات، بما في ذلك في بعض الأحيان الأخبار المزيفة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك تغييراً معيناً على الجانب الإسرائيلي: فالمؤسسة الأمنية توصي منذ فترة طويلة بصفقة شاملة للرهائن. وفي الأسابيع الأخيرة، يبدو أن النظام السياسي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتكيف أيضاً مع تنفيذ صفقة (ليست شاملة بل جزئية). وحماس من جهتها تواصل إصرارها على أربعة مطالب أساسية، هدفها ضمان الحفاظ على حكمها في القطاع وبقائها كمنظمة:
1. وقف إطلاق النار
2. الانسحاب من قطاع غزة
3. إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفق مفاتيح محددة سلفاً
4. إعادة إعمار قطاع غزة
من بين جميع هذه المطالب، الأكثر إثارة للاهتمام هو الشرط الرابع. ويعني ضمان إدخال المواد الخام للبناء والحفاظ على استمرارية غياب النشاط العسكري (وقف الحرب)، مما يسمح لأصحاب المصلحة الدوليين بإعادة بناء القطاع. ومن خلال القيام بذلك، تضمن حماس نهاية الحرب (وليس مجرد وقف إطلاق النار)، وتضمن أبعد من ذلك أن حماس ستكون مسؤولة عن استعادة القطاع. أي أنها ستكون السلطة التي ستعيد بناء غزة من الدمار وتعيد لمواطني غزة كرامتهم. وخلاصة القول: إن حماس تحاول التأكد من أنها ستكون العنوان المدني "في اليوم التالي".
وطالما لم يتم الاستجابة لمطالبها، فمن المشكوك فيه أن توافق حماس على صفقة مختطفين شاملة تعيد جميع المختطفات والمختطفين إلى إسرائيل.
ستكون القدس مستعدة للتنازل عن المطالب الثلاثة الأولى، وبثمن باهظ، لكنها لن تكون قادرة على تحقيق استعادة القطاع فعليا، كما أنها ستجد صعوبة في الالتزام بخطوة تعني ضمان بقاء حماس. فماذا سيحدث فعلياً إذا لم تتنازل حماس عن المطلب الرابع؟
هل سنصبح جميعا رهائن لدى حماس في غزة، ونستمر في دفع ثمن الدماء لنفس الفكرة التي ترافقنا منذ أكثر من ستة أشهر: زيادة الضغط العسكري؟
الفكرة أنه في اختبار النتيجة لم تعد فعالة.
لا، من الخطأ أن نفهم من كلامي أن تخفيف الضغط العسكري مفيد: من المؤكد أن تخفيف الضغط على حماس لن يزيد من دوافعها للتوصل إلى تسوية، لكن الضغط العسكري قد وصل إلى مداه.
كيف بكل الأحوال يمكنك دفع حماس
1 - استمرار الضغط العسكري يصل إلى مرحلة الإرهاق:
التدمير المنهجي للأحياء في شمال قطاع غزة لا يغير قرار محمد السنوار. ومن الناحية العسكرية، فإن تطهير المنطقة من المفترض أن يجهز المنطقة لـ "اليوم التالي"
لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد بهذا الشأن، ومن المشكوك فيه جداً ما إذا كان من الممكن تكرار نموذج شمال قطاع غزة لكامل قطاع غزة. سيتطلب ذلك موارد كثيرة من وجهة نظر عسكرية (أفراد، أسلحة، احتياط ، إلخ)، وسيكون من الصعب للغاية دفع السكان الفلسطينيين في غزة أكثر من الضغط الذي يجدون أنفسهم فيه اليوم. كما أن توسيع الجهود إلى أماكن أخرى قد يعرض حياة المختطفين للخطر بشكل كبير، لذا فإن المرونة في زيادة الضغط العسكري بما يتجاوز ما يحدث اليوم محدودة للغاية.
2 - ضغوط إنسانية:
ينخرط كثيرون في محاولة تفسير التصريحات المتكررة للرئيس المقبل دونالد ترامب حول "الجحيم" المرتقب إذا لم تتم إعادة المختطفين بحلول موعد توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل. وأي محاولة لاستباق تحركاته تتناقض مع إحدى أبرز سماته، التي لها أيضاً عنصر رادع كبير، وهو عدم اليقين بشأن تحركاته. لكن من الممكن أن يكون الجحيم الذي يتحدث عنه مرتبطاً بالعنصر الإنساني.
تكملة المقال.
ومن الواضح أنه لا يوجد شيء حقيقي يمكن للولايات المتحدة أن تفعله على الجانب العسكري العملياتي لم تفعله إسرائيل بالفعل مع حماس وغزة - فقد قضينا على جميع كبار مسؤوليها تقريبًا، وألحقنا الضرر بمعظم بنيتها التحتية، وقمنا بحل كافة كتائبها تقريباً وتسوية مناطق بأكملها بالأرض، خاصة في شمال قطاع غزة، والمساعدات الإنسانية ستشكل ضغطاً حقيقياً على قيادة حماس، ولكن من أجل تحقيق تغيير حقيقي في مواقف حماس من خلال وقف المساعدات الإنسانية سنضطر إلى المرور بأزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة، وربما الوصول إلى حالة من الجوع والمرض وما شابه ذلك. صحيح أن الرئيس الذي يدخل البيت الأبيض سيكون أكثر تسامحاً في هذا المجال – ويبدو أن هذا ما يعنيه عندما وعد حماس بـ "الجحيم" الذي سيتم دفع ثمنه إذا لم يتم إطلاق سراح المختطفين. ولكن في حين أن ترامب سيدعم الحكومة الإسرائيلية في خفض المساعدات، فإنه لن يكون مسؤولاً عن عواقب ذلك: فيما يتعلق ببقية العالم، المسؤولية عن الأزمة الإنسانية وأهميتها العالمية، وربما أيضًا فيما يتعلق بالقانون الدولي سوف تقع على عاتق دولة إسرائيل.
3- إزاحة حماس عن السلطة:
هذه هي الوسيلة التي لم نجربها بعد. وهذا هو الكابوس الحقيقي لحماس في غزة.
لنعد إلى مسألة إعادة الإعمار: لنتذكر أن سبب إصرار حماس على إعادة الإعمار هو القدرة على سرد خطاب النصر - "لقد نجونا من الهجوم الإسرائيلي، وطردناه من قطاع غزة، وسنبني دولة". غزة أفضل." يجب أن نعطل هذه القصة، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال توضيح أفعال فقدان السيطرة المدنية في غزة. إن الواقع في شمال قطاع غزة، في ممر نيتساريم ومعبر رفح، يسمح للمرة الأولى بالتنفيذ الكامل لنموذج "اليوم التالي" بطريقة من شأنها تكثيف الضغوط على حماس عشرة أضعاف. لقد جربنا كل شيء آخر، ولم ينجح.
كيف يمكنك أن تفعل هذا في الممارسة العملية؟
الفكرة العامة هي استخدام المناطق الثلاث التي تم تطهيرها من المسلحين - منطقة الحدود الشمالية، وممر نيتساريم، وممر فيلادلفيا - لإنشاء سلطة مدنية بديلة تتولى السيطرة المدنية عن حماس، مع السماح لإسرائيل بحرية الحركة . الأمنية للتعامل مع التهديدات ومواصلة تدمير تنظيم حماس.
لدى إسرائيل فكرة "لليوم التالي". وعلى الرغم من عدم نشرها للعامة، إلا أن الفكرة معروفة بالفعل لدى الكثير من المعنيين بالأمر. وهي تقوم على "مجلس" - مجلس عربي دولي سيوفر التمويل والإشراف الأعلى لإعادة إعمار القطاع. والدول الأعضاء في المجلس ستكون دول الخليج ودول العربية من المنطقة، وبالطبع الولايات المتحدة. وستعمل هذه الهيئة الدولية على تشغيل شركات المقاولات، إلى جانب الكيانات المحلية، في توزيع المساعدات الإنسانية والسيطرة على القانون والنظام.
وهذا النموذج لا يمكن تطبيقه، لأنه يفتقر إلى بوادر الحكم الفلسطيني، وبالتالي فإن الدول العربية لن توافق على مد يدها لنموذج سيُنظر إليه على أنه تعاون مع إسرائيل في قمع الفلسطينيين في غزة وفرض نظام أجنبي عليها. شعوب الدول العربية التي يتألف منها المجلس تتأثر بالرأي العام في الشارع، ولذلك سترفض: وآخر ما يريدونه هو تصويرهم على أنهم متعاونون مع ما يعتبره الجمهور في الشارع العربي "النكبة الثانية".. أبعد من ذلك، فإن هذا النموذج لا يهدد حماس: بل إنه يحل لها مشكلة محلية: توزيع المساعدات. وستواصل حماس تهديد دوائر المساعدات، وستدفع شركات المقاولات تكاليف الحماية وتقوم بالأعمال القذرة نيابة عنها.
الحل هو إضافة مكون لهذا النموذج، طبقة إدارية وسيطة، وهو ما يسمى باللجنة. ويمكن البدء بتطبيق هذا النموذج المكون من ثلاثة طبقات في الأماكن الثلاثة المطهرة المذكورة أعلاه. ويجب أن تشتمل هذه الطبقة على مكون السلطة الفلسطينية، حتى لو كان مجرد خطاب تفويض رسمي، ولكن بدون هذا المكون لن نتمكن من تسخير كل العوامل التي تمكن من تحقيقه. صحيح أنني أعتقد أيضاً أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على إدارة غزة الآن، لكن لا يمكن تجنب تدخلها، حتى لو كان رمزياً وبلا أسنان في المرحلة الأولى، وحتى لو كان فقط كذريعة أمام العالم العربي. - الذريعة التي ستسمح بإزاحة حماس.
وليس من المستغرب أن ترفض السلطة الفلسطينية هذا الحل، كما نشر مؤخراً: لقد اختارت السلطة دائماً أسوأ الطرق على الإطلاق، وتفوقت دائماً في تضييع الفرص. هذه المرة يجب أن يفرض عليها، حيث أن كل ما هو مطلوب منها هو خطاب تفويض (العمل في المجال سوف يقوم به آخرون)، وبما أن هناك ما يكفي من أدوات الضغط عليها، فيمكن إجبارها على ذلك. وهذا السلوك هو تعزيز آخر لمطالبة دول الخليج والولايات المتحدة بضرورة تطبيق إصلاحات عميقة من شأنها تغيير وإصلاح السلطة الفلسطينية.
وينبغي أن يبدأ تطبيق هذا النموذج بغض النظر عن صفقة الرهائن: فتنفيذه سيزيد من الضغوط على حماس. يمكن تطبيقه في شمال قطاع غزة وفي منطقة فيلادلفيا أولاً. وستعمل تلك "اللجنة المسماة" المكونة من عناصر إقليمية فلسطينية على تشغيل مقاولين من الباطن (إذا كانوا خارجيين، مثل شركات المقاولات الأمريكية، وإذا كانوا محليين). وستقوم هذه الجهات بتوزيع المساعدات الإنسانية وبناء الخيام للنازحين والبدء في تقديم الخدمة المدنية بدلاً من الخدمة التي تقدمها حماس حاليًا. وهذا نموذج يمكن تكراره في القطاع بأكمله: حيث يمكن إعادة السكان إلى مناطق السيطرة، بالطبع بعد التصفية عبر المعابر. إن مثل هذا النموذج الناجح سوف يوضح لحماس كيف سيبدو المستقبل إذا لم تتنازل. وإذا نجحت هذه المحاولة بالفعل، فسوف يكون لزاماً على حماس أن توقف هذا التوجه والطريقة الوحيدة لوقفه تتلخص في صفقة الرهائن.
وفي الختام
نحن الآن جميعنا أسرى حماس. نحن نعتمد على رغبتها في الذهاب إلى الصفقة. حماس، التي تدرك هذه الحقيقة، ليست مستعدة للاستسلام، وبالتالي يجب علينا تغيير تصورنا. والمطلوب أسلوب جديد لزيادة الضغط عليها. والزيادة الوحيدة التي لم تتم تجربتها حتى الآن هي تشكيل حكومة بديلة لحماس. ولا ينبغي لنا أن نتخلى عن السيطرة الأرضية هباءً، ومن الممكن أن نفكر في فرض رقابة أفضل على المساعدات الإنسانية.
دخول ترامب إلى البيت الأبيض يضمن لإسرائيل الدعم الكامل: سنحصل على الأسلحة اللازمة، وكذلك الدعم لزيادة الضغط المدني على القطاع. يمكننا العودة إلى القتال في قطاع غزة متى أردنا ذلك. وهذه درجة مهمة من الحرية يجب الاستفادة منها، وهي تمكن من إدارة المخاطر. خلاصة القول: مفتاح الضغط الأهم هو في يد إسرائيل. فقط التهديد لبقاء حماس كمنظمة هو الذي سيغير أي شيء، ونحن لم نبدأ بعد في إدراك ذلك.
- اللواء (المتقاعد) تامير هايمان هو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي أمان والقائد السابق للحرس الشمالي وهو حاليا رئيس معهد دراسات الدفاع
-----------------انتهت النشرة-----------------
أضف تعليق