ترميم مساجد مخيم اليرموك.. هل سيعيد الحياة إليه؟
بعد سقوط نظام الأسد، تحرّكت عدد من المؤسسات الإغاثية، وبعض المبادرات المدنية والمحلية لإصلاح وترميم عدد من المساجد في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.
ورصدت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا قبل أيام بدء مؤسسة إغاثية مقرها في تركيا، بإصلاح وترميم مسجد الصفدي الذي يقع جنوب غربي المخيم، وما زال العمل جاريًا حتى هذه اللحظة.
كما قامت مجموعة محلية بإزالة الركام حول جامع فلسطين وتنظيف الشوارع حوله تمهيدًا لإعادة ترميمه وإصلاح الدمار الذي لحق به، وأيضًا كانت هناك مبادرة لإقامة الصلوات الخمس في مسجد القدس.
وتهدف هذه المبادرات وغيرها لإعادة الحياة إلى مخيم اليرموك الذي أطلق عليه " عاصمة الشتات"، بعد الدمار الهائل الذي تعرّض له من قبل النظام البائد، لكن بحسب التقارير التي صدرت مؤخرًا تؤكد أن أهله لم يستطيعوا العودة إليه حتى اللحظة لأسباب عديدة، وعدد الذين عادوا لا يتجاوز أربعة آلاف شخص بحسب إحصائيات حقوقية موثقة، والأسباب تعود أن النظام البائد وضع عراقيل كثيرة حالت دون عودة أهل المخيم إليه، وكان المخيم من أواخر المناطق التي تم فتحها بعد خروج المعارضة المسلحة منها آنذاك؛ إضافة إلى الدمار المرعب، وانتشار السرقات وانهيار البنية التحتية إضافة لعدم وجود أي مظهر من مظاهر الحياة في أرجاء المخيم.
كما أن النظام حاول في فترة سابقة تغيير الوضع القانوني للمخيم وضمّه للمخطط التنظيمي لمدينة دمشق، قبل أن يتراجع لاحقًا، وكان دائمًا يضع العوائق أمام العديد من المبادرات لإعادة الحياة للمخيم، كما كانت موافقاته الشكلية لبعض المبادرات هنا وهناك، دائمًا حبرًا على ورق لم يكتب لها النجاح.
فهل ستكون هذه المبادرات كفيلة بتشجيع المزيد من الأهالي للعودة إلى المخيم وإعادة بناءه أو سيصدم بالواقع الذي خلّفته الحرب، فهناك أكثر من ٨٠% من بيوت المخيم دمّره النظام كليًّا أو جزئيًا، والآلاف من أهله هجّروا وتشتتوا في مناطق متفرقة من سوريا وخارجها، والآلاف منهم أعادوا بناء حياتهم الجديدة في دول اللجوء الممتدة على أرجاء المعمورة.
لكن الذي يبعث الأمل أن اللاجئين الفلسطينين كانوا يعتبرون سوريا ومخيم اليرموك وطنًا لهم، والإنسان الفلسطيني يعُرف عنه بأنه من أكثر الشعوب تمسكًا بأرضه وهويّته، ولا بد للطائر مهما حلّق أن يعود إلى مسقط رأسه.
أضف تعليق