09 كانون الثاني 2025 الساعة 06:52

"المسيح الأندلسي" للفلسطيني السوري تيسير خلف في "طويلة" البوكر العربية

2025-01-08 عدد القراءات : 36

وقع اختيار رواية "المسيح الأندلسي"، للروائي والباحث الفلسطيني السوري تيسير خلف، والصادرة عن منشورات المتوسط في إيطاليا، من بين روايات القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، وفق ما أعلنت، أمس، لجنة تحكيم الجائزة للعام 2025، برئاسة الأكاديمية المصرية منى بيكر، وعضوية كل من: الأكاديمي والباحث اللبناني بلال الأرفه لي، والمترجم الفنلندي سامبسا بلتونن، والأكاديمي والناقد المغربي سعيد بنكراد، والناقدة والأكاديمية الإماراتية مريم الهاشمي.

وتتميّز "المسيح الأندلسي" ببناء سردي محكم لتاريخٍ موازٍ، في رواية تعانق الواقع في عديد النكبات التي ترافق المسلمين والعرب، كما حدث ويحدث في فلسطين، أو سورية، أو العراق، أو اليمن، أو ليبيا، أو السودان، أو غيرها، بحيث نرى خلف يمزج المتخيّل بالوقائع التاريخية المتكئة على مراجع مُحقّقة، وهي بذلك رواية حاضر، تتفاعل مع ما يحصل من حروب إبادة، بسبب اختلاف الدين، أو العِرق، أو اللغة، كمظلات لتبرير حكم استعماري إحلالي، وكأن التاريخ مُصرّ على إعادة تدوير ذاته، دون أن يُنتج ما هو مفيد وفق تقنيّات إعادة التدوير، أو التخلّص ممّا هو ضار، فما حصل مع "الموريسكيين"، حصل ويحصل مع الفلسطينيين، وبشكل وبآخر مع العراقيين من طوائف بعينها، كالإيزيديين، وهو ما ينطبق على سورية أيضاً.
وتعتمد "المسيح الأندلسي" على تشابك العناصر السردية وغير السردية، كالأزمنة، والأمكنة، والمعمار، والثقافات بتعددها وسيادتها، بما فيها فنون الأطعمة، ورائحة التوابل التي تفوح كما رائحة الدم من الورق، دون الاتكاء على قالب بعينه.
والروايات المتنافسة على الجائزة لهذا العام، تمثل عدّة دول عربية، من بينها مصر التي تنافس بأربع روايات: "أحلام سعيدة" لأحمد الملواني، و"المشعلجي" لأيمن رجب طاهر، و"الرواية المسروقة" لحسن كمال، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا، وهو حال سورية عبر روايات: "الأسير الفرنسي" لجان دوست، و"وارثة المفاتيح" لسوسن جميل حسن، و"الآن بدأت حياتي" لسومر شحادة، علاوة على رواية "المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، الذي يعرّف نفسه بالفلسطيني السوري، ويحمل الجنسية السورية، لكون أصوله تعود إلى قرية "الظاهرية" الجولانية التي قُسّمت ما بين سورية وفلسطين، تبعاً لاتفاقية "سايكس بيكو" في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
فيما تمثلت لبنان بروايات ثلاث، هي: "ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"ما رأت زينة وما لم ترَ" لرشيد الضعيف، و"أغنيات للعتمة" لإيمان حميدان، في حين كانت الروايات الخمس المنافسة المتبقية يمثل كلّ منها دولة عربية، وهي: "دانشمند" للموريتاني أحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" للعراقي أزهر جرجيس، و"هوّارية" للجزائرية إنعام بيوض، و"البكاؤون" للبحريني عقيل الموسوي، و"ملمس الضوء" للإماراتية نادية النجار.
وأشارت منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم إلى أن الروايات الستّ عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام، تتميّز بتنوّع موضوعاتها وتنوع القوالب الأدبيّة التي عولجت بها.. هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيءٍ من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة من ممارسة حياتها، وأخرى تدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالى به مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة، كما تناولت الكثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم".
من جانبه، لفت رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان، إلى أن بعض روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة تواصل توجهاً عهدناه في الدورات السابقة يتمثل بالعودة إلى الماضي للغوص في أعماق الحاضر.. لهذا التوجّه دلالاته السوسيولوجية، فهو يحكي عن قسوة الحاضر الذي يدفع الروائي إلى قراءة العالم الذي يحيط به من زاوية تبدو عالمة معرفيّاً، أو زاوية ترى أن التطور الاجتماعي ليس إلّا مُسمّى لحالة تنضبط بقانون "مكانك سر".

أضف تعليق