31 كانون الثاني 2025 الساعة 01:24

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 25/12/2024 العدد 1192

2024-12-28 عدد القراءات : 380

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 25/12/2024

 

 

هل نفتالي بينيت هو المسيح الجديد؟ هل جننتم؟

 

 

بقلم: رام فروما

 

ها هو يتكشف لنا المسيح الجديد للجمهور العلماني والليبرالي في إسرائيل – هو ليس سوى نفتالي بينيت. الضجة الجديدة هي دعم بينيت في استبدال بيبي. أنا أقول لكل الذين بدأوا في التحدث عن بينيت: هل جننتم؟ أو ربما أنكم مصابون بالخرف؟. هذه هي الاحتمالات الوحيدة التي تخطر ببالي من اجل تفسير هذه الخطوة المريضة.

هيا نتذكر من هو نفتالي بينيت. دخوله الى الساحة السياسية كان عندما شكل “إسرائيل شيلي”، مع اييلت شكيد، وارتباطه ببنيامين نتنياهو في أسوأ اوقاته عندما كان في صحراء المعارضة. الآن، حيث أن هذه المهمة تم القيام بها من قبل اوريخ، لوك وآينهورن، الأكثر تأهيلا، فان كثيرين ينسون أن بينيت وشكيد هما اللذان اخترعا ما يسمى الآن “ماكنة السم”، وهي الماكنة التي اعادت بيبي الى الحكم. كل شيء كان موجود هناك – الاخبار الكاذبة، المعلومات الكاذبة، التوجه الى الشبكات الاجتماعية لتجاوز وسائل الاعلام. صحيح أنهم لم يذهبوا بعيدا مثل مواصلي دربهم. ولكنهم الذين بدأوا كل شيء. بدونهم ربما كان نتنياهو سيكون حتى الآن ينشغل في كتابة مذكراته.

في العام 2015 تم تعيين بينيت في منصب وزير التعليم، وقد توجه الى تقوية عملية تهويد جهاز التعليم. في عهده في الوزارة سجل رقم قياسي في اختراق الجمعيات الدينية وأنوية التوراة في جهاز التعليم الرسمي، أيضا برنامج التهويد المعروف بالاسم المغسول “ثقافة يهودية إسرائيلية” تحول الى موضوع الزامي في التعليم.

في موازاة ذلك هو عرف كيفية شراء عالمه في أوساط العلمانيين عن طريق تشجيع تعليم خمس وحدات للرياضيات. بينيت في الحقيقة قام بتسويق العملية جيدا، والنتيجة هي أن الجمهور تدفق الى صفوف الخمس وحدات، التي لم تتمكن دائما من تحمل هذا العبء. الجهاز الذي لم يتم تأهيله لهذه العملية، والصفوف المكتظة جدا، أدت الى أن النجاح في الرياضيات أصبح الملكية شبه الحصرية لمن استطاع آباءهم الدفع مقابل المعلمين الخاصين. الدمج بين التسويق المبالغ فيه والتنفيذ الفاشل أدى أيضا الى أن كثير من الأولاد الذين لم يناسبهم هذا الموضوع، بدلا من تطوير انفسهم في أماكن مناسبة لهم حاولوا مع ذلك ولكنهم فشلوا.

في موازاة ذلك قام بينيت بما كان يهتم به حقا: ميزانية سخية بشكل خاص من اجل تعميق تهويد جهاز التعليم. في الوقت الذي كان يعمل فيه على تهويد المدارس، شريكته شكيد قامت بتعيين عدد من القضاة غير الليبراليين الذين غيروا طابع جهاز القضاء. الآن نحن نشعر بذلك. وسنشعر به أكثر في المستقبل. في اختبار النتيجة هي كانت اكثر خطورة من ياريف لفين، الذي حتى الآن لا ينجح في تنفيذ معظم تهديداته.

منذ تعيين بينيت في منصب رئيس الحكومة وحصل على المديح بسبب أن حكومته تصرفت بشكل طبيعي، حقا هذا كان تغيير منعش مقارنة مع حكومات بيبي السابقة واللاحقة. ولكن تحت الطاولة كانت حكومة التغيير من اكثر الحكومات اضرارا بالقضية العلمانية – الليبرالية. بينيت جاء مع قائمة طلبات تم تنفيذها كلها. وعلى رأسها كان فتح الانسداد في تمويل زيادة في المستوطنات. صحيح أن نتنياهو حافظ على اغلاق الصنبور طوال ولايته حتى ذلك الحين، والذي قام بفتح الصنبور هو بينيت (بالطبع بعده تم فتح الصنبور اكثر). أيضا ميزانية انوية التوراة قفزت قفزة كبيرة في ظل رئيس الحكومة بينيت كشرط لدخوله الى الحكومة. الثراء الذي يغدقه عليها الآن سموتريتش وستروك هو فقط استمرار للتوجه الذي بدأ فيه بينيت.

في المقابل، اصدقاءه في الحكومة في الجانب الآخر، لم يمنحهم أي مجال صغير للعمل. وقد حظر على كل وزراء ميرتس وحزب العمل ويوجد مستقبل تنفيذ حتى لو عملية صغيرة جدا من اجل رفاه الجمهور العلماني، من خلال التهديد بأن أي خطوة كهذه ستؤدي الى حل الحكومة. النتيجة كانت أنه رغم تشكيلة حكومة التغيير إلا أنها كانت عامل مهم في تحويل إسرائيل الى دولة اكثر تدينا واكثر قومية متطرفة.

مهم التأكيد على أنه لا يوجد أي فرق بين اهداف بينيت، سموتريتش وشلومو كرعي، الفرق فقط في الأسلوب.

الامر غير المعقول هو أنه في يوم صاف يحصل بينيت على أربعة مقاعد من الجمهور المتدين، خائب الأمل من سموتريتش. وكل قوته المتبقية تأتي بالذات من جمهور العلمانيين، الذي هو ضحية افعاله. المذنب هو التوجه الوهمي لكثيرين من بيننا للتفكير بشكل “براغماتي” والقيام بتصويت “استراتيجي”. البراغماتية والاستراتيجية اللامعة أدت الى تتويج بني غانتس وبقاء جدعون ساعر. في الانتخابات يجب التصويت لمن يمثلك ويدفع بمصالحك قدما وإبقاء “الاستراتيجية” جانبا. الحريديون لن يصوتوا “استراتيجيا” لافيغدور ليبرمان، والمسيحانيون لن يصوتوا “استراتيجيا” ليئير غولان. هذا التصويت، البراغماتي والاستراتيجي، هو الذي أدى الى الوضع الذي فيه يمكن العد على أصابع اليد أعضاء الكنيست الذين يمثلوننا ويهتمون بنا. لماذا لهم؟ هم يعرفون أن هذا لن يكون الاعتبار في تصويت معظم الجمهور الليبرالي. لذلك فانه لا يوجد لأي أحد سبب للحفاظ علينا.

صحيح أننا جميعا نريد التخلص من بيبي، لكن هذا التصويت لم يساعدنا في السابق في فعل ذلك، ولن يساعدنا في المستقبل أيضا. فقط هي تسببت بالشر لنا. بدلا من استيعاب الضرر الموجود في هذا التصويت الاستراتيجي أنا أرى حولي اشخاص ينوون الذهاب بعيدا في هذا الاتجاه. ولكن اذا كان التصويت لغانتس وساعر استراتيجيا هو غباء بالنسبة لي، فان التصويت استراتيجيا لبينيت هو انتحار.

في العام 2013 نشرت في هذه الصحيفة مقال بعنوان “من سيدفع ثمن التحالف مع بينيت؟”. أولادنا الذين تعلموا في جهاز التعليم الرسمي هم الذين بأثر رجعي سيدفعون الثمن. وعندما اسأل من الذي سيدفع ثمن التأييد الحالي لبينيت، لأنه في نهاية المطاف الامر يتعلق بنا جميعا، فاننا نحن واولادنا واولادهم من سندفع هذا الثمن. هيا نسقط بيبي، ولكن ليس من اجل، لا سمح الله، تتويج بينيت.

-------------------------------------------

هآرتس 25/12/2024

 

حكومة إسرائيل هي سلطة غريبة، يجب علينا محاربتها

 

 

بقلم: يحيعام فايتس

 

موشيه لادور، رجل قانون معروف ومدعي عام سابق، قال أمور هامة وجديرة جدا: “الطيارون الذين تم تسريحهم يجب عليهم رفض التطوع في خدمة الاحتياط على خلفية استئناف إجراءات سن قوانين الانقلاب النظامي”. لادور قصد في أقواله بأنه يجب القيام بعصيان مدني ضد السلوك البلطجي لاعضاء الحكومة وأعضاء الائتلاف. يمكن طرح عدد غير قليل من الأمثلة المثيرة للغضب حول افعالهم. ففي الحرب الدموية الحالية وزير العدل ياريف لفين هاجم بشكل مسموم كل جهاز القضاء – الذي هو ألاساس الصلب للنظام الديمقراطي الليبرالي.

منذ إقامة الدولة في 1948 وحتى تولي لفين منصب وزير العدل، كان لدينا 26 وزيرا للعدل، كل واحد منهم ساهم بلبنة من اجل تعزيز جهاز القضاء – مثل وزير العدل الأول بنحاس روزين، شكل في 1953 لجنة تعيين القضاة. وزير العدل يعقوب شمشون شبيرا هو المسؤول عن قانون لجان التحقيق (بما في ذلك لجان التحقيق الرسمية) الذي تمت المصادقة عليه في 1968. في حين أن الهدف الاسمى للفين هو تدمير بصورة كاملة كل هذه اللبنات.

وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير – الشخص العنيف والخطير والذي لا يستحق الجلوس في الحكومة – يطرح باستمرار طموحه الكبير، اقالة المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا. فهي تشبه الطفل الهولندي الصغير الذي ينجح في وقف تدفق المياه من خلال اغلاق الثقب في السد باصابعه. الآن هي حارس العتبة لقيم الدولة الأساسية والمجتمع. لذلك فان بن غفير يبذل كل جهده لاقالتها.

بالطبع، الحكومة تتملص بكل القوة من تشكيل  لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر. حكومة غولدا مئير قررت تشكيل لجنة رسمية هي لجنة “اغرانات” بعد شهر على انتهاء حرب يوم الغفران، 21 تشرين الثاني 1973. ولكن الحكومة الحالية لا تهتم بذلك أبدا. يجب على اللجنة التي سيتم تشكيلها، اذا تشكلت في نهاية المطاف، فحص العلاقة الجوهرية والقاتلة بين “الإصلاح النظامي” الذي بدأ في كانون الثاني 2023 وبين الحرب التي اندلعت بعد تسعة أشهر. هناك صلة وثيقة وقابلة للانفجار بين أفعال لفين وسمحا روتمان وبين العدد الكبير من الجنود القتلى في الحرب. بدرجة كبيرة يمكن القول بأن هذه الحرب الفظيعة بدأت في اليوم الذي تم فيه تعيين لفين في منصب وزير العدل.

العصيان المدني والعصيان العسكري يجب أن يتبنى شعار “دائما في حالة تمرد”. موشيه سنيه هو الذي جلب ذلك. فقد كان رجل دولة بارز ولامع، وحياته السياسية عرفت تقلبات دراماتيكية. في ثلاثينيات القرن الماضي كان القائد الفتي لـ “الصهاينة العامين” في بولندا. وكان صديقا للمنشقين البولنديين في تمرد المقاومة البولندية على الحكومة المستبدة والقمعية واللاسامية. وفي اربعينيات القرن الماضي كان سنيه قائد في الهاغاناة، رئيس القيادة القطرية، في فترة تمرد “انتفاضة الاستيطان العبري ضد الحكم البريطاني، الذي ازداد تنكيله (كما قال سنيه في 1969).

يمكن العثور على علاقة بين مفهوم “التمرد” وبين مفهوم “الحكم الأجنبي”. بالنسبة لسنيه فان الحكم في بولندا كان “حكم اجنبي”، أيضا الحكم البريطاني كان “حكم غريب”. هكذا أيضا بالنسبة لمواطني الدولة الآن. فحكومة إسرائيل الـ 37 هي حكومة عنصرية وغير ديمقراطية بشكل غير مسبوق في دولة إسرائيل – مثل الحكم الاجنبي بالضبط. ورغم أنه تم انتخابها من قبل الكنيست بعد الانتخابات العامة للكنيست إلا أن هدفها ليس إلا تدمير النظام الإسرائيلي الشرعي الدستوري والديمقراطي.

الحكومة والوزراء فيها يوجد لهم قوة سلطوية كبيرة، لكنهم لا يستخدمونها لخلق أنماط موحدة في المجتمع الإسرائيلي المستقطب، بل على عكس ذلك، في كل يوم وفي كل ساعة نشاهد الدمار الذي تسببه هذه الحكومة لجميع المنظومات الحيوية في الدولة. وزير التعليم، يوآف كيش، يقوم بتدمير ممنهج لجهاز التعليم؛ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يضر بقدرة الطبقة الوسطى على كسب الرزق بكرامة، ويضر بالاقتصاد الإسرائيلي؛ ايتمار بن غفير يحول شرطة إسرائيل الى مليشيا حكم اجنبي، مليئة بالعنف والكذب، وبالاساس الفساد بمستوى غير مسبوق هنا. الاضرار التي تسبب بها بن غفير لشرطة إسرائيل ستكون بمثابة البكاء لاجيال.

كل ذلك دون التحدث عن قانون التهرب من الخدمة، الذي يضر بأمن الدولة وقوة جهاز الاحتياط التابع للجيش الإسرائيلي، لا سيما في أيام الحرب. كما قلنا هذا هو سلوك الحكم الأجنبي.

المواطنون العاديون الذين يحترمون القانون والقواعد الدارجة، والذين يدفعون الضرائب للدولة ويمتثلون لخدمة الاحتياط، يجب عليهم الانتباه الى اقوال موشيه لادور، وكذلك اقوال موشيه سنيه التي قالها قبل عشرات السنين. حكومة إسرائيل تضر بقيمة مقدسة لنا جميعا، التي هي شيء عزيز علينا.

-------------------------------------------

 

هآرتس 25/12/2024  

 

على خلفية احتضار المخطوفين، شهادة نتنياهو هذيان، الفجوة تمنحه افضلية

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

للمفارقة، قوة نتنياهو الكبيرة في أيام تقديم شهادته تنبع بالذات من الوضع الحالي، الذي هو من المسؤولين الأوائل عن خلقه. في الملعب العام فان هذا الامر واضح اكثر: في الأيام التي يحتضر فيها المخطوفون بيأس، ومعظم الذين يجلسون في قاعة النقاشات الصغيرة التي لا يوجد فيها اوكسجين، في المحكمة في تل ابيب، فقد استيقظوا في الليل على صاروخ آخر من اليمن، الاحاديث عن جهود رئيس الحكومة الدفع قدما بخبر يؤيد ترشح داليا دورنر لرئاسة الدولة في 2014، أو مقارنة الخبر عن المظهر الجديد لسارة نتنياهو في موقع “اكسنت” امام الخبر في “واللاه”، ببساطة هي هذيان. محرر “واللاه للأزياء”، السيد ليروي، هدد بالاستقالة اذا دخلت صورة زوجتي. أنا أتساءل ما اذا كان السيد ليروي سيهدد بالاستقالة لو أن تلك كانت صورة ليهيا لبيد. هذه الجملة التي قالها رئيس الحكومة. هذا هو الحدث وهذا مستواه.

المرور الدقيق على التفاصيل الموجودة في لائحة الاتهام للملف 4000 – تعذيب مستمر يصل الى درجة البشاعة، الذي يمكن حله جزئيا في جلسة استماع خاصة التي ستعقد اليوم في المحكمة المركزية في القدس – يخدم دفاع نتنياهو لأنه يرهق من يجلسون في القاعة الى حد الموت. ويوفر حوارات من هذا النوع.

قوة أخرى لنتنياهو توجد في ادعاءاته بخصوص علاقة سياسيين آخرين مع رجال في الاعلام. عندما يعرض هذه العلاقات، لا سيما في موقع “واللاه” في الفترة المذكورة فانه ينجح في خلق الانطباع بأن “هذا ما يفعله الجميع”. رئيس الحكومة يحقق النتيجة التي يحتاجها، حيث يقدم عرض بحسبه “الجميع نفس الشيء”، ويقطع الاتصال – خاصة في أوساط المعجبين به – عن “الهدية” المفصلة والرائعة التي تظهر كما يبدو في لائحة الاتهام.

لكن هناك أيضا نقاط ضعف، وهي غير قليلة: في كل مرة يعظم فيها نتنياهو زوجته ويجعلها ملاك ضعيف يشفق على الايتام ومرضى السرطان من الأطفال في المستشفيات، أو يقوم بوصفها بأنها تتجول في العالم وتوزع الهبات السخية – يبدو أن مؤيديه المتعصبين جدا أيضا يشعرون بأن حرارة التزييف تصل الى ظهورهم. بالذات المرات القليلة التي فقد فيها نتنياهو مظهر الغطرسة والواجهة المزدرية والثقة الكبيرة بأنه محق، تتعلق بسلوك زوجته.

أمس، في مناقشة طلبه إزالة خبر تناول الدعوى التي قدمها مسؤول المنزل السابق مني نفتالي ضد الزوجين نتنياهو، بدأ رئيس الحكومة في الغضب ووعد بكشف “أمور صادمة” بالنسبة لنفتالي. وعندما قام محاميه عميت حداد بتسمية بالخطأ لائحة الدعوى بـ “لائحة اتهام”، قال نتنياهو امام الوجه المضطرب للمدعية العامية يهوديت تيرش: “هذا على ما يرام، هم موحدون”. في نفس مستوى الجاذبية رد على خبر آخر بعنوان “ترتيبات النظافة في منزل نتنياهو: العاملون يهربون”.

سواء كانت ملاك أم لا، فان سارة نتنياهو هي التي يلقي نتنياهو عليها البنود الأكثر إشكالية في القائمة. هذا في الوقت الذي يقوم فيه بحبسها في علاقات مغلقة مع زئيف روبنشتاين، الذي مرة تلو الأخرى يتحدث في مراسلاته مع رؤساء “واللاه” عن الزوج نتنياهو بلغة الجمع.

بشكل عام من غير الواضح كيف يمكن لهذه المحكمة أن تعتبر جدية بدون استدعاء السيدة لتقديم شهادتها. زوجها، الذي ينسب اليها قدرات خارقة، ينسب اليها أيضا معظم محاولات التدخل. واذا كان هذا هو الواقع فانه يمكن لهذا الملاك أن يقوم بتبرئة الملاك الحقيقي بجرة قلم. لماذا لا يصر محامييه على جلبها الى منصة الشهود؟.

أيضا محاولات نتنياهو المتكررة، أن ينسب لروبنشتاين، رجل الاتصال كما يبدو، أي دوافع شخصية غير مرتبطة بمصالحه مع الوفيتش، ينطوي عليها الضعف، ولا يهم كم سيكررها (هو كررها عشرات المرات)، حيث أن روبنشتاين، الذي يعرضه نتنياهو كمهرج ممل ومزعج، ازعج مرة تلو الأخرى المدير العام لـ “واللاه”، فيما يتعلق بعائلة نتنياهو. هل لا يوجد لديه أي شيء لفعله افضل من متابعة إزالة الاخبار عن “الشركة النرويجية” التابعة ليئير نتنياهو؟.

إضافة الى ما سبق فان هناك أيضا التناقض المستمر منذ بداية تقديم الشهادة. في مرات كثيرة نتنياهو يشهد على نفسه، حتى بصورة غريبة، بأنه لا يعرف ما الذي يوقع عليه أو أنه لا يتذكر أو أن التوقيع تلقائي. ولكن في مرات أخرى هو يقول بأنه يوقع على مصادقة فقط وفقا للسياسة التي يقودها. يبدو أن نتنياهو حتى الآن لم يقرر بعد أي نوع من رؤساء الحكومة هو: هل هو رئيس حكومة يتخيل نفسه “في نهاية المسار البيروقراطي” أو صانع السياسة التي سينفذ بحسبها شيء معين.

-------------------------------------------

 

هآرتس 25/12/2024  

 

من سيحمينا من سارة نتنياهو؟

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

قضاة المحكمة العليا يأخذون لانفسهم صلاحيات الحكومة والكنيست، ويسحقون إرادة الشعب، ويرمون مرة تلو الأخرى الى سلة القمامة أصوات ملايين الإسرائيليين ويجعلون انفسهم حكام ديكتاتوريين، يتدخلون ويقررون حول كل أمر بدلا مما اختاره الشعب”، هكذا هاجم وزير العدل، ياريف لفين، قرار المحكمة العليا الذي أمره بأن يحضر للجنة تعيين القضاة حتى 16 كانون الثاني تعيين رئيس للمحكمة العليا. “اختيار الشعب” هو الغاية السامية للشخص الديمقراطي والمتعصب، الى درجة أنها بالنسبة اليه أهم بكثير من الشعب.

صرخة لفين الصادقة كان يجب أن تهز محبي الديمقراطية، لأنه في نهاية المطاف من غير المعقول أن مجموعة نخبة لم يتم انتخابها ستحرم كما تريد وتحتج على قرارات الحكومة وتضع محل الاختبار معقولية حكمة ونشاط أعضاء الكنيست وتشكل طابع الدولة كما تريد. الأهم من ذلك هو أن هذه الهيئة عديمة الكوابح والتي لم تنتخب ولم تجتز فحص الاهلية في لجنة التعيين، التي لم تتم مناقشة مؤهلاتها ونشاطاتها لم يتم فحصها لدى مراقب الدولة، ولا يمكن اقالتها، وولايتها غير محددة بفترة، موجودة لدينا واسمها سارة نتنياهو.

أنا لا أنوي هنا تناول سلوك، اخلاق، تبذير، جرائم وحكمة زوجة رئيس الحكومة. هي تكشف كل ذلك افضل من كل منتقديها. في نهاية المطاف الشعب ليس هو الذي يجب عليه سماع شتائمها، صراخها، اهاناتها وتوبيخها. من اجل ذلك يوجد العاملون في منزلها ومن يخدمون نزواتها. الموضوع الذي يجب أن يقلق الجمهور، لا سيما وزير العدل، هو القوة غير المحدودة وغير المقيدة التي توجد في يد شخص لم يتم انتخابه باصوات الجمهور.

سارة نتنياهو ليست مجرد “زوجة مستقلة توجد لها آراء خاصة بها”، حسب شهادة زوجها المتهم بمخالفات جنائية في المحكمة. حسب المقال الصادم لسافي عوفاديا في “عوفداه” فان سارة نتنياهو ليست مشغلة الشبكة، التي تجمع الاعجابات والمتابعين، بل هي صاحبة الشبكة. فهي تبادر الى مظاهرات وتقوم بتشغيل من هم في الميدان وتشكل الرأي العام. لذلك هي ليس فقط تؤثر على السياسة، بل هي التي تخلقها. نتنياهو شهد بأنه في قضية الطلب من موقع “واللاه” كما يبدو من اجل الحصول على تغطية إيجابية، “زوجتي قامت باجراء اتصالات مستقلة مع روبنشتاين لم اعرف عنها”. ربما أن السيدة نتنياهو بادرت الى خطوات أخرى مثل لقاءات ومحادثات، سياسية وربما سياساتية، بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء، بعلم أو بدون علم نتنياهو. أين يمر الخط الفاصل بين طموحها المفهوم في منع دخول زوجها الى السجن وبين “استقلاليتها السياسية”؟.

قبل 14 سنة تقريبا طلب نتنياهو من منتقديه، “وجهوا النار لي”، “اتركوا زوجتي واولادي”، لكن عندما يظهر الآن كدمية على شفا الخرف، لا يتذكر أي شيء ولا يعرف أي شيء ولا يشارك ويوقع على وثائق بدون قراءتها وكأنه موظف في مكتب البريد، فانه يجب على المرء سؤال: من الذي يقرر في نهاية المطاف في منزل العائلة، ومن الذي يدير البلاد بالفعل ويدير الحرب وصفقة المخطوفين؟.

حسب شهادات ضباط وشخصيات رفيعة وسياسيين فانه يبدو السيدة نتنياهو تنشغل، ربما اكثر من زوجها، في بناء عنقود القيادة السياسية والأمنية في الدولة، والمعيار الذي يوجه إعطاء موافقتها هو اخلاصها الشخصي هي وزوجها، واقل من ذلك الإخلاص للدولة. ولكن بواسطة هذه التعيينات يستطيع نتنياهو فرض سياسة بدون الحاجة الى كابنت، هيئة اركان ومستشارين مهنيين، بدون توازنات وكوابح. العائق الأخير، المحكمة العليا، سيهتم لفين بازالته في القريب.

سارة نتنياهو لا تتولى أي منصب رسمي، لكنها شريكة كاملة في المسؤولية الرسمية لزوجها – فقط بدون الاخطار المقرونة بذلك. من سيحمينا منها؟. هي لن تحقق معها أي لجنة تحقيق رسمية، اذا تم تشكيلها، حول دورها في اتخاذ القرارات التي اطالت الحرب وتسببت بموت مخطوفين.

-------------------------------------------

يديعوت احرونوت 25/12/2024

 

التردد: ايران أم اليمن

 

 

بقلم: يوسي يهوشع

 

في المرة الثالثة في غضون أربعة أيام اضطر الكثيرون من سكان إسرائيل ان يركضوا في ظلمة الليل من أسرتهم الى الملاجيء المحصنة. الصاروخ الباليستي الذي اطلق فجر أمس من اليمن وان كان اعترف بنجاح لكن الحوثيين يواصلون تثبيت انفسهم كالازعاج المركزي بعد وقف النار في الشمال وتفكيك معظم قدرات حماس في الجنوب. عمليا، الخليط بين الصواريخ والمُسيرات في هذه الجبهة خلق واقعا فيه تنطلق الصافرات يوما نعم ويوما لا وفي الليل أيضا – لماذا لا؟

مثلما قدروا في إسرائيل، الهجوم الثالث لسلاح الجو في اليمن زاد بالذات شهية الحوثيين على مواصلة اطلاقاتهم. في مجال المُسيرات اضافوا حتى مسار تسلل لذاك الذي عملوا فيه قبل ذلك – عبر البحر المتوسط ومن هناك الى خط الشاطيء، الى المسار الذي يجتاز سيناء الى قطاع غزة ومن هناك الى النقب الغربي.

بما يتناسب مع ذلك، ينفذ سلاح الجو والصناعات الجوية تعديلات على منظومة الاعتراض حيتس واستخلصت الدروس من الاعتراضين اللذين اخطآ هدفهما الأسبوع الماضي. الدرس المركزي هو اطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف، حين يكون اشتباه لامكانية تفويت الإصابة. مثل هذا القرار دراماتيكي من ناحية الكلفة وكميات صواريخ الاعتراض التي ينبغي الاحتفاظ بها، مثلا لمعركة واسعة مع ايران. كلفة صاروخ اعتراض جديد هي نحو أربعة ملايين دولار وزمن الإنتاج طويل بالتأكيد مقارنة مع تسلح الحوثيين، الذين ينجحون في ارتجال صاروخين باليستيين في الأسبوع. مستواهم وان كان يعتبر متدنيا، لكنهم لا يزالون قادرين على اختراق طبقات الدفاع وان كانت بنسبة متدنية واحداث ضرر.

وقعت وزارة الدفاع امس على صفقة كبرى مع الصناعات الجوية لشراء صواريخ اعتراض حيتس 3 بهدف استكمال المخزون. بسبب الحساسية الكبيرة لا يمكن نشر حجم الصفقة وكمية صواريخ الاعتراض التي سيتزود بها سلاح الجو، لكن يمكن الإشارة الى أن الحديث يدور عن تسلح سريع وضروري.

ومن الدفاع الى الهجوم: في إسرائيل لا يزالون يترددون هل سيهاجمون ايران كما يقترح رئيس الموساد ام اليمن كما يعتقدون في الجيش. رئيس الموساد، دادي برنياع، طرح اقتراحه في الكابنت الأمني بدعوى ان هكذا يمكن ردع الحوثيين وممارسة ضغط من طهران على وكيلهم في اليمن. مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي ادعى بالمقابل بان تأثير الإيرانيين على الحوثيين ليس كالتأثير الذي كان لإيران على حزب الله، وانهم نوع من “الولد المستقل والمعربد”. وعليه، كما ادعى المسؤول فان مثل هذا الهجوم ليس فقط لن يحقق هدف ردع الحوثيين بل سيجدد جبهة مباشرة مع ايران. اما برنياع فيعتقد بان الإيرانيين مردوعون من إسرائيل بعد الهجوم الأخير وبالتأكيد قبل لحظة من دخول ترامب الى البيت الأبيض.

وزير الدفاع إسرائيل كاتس الذي زار أمس بطارية حيتس تناول مرتين الموضوع في غضون 12 ساعة وكرر في مناسبتين ان إسرائيل ستختار مهاجمة الحوثيين، ولم يذكر ايران. “لن نسلم بحقيقة أن الحوثيين يواصلون اطلاق النار على دولة إسرائيل”، قال كاتس. “سنعالج قادة الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن. وبالفعل، فان تصفية قيادة المنظمة توجد كامكانية على جدول الاعمال، وفقا لسياسة تقضي بانه اذا كانت النار من اليمن على إسرائيل تأتي بدون تمييز، هكذا يمكن للرد الإسرائيلي ان يكون بالروح ذاتها.

التحديات في الجبهة معروفة وعلى رأسها توجد المعلومات الاستخبارية الناقصة، وليس لان شعبة الاستخبارات والموساد لم يستثمروا في هذا التهديد: فقد كانت لهم مهام اكثر الحاحا مع لبنان، سوريا، ايران وغزة.

المشكلة الثانية، هي المسافة، التي تجعل الهجمات معقدة وثمينة. بالمقابل، هذا تدريب عملي قبيل هجمات في ايران. كيف سينتهي هذا؟ بالفعل على مدى كل الحرب اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دوما تقريبا موقف رئيس الموساد مقابل موقف الجيش (حيث كان بينهما خلاف). هذه الاختيارات اثبتت نفسها. مثلما في حملة البيجر وتصفية نصرالله. يحتمل أن هذه المرة أيضا يختار نتنياهو نهج برنياع. في هذه الاثناء فان القفزات الليلية من اليمن ستتواصل.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت 25/12/2024  

 

هناك شكوك ان تؤثر هجمات إسرائيل والغرب في موقف اليمن

 

 

بقلم: سمدار بيري

 

بعد المناوشات القوية مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان بقينا “فقط” مع منظمة إرهاب عنيدة وغير مستسلمة، حاليا. الحوثيون في اليمن، الذين يعبرون عن التضامن مع حماس ويواصلون التشكيك بنصرالله، غير مستعدين للتنازل.

الولايات المتحدة ودول التحالف الخاص الذي أقيم ضد الحوثيين يواصل القصف في اليمن، لكن يبدو أن هذه الاعمال لا تحيد الحوثيين عن رأيهم او تحبط خططهم. هكذا أيضا حقيقة أن إسرائيل ضربت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات على الأقل. واقسم وزير الدفاع إسرائيل كاتس بالوصول حتى الى الزعيم عبدالمالك الحوثي.

من المهم أن نفهم: رغم ان الحوثيين يعملون سفن تجارية في مضائق باب المندب ويطلقون الصواريخ والمُسيرات نحو إسرائيل من منطقة الميناء، فانهم لا يوجدون في مناطق الهجوم. حتى حجم قواتهم غير معروف – بين 150 و 250 الف بالاجمال، من اصل عدد من السكان اليمنيين يبلغ 34.5 مليون. كلهم – الحوثيون، الشيعة واليمنيون السُنة معروفون ككارهي إسرائيل.

يختص الحوثيون بالعمل من بعيد بواسطة صواريخ من انتاج إيراني، ومُسيرات حديثة. ومشوق أن نعرف ان ضباطا كبار في سلاح الجو في إسرائيل تلقوا توصيات بان “يتورطوا مع الحوثيين اقل ما يمكن”، وترك الأمريكيين والتحالف يقومون بالعمل. لماذا؟ الحوثيون يتبينون اكثر فأكثر كمنظمة إرهاب مختلفة وغير عادية. الصواريخ تأتي الان من جهتهم فقط. لا حماس ولا حزب الله، وسوريا الجديدة لم تكشف بعد عن وجهها الحقيقي.

تبدو هجمات الحوثيين على إسرائيل حاليا كهجمات مخطط لها لان تصل في أوقات متقاربة اكثر. فمن بداية كانون الثاني فقط اطلق الحوثيون صواريخ او مُسيرات ثماني مرات على الأقل. وسارعت إسرائيل لان ترد بهجوم على اهداف دقيقة في العاصمة صنعاء، والولايات المتحدة هاجمت بالتوازي. لكن ما الذي حصل في الجانب الاخر؟ الحوثيون اقسموا بالذات على أن يواصلوا الهجوم الى أن توقف إسرائيل الحرب في غزة.

اليمن هو الدولة الافقر بين دول الشرق الأوسط. صور سكان الجوعى، الأطفال الذين ينازعون الموت بامراض معدية وعلى رأسها شلل الأطفال والطاعون تقشعر لها الابدان. وتصل المساعدات عبر البحر في أوقات متباعدة. وفي المستشفيات أيضا نفدت مخزونات الادوية والمواطنون اليمنيون يضطرون للاستعانة بخدمات متطوعين في العيادات.

حتى الان لم تنجح الهجمات الإسرائيلية على اهداف وقواعد الجيش في مناطق الحوثيين في اليمن في أن تكبد قيادة الحوثيين خسائر حقيقية. فالقائد، عبدالمالك والناطق الحوثي يحيى السريع، في خطاباتهما الغريبة والمشفقة يواصلون التهديد بأكثر الكلمات وضوحا على الولايات المتحدة، على بريطانيا واساسا على إسرائيل.

الى أن يتحقق وقف نار كامل في غزة سيواصل الإيرانيون تزويد قيادة الحوثيين ليس فقط بالسلاح وبالعتاد العسكري بل واساسا بتعليمات الا يتوقفوا وان يواصلوا مهاجمة إسرائيل.

يجدر بنا أن نذكر عنصرا إضافيا: الحوثيون ابعد بكثير عن إسرائيل مقارنة بحماس في غزة او حزب الله في لبنان نحو 1500 كيلو متر. اليمن، بخلاف لبنان أو غزة، تقع في مساحة هائلة ولم يسبق لنا أن كانت تجربة في مناطق الخليج في مواجهة طويلة مع زمن طيران طويل ومع منطقة جديدة وغير معروفة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقسم الأسبوع الماضي بان يدفع الحوثيون ثمنا باهظا على هجماتهم، وزير الدفاع كاتس، سار شوطا أبعد في تهديداته. غير أن عبدالمالك، القائد الحوثي الكبير، لم يبدو مفزوعا.

الان ننتظر – عندنا أيضا، وفي ايران وفي صنعاء – دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض. يمكن الافتراض بان المسؤولين الأمريكيين الجدد ينكبون منذ الان على خرائط الخليج، يخططون هجوما قاسيا على الحوثيين، مع تلميح كبير لإيران ودعم صريح لإسرائيل.

الحوثيون، كما نفهم من بين السطور في تصريحاتهم مستعدون، مجندون وغير مردوعين. اليزابيت كيندل، الخبيرة الامريكية في شؤون اليمن، وصفت الوضع بالكلمات الأكثر بساطة: “يبدو متعذرا التأثير على الحوثيين دون ضغط عسكري مكثف، لكن بالقدر ذاته من الصعب أن نرى كيف سينجح ضغط مكثف على الحوثيين على الاطلاق”.

-------------------------------------------

 

معاريف 25/12/2024  

 

لا سبيل لخلق فاصل حقيقي مع قطاع غزة، وتوجد كذلك ورطة مع الحوثيين

 

 

بقلم: ران ادليست

 

في هذه الاثناء، كالمعتاد، الالة العسكرية الإسرائيلية تواصل العمل بالقصور الذاتي لحرب على فراغ سياسي، فيما ليس واضحا ما الذي يفعله الجيش الإسرائيلي في القطاع باستثناء فقدان جنود في صالح حرب نتنياهو والائتلاف على بقائهما وعلى حلم الاستيطان للتغطية على خطيئة فك الارتباط.

إذن ماذا يحصل في جباليا، سُئل الون بن دافيد، محلل القناة 13، الذي عاد من جولة نصر آخر كهذا وضِعنا. “جباليا؟” تساءل بن دافيد، بوجه مكفهر، “لا توجد جباليا”؟ لا ادري اذا كان يترحم على الغزيين، لكن من المؤكد تماما انه ترحم على جنود الجيش الإسرائيلي. فالجيش الإسرائيلي الذي يتدحرج هو آلة اكبر من أن يعرقلها مراسل مستاء واحد. وما الذي نعرفه؟ حتى رئيس الأركان لا يمكنه أن يحيدها عن المسار الذي حددته لها الحكومة. وهكذا وصلنا الى فترة الحوثيين ولهجوم الوكيل الإيراني الأكثر انفلاتا. فقد اعلن الحوثيون في الماضي بان حربهم ضد إسرائيل ستستمر الى أن نخرج من غزة. في إسرائيل تجاهلوا بالضبط مثلما تجاهلوا تصريحات نصرالله الذي قال “سنوقف الدمار في الشمال حين توقفوا القتال في القطاع”.

 لقد كانت لنتنياهو حساباته الخاصة: فيلادلفي، بن غفير، التملص من إعادة المخطوفين، معالجة عقيلته (مرة يسلمها ومرة يشهر بمشهريها). واساسا فرض نتنياهو على الجيش البقاء في القطاع من خلال وزير دفاع يسكن تحت اظفره الصغير. البقاء في القطاع يستوجب من الجيش الإسرائيلي الحفاظ على نفسه وخلق مناطق عازلة مكشوفة سويت بالأرض. المشكلة: لا سبيل ابدا لخلق فاصل حقيقي. دوما ستلامس مناطقنا الامنة، مهما وسعناها، مناطق السكان الغزيين. وفي هذه الاثناء، لدينا ورطة مع الحوثيين.

قبل بضع سنوات جلست مع احد عظماء الخبراء في إسرائيل لاطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية واعتراضها. الرجل، د. موتي شيفر، ادعى بان المنشورات عن الدفاع متعدد الطبقات مبالغ فيها، وان حيتس ليس ناجعا والقبة الحديدية هي الأخرى لن تصد اطلاقات من القطاع. شيفر أخطأ جدا، باستثناء التقدير بانه لا يوجد جواب على رأس متفجر مناور فيما هو في الطريق الى منطقتنا. احداث الاعتراض حتى اليوم اثبتت بانه يوجد على من يمكن الاعتماد، الى أن وصل ذاك الصاروخ المناور الى رمات أفعال والى يافا. يقال انه على مشكلة موضعية مثل صاروخ مناور يمكن التغلب في غضون فترة زمنية في اثنائها سيصاب مواطنون الى أن يجد اعداؤنا ابتكارا جديدا.

المشكلة الكبرى هي انه بدون تسوية سياسية، توجد دائرة من التحدي، الضحايا، تنمية رد. ناهيك عن فترة حوامات نحن في بدايتها. بالفعل، على كل تطوير لوسيلة قتالية للعدو يوجد للعقل الإسرائيلي جواب صحيح. في حينه. وهو يوفر الهواء لاجندة خلد النزاع، التي تخدم الأهداف الأيديولوجية، السياسية والشخصية لاحزاب الائتلاف.

معقول الافتراض بان الجواب الفوري على الحوثيين سيكون ضبط النفس، اعداد رد وربما تخريب صنعاء في عملية مشتركة إسرائيلية – أمريكية. رد حقيقي يتضمن تسوية سياسية سيؤجل الى أن تصعد حكومة سوية العقل. في هذه الاثناء يغرد نتنياهو، “قلت اننا سنغير الشرق الأوسط وهذا ما يحصل. سوريا ليست سوريا إياها. لبنان ليس لبنان إياه. غزة ليست غزة إياها. ايران ليست ايران إياها”. فليبلغه احد ما بان دولة إسرائيل ليست الدولة إياها.

-------------------------------------------

 

وثيقة مسرّبة تكشف ما يعرفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن العدوان على غزة

 

 

بقلم: آرثر نيسلين

 

وثيقة مسرّبة تكشف ما يعرفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن العدوان على غزة، وقال خبراء إنّ الوثيقة ربما تحرم وزراء خارجية الاتحاد من "إنكار الجرائم الحربية الإسرائيلية في غزة".

موقع "ذا إنترسبت" ينشر تقريراً كتبه آرثر نيسلين، تحدّث فيه عن وثيقة حصل عليها الموقع، تكشف ما يعرفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن العدوان على غزة، وتجعلهم متورّطين بجرائم الحرب بعد أن تجاهلوا الوثيقة.

رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوة لإنهاء مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل" الشهر الماضي، على الرغم من الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب، وربما الإبادة الجماعية، المقدّمة إليهم في تقييم داخلي حصل عليه موقع "The Intercept".

وفقاً لمحامين وخبراء وزعماء سياسيين، فإنّ محتويات التقييم السرّي، والمكوّن من 35 صفحة، يمكن أن تؤثّر على محاكمات جرائم الحرب المستقبلية لسياسيين من الاتحاد الأوروبي بتهمة التواطؤ في هجوم "إسرائيل" على غزة.

كتب التقييم الممثّل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أولوف سكوج، وأرسله إلى وزراء الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع المجلس في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، كجزء من اقتراح من رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق الحوار السياسي مع "إسرائيل"، ورفض مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاقتراح.

عرض تحليل سكوج أدلة من مصادر الأمم المتحدة على جرائم الحرب التي ارتكبتها "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ نحو 45 ألف شخص لقوا حتفهم في غزة منذ ذلك الحين، وتشير التقديرات أيضاً إلى أنّ أكثر من نصف هؤلاء هم من النساء والأطفال.

ورغم أنّ التقييم تطرّق إلى حماس وحزب الله، فإنّ الكثير من أقوى لغته كانت مخصصة للقوات الإسرائيلية.

ويقول التقرير إنّ "الحرب لها قواعد. ونظراً للمستوى المرتفع من الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية، فإنّ الادّعاءات تركّز بشكل رئيسي على كيفية فشل المسؤولين، بما في ذلك القوات الإسرائيلية، "في التمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والأهداف المدنية من آثار الهجمات، في انتهاك للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني".

ويستشهد سكوج بالاستخدام المتزايد لـ"اللغة المهينة" من جانب القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وهو ما قد "يساهم في تقديم أدلة على النيّة" لارتكاب الإبادة الجماعية. ويقول التقرير إنّ "التحريض على التمييز أو العداء أو العنف، مثل ما ورد في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، يشكّل انتهاكاً خطيراً لقانون حقوق الإنسان الدولي وقد يرقى إلى مستوى الجريمة الدولية المتمثّلة في التحريض على الإبادة الجماعية".

ولم يغفل يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني السابق والأمين العام لحركة الديمقراطية في أوروبا 2025، الآثار المترتّبة على كبار المسؤولين من الدول المصدّرة للأسلحة إلى "إسرائيل" مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

وقال فاروفاكيس في تصريح لموقع "إنترسبت" إنّه إذا ما أدانت المحكمة الجنائية الدولية المسؤولين الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب، فإن توزيع التقرير على وزراء الاتحاد الأوروبي يحمل أهمية كبيرة لأنّ الأوروبيين لن يتمكّنوا من الادّعاء بالجهل.

وقال فاروفاكيس: "لا يمكنهم أن ينكروا أنّهم كانوا على علم بالحقائق بالنظر إلى محتويات تقرير الممثّل الخاص للاتحاد الأوروبي الذي كان من واجبهم أخذه بعين الاعتبار. والآن يعرف العالم أنهم كانوا يعلمون أنهم انتهكوا القانون الدولي لأنّ الممثّل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أخبرهم بذلك صراحة. وسوف يحكم عليهم التاريخ بقسوة. وربما تفعل المحكمة الجنائية الدولية الشيء نفسه".

 

العمل الدبلوماسي المحظور

 

وقد نشأت هذه الورقة من طلب تقدّمت به إسبانيا وأيرلندا في شباط/فبراير لتقييم ما إذا كانت حرب "إسرائيل" على غزة تنتهك مواد حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، والتي مكّنت، من بين أمور أخرى، من إتمام نحو 46.8 مليار يورو من التجارة في عام 2022.

لو كانت المفوّضية الأوروبية قد حدّدت خرقاً، لكانت قد وضعت تعليق الاتفاقية على جدول الأعمال. ومع ذلك، رفضت رئيسة المفوضيّة المؤيّدة لـ "إسرائيل" أورسولا فون دير لاين التصرّف.

ونتيجة لذلك، تمّ تكليف سكوج من قبل الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهي خدمة العمل الخارجي الأوروبي، للتحقيق. وقد قدّم تقييماً أولياً في تموز/يوليو. وحصل موقع "إنترسبت" على نسخة من التقييم تمّ تحديثها في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقد نوقشت الوثيقة، التي لم يتمّ الإبلاغ عنها من قبل، داخلياً كجزء من اقتراح الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق "الحوار السياسي" مع "إسرائيل"، وهو الجانب الوحيد من العلاقة الذي تتمتع الخدمة الخارجية للاتحاد بالسلطة عليه؛ وقد دعمت ورقة سكوج فعلياً خطة تجميدها. ومع ذلك، رفض وزراء الاتحاد الأوروبي الاقتراح، إلى جانب توصية بحكم الأمر الواقع بحظر تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل".

ووجد التقرير أنّه لأن عدد القتلى في غزة يتوافق مع التقسيم الديموغرافي للسكان المدنيين في المنطقة، فإنّ نمط القتل يشير إلى "هجمات عشوائية" يمكن أن تشكّل جرائم حرب.

وأضاف التقييم: "عندما تُرتكب كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين، فإنها قد تنطوي أيضاً على جرائم ضد الإنسانية".

ودعا سكوج دول الاتحاد الأوروبي إلى "رفض ترخيص التصدير للأسلحة إذا كان هناك خطر واضح من أنّ التكنولوجيا أو المعدّات العسكرية التي سيتمّ تصديرها قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".

وفي أعقاب هذا التقييم، سوف يكون بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي معرّضين لخطر التواطؤ إذا ثبت أنّ "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب، كما قال طيب علي، الشريك في شركة المحاماة البريطانية "Bindmans"، التي رفعت دعوى قضائية ضدّ الحكومة البريطانية بسبب صادراتها من الأسلحة إلى "إسرائيل".

وقال علي لموقع "ذا إنترسبت": "يراقب المحامون في جميع أنحاء أوروبا هذا الأمر عن كثب ومن المرجّح أن يبادروا إلى إنشاء آليات مساءلة محلية ودولية. إنّ المصالح الاقتصادية ليست دفاعاً عن التواطؤ في جرائم الحرب، ومن المدهش أنه بعد محتويات هذا التقرير، قد تفكّر دول مثل فرنسا وألمانيا حتى عن بعد في إثارة قضايا الحصانة لحماية مجرمي الحرب المطلوبين مثل نتنياهو وغالانت".

وأشارت ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة والمفاوضة للسلطة الفلسطينية، إلى أنّ رفض الدول الأعضاء لتحليل الاتحاد الأوروبي كان أمراً سياسياً.

وتدحض الورقة دفاعاً إسرائيلياً رئيسياً ضدّ مزاعم جرائم الحرب بشأن استهداف المستشفيات في قطاع غزة. رأى تقييم سكوج أنّ "الاستهداف المتعمّد للمستشفيات قد يرقى إلى جرائم حرب"، بغض النظر عن أيّ نشاط لحماس هناك.

وقالت أنييس بيرتراند سانز، الخبيرة الإنسانية في منظّمة "أوكسفام"، إنّ التقييم "يعزّز القضية القائلة بأنّ حكومات الاتحاد الأوروبي كانت تتصرّف بتواطؤ مع جرائم إسرائيل في غزة".

وأضافت أنّه "حتى عندما قدّمت لهم خدماتهم الحقائق، رفضوا التصرّف.. أولئك الذين استمروا في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في تحدّ لنصيحة التقرير الواضحة، متورّطون في حالة صارخة من التواطؤ الإجرامي".

------------------انتهت النشرة----------------

أضف تعليق