27 كانون الأول 2024 الساعة 04:14

اجتماع العقبة وشرم الشيخ بدأ حيز التنفيذ من مخيم جنين وصولا إلى جميع مخيمات الضفة وسوريا ولبنان

2024-12-24 عدد القراءات : 101

قبل إندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر عام 2023، لابد أن نتذكر كيف كان المشهد في الضفة الغربية، لاسيما الاقتحامات التي شنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على المخيمات منها جنين، طولكرم، بلاطة، عسكر، شعفاط... ومع تزايد الانتقادات الدولية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، حاول الاميركي ان تقوم السلطة بهذا الدور بديلا عن جيش الاحتلال الاسرائيلي، بحجة تخفيف المواجهات والقضاء على المقاومة الفلسطينية وكتائبها في الضفة الغربية.

إثر ذلك، عقد اجتماع العقبة واجتماع شرم الشيخ في اذار 2023، وخلال اجتماع العقبة الذي ضم جميع الدول الموقعة على اتفاقيات ابراهام مع اسرائيل، طرحت خطة فينزل الاميركية بشأن مواجهة كتائب المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، والتي تنص على تدريب 5000 من جهاز الامن الفلسطيني على الاراضي الاردنية بإشراف أميركي، ويعمل الـ (5000) عنصر داخل نابلس وجنين تحت قيادة غرفة عمليات مشتركة لإعادة السيطرة على المدينتين، على ان يتواجد ممثلون من الولايات المتحدة الاميركية في الاجتماعات الامنية للسلطة الفلسطينية والاسرائيلية، بهدف تقليص نشاط جيش الاحتلال الاسرائيلي بشكل كبير في إطار أمني برعاية أميركية، ووقف محاولة السلطة الفلسطينية فتح قنوات مع المقاومين للعمل على تسليم أسلحتهم، وقتلهم أو إعتقالهم مقابل حوافز واغراءات مالية.

ومع اندلاع معركة السابع من أكتوبر عام 2023، جمدت مخرجات هذا الاجتماع، ليبدأ حيز التنفيذ من بوابة مخيم جنين،  والذي تحاصره السلطة الفلسطينية منذ أيام بذرائع ليست موضوعية على الاطلاق، والتي تفجر الاوضاع من أجل تخوفها من التهديدات الاسرائيلية المتعلقة بحلها، حيث وجد القيمون على مخرجات اجتماع العقبة وشرم الشيخ أن الان هو الوقت المناسب، لاسيما مع تغير أوضاع المنطقة، ظنا منهم بأن اسرائيل قد اضعفت المقاومة في غزة ولبنان، والمتغيرات المتعلقة بسقوط النظام في سوريا.

ما تقوم به السلطة الفلسطينية في مخيم جنين ليس وليدة اللحظة أو الساعة، والدليل حجم الاليات العسكرية الجديدة والمتطورة التي تمتلكها الأجهزة الامنية الفلسطينية، ولاحقا سيتطور الامر ليشمل كافة المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وربما المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا أيضا، وستكون بذات العنوان والذريعة وهي مواجهة الخارجين عن القانون، وكأن مقامة الاحتلال أصبحت غير قانونية، انها فعلا غير قانونية ولكن وفقا للقانون الاسرائيلي وليس وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

لا يجب علينا الاستهانة بهذا الامر على الاطلاق، ولكن ما يجب علينا فعله هو الضغط من اجل وقف الاقتتال الداخلي بشكل عاجل، والبدء أولا بوقف حصار مخيم جنين، وفتح حوار مجتمعي، وتطبيق مخرجات اعلان بكين التي توافقت عليه جميع الفصائل الفلسطينية، وعدم الاحتكام الى السلاح لأنه لن يجدي نفعا، وستتحول الضفة الغربية الى ساحة اقتتال داخلية، المستفيد الاول منها هو العدو الاسرائيلي، بهدف تهجير اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، والتوسع في مخطط الضم والاستيطان

أضف تعليق