"الخنوع والجبان".. حرب كلامية تشتعل بين نتنياهو والثلاثي غانتس ولابيد وليبرمان
وأضاف البيان: "كنت خائفًا من تنفيذ مناورة في غزة، بينما دفع غانتس بالمضي قدمًا. كنت ترتجف من فكرة الخروج إلى معركة في الشمال لإعادة السكان في الأول من سبتمبر إلى منازلهم، بينما كان غانتس يضغط عليك. أنت تعلم جيدًا أنه لولا فرضت عليك هذه الوضعية، لما كنت ستفعل ذلك أبدًا".
وتابع مكتب غانتس: "نتنياهو، لقد أفسدت بالفعل في الماضي إمكانية الوصول إلى صفقة للمختطفين خوفًا من تفكيك الائتلاف. لن نسمح لك بفعل ذلك مرة أخرى عندما تكون هناك صفقة حقيقية على الطاولة. توقف عن الخوف واتخذ القرارات الصحيحة".
مكتب نتنياهو يهاجم غانتس
في ظل تصاعد الانتقادات لنتنياهو بشأن تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، أصدر مكتبه، بيانًا شديد اللهجة هاجم فيه زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، واصفًا إياه بـ "الخانع"، ومتهمًا إياه بتقويض الجهود الوطنية عندما كان جزءًا من الحكومة. وجاء في البيان: "غانتس، الذي طلب وقف الحرب حتى قبل الدخول إلى رفح، لن يُلقي المواعظ على رئيس الوزراء بشأن ضرورة القضاء على حماس والمهمة المقدسة لإعادة الأسرى".
وأضاف المكتب، أن رئيس الوزراء منذ مغادرة غانتس للحكومة "قاد ضربات موجعة ضد حماس، وتدمير حزب الله، وعمليات مباشرة ضد إيران، ما أدى إلى سقوط نظام الأسد في سوريا". كما دعا المكتب منتقدي نتنياهو إلى "عدم الإضرار بالجهود الوطنية إذا لم يتمكنوا من المساهمة فيها".
* عرقلة صفقة الأسرى لأهداف سياسية*
تأتي تصريحات مكتب نتنياهو عقب سلسلة من الهجمات السياسية التي شنها قادة المعارضة. حيث اتهم غانتس، رئيس معسكر الدولة، نتنياهو بـ"تخريب مفاوضات صفقة التبادل لدوافع سياسية"، قائلاً: "نحن في وقت حساس يتعلق بالحياة والموت، وبدلاً من العمل بصمت، يهرع نتنياهو للإعلام ويعرقل المفاوضات". وطالب غانتس بضرورة تغليب المصلحة الوطنية لضمان عودة الأسرى.
أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فقد وصف حكومة نتنياهو بـ "غير الشرعية"، مشددًا على أن "نتنياهو يخشى سقوط حكومته حال انتهاء الحرب على غزة". وأضاف: "لا يوجد ما نفعله في غزة أكثر. يجب وقف الحرب وإعادة الرهائن بدلاً من إجراء لقاءات صحفية لتخريب الصفقة".
وفي السياق ذاته، هاجم أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، نتنياهو قائلاً: "الحكومة التي تتجنب التحقيق في أحداث 7 أكتوبر وتروج للتهرب من الخدمة العسكرية غير شرعية". واتهمه بتفضيل حماية ائتلافه على حساب حياة الجنود والمدنيين المختطفين.
*خلافات تعيق الصفقة*
رغم الحديث المتزايد عن قرب إبرام صفقة لتبادل الأسرى، أفادت تقارير إعلامية بوجود خلافات عميقة تعيق تقدم المفاوضات، أبرزها هوية الأسرى الفلسطينيين وعددهم، مع مخاوف إسرائيلية من الإفراج عن أسرى مصنفين "خطرين".
في الوقت ذاته، عبّرت عائلات المختطفين عن غضبها إزاء استمرار الحرب. وقالت إيناف تسينغوكر، والدة أحد المختطفين: "الحرب ليست الحل. تصريحات نتنياهو تبرر إطالة أمد الحرب على حساب عودة الأسرى".
*هل اقترب الاتفاق؟*
بحسب المحلل الاستخباري رونين بيرغمان، فإن الاتفاق "أقرب من أي وقت مضى"، لكنه أشار إلى وجود تعقيدات تتعلق بتحديد قائمة الأسرى والمناطق التي سينقلون إليها، ما قد يؤجل توقيع الصفقة لأسابيع إضافية.
في ظل هذه الأجواء، يبقى التساؤل: هل ستنجح الحكومة في إتمام صفقة تعيد الأسرى، أم أن الحسابات السياسية ستظل تعرقل هذا الملف الحساس؟
أضف تعليق