ظروف قاسية وتحديات نفسية.. كيف نتعامل مع أزمة النزوح؟
من أبرز وسائل تعزيز النفس الإيجابي خلال الحروب والمعركة المفروضة على أي شعب، هي ممارسة الامتنان وتقدير اللحظات الصغيرة، والتفاؤل بالمستقبل، والتركيز على ما يمكن تحقيقه على الرغم من الصعوبات. كذلك، الاهتمام بالصحة البدنية عبر ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي له أثر إيجابي كبير على النفسية. هذه الخطوات البسيطة تسهم في تعزيز الشعور بالاستقرار، وتساعد على مواجهة التحديات بروح متفائلة ومليئة بالأمل.
تقول الأخصائية إيمان طرّاف عبر الميادين نت إن علم النفس الإيجابي يركز على تعزيز نقاط القوة والمرونة الداخلية لدى الأفراد، ويشجّع على تحقيق الرضا النفسي والاستقرار العاطفي، حتى في الظروف الصعبة. يعتمد هذا النهج على أن السعادة والصحة النفسية يمكن أن تتحقق بالتركيز على الإيجابيات، وتطوير مهارات التكيّف التي تساعد الأفراد على التعامل بشكل أفضل مع التحديات.
تطبيق تقنيات علم النفس الإيجابي
و في ظل ظروف الحرب والنزوح، يمكن تطبيق تقنيات علم النفس الإيجابي لتحقيق نوع من الاستقرار النفسي والقدرة على التأقلم. أحد أهم التقنيات هي التفكير الإيجابي، الذي يشمل محاولة البحث عن الجوانب الإيجابية في المواقف، والتركيز على الإنجازات الصغيرة، ما يعزز الشعور بالسيطرة والقدرة على التكيف.
تقنية أخرى هي التأمل وممارسة الامتنان، فعندما يخصص الفرد وقتاً لتقدير ما لديه، مثل الدعم العائلي أو الأصدقاء، فإنه يشعر بتقدير النِعم، مما يقلل من القلق ويزيد من السكينة.
اعتماد استراتيجيات للتكيّف والتأقلم
يمكن أيضاً استخدام تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق لتخفيف التوتر. فهذه التمارين تساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
في ظل ظروف الحرب والنزوح، يصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات للتكيّف والتأقلم مع المستجدات المعيشية التي تفرضها الظروف القاسية. على المستوى الفردي، يمكن للفرد العمل على تطوير مهاراته الشخصية، مثل القدرة على التحمل والصبر، وكذلك تعزيز مهارات إدارة الضغوط والتفكير الإيجابي، فهذه المهارات تساعد على تخطي الأزمات والمصاعب النفسية اليومية. كما يمكن الاستفادة من تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، التي تساهم في تحسين الصحة النفسية وتهدئة الأعصاب.
إنشاء مجموعات دعم مجتمعية
أما على مستوى الجماعة، فالتكاتف الاجتماعي والتواصل بين الأفراد له دور كبير في تعزيز الصمود. يمكن إنشاء مجموعات دعم مجتمعية تساهم في تبادل الموارد والمعلومات، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأفراد المتضررين. في ظل النزوح، تصبح العلاقات الاجتماعية أكثر أهمية، حيث يُساعد التعاون بين الأفراد في تقليل مشاعر العزلة، ويعمل على توحيد الجهود لمواجهة التحديات المعيشية المشتركة.
أضف تعليق