قمة لمجموعة العشرين في ظل العدوان الإسرائيلي وحرب أوكرانيا وأزمة المناخ
يلتقي قادة مجموعة العشرين، اليوم الاثنين، في ريو دي جانيرو البرازيلية لعقد قمة تجري في ظل ضغوط شديدة ما بين ضرورة التوصل إلى تسوية حول المناخ والخلافات الكبيرة في وجهات النظر بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط، ووسط ترقّب قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وتنعقد القمة في وقت تشهد الأسرة الدولية انقسامات حول مسألتي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان والحرب الروسية الأوكرانية.
وأقرّ مصدر حكومي ألماني قبل القمة بأن "المفاوضات حول أوكرانيا والشرق الأوسط... هي الأكثر صعوبة"، مضيفاً: "سنرى إلى أين يمكننا المضي في البيان. سيكون هذا تحدياً".
ووجّهت الرئاسة الفرنسية تحذيراً بشأن أوكرانيا، قائلة: "سنعارض بحزم أي تراجع في الخطاب"، في وقت أعلنت واشنطن، أمس الأحد، أنها أجازت لكييف استخدام صواريخ بعيدة المدى سلّمتها إياها لضرب عمق الأراضي الروسية.
وسيكون الرئيس فلاديمير بوتين غائباً عن القمة، بعدما تغيّب عن الاجتماعات الأخيرة.
وسيسعى رؤساء دول وحكومات القوى الاقتصادية الكبرى المتطورة والناشئة، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر ولايته ونظيره الصيني شي جين بينغ، لإحراز تقدّم بشأن مسألة تمويل سبل التصدّي للتغيّر المناخي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، قادة الدول العشرين إلى الاضطلاع بدورهم "القيادي" والقيام بـ"تسويات" تسمح بتحقيق "نتيجة إيجابية في مؤتمر كوب 29" حول المناخ المنعقد في باكو، بعدما كانت المفاوضات حول هذه المسألة متعثّرة منذ أسبوع.
وتمثّل مجموعة العشرين المؤلفة من 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.
هل تتوصل مجموعة العشرين إلى التفاهم على بيان ختامي بحلول نهاية القمة الثلاثاء؟
واقترنت الخلافات حول النزاعات الكبرى الجارية خلال الأيام الأخيرة بغموض حول الموقف الذي سيعتمده الرئيس الأرجنيتي خافيير ميلي المشكك في حقيقة التغير المناخي.
وقال رئيس الوفد الأرجنتيني إلى القمة فيديريكو بينييدو لوكالة "فرانس برس" إن بوينوس أيريس قدمت بعض الاعتراضات، ولن توقع "بالضرورة" على النص، من دون الخوض في التفاصيل.
ويأمل الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيفا الذي يستضيف القمة أن يسجل نقاطاً في الملفات الاجتماعية، وهو المروج لمفهوم "الجنوب الشامل" والمدافع عن الطبقات الأكثر فقراً.
وأكد لولا مساء الأحد في مقابلة أجرتها معه شبكة "غلوبو نيوز" البرازيلية أنه يعتزم طرح النزاعات جانباً، "وإلا فلن نناقش المسائل الأخرى التي تهم ... الفقراء؛ المنسيين في العالم".
ويصرّ الرئيس البرازيلي على تحقيق إنجاز كبير مع إطلاق "تحالف عالمي ضد الجوع والفقر" صباح الاثنين. وسيجمع هذه التحالف دولاً من العالم بأسره ومؤسسات دولية سعياً لإيجاد وسائل مالية ودعم المبادرات التي تحقق نتائج محلياً.
ويدفع لولا باتجاه فرض ضرائب على الأكثر ثراء، بعدما تعهّد وزراء مالية مجموعة العشرين بـ"التعاون" في هذه المسألة خلال اجتماعاتهم في ريو دي جانيرو في تموز/يوليو وفي واشنطن في تشرين الأول/أكتوبر.
وسيخيّم ظل ترامب الذي يعود إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير على اجتماع ريو، ولا سيما بعدما زاره ميلي في مقره في فلوريدا قبل بضعة أيام.
وقد وجّه بايدن رسالة إلى خلفه خلال زيارة قام بها لمنطقة الأمازون البرازيلية، إذ أكد أنه "لا أحد يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء" في ما يتعلق بـ"ثورة الطاقة النظيفة".
ودافع في قلب الغابة الاستوائية في ماناوس عن حصيلته في مكافحة الاحتباس الحراري، مؤكداً أن هذه الظاهرة "ربما تكون التهديد الوجودي الوحيد لكلّ دولنا وللبشرية جمعاء".
وعند أبواب الولاية الجديدة للرئيس الأميركي الجمهوري المؤيد للطاقات الأحفورية والمعارض للنهج التعددي، تتصاعد المخاوف من تراجع مكافحة الاحتباس الحراري وتزايد شرذمة الأسرة الدولية.
وقال أوليفر ستونكل أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة جيتوليو فارغاس في ساو باولو: "ندخل بالتأكيد سيناريو عالمياً تزداد صعوبة التكهّن بالمنحى الذي سيتخذه، غير أنه يترك هامشاً أكبر بكثير لدول الجنوب، للصين وسواها... لوضع رؤيتها الخاصة، لأن النظام القديم على وشك أن ينهار".
وفي هذا السياق، يعتزم شي جين بينغ الذي وصل الأحد إلى ريو دي جانيرو قادماً من ليما، حيث شارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، عقد لقاءات ثنائية مع العديد من القادة.
أضف تعليق