24 كانون الأول 2024 الساعة 21:09

رسالتان الى لبنان..معن بشور

2024-11-17 عدد القراءات : 1370

لم تكن الرسالة التي سلمتها السفيرة الأمريكية إلى الرئيس نبيه بري، هي الرسالة الوحيدة التي جاءتنا من واشنطن بشكل مقترحات لوقف إطلاق النار، بل هناك رسالة ثانية متكاملة معها أرسلها العدو الصهيوني عبر تصعيد غاراته على مناطق لبنانية عدّة، لاسيّما في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنطقة البقاع حيث ارتقى 15 شهيداً من متطوعي الدفاع المدني في مدينة دورس في قضاء بعلبك.
هاتان الرسالتان متكاملتان إحداهما تلوح لنا باتفاق ينطوي على تفريط بالسيادة والمقاومة، والآخر تهديد بالنار لفرض هذه الاتفاقية، فيما يحقق المقاومون في جنوب لبنان إنجازات باهرة بوجه هذا العدو.
الرسالتان توحيان بأن لبنان قد خسر هذه الحرب وأن عليه أن يستسلم، فيما الحقيقة أن الذي خسر هذه الحرب هو هذا العدو الصهيوني الذي لم يواجه في حياته مقاومة بالمستوى الذي يواجهه في لبنان، وبالتأكيد في غزّة وعموم فلسطين.
ومن يبني حساباته على أن لبنان قد هُزم في هذه المعركة مخطئ جداً في حساباته، ومخطئ أكثر إذا ظن أنه يستطيع أن يبني في ضوء هذه الحسابات قرارات سياسية تغير الواقع الراهن.

 
 
 
 

إن رسائل العدو، سواء التي جاءت عبر الدبلوماسية الأمريكية أو عبر قذائف الموت والدمار التي يرسلها إلى لبنان، لن تغير في موقف اللبنانيين الشرفاء شيئاً، وليعد هؤلاء إلى ما جرى قبل تفاهم نيسان عام 1996، وقبل وقف العمليات الحربية عام 2006، ويذكر كيف كان يشتد الضغط العسكري والسياسي على لبنان لكي يوقع تنازلات لمصلحة العدو، وكيف كان لبنان يخرج من كل معركة من هذه المعارك أقوى مما دخل إليها، خصوصا أن المقاومة اليوم هي نفسها المقاومة بالأمس، والمفاوض باسمها اليوم هو المفاوض بالأمس.
والغريب في هذا الضغط على لبنان ليقدم تنازلات تمس سيادته، يأتي في حين أن مطالب المقاومة والمفاوض اللبناني هي الضغط على الاحتلال لينفذ قرارات مجلس الأمن المتعددة والداعية إلى وقف العدوان والانسحاب الكامل للاحتلال وإيصال المساعدات لأهل غزّة ورفع الحصار عنها وعن لبنان بالإضافة إلى إعادة الاعمار للمناطق المنكوبة بفعل العدوان وإنجاز صفقة عادلة لتبادل الأسرى.
ولعل هذه الفرصة، هي فرصة للحكومات العربية والاسلامية التي شاركت قبل أيام في قمة الرياض، من أجل أن تترجم عملياً، قراراتها التي تنص على دعم الشعبين اللبناني والفلسطيني، خصوصاً بعد أن وصلت الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان إلى حدود غير مسبوقة.
المزيد من الثقة بالنفس، والثقة بالمقاومة، والمزيد من الصبر على العدوان، والمزيد من المقاومة في وجه هذا العدوان.
كاتب لبناني

أضف تعليق