28 كانون الأول 2024 الساعة 08:06

حقوقية: ترامب لن ينال نوبل للسلام دون رضا الفلسطينيين

2024-11-17 عدد القراءات : 167
واشنطن: قالت محامية حقوق الإنسان زُها حسن، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يرغب في الحصول على جائزة نوبل للسلام، لكن "الطريقة الوحيدة لتحقيقه ذلك هي نيل رضا الفلسطينيين" من خلال تحقيق حل الدولتين.

وفي حديث للأناضول، رأت المحامية الفلسطينية الأمريكية، التي عملت مستشارة قانونية لفريق فلسطين المعني بملف عضوية الأمم المتحدة بين عامي 2010-2012، أن "ترامب يريد أن يقول إنه حقق السلام في الشرق الأوسط".

وفي 2020، رشّح كريستيان تيبرينج جيدي، عضو البرلمان النرويجي، ترامب خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة، لنيل جائزة نوبل للسلام، إثر وساطته في اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات.

ولفتت زُها إلى أن "إسرائيل لا تريد حل الدولتين، لذا تهدف إلى إخراج غزة وجزء كبير من الضفة الغربية من طاولة المفاوضات".

وأوضحت أن "إسرائيل تتجاهل فتوى محكمة العدل الدولية بأن احتلالها للأراضي الفلسطينية غير قانوني".

وفي 19 يوليو/ تموز 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا حول "الآثار القانونية الناجمة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية" خلُصت فيه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضمّها لها أمر غير قانوني.

وشددت على أن "للفلسطينيين الحق في تقرير المصير"، وأنه "يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".

وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" على الضفة الغربية.

وتعهد سموتريتش - وهو وزير بوزارة الجيش - بأن يكون "2025 عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

** خطط لاحتلال غزة

وتحدثت المحامية عن تصريحات بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن خطة احتلال جزء من قطاع غزة.

وقالت زُها: "هناك خطة لجعل الفلسطينيين في غزة يعيشون دائما في مناطق محاصرة، كما هو الحال في الضفة الغربية".

وأضافت: "مع انتخاب ترامب، من المحتمل ألا يتراجع الإسرائيليون عن خطتهم، لا سيما أن صهر ترامب (غاريد كوشنر) الذي تولى مهاما بولاية ترامب السابقة (2016-2020) كان يتحدث عن توطين سكان غزة في أماكن أخرى".

وأوضحت أنه "قد يكون هناك تغيير في نظرة إدارة ترامب الجديدة تجاه قضية غزة".

وفي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، كشف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة أن "صور أقمار اصطناعية ومصادر مطلعة أظهرت تخطيط الجيش الإسرائيلي لتقسيم غزة إلى 4 مناطق منفصلة عن بعضها البعض"، في خطة تحمل اسم "خطة الفقاعات"، لم تعلن عنها إسرائيل رسميا.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

** التطبيع مع إسرائيل

وقالت المحامية: "يحب الرئيس ترامب السعي وراء أهداف كبيرة، مثل اتفاق تطبيع ضخم جديد، وكان يود رؤية تطبيع مع السعودية التي تقول بوضوح أنها لن تطبِّع دون أن يكون هناك دولة فلسطينية كجزء من الاتفاق".

وأفادت بأن "دول الخليج والدول العربية عموما، لن تقبل بالتطبيع مع إسرائيل إلا في إطار حل الدولتين وفرض حظر الأسلحة على إسرائيل وزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

وأضافت زُها: "وهنا توجد فرصة، فترامب يريد جائزة نوبل للسلام، ويريد أن يقول إنه حقق السلام في الشرق الأوسط".

وأردفت: "الطريقة الوحيدة لذلك هي رضا الفلسطينيين، فلا يمكنك تحقيق السلام مع طرف واحد فقط".

وتابعت: "هذه فرصة للسعودية والمجتمع الدولي للضغط من أجل حل الدولتين. ولكن يجب أن يتم ذلك بما يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان".

وخلال ولاية ترامب السابقة، وبإشراف مباشر من واشنطن، وقعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، في البيت الأبيض منتصف سبتمبر/ أيلول 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات، بعد مرور 26 عاما على آخر اتفاق وقعته إسرائيل مع دولة عربية وهي الأردن.

ولاحقا في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن المغرب استئناف علاقاته مع إسرائيل بعد تعليقها عام 2000، وترقيتها إلى علاقات رسمية تشمل تبادل السفراء والسفارات.

وقبل عملية "طوفان الأقصى"، تزايد حديث مسؤولين إسرائيليين عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن التطبيع لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.​​​​​​​

** إسرائيل ضمت 54 كيلومترا مربعا من غزة

من جانبه، ذكر المستشار الخاص للمجلس النرويجي للاجئين (NRC) إيتاي إبشتين، أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية تحدث عن "خطر ضم إسرائيل للأراضي التي تحتلها".

وأكد إبشتين الذي شغل منصب المدير السابق لمنظمة العفو الدولية في إسرائيل، أن "الضم مخالف للقانون الدولي سواء في الضفة الغربية أو غزة".

وقال للأناضول: "نرى أن إسرائيل ضمت بشكل دائم مساحة 56 كيلومترا مربعا وسط غزة. وهناك خطط لضم جزء من غزة بالكامل".

وأضاف: "هذا انتهاك واضح للقرارات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية في يوليو/ تموز وللقانون الدولي".

وأردف إبشتين: "لا تخفي إسرائيل رغبتها في ضم الأراضي التي انسحبت منها عام 2005 (من غزة)، وإعادة بناء المستوطنات هناك".

ولفت إلى أن هذا التطور "سيجعل حياة الفلسطينيين في غزة صعبة ويجبرهم على العيش في منطقة صغيرة".

ولأكثر من 400 يوم، تواصل إسرائيل مجازرها في قطاع غزة، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

أضف تعليق