23 تشرين الثاني 2024 الساعة 03:16

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 23/10/2024 العدد 1138

2024-10-24 عدد القراءات : 379
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

هآرتس 23/10/2024

 

القبيلة العلمانية في إسرائيل تتبنى الرؤية المسيحانية!

 

 

بقلم: ياغيل ليفي

 

شكلت ذكرى مرور عام على السابع من تشرين الأول فرصة أمام القبيلة البيضاء العلمانية لإلقاء نظرة نقدية إلى الحرب. والبارز فيها كان التخوف من سيطرة المسيحانية على السياسة. وبحسب وجهة النظر هذه، فإن إسرائيل تهرول إلى حرب إقليمية برعاية الأقلية اليمينية المتطرفة في الحكومة، والتي تستمد قوتها من التحالف الذي عقدته مع مؤيدي نتنياهو، ما يحفظ حُكم نتنياهو. وأن الأقلية المسيحانية هذه تسعى لضم الضفة الغربية وتجديد مشروع الاستيطان في غزة وضمها، حتى إنها تريد بناء «الهيكل الثالث».

التخوف ليس مبالغاً فيه، لكن الصورة أكثر تعقيداً. وبسبب حجم المقال، سأكتفي بالادعاء أن إسرائيل تدير الحرب بشكل لا يختلف، جوهرياً، عن طريقة إدارتها السابقة للحروب. وبالتالي، فإن العقيدة العسكرية العلمانية العقلانية، وليس المسيحانية، تسيطر على السياسة أكثر من أيّ وقت مضى.

إن طواقم سلاح الجو، والاستخبارات، والذين يقومون بتطبيقات برامج على الذكاء الاصطناعي، مثل «البشارة» و«لافيندير»، ليسوا مسيحانيين، وطبعاً ليسوا من داعمي نتنياهو. اجتماعياً، هم جزء من النواة الصلبة للوسط - اليسار. ويجب القول، إنهم أيضاً المسؤولون عن القتل غير المسبوق للمدنيين في غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب. ولدى بعضهم الشغف والرغبة في الانتقام، بحسب الأبحاث. فالرغبة في الانتقام ليست محصورة في الناشط من التيار القومي الديني، أو الشرقي. فضلاً عن أن أهداف الحرب غير الواقعية والمنفصلة عن المنطق السياسي لم تكن مسيحانية، بل تبناها، بحماسة، أنصار الوسط - اليسار بالكامل، وأيضاً المثقفون منهم الذين دفعهم شعار «تفكيك (حماس)» إلى الشلل. إذاً، لماذا الامتعاض عندما يقال، إن بنيامين نتنياهو يقود الجيش بشكل منهجي لتحقيق أهدافه، حتى لو كان الثمن حرباً لا تنتهي؟

وكما تثبت المقالات التي تُنشر في الإعلام الإلكتروني والمكتوب فإن هذا الإعلام،  الذي سار بعمى خلف ما تم تعريفه بأنه أهداف الحرب، وتجاهل حجم القتل والدمار في الطرف الآخر، لم يكن مسيحانياً. والمؤسسات الليبرالية أيضاً، التي تتجاهل ولا تذكر معاناة غزة، ليست مسيحانية. غيورا آيلند مثلاً، أحد أبرز الأشخاص الذين يبررون الحرب، لا ينتمي إلى التيار الديني - القومي، وخطته بشأن محاصرة قطاع غزة، طبعاً، لا تهدف إلى شق الطريق أمام العودة إلى «غوش قطيف». إنه يمثل تياراً مهماً جداً في العقيدة العسكرية العلمانية الإسرائيلية. صحيح أن المسيحانية في الضفة الغربية دفعت إلى مزيد من العنف ضد الفلسطينيين، لكن هذا الازدياد جاء أصلاً، بعد سقف مرتفع كان موجوداً خلال الأعوام الماضية، وقبل وقت طويل من وصول سموتريتش وبن غفير إلى مواقع السلطة.

أيضاً، الذين نظروا إلى التصعيد في لبنان، ولم يطالبوا للحظة بالتوقف وبحث إسقاطاته، لم يكونوا مسيحانيين. إن العقيدة القائمة على الضربة العسكرية من دون وجود منطق سياسي، هي جزء من الحمض النووي للنظرة الأمنية الإسرائيلية، والتي بحسبها، إن القدرات هي التي تقود الجهد العسكري، وليس المنطق السياسي. الجيش هو الذي قاد التصعيد من دون ضغوط من «الكابينيت» اليميني. صحيح أن هناك نوعاً من التقديس للقدرات العسكرية المذهلة لدى الجيش، لكن هذا ليس مسيحانياً. هل يمكن القول عن يائير لابيد ويائير غولان، اللذين تنافسا فيما بينهما على معارضة وقف إطلاق النار، إنهما مسيحانيان، أو داعمان لنتنياهو؟ والذين يطالبون بتدفيع إيران الثمن ليسوا مسيحانيين أيضاً.

هذه الحرب ليست مسيحانية، ولم تحركها فقط دوافع نتنياهو السياسية. إنها حرب مزروعة عميقاً في الثقافة السياسية الإسرائيلية العلمانية، حتى لو زاد تطرُّفها بعد السابع من تشرين الأول. القبيلة البيضاء العلمانية تقوم الآن بطقوس تطهير نفسها من المسؤولية عن النتائج الأخلاقية والاستراتيجية للحرب. لكن عليها أن تحاسب نفسها على الدم الذي سُفك وسيُسفك.

--------------------------------------------

يديعوت 23/10/2024

 

ورشات تأهيل للاستيطان في غزة: سنرحل للعيش في خان يونس وجباليا!

 

 

بقلم: آريالا رينغل هوفمان

 

«من الواضح أنه في نهاية الأمر، سيكون هناك مستوطنات في قطاع غزة». هذا ما قاله الوزير بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر عُقد، أول من أمس، بالقرب من الحدود مع القطاع، بمبادرة من حركة «نحالا»، تحت عنوان «الاستعدادات العملية من أجل الاستيطان في غزة». والمخيف أن تجربة الماضي تعلمنا أن مؤتمرات من هذا النوع تبدو وهمية وبعيدة المنال، ويمكن أن تتحول إلى واقع.

وأضاف سموتريتش: «أعتقد أن الأغلبية الساحقة من الجمهور في إسرائيل تدرك اليوم أننا إذا لم نبقَ في غزة، وإذا رحلنا عنها مجدداً، فإن غزة ستلاحقنا»، وتابع: «أنا مقتنع، وهذا يظهر في كل استطلاع للرأي، بأن هناك أغلبية وسط الجمهور اليهودي تدعم عودة الاستيطان في غوش قطيف». ليس واضحاً مَن هو الذي يعيش على كوكب آخر، سموتريتش وجماعته، أم الذين أدهشهم كلامه. رئيسة الحركة، دانيالا فايس، عرضت، بحماستها المعتادة، خريطة المستوطنات الجديدة، وقدمت معلومات حديثة للحاضرين، قائلةً: «لقد دفعنا ثمن 40 مبنى نخطط لإقامتها في غزة»، وأعلنت أن «حضور 700 عائلة في المؤتمر ستكون رأس الحربة، ولن يبقى غزاوي في غزة. وما من ردّ سوى قتل كل عناصر «حماس»، وكل الذين يريدون أن يعيشوا حياة عادية، سنسمح لهم بالهجرة إلى دول العالم».

أقيم هذا الكرنفال قبالة كيبوتسَي بئيري وراعيم، وبحسب البرنامج الذي وُزع على الحاضرين، بعنوان «ألعاب ونشاطات»، «ورشات تأهيل للاستيطان في قطاع غزة. شارك فيه وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف. وعلى سبيل المثال، تعهدت ليمور سون هار ملك [حزب قوة يهودية] «ألّا تسكت» حتى يتحقق ذلك، بينما أوضح آخرون أن هذا الاستيطان لن يشكل مشكلة للجيش، بل العكس هو الصحيح، فالاستيطان سيسهل عمل الجيش، وسيحقق الأمن»، وفقاً لكلام بن غفير.

قبل عام وثلاثة أشهر، وخلال زيارة قام بها قائد لواء شمال «السامرة»، العميد أريك مويال، إلى منزل مئير تامير، الذي قُتل قبل أسبوعين، كان من الثابت أن الاستيطان لا يحقق الأمن، ولا يسهل عمل الجيش. يومها، صرخ الحاضرون: «كان يتعين على جيش الشعب الدفاع عنا»، وسألت أرملة تامير الضابط: «ماذا ستفعلون كي لا يتكرر الأمر». بكلمات أُخرى، سموتريتش وبن غفير وسون هار ملك وسائر الأبطال الذين شاركوا في المؤتمر، والذين يواصلون تأييدهم لقانون التهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش، لأن كراسيهم التي يجلسون عليها في القدس هي الغالية عليهم، وليس غزة، هم يدعون الجيش إلى تحمُّل أعباء هذه المهمة الجديدة، كي يتمكنوا من القيام بفريضة الاستيطان في البلاد في غزة. وبحسب كلام سموتريتش، ماذا يوجد أهم من الـ700 عائلة التي ستنتقل، على حسابنا طبعاً، لإقامة البيت اليهودي الحار في خان يونس وجباليا والشجاعية.

وبعد كل هذا الكلام، من المهم أن نذكر ونتوسع فيما لم يذكره المؤتمر في غزة، ألا وهو مصير المخطوفين. قد يبدو أنه لا يوجد تعارُض بين الأمرين. نعم يوجد تعارُض، وهو كبير. إن الاتفاق هو الذي سيعيد المخطوفين، الأحياء منهم والأموات. وهذا الاتفاق، حتى لو حدث غداً، أو بعد غد، فهو اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وخروج قواتنا من القطاع.  وهذا لن يسمح بدخول 40 وحدة سكنية اشترتها فايس إلى غزة.. لكن إذا كان هذا ما سيحدث، فسنكتشف، مع الأسف الشديد، أن صراخ تالي غوتليف [من حزب الليكود] وكلام نسيم فاتوري النابي [الليكود] وحماسة سون هار ملك [حزب قوة يهودية]، مع إنذارات سموتريتش وبن غفير، أقوى كثيراً من الكلام الذي يدمي القلب، والذي قاله والد المخطوف في غزة نمرود كوهين الذي مُنع من دخول المؤتمر، عندما صرخ: «أنا يهودا كوهين والد مخطوف في غزة، لست مستعداً لأن تبنوا منزلاً فوق قبر ابني الحيّ لأن بنيامين نتنياهو يفضّل خدامه».

--------------------------------------------

 

 

معاريف 23/10/2024

 

إسرائيل فقدت الردع في المنطقة.. و7 أكتوبر سيتناسل شيئاً فشيئاً

 

 

بقلم: آفي أشكنازي

 

7 أكتوبر، هو أحد الأيام الظلماء في دولة إسرائيل، حين غزت منظمة إرهاب إجرامية أراضيها، واحتلت إقليماً، وقتلت مئات عديدة من المواطنين والشرطة والجنود، واختطفت مئات من المواطنين والجنود إلى أراضيها. الجيش و”الشاباك” فشلا في إدارة معركة الدفاع حين لم ينجحا في إعطاء إخطار للغزو، وساعات طويلة جداً مرت إلى أن وصلت قوات الاحتياط إلى المنطقة.

قيادة المنطقة الشمالية سبقت حزب الله في ذاك الصباح، حين جندت عشرات آلاف جنود الاحتياط، الذين بنوا على الفور خطوط دفاع في الجبهة الشمالية، وخلقوا فاصل أمان منعاً لغزو في الشمال.

بسرعة نسبية، انتقل الجيش الإسرائيلي في جبهة الجنوب من الدفاع إلى الهجوم. وفي ختام يومين من المعارك، نجح الجيش في تطهير منطقة جنوب البلاد من أكثر من 2000 مخرب. ولاحقاً، دخلت أربع فرق عسكرية للهجوم داخل أراضي القطاع، لكن بسبب نقص منظم لدى الإدارة السياسية، نفذ الجيش الأعمال في جنوب القطاع بتأخير أشهر طويلة؛ ما سمح لحماس بالإعداد للهجوم منذ البداية.

بالتوازي مع الخطوات في الجنوب، حافظ الجيش على حجوم كبيرة من القوات على حدود الشمال، والتي وقفت في وجه محاولات حزب الله خوض قتال قوي في الشمال من خلال استخدام نار مضادات الدروع نحو البدلات وقوات الجيش ونار الصواريخ إلى عمق الشمال. هناك ألحقت المنظمة ضرراً شديداً في بلدات عديدة إلى جانب مصابين في أوساط المدنيين والجنود.

الجيش من جهته أدار حرباً منظمة: استغل الحدث لنزع قدرات جوهرية من حزب الله، واستهدف مئات القادة والمسؤولين الخاصين في المنظمة، وجمع معلومات استخبارية عن كل واحد منهم، ونفذ بشكل ممنهج تصفيات لأولئك القادة والمسؤولين. في غضون سنة، نجح الجيش في تفكيك منظومة قيادة حزب الله والتحكم بها: من رئيس أركان المنظمة فؤاد شكر، عبر قادة الفرق، وقادة أجهزة الاستخبارات، وقادة قوة الرضوان، وقادة ميدانيين من مستوى قادة سرايا وقادة كتائب.

كما ضرب الجيش الإسرائيلي منظومة النقليات في المنظمة في ظل ضرب مخازن الذخيرة، ومحاور النقل والتموين وحتى القواعد ومناطق الاحتشاد للمنظمة.

وجاءت الذروة في هجمة “البيجر”، وبعد يوم من ذلك أجهزة الاتصال؛ ما أدى إلى شلل المنظمة على مدى أيام، الخطوة التي سمحت للجيش بتدمير منظومة صواريخ “بر بحر” هددت إسرائيل وحرية الملاحة استراتيجياً. بالتوازي، أدت الهجمة إلى تصفية حسن نصر الله، إلى جانب ضرب مخازن الذخيرة الدقيقة والصواريخ الاستراتيجية وإعطاء إشارة للجيش الإسرائيلي لمناورة برية.

خطط حزب الله لإطلاق نار مكثفة من الصواريخ والمُسيرات في أثناء المناورة، لكنه لم يطلق إلا بشكل محدود. كانت المقاومة طفيفة في خطوط دفاعه. في بضعة أماكن قليلة، خاض المخربون معارك دفاع موضعية لم تنجح في صد قوة الجيش الإسرائيلي.

في السنة الأخيرة، تتصدى إسرائيل لأربع جبهات أخرى: جبهة الضفة بخاصة في شمال “السامرة” [شمال الضفة الغربية] حيث يعمل الجيش بقوة مع فرقة “المناطق”، بعد سنوات من الامتناع عن أعمال فاعلة عنيفة، ويعمل الجيش بشكل مختلف مع اقتحامات يومية إلى معاقل الإرهاب في جنين، وبلاطة، وقصبة نابلس، وطولكرم، كما عاد الجيش لاستخدام سلاح الجو في الساحة، وصفى مئات المخربين وفكك بنى تحتية للإرهاب.

بالتوازي، تفتح إسرائيل عينها على الأردن، بسبب محاولة إيران إقامة بنية تحتية إرهابية في المملكة. الساحات الأبعد هي اليمن وسوريا والعراق. هناك تفعل إيران ميليشيات تعمل على إطلاق الصواريخ والمُسيرات. وتعمل إسرائيل بشكل علني وخفي في هذه المناطق. وحالياً، تمتنع عن جباية ثمن مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد.

التحدي المركزي هو -كما أسلفنا- محدثة الإرهاب في المنطقة: إيران. في السنة الأخيرة، عملت إيران ضد إسرائيل في مناسبتين مختلفتين، وردت إسرائيل بشكل محدود على الهجمة الأولى. أما الهجمة التالية، فلم يرد الجيش حتى اللحظة، وهو ما يفسر حالياً على أنه ضعف للجيش ولدولة إسرائيل.

بعد هزيمة 7 أكتوبر، نجح الجيش في الوصول إلى إنجازات، لكنه لم يحقق بعد أهداف الحرب: إعادة المخطوفين، وتفكيك قدرة حماس العسكرية والسلطوية، وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم. لم ينجح الجيش في ردع إيران، ولم تتمكن دولة إسرائيل من بلورة تحالف إقليمي ضد إيران أو استراتيجية لإنهاء المعركة.

الجيش الإسرائيلي في مفترق طرق في هذه الأيام. فقد سجل إنجازات تكتيكية لم تترجم إلى خطوات سياسية، ويبقي الجيش على مئات آلاف جنود الاحتياط على مدى نحو سنة كاملة في حالة تآكل عظيم. كما أن إسرائيل باتت في عزلة سياسية جزئية في ما تحوم فوق رأسها تحقيقات “لاهاي”.

لقد فقدت إسرائيل من قوة ردعها في المنطقة، وربما تستغرقها سنوات إلى أن تعيد تفوقها الردعي. لكن الأمر ذا الأهمية الأعلى هو أن دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ملزمان بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث أكتوبر. دون التعلم والبحث، سنجد أنفسنا مرة أخرى نتصدى للكارثة التالية.

--------------------------------------------

 

 

 

هآرتس 23/10/2024

 

هل بدأ العد التنازلي لضرب إيران من نقطة مغادرة بلينكن لإسرائيل؟

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

حجم الدمار في البلدة القديمة في القرية الشيعية، غير بعيد عن الحدود مع إسرائيل، كبير. لم يتحول حال جنوب بعد كحال قطاع غزة، ولكن إزاء قوة قتال الجيش الإسرائيلي هنا عندما اقتحم القرى القريبة من الحدود، لم يبق الكثير من البيوت على حالها. الفرق الأساسي بين القطاع ولبنان يكمن في غياب مطلق للمدنيين من ساحة المعركة. في لبنان، خلافاً لأجزاء في القطاع، كان للسكان ما يكفي من الوقت والإمكانيات للهرب. عندما دخلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى القرى، لم تجد هناك مدنيين. وجد جنود غولاني فقط امرأة عجوز في القرية كلها، اختبأت في مزرعة على مدخل القرية.

لا يوجد أي قتال في القرى المسيحية المجاورة. فحزب الله لم ينشر فيها مواقع أو وسائل قتالية، لذا لم يمسها الجيش الإسرائيلي. بقي السكان في بيوتهم في بعض منها، ويشاهدون القتال الذي يجري عند جيرانهم الشيعة، عن كثب. مشكوك فيه إذا كانوا جميعهم يأسفون على ما يشاهدون. في الـ 24 سنة الأخيرة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، لا سيما بعد انتهاء حرب لبنان الثانية في 2006، عمل حزب الله في هذه المناطق وكأنها له. لا قوة يونيفيل ولا الجيش اللبناني، ولا حتى سكان القرى، تجرأوا على الوقوف أمامه.

الجيش الإسرائيلي يسمح بمرافقة المراسلين لقواته في لبنان، لكنه يشترط ذلك بالحفاظ على ضبابية المعركة. لا يمكن نشر أسماء القرى أو إعطاء تفاصيل عن القطاعات التي تعمل فيها القوات، باستثناء الإشارة إلى أن الأمر يتعلق بمناطق تبعد بضعة كيلومترات فقط عن الحدود. في جولة قصيرة في هذه القرية الشيعية، ظهرت علامات على المعارك التي جرت في الأسبوعين الأخيرين، فعندما بدأ القتال، غادر المكان عدد من قادة قوة الرضوان وقادة منظومة الدفاع المحلية. وبقي آخرون للقتال مع رجالهم. قتل معظمهم، وأسر 10 من مقاتلي حزب الله.

في الحادث الأصعب، قتل قبل أسبوع خمسة من جنود “غولاني”. اختبأت خلية تتكون من أربعة مقاتلين لحزب الله في فتحة مغلقة في الطابق الثاني من البيت الذي دخل إليه الجنود بعد إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدروع. فتح اللبنانيون النار من مسافة قصيرة، وقتلوا الجنود الذين صعدوا إلى الطابق الثاني وأصيبوا بنار زملائهم الذين انقضوا لمساعدتهم من الطابق الأول. أصيب خمسة جنود آخرون إصابات بالغة، وكان من بين القتلى قائد فصيل وقائد طاقم في الدورية. نائب قائد الكتيبة الذي استدعي إلى هناك، قاد القتال وجهود الإنقاذ.

دورية “غولاني”، يقول ضابط كبير يعمل اللواء الذي تحت قيادته في المنطقة، هي الوحدة الأفضل لدينا. كان تعافيهم مدهشاً خلال ساعات رغم المصابين الكثيرين. وثمة ضباط تطوعوا لاستبدال زملائهم الذين أصيبوا، بما في ذلك ضابط ترك تعليمه الأكاديمي وعاد إلى الميدان. في الشهر الماضي، قتل 15 جندياً في اللواء، بينهم 6 في هجمات من مسيرات أطلقها حزب الله على هضبة الجولان وقاعدة جنود اللواء الأغرار. قتل منذ 7 أكتوبر 102 جندي من لواء غولاني. في حرب يوم الغفران، الحرب التي رسخت روح لواء غولاني في أوساط الجمهور الإسرائيلي، قتل 124 جندياً من جنوده.

رغم الخسائر الكثيرة، تم إعادة ملء الصفوف من جديد بحوالي ربع الجنود الذين يقاتلون الآن في إطار الكتيبة في لبنان، يقول قائد الكتيبة 13 في اللواء، المقدم طل ترجمان، الذي تجند للجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر. هو نفسه تم تعيينه كقائد للكتيبة بعد أن قتل القائد السابق المقدم تومر غرينبرغ في كانون الأول الماضي في المعركة الصعبة في حي الشجاعية بغزة. في الفترة الأخيرة، تمكن ترجمان من إجراء مكالمة هاتفية خاطفة مع عائلته التي تعيش في “الكريوت” التي تشهد بالمتوسط ثلاث صفارات إنذار في اليوم. أولاده سألوا إذا كان هو الشخص الذي قتل زعيم حماس يحيى السنوار. رغم التوق والتشوش الجغرافي البسيط، واضح لأولاد قائد الكتيبة لماذا يقاتل أبوهم.

الزيارات الميدانية تعزز إدراك حجم المنظومات التي بناها حزب الله قرب الحدود. أنفاق حماس أعمق وأطول، لأن حزب الله لم يجعل كل خططه العملياتية تستند إلى المجال التحت أرضي، بل بلور خطة هجوم كانت معقدة ومحكمة أكثر واستندت إلى قوات كبيرة وعدد كبير من الوسائل القتالية. أيضاً في القرى اللبنانية، يقول الضباط، وجد رجالهم وسائل قتالية في بيتين من بين ثلاثة بيوت. ولأن التدريب الإيراني الذي حصل عليه حزب الله كان أكثر من التدريب الذي حصلت عليه حماس، فقد تم هناك تطبيق معايير أكثر شدة. بعض الأسلحة التي تم وضع اليد عليها، تم جمعها والاحتفاظ بها وهي تلمع، وفي كل موقع كانت هناك وثيقة منظمة تفصل المعدات التي تحتويها. “ليتنا كنا منظمين هكذا”، قال أحد الضباط.

ضباط الاحتياط القدامى في غرفة عمليات الفرقة شاركوا في حرب لبنان الثانية التي بدأت في الجانب الإسرائيلي من الحدود بعملية لحزب الله وتم فيها مهاجمة دورية واختطاف جثث جنديين في الاحتياط. انتهت تلك الحرب مع شعور بإحباط كبير. التجربة التي يصفونها في هذه المرة مختلفة كلياً؛ لقد كان أمام الجيش الإسرائيلي سنوات لجمع المعلومات والتخطيط، وسنة أخرى من القتال في حالة دفاع للاستعداد للعملية البرية. مشاهد المذبحة في غلاف غزة التي شاهدها جنود “غولاني” عن قرب، وبعدها البلدات المخلاة في الشمال، عززت الروح القتالية.

قائد الكتيبة ترجمان، لا يحب وصف الحرب الحالية بحرب لبنان الثالثة. ويقول إن اختبار نجاح الجيش الإسرائيلي سيكون: هل ستكون هذه حرب لبنان الأخيرة، وهل سيتمكن السكان في الحدود الشمالية من العودة إلى بيوتهم مع شعور بالأمان النسبي؟ قائد لوائه العقيد عيدي غانون، الذي تسلم منصبه في الربيع بعد أن أنهى اللواء دوره في الحرب في قطاع غزة، قال إن تعافي “غولاني” بعد 7 أكتوبر “يعكس عظمة إنسانية. هذا لواء الشعب. نحن لا نقوم بعملية بلورة وتصنيف قبل التجنيد للواء. من يريد وبحق أن يأتي إلى هنا سيأتي. بعد ذلك، عندما تقابل الجندي هنا في منتصف القرية يقول لك: نمت ثمانية أشهر في روضة الأطفال الفارغة في كيبوتس يرؤون. ولن نرجع من هنا حتى يعودوا إلى بيوتهم”.

 

الفائدة والثمن

 

قادة كبار في الجيش الإسرائيلي يقولون إنهم يستعدون لبضعة أسابيع أخرى من العمليات البرية في جنوب لبنان، حتى استكمال المهمة: عمليات تمشيط وتدمير البنى التحتية العسكرية، التي بناها حزب الله قرب الحدود وفي قرى خط التماس، وإنهاء العملية العسكرية الكثيفة قد ينطوي أيضاً على صياغة تسوية سياسية بوساطة أمريكية. وثمة عامل حاسم آخر، وهو يتعلق بمستوى ثقة السكان الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من المستوطنات على الحدود الشمالية بوعود الجيش الإسرائيلي والحكومة. في غلاف غزة، رغم تأثير صدمة 7 أكتوبر، فرضت الدولة قبل نصف سنة عودة معظم السكان إلى بيوتهم بوسائل مالية. لقد أوقفت تمويل إقامتهم في الفنادق باستثناء البلدات التي تعرضت لأضرار شديدة.

في بداية الشهر الحالي، تولد انطباع لدى بعض رؤساء السلطات المحلية في الشمال، بعد محادثات مع ضباط كبار في الجيش، بأن الجيش ينوي إعادة سكان القرى على الحدود إلى بيوتهم بعد انتهاء فترة الأعياد. في غضون ذلك، أشرفت الأعياد على الانتهاء، والجيش قد يدعي في القريب بتحقيق نجاح واضح في إبعاد تهديد اقتحام المستوطنات وتقليص خطر إطلاق الصواريخ المضادة للدروع. وما لا يمكنه فعله هو القول إن خطر الصواريخ انتهى. هنا يدور الحديث عن خطر على كل منطقة الشمال وحتى منطقة الأغوار والمداخل الجنوبية لحيفا. تقدر هيئة الأركان بأن ثلثي ترسانة صواريخ حزب الله مدمرة، لكن بقي عشرات آلاف الصواريخ والقذائف بمدى قصير وآلاف بمدى متوسط وبعيد تشكل تهديداً محتملاً.

 حجم الإطلاق اليومي المتوسط، تقريباً 200 صاروخ نحو الشمال، وبعض الصواريخ نحو المركز، وعدد آخر غير قليل من المسيرات –هو في الواقع أقل من كل تنبؤات مسبقة للجيش الإسرائيلي قبل الحرب. ولكن الإطلاق يشوش الحياة في شمال البلاد ويفرض روتين صفارات الإنذار في المركز. يبدو أن وجهة حزب الله وأسياده في إيران نحو حرب استنزاف. الإنجاز العسكري لا يكفي لفرض واقع جديد. فالمطلوب تسوية سياسية أيضاً.

 حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، تكبد حزب الله آلاف القتلى وآلاف المصابين في عمليات القصف الجوي، وبدرجة أقل أيضاً في المعارك البرية. قتل حوالي 1200 من أعضاء حزب الله منذ دخول الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان في نهاية أيلول. وكل القيادة العليا، بدءاً بالأمين العام حسن نصر الله ودونه، قتلت، وضمن ذلك معظم أعضاء المجلس الجهادي، وهو الهيئة الرسمية التي توجه قرارات حزب الله. قتل في جنوب لبنان عشرات من قادة القرى والقطاعات – مستويات تعادل قائد فصيل وحتى قائد لواء في الجيش الإسرائيلي.

في القرى وفي المناطق الحرجية قرب الحدود، يكشف الجيش الإسرائيلي ويفجر أنفاقاً بشكل ممنهج إضافة إلى منشآت قتالية وقيادات، فوق الأرض وتحتها. أثناء عمليات التمشيط عثر على نفق واحد قرب “موشاف زرعيت”، الذي اخترق أراضي إسرائيل لبضع عشرات الأمتار. معظم الأنفاق الأخرى التي تم اكتشافها هي من نوعين: أنفاق اقتراب حتى مئات الأمتار من الحدود التي كان يمكن أن تسمح بالاستعداد لاقتحام فوري دون أن يلاحظها الجيش الإسرائيلي؛ وأنفاق في قرى تمكن من تواجد طويل ومحمي لقوات كبيرة نسبياً.

الضرر الأكبر الذي تكبده حزب الله، منذ منتصف أيلول خصوصاً، فاق تقديرات مسبقة للجيش الإسرائيلي. هذا الضرر يصعب على منظومة القيادة والسيطرة التنظيمية لحزب الله. تتركز جهود التنظيم ورجال حرس الثورة الآن على نجاح منظومة النيران، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ والمسيرات. في الدفاع يجد حزب الله صعوبة في الآن في إدارة جهود منسقة تشمل قوات من عدة قرى وعدة قطاعات. كل قرية بذاتها، وهناك حالات فيها يهرب فيها النشطاء، وأحياناً يسلمون أنفسهم لجنود الجيش الإسرائيلي ويتم أسرهم. القرى التي فيها اختار القادة المحليون المحاربة حتى النهاية، تسببوا أحياناً بخسائر للجيش الإسرائيلي. هذا ما حدث في حادثتين مع مقاتلي دورية “غولاني” و”اغوز”. مع ذلك، تمت هزيمة منظومة لحزب الله المحلية في كل مرة عملت ضدها قوة من الجيش الإسرائيلي.

 نظام القوات في الجيش الإسرائيلي تراكم في الشمال بالتدريج، بدون الضجة التي رافقت الاستعداد لغزو القطاع قبل سنة. الآن، تعمل خمس فرق في جنوب لبنان على الأقل. باختصار، عشرات آلاف الجنود يدخلون إلى لبنان ويخرجون منه، معظمهم من الاحتياط. التجربة والثقة بالنفس والخبرة التي تراكمت لدى وحدات الاحتياط في السنة الماضية في قطاع غزة وعلى الحدود مع لبنان وفي تدريبات الاستعداد، تسمح بتفعيل هذه الوحدات بحرية، بما يتجاوز التوقعات المسبقة للجيش.

مع ذلك، حقيقة أن سلاح الجو بدأ هذا الأسبوع بمهاجمة مواقع ترتبط بذراع حزب الله المالية، تدل على تقلص الأهداف في “بنك الأهداف” العسكرية القابلة للمهاجمة في الحرب. بعد عدة نجاحات عسكرية واستخبارية مثيرة للانطباع (هجمات البيجرات وأجهزة الاتصال، وتدمير الصواريخ، والمس بكبار قادة حزب الله؛ وفي الوقت نفس مس مباشر برؤساء حماس في القطاع) فقد بات مشكوكاً فيه أن تعثر إسرائيل على صورة نصر أكثر إقناعاً. نحن نقترب من النقطة التي سيقابل فيها الفائدة العملية المتوقعة من استمرار القتال ثمن ت إسرائيل دفعه مقابل ذلك، كلما تمكن حزب الله من التعافي. ورغم الضربات التي تكبدها حزب الله، فإن رجال الاستخبارات الإسرائيلية لا يشكون بأن عملية التعافي في صفوف الحزب قد بدأت.

 

يفضل أن يأتي متأخراً

 

بدأت الآن جهود دبلوماسية جديدة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتسوية سياسية في لبنان. وصل عاموس هوكشتاين، المبعوث الأمريكي الخاص، إلى بيروت والقدس “تل أبيب” في زيارة أولى بعد اشتداد الحرب قبل شهر تقريباً. التقى هوكشتاين مع رئيس البرلمان اللبناني ورئيس حركة أمل الشيعية، نبيه بري، في محاولة لنقل رسائل لحزب الله من خلاله. ويقول الخط الأمريكي العلني إن الحل يجب أن يتم تحريكه بواسطة تحسين قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى الحرب في 2006. ولكن بجدية في هذه المرة. بتأخير 18 سنة، يعترف الأمريكيون أن هذا القرار لم يطبق ذات يوم، سواء الحظر على رجال حزب الله النزول إلى قرى جنوب نهر الليطاني، أو حظر الطيران الإسرائيلي في سماء لبنان.

شخصيات إسرائيلية رفيعة تؤكد على طلبين أساسيين فيما يتعلق بطبيعة الاتفاق المستقبلي: إبعاد حزب الله عن الحدود وإعطاء إمكانية للجيش الإسرائيلي لتطبيق الاتفاق بشكل ناجع، في حالة خرقه حزب الله. تقف على الأجندة اقتراحات أخرى؛ فالولايات المتحدة وبعض الدول تدفع نحو تشكيل قوة دولية جديدة بحيث تستبدل قوة اليونيفيل الفاشلة، وتعطى صلاحيات موسعة. يحاول الأمريكيون أن يدمجوا بهذا أيضاً تعيين رئيس جديد للبنان على أمل إنقاذ المنظومة السياسية في بيروت من سيطرة حزب الله. وحسب تقرير نشر أمس في صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المتماهية مع حزب الله، فإن هناك نية لإبعاد رجال حزب الله حتى الخط الذي يمر شمال الليطاني ببضعة كيلومترات. مشكوك فيه إذا كان حزب الله سيوافق على ذلك – ربما هذا هو الموقف الذي يطرحه الأمريكيون حتى تكون هناك مساحة يمكن الانسحاب منها في المفاوضات بعد ذلك.

أمس، وصل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى إسرائيل. يريد الحفاظ على مظهر من النقاش في غزة، لكنه أيضاً سيدفع قدماً بمفاوضات بشأن لبنان، وسيحاول فحص إذا تغيرت طبيعة الرد المخطط له لإسرائيل في لبنان، في أعقاب هجوم الصواريخ البالستية الإيرانية في 1 تشرين الأول. عندما سيغادر المنطقة، سيتجدد العد التنازلي قبل الهجوم ضد إيران. استكملت الولايات المتحدة نشر منظومة الاعتراض “ثاد” في إسرائيل، التي قد تستخدم كمنظومة دفاع مكملة لمنظومات الاعتراض الإسرائيلية، ضد هجوم من إيران الذي قد يأتي بعد عملية إسرائيلية. هذه نقطة مهمة جداً من ناحية منظومة الدفاع الإسرائيلية، وهي في الوقت نفسه تزيد اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة لاحقاً.

--------------------------------------------

هآرتس 23/10/2024

 

تنفذ “خطة الجنرالات” ميدانياً وتنفيها إعلامياً.. لإسرائيل: العالم ليس ساذجاً

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

هل بدأت إسرائيل حقاً بتنفيذ خطة الحصار التي وضعها اللواء احتياط غيورا آيلند، المعروفة بـ “خطة الجنرالات”؟ قبل نحو أسبوعين بدأ الجيش الإسرائيلي يعمل في منطقة جباليا، شمالي القطاع. وقد عرضت العملية كمحاولة لضرب البنى التحتية التي نجحت حماس في ترميمها. لكن سكان جباليا ومسؤولين كباراً في جهاز الأمن والأسرة الدولية يشتبهون بأن إسرائيل بدأت عملياً بتنفيذ خطة آيلند الإجرامية.

 لا ينبغي الوقوع في الخطأ: خطة آيلند جريمة حرب، وتتعارض وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 2334 الذي يثبت أنه لا يجب الاستيلاء على الأرض باستخدام القوة، أي في عملية حربية. حسب خطة آيلند، على إسرائيل إخلاء كل سكان شمال القطاع إلى مناطق إنسانية في جنوبه، وستعتبر من يفضل البقاء فيه ناشطاً من حماس.

 وفي الوقت الذي يتلقى فيه سكان جنوب القطاع مساعدات إنسانية، سيتم تجويع السكان في شماله إذا ما قرروا البقاء هناك.

في إسرائيل، حيث اجتازت فيها أفكار الترحيل، ومنع المساعدات الإنسانية، والطرد، والاحتلال والقتل الموسع تطبيعاً، ثمة مشترون كثيرون لجرائم الحرب المغلفة كـ “خطة”. لدى أعضاء الحكومة الذين يرون في الحرب فرصة تاريخية للعودة إلى غزة، فإن خطة آيلند تعد طبق الفضة.

بعد كتاب تحذير أوضحت فيه الإدارة الأمريكية بعدم توريد السلاح إذا لم تسمح بإدخال المساعدات إلى شمال القطاع، وافقت إسرائيل على إدخالها، لكن بكميات هي -برأي دبلوماسيين أجانب- أقل بكثير من المستوى اللازم. إن الأزمة الإنسانية المبادرة إليها – نقص في المياه والغذاء ومستشفيات محاصرة، يكاد لا يكون مبنى يقف على حاله، مئات القتلى وعدد لا يحصى من الجرحى، بالتداخل مع الضغط العسكري، تثير الاشتباه لدى أوساط سكان جباليا أيضاً بأن الهدف الحقيقي هو دفعهم للنزوح جنوباً. وعليه، فهم لا يجتازون محور نتساريم وينتقلون إلى جنوب القطاع، بل يتوجهون إلى غرب مدينة غزة، التي هي أيضاً في منطقة الشمال، ليجدوا فيها مأوى. يروي السكان بأنهم يرفضون اجتياز محور نتساريم خوفاً من ألا يسمح لهم الجيش بالعودة مرة أخرى.

إسرائيل، كما هو متوقع، نفت الادعاءات التي تفيد بتنفيذ خطة الجنرالات، لكن الاشتباه الدولي يبقى على حاله، وعن حق. فالوضع على الأرض يروي قصة أخرى. لا سبيل آخر لشرح التنكيل بالسكان غير الرغبة في دفعهم بعيداً إلى الجنوب وإلى الأبد.

على إسرائيل أن تزيد المساعدات الإنسانية لشمال القطاع وتتوقف عن محاولاتها لاقتلاع السكان. وهي ملزمة بالامتناع عن خطط الطرد والتجويع والحصار. يجب أن تنتهي الحرب في غزة في ظل الدفع قدماً بصفقة لإعادة المخطوفين والإعلان عن وقف النار.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

يديعوت أحرونوت 23/10/2024

 

“غزة مقابل السعودية”… ونتنياهو يرد على “صفقة بلينكن”: إيران حطمت نافذتي

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

أنتوني بلينكن رجل الإدارة الأقرب للرئيس بايدن، وثمة سبيلان لتناول هذه الحقيقة: الأول، التذكير بأن الأمريكيين سيختارون رئيساً جديداً بعد 13 يوماً. وعلى الرغم من أن بايدن ورجاله سيواصلون مهامهم حتى 20 كانون الثاني، لكن قوتهم ستتبدد. يمكن الاستخفاف بهم. أو، كبديل، إدراك وجود فرصة أخيرة. أعرف أن هاتين الكلمتين، فرصة وأخيرة، قيلتا مرات أكثر مما ينبغي في أثناء سنة الحرب. لكن أعرف أيضاً أن مخطوفين قتلوا وماتوا واجتازوا الجحيم في غزة بين فرصة مفوتة وأخرى، وبأن مزيداً من المقاتلين في الجيش قتلوا وجرحوا، وأن المزيد من غير المشاركين قتلوا واقتلعوا من بيوتهم، وأن إسرائيل تعرضت لمزيد من الأضرار الاقتصادية والسياسية التي سيستغرق إصلاحها سنوات. وأعرف أنه لا هاريس ولا ترامب سيبذلان ما بذله بايدن من جهود لإعادة المخطوفين ولإنهاء الحرب.

لقد كان توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران موضوعاً مركزياً في الزيارة. فإدارة بايدن تسعى لتقليص الهجوم إلى ضربات رمزية أو لتأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية. الدافع سياسي: إن أي هجوم إسرائيلي واسع وأي رد متوقع من إيران قد يضران بفرص هاريس في الولايات المتأرجحة. وبينما السباق متلاصق، حسب كل الاستطلاعات، فإن لكل فعل حربي أثراً على الاقتصاد وجدول الأعمال وصندوق الاقتراع. تقترح الإدارة على إسرائيل بالمقابل دفاعاً وسلاحاً. المعضلة صعبة: من شأنها أن تغضب ترامب، المرشح الذي راهن نتنياهو على انتصاره في الانتخابات.

يدل البيان الذي أصدره نتنياهو بعد اللقاء على شيء ما، فهو يدل على أنه مصمم على مهاجمة إيران الآن. وأضيف إلى التعليل السابق تعليل جديد: عملية رد على ضربة مُسيرة حزب الله لنافذة فيلا نتنياهو في قيساريا. “هذه مسألة ذات مغازٍ دراماتيكية”، كتب نتنياهو، “محظور المرور عنها مرور الكرام”.

هو محق، فلضربة المُسيرة للمنزل الخاص برئيس الوزراء معنى. فنشر صور النافذة المحطمة فجأة بعد يومين من التعتيم الأمني، يدل على ميل متبلور.

عودة إلى بلينكن وإلى الصفقة الإقليمية التي بدايتها في غزة. تتضمن الصفقة المقترحة إعادة كل المخطوفين، وإخراج كل قوات الجيش الإسرائيلي من غزة، وتسليم الأمن الداخلي في غزة بقوة حفظ نظام من السلطة، ومرابطة غلاف من قوة دولية على طول الحدود مع إسرائيل ومصر. وتوافق إسرائيل على استئناف المفاوضات مع أبو مازن وتحصل على تطبيع مع السعودية. السؤال: هل يوجد اليوم محفل في غزة يمكنه إعادة كل المخطوفين؟ والسؤال مفتوح أيضاً: ما هي قوة الدول الوسيطة؟ لا شيء مغلقاً حتى النهاية.

الثمن المطلوب من إسرائيل باهظ، بتعابير موضوعية، حتى عندما نقارنه بالتعهدات التي أعطاها نتنياهو لقاعدته طوال سنة. لكن البديل هو ضياع كل المفقودين، واستمرار نزف دماء الجيش في حرب بلا غاية، وتعميق الأزمة مع ديمقراطيين، وتفويت الفرصة لحلف إقليمي… وكل ذلك لا يبشر بخير.

يريد نتنياهو تطبيعاً مع السعودية. هو يفهم بأن السعوديين يشترطون التطبيع باتفاق دفاع مع الولايات المتحدة، واتفاق توجد له فرصة أكبر حتى يقره الكونغرس إذا ما اقترحته إدارة ديمقراطية. بكلمات أخرى، هو مع تطبيع مع السعودية تحت رعاية بايدن، لكنه ليس مستعداً لدفع الثمن.

حققت كل أهدافك العسكرية في غزة، قال بلينكن لنتنياهو: حماس فقدت قوتها العسكرية؛ والسنوار قتل؛ ومعظم قيادة المنظمة صفيت. ولا شيء يملأ الفراغ الناشئ ويمنع صعود حماس إلا التعاون بين السعودية وإسرائيل.

هل ستنفذ الأنظمة العربية، نصيبها في الاتفاق؟ تفترض أمريكا حدوث ذلك بإيجابية، لكنه ليس نهائياً. وعليه، يواصل بلينكن رحلته إلى الأردن والسعودية. وثمة أساس للاعتقاد بانضمام أبو مازن والسلطة. كل هذا شريطة ضمان موافقة إسرائيل.

قيادة الجيش الإسرائيلي تؤيد التسوية في غزة؛ ومثلها قسم كبير من الساحة السياسية والرأي العام في إسرائيل. معارضة بن غفير وسموتريتش مجرد ذريعة وسترة واقية للاختباء وراءها. القرار بيد نتنياهو.

الضغط لعقد الصفقة يندمج مع الضغط الإنساني. الإدارة الأمريكية، وكذا حكومة ألمانيا، قلقة من الصور التي تخرج من شمالي القطاع. النقص في المنتجات الحيوية، والإخلاء الجماهيري، والادعاءات بضرب المستشفيات، كلها ترتبط باقتراب موعد الانتخابات وبتصويت المسلمين في ميشيغان ووسكنسون، الولايتين المتأرجحتين.

الصفقة المقترحة لا تتضمن لبنان في هذه المرحلة؛ فالأمريكيون يفهمون بأن الجيش الإسرائيلي يحتاج لمزيد من الوقت لتطهير القرى المجاورة للحدود مع إسرائيل ولتصفية مراكز قوة حزب الله في الضاحية.

في أثناء الأسبوع، التقيت في الشمال أحد قادة القوات التي تقاتل في جنوب لبنان. المهمة لم تتغير منذ اجتياز الحدود: تدمير مجالات حزب الله المحصنة، وجمع السلاح، وتطهير المنطقة. كانت هناك مفاجأة ما في حجم السلاح. وجدوا سلاحاً في كل بيت في القرى الشيعية تقريباً. القرى المسيحانية تطل على الحرب من بعيد أساساً (حسب تقرير في “واشنطن بوست”؛ فـ “قليعة”، القرية المسيحية مقابل المطلة، أصيبت بنار الجيش الإسرائيلي. القرية ملاصقة لجدار الحدود).

لما وجدوا سلاحاً في كل بيت، كان حجم الدمار أكبر مما قدروا مسبقاً. هذه الحرب لا تشبه حرب لبنان الثانية في 2006. في حينه أيضاً كانت المنازل فارغة من المواطنين.

أول أمس، احتفل نتنياهو بيوم ميلاده الـ 75. كل يوم ميلاد لنتنياهو يعد حدثاً. أذكر يوم ميلاده الـ 51 في 21 أكتوبر 1998. كان نتنياهو في حينه في مزرعة واي، غير بعيد عن واشنطن العاصمة، في ذروة مفاوضات مع ياسر عرفات. في صباح 21 أكتوبر، نشرت “يديعوت أحرونوت” مقالاً كتبته من هناك. يبدأ المقال بالسؤال: كيف سيحيي نتنياهو يوم ميلاده مع عرفات؟ قرأ الفلسطينيون المقطع وتحركوا، مستغلين الساعات بذكاء فارق. في الساعات الأولى من الليل، أعدت باقة ورود، وفي السابعة صباحاً وقف أحمد الطيبي، الذي كان عضواً في الوفد الفلسطيني، وهو يحمل الباقة أمام باب نُزل نتنياهو. أيام.

--------------------------------------------

 

موقع بريطاني: غزة تحترق وقادة الاستيطان وحكومة نتنياهو وحزبه يخططون لطرد كل الفلسطينيين

 

سلط تقرير أعدته لبنى مصاروة وبيتر أوبورن لموقع “ميدل إيست آي” الضوء على مؤتمر الاستيطان في غزة الذي عقد في يوم الإثنين ونظمه مسؤولون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشارك فيه دعاة استيطان معروفين مثل دانيلا فايس.

وقال معدا التقرير إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلب من قادة إسرائيل يوم الثلاثاء انتهاز فرصة مقتل زعيم حماس يحيى السنوار والموافقة على وقف إطلاق النار في غزة. ولكن وقف إطلاق النار كان آخر شيء يفكر فيه أعضاء الكنيست ووزراء الحكومة ومئات من المستوطنين الذين اجتمعوا يوم الإثنين للتخطيط من أجل مستقبل القطاع. وأوضح التقرير أن الخطط لم تشمل أيا من المفاوضات. وكان هناك موضوع واحد في ذهن المجتمعين – الذين تزامن مؤتمرهم مع عطلة عيد العرش “سكوت” وهي مناسبة دينية لإحياء ذكرى الخروج من مصر- وهو الاستيطان في غزة. وعقدت منظمة “نحالا” المؤتمر في كيبوتس ريم وعلى بعد 4 كيلومترات من غزة. وكان صوت القصف والتدمير يتردد داخل المؤتمر.

وكانت منطقة المؤتمر ساحة عسكرية وعقد بحماية الجيش. وحمل عدد من المشاركين السلاح والمسدسات. وحذر مسؤول في المؤتمر “في حالة حدوث هجوم إرهابي، نطلب منكم عدم إطلاق النار من أسلحتكم واتركوا الأمر للأمن، وهذا من أجل سلامة الجميع”. وحضر المؤتمر داعمون من الولايت المتحدة وأستراليا وجنوب إفريقيا.

ووضعت جدة من ميلبورن ملصقا مكتوب عليه “غزة جزء من إسرائيل” و”كاهانا كان محقا”، فيما حمل العديد من الحاضرين ملصقات وشعارات تحتفي بالمتطرف الأمريكي المولد مائير كاهانا والذي كان يدعو لطرد الفلسطينيين من أراضيهم.

وقالت فايس التي تعتبر من أبطال المؤتمر إن هناك مئات العائلات تنتظر قرب غزة للانتقال إليها. وزعمت أن “نحالا” وقعت اتفاقية بقيمة ملايين الدولارات لإنشاء وحدات سكنية مؤقتة كمرحلة أولية للاستيطان في غزة. وقالت “ستشاهدون اليهود يذهبون إلى غزة والعرب يختفون من غزة”.

دانييلا فايس زعيمة حركة نحالا الاستيطانية: ستشاهدون اليهود يذهبون إلى غزة والعرب يختفون منها

هذا ما سيكون عملا ممتازا لأور يومتوفيان، الناشط في حزب “القوة اليهودية” الذي يتزعمه وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير.

ويعمل يومتوفيان في مجال التطوير العقاري. وقد أخبر موقع “ميدل إيست آي” أن “غزة ستكون حلا لمشكلة العقارات، نحن بلد صغير وهناك أرض واسعة نستطيع استخدامها”. وعندما سئل عن احتلال غزة قال “أولا وقبل كل شيء وفي أقرب وقت”. وعندما سأله الموقع عن قيمة العقارات الواقعة على البحر قال: “ستكون صفقة رابحة، فالعقارات في تل أبيب المجاورة للبحر تكلف ما بين 20 و50 مليون شاقلا [5 ملايين إلى 13 مليون دولارا]. هنا يمكننا البيع بسعر رخيص”.

وقال يومتوفيان إنه كان في المركز السادس عشر على قائمة المرشحين البرلمانيين لحزب القوة اليهودية، وتوقع أن يصبح زعيم الحزب، بن غفير، رئيس وزراء إسرائيل القادم بعد نتنياهو.

ويقول الموقع إنه من الخطأ تجاهل المؤتمر كمناسبة هامشية تعكس فتنازيا حركة المستوطنين اليهود. فالمال والساسة لديهم رهانات بشأن غزة. وقد شارك في المناسبة وزراء في الحكومة وأعضاء في الكنيست، عدد كبير منهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو. وحضر وزير المالية، بتسلئيل سمورتيش المؤتمر أيضا. وكان بن غفير نجم المؤتمر حيث انضم لرقص جماعي ونظر إليه كزعيم إسرائيل المقبل. وقال بن غفير إن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر غير عقلية الإسرائيليين. وقال “نحن ملاك الأرض” و”هم يفهمون إن إسرائيل عندما تتصرف كمالكة للأرض تحقق نتائج”. وقال لجمهوره إن إسرائيل ستشجع ما أسماه “النقل الطوعي لجميع مواطني غزة”، مضيفا “سنقدم لهم الفرصة للانتقال إلى دول أخرى لأن هذه الأرض ملك لنا”.

من الخطأ تجاهل المؤتمر كمناسبة هامشية تعكس فتنازيا حركة المستوطنين اليهود. فالمال والساسة لديهم رهانات بشأن غزة

وأشار الموقع إلى أن بن غفير وسمورتيش كما أظهرت الأحداث الماضية يحصلان على ما يريدان من ائتلاف يتزعمه نتنياهو. وهذا نابع من الدعم الشعبي لهما ولكن لأن الحكومة ستنهار بدونهما.

وأشارت فايس في كلمتها إلى سلطة المستوطنين الجديدة عندما ألمحت لكلام نتنياهو أن الاستيطان في غزة “غير واقعي”. وقالت إن الكثيرين قالوا نفس الكلام عن الاستيطان في الضفة الغربية. وقالت: “لدينا الدعم السياسي والشعبي وتجربة 55 عاما من الاستيطان في يهودا والسامرة ومرتفعات الجولان. 350 مستوطنة ولدينا تجربة لتحقيق هذا سياسيا”.  وبالنسبة للفلسطينيين فعليهم الخروج من غزة. وقالت لمجموعة من الصحافيين الدوليين “عليهم الذهاب إلى إنكلترا، إفريقيا، إلى تركيا، تماما مثل أفغانستان الذين انتقلوا خلال الحرب وكذا الشعب السوري والأوكراني”.

وأكدت فايس أن الفلسطينيين لن يبقوا في غزة وبأي حال من الأحوال. وفي كلمتها أمام المؤتمر قالت إن الفلسطينيين في غزة “سيختفون” من القطاع وإن الالاف جاهزون للتحرك “من الشمال إلى الجنوب”. وقالت “جئنا إلى هنا بهدف واضح: الهدف هو الاستيطان في كل قطاع غزة، وليس جزءا كبيرا فيه. وليس عددا قليلا من المستوطنات، ولكن كل القطاع من الشمال إلى الجنوب”. وقالت إن هناك 6 مجموعات استيطانية وأكثر من 700 عائلة تتطلع للاستيطان في غزة التي قتل فيها أكثر من 42,000 فلسطيني منذ الحرب الإسرائيلية في نهاية العام الماضي.

وقال عضو الكنيست أرييل كالنر لموقع “ميدل إيست آي” إنه يجب أن تكون هناك “مستوطنات في شمال غزة وأماكن استراتيجية مثل ممر فيلادلفيا”، مضيفا أن العديد من أعضاء الليكود يؤيدون الخطة. وقال إن غزة “ارتكبت هذه المذبحة عندما حصلت على العديد من الامتيازات التي لم تكن لديها من قبل”. وأضاف “إننا بحاجة إلى فهم ما هو الإسلام المتطرف، وما هي السلطة الفلسطينية. لقد دعموا 7 تشرين الأول/أكتوبر. إنهم يدعمون الإرهابيين ونحن بحاجة إلى أن يفهم العالم أن مثل هذه الأنظمة يجب القضاء عليها. يجب أن تفهم الحضارة أن هذه الأنظمة والأيديولوجيات البربرية هي أعداء الحضارة”.

وعندما سئل عن رأيه في ما يسمى “خطة الجنرالات” التي يتم تنفيذها حاليا في شمال غزة، والتي يراها الكثيرون بمثابة استراتيجية للتطهير العرقي لطرد الفلسطينيين من المنطقة أو قتل أولئك الذين يبقون، إنها “خطة معقولة جدا جدا”.

ودعمت عضو الكنيست عن حزب الليكود، تالي غوتليف، الاستيطان في غزة قائلة: “لقد أوضحت منذ اليوم الأول للحرب أن أحد أهدافنا يجب أن يكون احتلال شمال غزة”. وعما إذا كان نتنياهو يدعم الخطة، أجابت غوتليف: “ليس لدي شك في أنه يدعم الاستيطان في غزة لأنه سيجلب المزيد من الأمن ليس فقط للمنطقة المحيطة بقطاع غزة ولكن لإسرائيل”. وعن سكان غزة ومصيرهم قالت: “سمح سكان شمال غزة لمقاتلي حماس المرور في 7 تشرين الأول/أكتوبر” و”لا رحمة لدي، والرحمة الوحيدة هي منحهم فرصة للرحيل ويجب أن يرحلوا إلى الجنوب”. وقالت غوتليف: “نحن بحاجة إلى احتلال أرض إسرائيل بالكامل. لا يوجد أبرياء في غزة. وكل من يرفض مغادرة الشمال فهو متعاون”.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 23/10/2024

 

 

قبيل هجوم في ايران، البنتاغون يعرض: اسرار الجيش الإسرائيلي بالبث الحي والمباشر

 

 

بقلم: ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس

 

1- أم كل التسريبات. وثائق المخابرات الامريكية التي نشرت في نهاية الاسبوع الماضي، والتي جاءت فيها بالتفصيل جهود المراقبة لاستعدادات اسرائيل لمهاجمة ايران، تقدم كشف فريد في نوعه، الاعمق حتى الآن، للنشاطات السرية للجيش الاسرائيلي والمتابعة الدقيقة التي تقوم بها الولايات المتحدة لصديقتها وحليفتها. للمرة الاولى تم تسريب معلومات كهذه في الوقت الحقيقي: الوثائق تم نشرها في الشبكة في يوم الجمعة الماضي، ووثقت مناورة جوية كبيرة اجريت قبل يومين أو ثلاثة ايام، قبيل الهجوم الذي لم يتم تنفيذه بعد. مناورة اخرى اجريت قبل يومين من ذلك.

نحن لم نشاهد في أي يوم شيء يشبه لذلك. التسريبات الضخمة لـ “ويكيليكس” و”ادوارد سنودن” والتسريب الكبير من البنتاغون قبل سنتين، كشفت معلومات من الارشيف، التي فقط جزء منها كان محدث ومهم. الآن تمت مشاهدة تقريب وببث مباشر نفس الشيء، وقرأنا التقرير الذي نشر في جهاز المخابرات الامريكية، وجزء منه ايضا للدول الشريكة مع الولايات المتحدة في حلف “العيون الخمسة” – بريطانيا، كندا، استراليا ونيوزيلاندا. مجموعة النخبة للمتحدثين بالانجليزية.

من غير المعروف من الذي سلم الوثائق التي ظهرت في قناة “التلغرام” لميدل ايست سبكتيتور، التي وصفت في وسائل الاعلام الاسرائيلية كمؤيدة لايران. حسب “سكاي نيوز” بالعربية فان المشتبه فيها بالتسريب هي مديرة في البنتاغون. جهات امريكية نفت التقرير، وفي شبكة فوكس نيوز نشر أنه لا يوجد حتى الآن أي مشتبه فيهم بالتسريب. الادارة الامريكية سارعت الى الاعلان بأن الوثائق صحيحة، وأنها ستفتح تحقيق لمعرفة المصدر، وحتى أن الرئيس الامريكي جو بايدن قال بأنه “قلق جدا” من النشر. بكلمات اخرى، حتى لو أن الادارة الامريكية لم تبادر هي نفسها الى عملية النشر، إلا أنها تحملت المسؤولية بواسطة الاسلوب المجرب الذي يتمثل بـ “الصدمة والتحقيق”، المعروف ايضا من عمليات الحرب النفسية لجهاز الامن في اسرائيل، عندما يريد أن يمنح المصداقية لـ “منشورات اجنبية” و”وثائق أخذها كغنائم” (المثال الواضح اكثر هو بالطبع اختطاف واعتقال مردخاي فعنونو، الذي ازال كما يبدو “الضبابية النووية” لاسرائيل).

يمكن التقدير بحذر أن النشر يعطي الامريكيين أداة لكبح حماسة اسرائيل للهجوم، ردا على اطلاق الصواريخ البالستية الايرانية في 1 تشرين الاول الحالي. وربما ايضا تعزيز الردع امام ايران، التي ربما ستخاف من الهجوم المتوقع، وستعمل من اجل وقف اطلاق النار وتهدئة التوتر في كل الجبهات المستعلة في المنطقة. تصريح بايدن بأنه يعرف ما تخطط له اسرائيل صدر في الحقيقة قبل عملية التسريب، لكنه منح التسريبات مصداقية اخرى بأثر رجعي.

2- ما الذي يبحثون عنه هنا. الوثائق تعرض بالتفصيل اخبار حيوية أو تفصيل الاهداف الاستخبارية الامريكية لمتابعة “الاذرع الطويلة” لاسرائيل. المخابرات الامريكية تبحث عن أدلة عن العملية التي يمكن أن تشمل اطلاق صواريخ بعيدة المدى بواسطة طائرات، أو استخدام وحدات خاصة على الارض، وربما ايضا الاستعداد لهجوم نووي ضد الجمهورية الاسلامية. النتيجة ليست قاطعة: “نحن لا نستطيع توقع بالضبط ابعاد الهجوم في ايران. وهو يمكن أن يحدث بدون انذار مسبق”، حذر صائغو الوثائق. مثلما في اسرائيل، ايضا في امريكا المخابرات تغطي نفسها من الانتقاد في المستقبل. هذه هي الوحدات والتشكيلات العسكرية التي تثير اهتمام كبير في البنتاغون وفي البيت الابيض، الوحدات والتشكيلات المشهورة في الجيش الاسرائيلي بالنسبة الامريكيين:

·        قواعد سلاح الجو، خاصة السرب المهاجم 69 في حتسريم الذي يستخدم طائرات “اف 151” (راعم). وهو نفس السرب الذي قتل رجاله حسن نصر الله في بيروت. وفي السنة الماضية قادوا “رفض التطوع” في سلاح الجو ردا على الانقلاب النظامي الذي بادر اليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو – حسب الوثائق الامريكية اعضاء هذا السرب يتدربون الآن على عملية هجومية في ايران. ايضا قواعد سلاح الجو في رمات دافيد، رامون وعوفدا، حظيت بالمتابعة والذكر.

·        السلاح المخصص، حسب تقدير الامريكيين، للمس بايران، وعلى رأسه صواريخ بالستية يتم اطلاقها من طائرة “إي.ال.بي.ام” بنوعين. وقنابل موجهة.

·        منظومة الدفاعات الجوية. الاستعداد المتزايد ووتيرة التسلح بصواريخ الاعتراض لمواجهة هجمات بالصواريخ والمسيرات على اسرائيل.

·        نشر سفن سلاح البحرية في تشكيلة دفاعية، بدون تفصيل.

·        مسيرات بعيدة المدى، تستخدم في عمليات سرية، ويمكنها الطيران حتى ايران.

·        منظومة الانقاذ، لا سيما مستوى استعدادها (الذي يدل على وتيرة الاستعداد لعمليات هجوم خطيرة).

·        نشر طائرات سلاح الجو في تشكيلة دفاعية خوفا من المس بها.

·        طائرات التزويد بالوقود والانذار التي تمكن سلاح الجو من العمل في مسافات بعيدة، والتي عملت مؤخرا في قصف اليمن.

·        المنظومة النووية في اسرائيل، وفي اساسها حسب الوثائق الامريكية، صواريخ ارض – ارض (يريحو 2)، التي نشرتها اسرائيل في 1 تشرين الاول من اجل الدفاع من الضرب. لم يتم تشخيص أي دلائل تشير الى أن اسرائيل تنوي استخدام السلاح النووي.

·        القوات الخاصة، التي يمكنها العمل في مسافات بعيدة.

المعلومات التي توجد في الوثائق تم استخلاصها من تحليل صور جوية (أو اقمار صناعية)، تسمح للامريكيين بتشخيص انواع السلاح الذي تتعامل به الطواقم الارضية لسلاح الجو قرب مرابض الطائرات. المحللون لاحظوا أن الاسرائيليين حاولوا اخفاء اعمالهم من خلال نشر شوادر للتمويه، هكذا وفروا اشارات واضحة بأن هناك شيء هام يحدث في قاعدة حتسريم. الوثائق نشرها “طاقم اسرائيل” في وكالة (ان.جي.إي) التي تعنى بالتنبؤات. ايضا وكالة الامن القومي (ان.اس.إي) المسؤولة عن التنصت والمعلومات الالكترونية مشاركة في العملية.

الامريكيون اشركوا جزء من المعلومات مع شركائهم في الدول المتحدثة بالانجليزية، لكن ليس جميعهم يحصلون على كل شيء. نتائج مراقبة صواريخ “يريحو” والمنظومة النووية الاسرائيلية، تقتصر على الامريكيين فقط. البريطانيون يحصلون على شيء معين أكثر، مثلا التقارير عن المسيرات السرية في قاعدة رامون. مناورات سلاح الجو ومعالجة الصواريخ الهجومية في حتسريم ورمات دافيد يتم الابلاغ عنها لكندا واستراليا ونيوزيلاندا. الوثائق لا تذكر دول اخرى مثل اعضاء الناتو، التي تحصل على مقاربة للمعلومات عن اسرائيل.

3- انتصار الزرق. الكشف الاساسي في وثائق المخابرات هو أن سلاح الجو تم تزويده بنوعين من صواريخ بالستية بعيدة المدى لاطلاقها بواسطة الطائرات وهي “روكس” (الصخور) لرفائيل، التي ترتكز الى صاروخ “أنكور” الذي كشف عنه قبل بضع سنوات؛ و”أفق ذهبي”، الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن. الامريكيون لاحظوا وجود عشرات الصواريخ كهذه في قاعدة حتسريم، وربما ايضا في قاعدتي رمات دافيد ورامون.

حسب ما نشر في السنوات الاخيرة فان الصواريخ التي سميت “انكور” تم تطويرها كاهداف تجربة لمنظومات الدفاع الاسرائيلية بحيث تشبه في طيرانها صواريخ “سكاد” و”شهاب” الايرانية، وصواريخ “حيتس” سيتم فحصها من حيث قدرتها على اعتراضها. الصواريخ الاكبر في هذه السلسلة يمكن أن تصل الى مسافة 1500 – 2000 كم، وهذا يكفي للطيران من اسرائيل الى ايران واصابة الهدف بشكل دقيق. في الربيع الماضي من هذه السنة ادعت منشورات اجنبية بأن اسرائيل اطلقت صاروخ واحد كهذا نحو ايران، الذي دمر جهاز رادار بطاريات الدفاع الجوي ردا على هجوم المسيرات والصواريخ الايرانية في 14 نيسان. ولكن الآن تنشر المخابرات الامريكية بأنه منذ 8 تشرين الاول سلاح الجو اخرج من المخازن على الاقل 40 صاروخ روكس و16 صاروخ أفق ذهبي قبيل مناورة هجومية في ايران.

الكشف بأن صواريخ التدريب جرى عليها تعديل كبير من اجل تسليح هجومي، وأن العشرات منها (على الاقل) تم تركيبها في اسراب الهجوم، يدل على قرار مهم جدا اتخذته اسرائيل بشأن قوتها العسكرية: الحفاظ على تفوق سلاح الجو والطائرات التي يقودها طيارون مثل “ذراع طويلة”، وعدم انشاء سلاح صواريخ تقليدية بشكل منفصل. فكرة انشاء سلاح الصواريخ طرحت بعد حرب الخليج في 1990، التي فيها تمت مهاجمة اسرائيل بصواريخ سكاد من العراق، ولم يكن بامكانها اعتراضها (لاسباب تكنولوجية)، أو مهاجمة ردا على ذلك (لاسباب سياسية). المبادر الى ذلك كان مساعد وزير الدفاع، الجنرال احتياط يسرائيل طل، الذي كان نائب رئيس الاركان في حرب يوم الغفران، والذي خاب امله من فشل سلاح الجو في صد هجوم المصريين والسوريين المفاجيء، وفشل في مساعدة القوات البرية في معارك الصد والانتقال الى الهجوم. لقد حذر طل من أنه في المستقبل ستكون القواعد الجوية مكشوفة امام اطلاق الصواريخ، وسلاح الجو سيتم شله، وأن اسرائيل بحاجة الى تشكيلة يمكنها القاء مواد متفجرة على الاعداء من بعيد. سيكون لديهم صواريخ سكاد ولدينا “الصاروخ الارهابي” كما اطلق عليه طل.

وزير الدفاع في حينه موشيه آرنس، الذي في صباه عمل كمهندس صواريخ كبير في الصناعات الجوية، تحمس لفكرة طل. ولكن الجيش الاسرائيلي اوقفه وفضل الحفاظ على تفوق “الزرق” في استخدام القوة لمسافات بعيدة. في السنوات التي مرت تبنى مبادرة سلاح الصواريخ بعض القادة الكبار مثل وزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان والجنرال (احتياط) اسحق بريك وهو “المنبه الموجود على الباب” من الاستعداد المعيب حسب رأيه للحرب.

الآن يتبين أن الجيش الاسرائيلي تبنى فكرة الصواريخ بعيدة المدى مع رؤوس حربية تقليدية بدلا من انشاء سلاح صواريخ منفصل، وتركيبها على الطائرات الهجومية التي تستخدم كمنصات اطلاق طائرة. سلاح الجو انتصر على كل المنتقدين والخصوم، وحافظ على تفوقه الواضح في الجيش الاسرائيلي.

الدمج بين الصاروخ البالستي والطائرة توجد له عدة مميزات. الطائرة ترفع الصاروخ الى اعلى وتوفر مرحلة الاطلاق الاولى. الطيار يمكنه اطلاق الصاروخ من أي نقطة في الجو. وايضا زيادة المدى ومفاجأة العدو وتشويش المراقبة والتصعيب على اعتراض الصاروخ من الارض. الصواريخ التي تطرق من الارض يسهل اكتشافها واعتراضها. وزير الدفاع الحالي يوآف غالنت قال في الاسبوع الماضي بأن الهجوم في ايران سيكون دقيقا ومفاجئا، وأن الايرانيين لن يعرفوا ما الذي حدث لهم. الصواريخ البالستية التي يمكن تركيبها على الطائرات تمكن من تحقيق هذه المفاجأة. من قام بتسريب، أو سرقة، وتسليم للنشر وثائق المخابرات الامريكية اراد كما يبدو تحييدها مسبقا، وقول للايرانيين ماذا سيحدث لهم.

--------------------------------------------

إسرائيل اليوم 23/10/2024

 

الاعمال العسكرية ستبقى تصمم الصورة السياسية

 

 

بقلم: مئير بن شباط رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق

 

زيارة وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن الى الشرق الأوسط تبدو كمحاولة أخيرة من الإدارة في واشنطن للوصول الى وقف نار شامل قبل الانتخابات في الولايات المتحدة.

احتمالات ذلك ليست عالية. فإسرائيل لم تغلق بعد الحساب المفتوح مع ايران على هجمة الصواريخ الباليستية في 1 أكتوبر. فضلا عن ذلك، فان توجيه اصبع اتهام نحوها على المُسيرة الى منزل رئيس الوزراء في قيساريا، زاد الدين.

في لبنان، حزب الله وان كان تلقى ضربات شديدة لكنه يبدي انتعاشا وثقة متعززة بالنفس. من الصعب أن يراه يتنازل عن إمكانية جباية مزيد من الاثمان على خسائره ويقبل شروط إسرائيل لوقف القتال.

في غزة، إسرائيل سجلت إنجازات هاما بتصفية يحيى السنوار، لكن تأثيرها ليس فوريا وحتى بعدها بقي عمل كثير حتى إعادة المخطوفين وإنجاز كل اهداف القتال في القطاع.

في ضوء الإشارات التي تطلقها ايران عن عدم رغبتها في الانجرار الى حرب إقليمية، واستمرارا للاتصالات التي أجرتها بوساطة قطر لاستئناف محادثات النووي مع الولايات المتحدة، يحتمل أن يحاول بلينكن جدولة اتفاق يقيد العملية الإسرائيلية بحيث تتمكن طهران من احتوائها دون أن ترد عسكريا. وبالمقابل لذلك وللتسويات الإنسانية في غزة سيضمن استمرار المساعدات العسكرية لإسرائيل والتأييد الأمريكي لموقفها في موضوع لبنان.

بلينكن، كما ينبغي الافتراض لم ييأس أيضا من محاولة إحلال وقف نار شامل من خلال صفقة في غزة، في صيغة “منحى بايدن” في ظل عرض تصفية السنوار وتنفيذ التسويات الإنسانية في شمال القطاع كصورة نصر. في هذه المرحلة، تتمسك حماس بالمواقف التي وضعها كبير المخربين الذي صفي ولهذا فان احتمالات ذلك غير كبيرة.

 

 كيف الرد في الجبهات الثلاثة

 

حين تكون هذه هي صورة الوضع، يبدو أنه من غير المتوقع في الزمن القريب انعطافات سياسية ذات مغزى. الاعمال العسكرية هي التي ستصمم الواقع. إسرائيل ستواصل العمل لاجل تفكيك التهديد الذي بنته ايران حولنا، وبذلك اضعاف ايران ونظامها واستغلال الفرص لكبح البرنامج النووي.

الى جانب ذلك ستواصل ضرب القدرات العسكرية المتبقية لحماس والوسائل التي استخدمتها لاستئناف حكمها في غزة. تفترض الهجمة الإيرانية على إسرائيل ردا، لكن الان أيضا لا ينبغي لإسرائيل أن تتسرع. فتمزيق أعصاب الإيرانيين وتعاظم النقد الداخلي على ايران هما آثار جانبية إيجابية للانتظار. من الصواب الابقاء على غموض اقصى (حتى بعد تسرب المعلومات) للاستعداد لسيناريوهات منع ورد وترك الأفعال هي التي تتحدث عن نفسها.

في لبنان، الهدف الإسرائيلي المعلن هو السماح لاعادة سكان الشمال الى منازلهم بامان. القتال يدحر حزب الله الى خارج مدى التهديد، لكن لا يزال مطلوب حل يبقي الوضع الجديد على مدى زمن طويل. إنجازات الجيش التي وضعت إسرائيل في نقطة انطلاق جيدة بالنسبة لليوم التالي، تسمح بالتطلع الى تفكيك حزب الله من سلاحه وخلق تسويات تمنع تسلحه. يجب مواصلة الهجوم في بيروت لضرب مواقع حزب الله وتشديد الضغوط عليه من الفصائل الأخرى التي تخاف من مشهد تدمير العاصمة اللبنانية ومن الصواب التمسك بالموقف الذي يقول ان كل اتفاق في موضوع لبنان لن يتم الا تحت النار.

بالنسبة للصراع ضد حماس يجب تشديد الضغط العسكري في شمال القطاع. هذا ضروري لاجل منع انتعاش منظمة الإرهاب، تعميق الضربة لما تبقى لها من قدرات، تشويش جهودها للحكم، تحطيم رؤوس من يعينون كبديلين وتوفير مبرر للجهات التي توافق على التنازل في موضوع المخطوفين.

من الصعب تقدير فرص فكرة خلق “فقاعات إنسانية” تحرسها شركة أمريكية – لكن واضح انها تنطوي ايضا على مخاطر لا بأس بها. في كل الأحوال، فان استجابة إسرائيلية لهذا الاقتراح هي ثمن معقول حيال إدارة بايدن، ناهيك عن ان هذه خطوة مؤقتة وقابلة للتراجع.

إضافة الى ذلك يجب تشديد الضغط على أصحاب القرار في قيادة حماس في الخارج وعلى قطر التي تستضيفهم في أراضيها. وهكذا فانها لن تتمكن بعد اليوم من تعليق التأخير على مشجب السنوار وشركائه.

بالتوازي، يجب تكثيف الجهود لضرب البنى التحتية العسكرية والتنظيمية لحماس في الضفة وذلك لمنع قنوات التنسيق بينها وبين قيادات الخارج ولاحباط المشاركين في تحريك اعمال الإرهاب.

عشية فرحة التوراة الذكرى السنوية العبرية للمذبحة الرهيبة، تواصل إسرائيل رسم الطريق للعالم الغربي للتصدي لفظائع الاخطبوط الإيراني – في غزة، في لبنان، في اليمن وفي الضفة. واضح ان المهمة لم تنتهي والتحديات كثيرة امامنا قبل أن ننجح في أن نزيل بشكل كامل التهديدات، نمنع استئنافها والتصدي لرأس الاخطبوط نفسه.

 --------------------------------------------

 

هآرتس 23/10/2024

 

 

خطة نتنياهو لليوم التالي: احتلال عسكري، مرتزقة ومستوطنات

 

 

بقلم: نوعا لنداو

 

المعارضة في اسرائيل (أو البخار الذي بقي منها) تكثر من مهاجمة حكومة بنيامين نتنياهو بسبب غياب الرؤية وغياب خطة عمل. ولكن ما يميل كثيرون الى تفويته هو أنه بالنسبة لنتنياهو فان غياب خطة منظمة لا يعني عدم وجود سياسية. بالعكس، سياسته دائما تحددها الافعال على الارض، وليس الخطابات أو المصادقات. نتنياهو تمتع خلال سنوات حكمه بنشر الضبابية بشكل متعمد، بما في ذلك نشر رسائل متناقضة باللغتين العبرية والانجليزية، لكن الواقع نفسه لا يكذب. هذه هي الطريقة التي يتم فيها ضم شيئا فشيئا اجزاء واسعة في الضفة الغربية، ايضا بدون تشريع احتفالي، بشكل فعلي، وهذا بالضبط ما يحدث الآن في قطاع غزة.

في الوقت الذي فيه معارضو نتنياهو ينتقدونه بسبب غياب خطة منظمة لقطاع غزة (في اليوم التالي)، فعليا تتقدم خطة كهذه بالافعال، أولا، عن طريق احتلال مناطق واسعة في القطاع وطرد السكان وتدمير البيوت وشق طرق جديدة وبناء مواقع وبنى تحتية اخرى للمدى البعيد. وفي الوقت الحالي ايضا عن طريق الدفع قدما بخطة لنقل السيطرة المدنية في القطاع الى جهات خاصة مأجورة.

طريق طويلة محددة سارت فيها الحكومة، بدءا من النية التي تم الاعلان عنها في شهر شباط، بضغط شديد من امريكا، نقل السيطرة المدنية في القطاع الى جهات محلية لها “تجربة في الادارة”، التي “لا تكون متماهية مع دول أو هيئات مؤيدة للارهاب”، ومرورا بنية نقل المسؤولية عن المساعدات الانسانية في القطاع الى الجيش الاسرائيلي، الذي هو كلمة مغسولة للحكم العسكري، وانتهاء بالقرار الذي يتبلور الآن بسبب معارضة الجيش للانشغال بتوزيع المساعدات وهو استئجار شركة خاصة يمتلكها اسرائيليون وامريكيون لتولي ذلك.

الشركة التي يتم طرح اسمها مؤخرا كمرشحة هي شركة “جي.دي.سي”، وهي شركة مقاولات عسكرية من النوع الذي اغرق في حينه دول مثل العراق وافغانستان. هذا اسلوب جرت عليه ابحاث كثيرة في السنوات الاخيرة ووجدت فيه اخطار كثيرة. هذه شركات مرتزقة تحوم فوقها علامات استفهام شديدة في كل ما يتعلق بتطبيق القوانين والمعايير الدولية.

الحديث يدور عن خصخصة الحكم العسكري في غزة ونقله الى جهات خاصة لها مصالح اقتصادية خاصة، ليس اكثر من ذلك، الامر الذي يهدف الى ابعاد المسؤولية الاخلاقية والقانونية عن اسرائيل ونقلها الى مليشيات مسلحة. في مقابلة مقلقة جدا في “يديعوت احرونوت” أمس قال صاحب الشركة، موتي كهانا، بأنه “اذا حدث أي شيء فسنقوم بارسال الرسالة التالية الى سكان غزة: أنتم لا تريدون التعامل معنا”، هذا اقتباس حقيقي من عالم المافيا.

الى جانب حقيقة أنه لا يوجد لاسرائيل أي تفويض لتقرير من سيسيطر على مواطني غزة في اليوم التالي لحماس، فان كل ذلك في نهاية المطاف يحدث فقط كي لا يسمح للسلطة الفلسطينية بموطيء قدم هناك. هذا استمرار مباشر لسياسة تعزيز حماس واضعاف السلطة الفلسطينية، التي اتبعها نتنياهو خلال سنوات، وهي سياسة ترسخت بالافعال وبالدولارات في الوقت الذي هاجمه فيه الآخرون بسبب عدم وجود رؤية سياسية كما يبدو.

اسرائيل كان يجب عليها الدفع قدما، مع التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة، ببناء بديل سلطوي فلسطيني. القصد هو تسليم المفاتيح الآن عن السيطرة المدنية في القطاع الى مقاولين خاصين وخلق “عرقنة” للقطاع، التي ستكون بكاء لاجيال.

في موازاة هذه العملية، نتنياهو ايضا يستمتع بنشر الضبابية في كل ما يتعلق بموقفه بخصوص اقامة المستوطنات في غزة. هو يقول بأن هذا لن يحدث (لمزيد الدقة، “هذا غير واقعي”)، ومن جهة اخرى، حزبه يقود المهرجانات للدفع قدما بهذا الحلم المسيحاني. في نهاية المطاف البؤرة الاستيطانية الاولى التي “سيجدون صعوبة في اخلائها” هي التي ستحسم وليس الاقوال. عمليا، خطة نتنياهو لليوم التالي في قطاع غزة تتكون في هذه الاثناء من الاحتلال العسكري، المرتزقة والمستوطنات. هذه وصفة مؤكدة للكارثة القادمة.

--------------------------------------------

 

نتنياهو على حافة الهاوية.. وسياسته القاتلة قد تنفجر في وجهه ووجه "إسرائيل"

 

 

بقلم: سيمون تيسدال

 

صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تنشر مقالاً للكاتب سيمون تيسدال، يتحدث فيه عن سياسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القاتلة والوحشية، ويرى أنّه لن يتوقف عن قصف لبنان وغزّة إلا إذا وُجدت الإرادة الأميركية الجدية في كبحه، ويؤكد أنّ سياسته ستنفجر في وجهه ووجه "إسرائيل".

من الواضح تماماً أنّ بنيامين نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار في غزة أو لبنان أو أي مكان آخر، ليس بعدُ على الأقل. يمكن لإدارة بايدن وحكومة كير ستارمر أن تستمرا في تخيل أنّ مقتل زعيم حماس يحيى السنوار، الأسبوع الماضي، فتح نافذة للسلام. لكن هذا هراء.

إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يتجول بعنف مثل بلطجي مخمور، مسلّح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. إنه يحب صوت التدمير والدمار.

الحقيقة غير المستساغة هي أنّ نتنياهو وحلفاءه من أقصى اليمين، وأعداداً كبيرة بصورة مروّعة من الإسرائيليين، يعتقدون، بغباء، أنهم يفوزون بالحرب التي بدأتها حماس في 7 أكتوبر من العام الماضي، وأنّ "إسرائيل" توسّعت منذ ذلك الحين بلا هوادة، وبصورة إجرامية. إنهم ينظرون إلى مقتل السنوار، بعد سلسلة من الاغتيالات البارزة مؤخراً، على أنه أحدث تبرير لسياسة نتنياهو في الإحراق والتدمير، على الرغم من أنّها سترتد عليه في النهاية حتماً. والآن، هدف نتنياهو التالي هو إيران!

لكن، فيمَ يفكر نتنياهو؟ إنّه يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من القوة والنفوذ، من أجل حماية نفسه سياسياً في المستقبل. وكثّفت "إسرائيل" العمليات العسكرية في شماليّ غزة، ويسعد نتنياهو أن يتلقّى الانتقادات الدولية الناتجة من الخسائر المدنية الكبيرة في الأماكن المدمّرة مثل جباليا. وفي حين أنّ ليس لدى نتنياهو خطة متماسكة لـ "اليوم التالي" في غزة، فإنّه عازم على تعظيم السيطرة الإسرائيلية.

رفض نتنياهو نصيحة القادة العسكريين الإسرائيليين، وكذلك من الأميركيين، بأن يتم استغلال مقتل السنوار للحصول على صفقة لتحرير الأسرى، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس". وقال مفاوض إسرائيلي كبير للصحيفة إنّ "مقتل السنوار لم يخلق مرونة، ولم تتغير أهداف الحرب الإسرائيلية، ولا حماس".

إنّ التعنّت الإسرائيلي المماثل واضح في لبنان، بحيث تكثفت الغارات الجوية على بيروت وغيرها من المدن، ووسّعت القوات الإسرائيلية ضرباتها وبلغت أهدافاً غير عسكرية، وتستمر في محاولة التقدم البرّي.

وفي إشارة إلى احتقاره صنّاع السلام، لم يُبدِ نتنياهو أي تحفظ بشأن نقل حربه إلى الأمم المتحدة على المستوى السياسي، ففي الشهر الماضي ألقى خطاباً عدوانياً مخزياً أمام الجمعية العامة، وصعّد على المستوى العسكري، من خلال الهجمات على قوات اليونيفيل، قوة الأمم المتحدة في لبنان. وأُصيب عدد من قوات حفظ السلام. كما تعرض جيش لبنان للاستهداف أيضاً.

ويسعى عاموس هوكستين، مبعوث "السلام" الأميركي، والذي وصل إلى بيروت يوم الإثنين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي أنشأ الخط الفاصل بين الجانبين في حرب لبنان عام 2006. وهناك حديث عن إنشاء قوة دولية جديدة لتأمين الحدود بين "إسرائيل" ولبنان. في هذه الأثناء، يقال إن "إسرائيل" تطالب بحق مستقبلي في إعادة التدخل في البلاد، على الأرض وفي الجو، عندما تشعر بالتهديد.

إنّ هذه المطالب الأخيرة غير مقبولة لأي دولة ذات سيادة، مهما كانت ضعيفة. لكنها تعكس النهج العام لرئيس الحكومة الإسرائيلي. وكما هي الحال في غزة، كذلك هي الحال في لبنان. ويبدو أنّ نتنياهو، الذي يدرك أنّه لا يستطيع مقاومة الضغوط الدولية إلى أجَل غير مسمّى، عازم على إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحزب الله، عسكرياً وتنظيمياً.

من المستحيل ألا نشعر بالأسف على أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، الذي أُمر بالقيام بجولة دبلوماسية أخرى لملاحقة اعتقاد بايدن الوهمي بأنّ مقتل السنوار يشكّل فرصة لوقف إطلاق النار. ووصل إلى "تل أبيب" بينما كانت صفارات الإنذار تدوي، بحيث زعم حزب الله أنّه قصف المدينة.

لكن بلينكن لا يحمل أي عصاً، بل جزرة فقط، ونتنياهو آكل للحوم. بالنسبة إلى نتنياهو، فإنّ المحادثات مع بلينكن تعني الاستماع إلى ما يريد قوله، والموافقة على أنّها فكرة جيدة، ثم الاستمرار في الأمر بغض النظر عن ذلك بمجرد أن يدير له زائره ظهره.

الواقع أنّ التركيز الرئيس لرحلة بلينكن ليس على غزة أو حتى لبنان، بل يتعلق الأمر بالحد من الأهداف والقوة التدميرية والجنون التصعيدي، وربما المرتبط بالسلاح النووي، للضربة الانتقامية الوشيكة التي ستوجهها "إسرائيل" ضد إيران، في أعقاب رد طهران بالصواريخ الباليستية، البالغ عددها 181 صاروخاً، في وقت سابق من هذا الشهر. والواقع أنّ بلينكن ونتنياهو يدركان أنّ بايدن لن يحاول بجدية كبح جماح "إسرائيل" قبل الانتخابات الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، إذ لن يقوم بقطع إمدادات الأسلحة، ولا فرض عقوبات، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى خسارة الديمقراطيين لأصواتهم.

إنّ أكبر مخاوف بايدن الآن هو المواجهة المتفجرة الخارجة عن السيطرة بين إيران و"إسرائيل"، هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، والتي قد تجر القوات الأميركية إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط قبل أن يختار الناخبون بين كامالا هاريس ودونالد ترامب. والانتخابات الأميركية هي الأفق الحقيقي لنتنياهو. وهذا ما يتطلع إليه. ولهذا السبب، سيستمر بلا رادع في فعل ما يحلو له، وخصوصاً في غزة ولبنان خلال الأسبوعين المقبلين على الأقل.

إذا فازت هاريس، فقد تكون الولايات المتحدة في وضع أفضل لفرض الشروط، نظراً إلى أنّ هاريس تشعر بقوة بالتكلفة الإنسانية للحرب، على الرغم من أنّ القيام بذلك سيتطلب الإرادة السياسية التي تفتقر إليها حالياً. وإذا ذهب النصر إلى ترامب، الذي ينتمي إلى الصقور اليمينيين المتطرفين المناهضين للفلسطينيين، فسوف يكون نتنياهو حراً في تصرفاته، ويقرر هو التوقيت والشروط والشكل لأي هدنة وتسوية لاحقة طويلة الأجل.

هذا ما يفكر فيه نتنياهو، ولهذا السبب لن يفكر في وقف إطلاق النار الآن، إلا أنّه لا هو ولا أي شخص آخر يعرف ماذا ستفعل إيران إذا تعرضت لهجوم مزعج، كما توحي الأوراق الأميركية المسرّبة. إنّ نتنياهو المتهور يذهب إلى أبعد من ذلك في سياسته الجريئة والتي لا نهاية لها. وفي الأيام المقبلة، قد تنفجر لعبته القاتلة في وجهه ووجه "إسرائيل".

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق