25 كانون الأول 2024 الساعة 09:54

حصار عسكري متواصل على شمال القطاع.. أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الإنسانية والصحية في غزة

2024-10-17 عدد القراءات : 361
 نيويورك:  استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏ "أوتشا" في تقرير مفصل يوم الأربعاء الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم التاسع من العام الثاني على التوالي.

 

 

النقاط الرئيسية

شددّ الجيش الإسرائيلي الحصار الذي يفرضه على شمال غزة، مع بعض الاستثناءات القليلة، حين شهدت مناطق في وسط غزة حادثتين أسفرتا عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في يومي الأحد والإثنين.

تعمل المستشفيات الثلاثة الوحيدة في شمال غزة بالحد الأدنى من قدراتها، وما عادت أي مراكز للرعاية الصحية الأولية تزاول عملها، حسبما تفيد مجموعة الصحة به.

لم تدخل أي معونات غذائية شمال غزة لمدة 12 يومًا، واستنفد الناس الطرق المتاحة لهم للتأقلم، كما انهارت الأنظمة الغذائية وباتت مخاطر المجاعة حقيقية، حسب ما يحذّر برنامج الأغذية العالمي.

تُعَدّ التحضيرات التي تُجريها مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لموسم الأمطار محدودة بسبب نقص الوقود والعراقيل التي تحول دون الوصول ونفاد الإمدادات والموارد وانتشار الأضرار على نطاق واسع.

 

 

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

تستمر عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في شتّى أرجاء قطاع غزة حسب التقارير، مع إفادات عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير البنية التحتية المدنية. وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية في الليلة السابقة في جباليا، وشدد الحصار الذي يفرضه على شمال غزة منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر. وما زالت التقارير تفيد باندلاع القتال العنيف في جباليا ومحيطها، كما يتواصل إطلاق الصواريخ من جانب الجماعات المسلّحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل.

أكدّ منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة، مهند هادي، بتاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر أنه «خلال الأسبوعين الماضيين، نزح أكثر من 50,000 شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة، بينما ما زال آخرون عالقين في منازلهم وسط تزايد عمليات القصف والقتال. إن الحصار عسكري الذي يحرم المدنيين من مقومات البقاء الأساسية أمر غير مقبول.»

وحثّ السيد هادي، الذي حذّر من أنه «ينبغي ألا يُجبر المدنيون على الاختيار بين النزوح والتجويع»، على فتح مسارات متعددة لإدخال الإمدادات البالغة الأهمية وتأمين جهود الاستجابة الإنسانية الآمنة من أجل الوصول إلى الناس المحتاجين على الفور، كما شدد على وجوب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

قُتل 379 فلسطينيًا وأُصيب 1,423 آخرين خلال الفترة من بعد ظهر يوم 8 حتى بعد ظهر يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و15 تشرين الأول/أكتوبر 2024، قُتل ما لا يقل عن 42,344 فلسطينيًا وأُصيب 99,013 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

في يومي 13 و14 تشرين الأول/أكتوبر، وقعت حادثتان على الأقل أسفرتا عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في محافظة دير البلح.

فعند نحو الساعة 21:30 من يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 22 فلسطينيًا، بينهم 15 طفلًا، وأُصيب 80 آخرون، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي، في قصف بالقذائف استهدف مدرسة المفتي التابعة لوكالة الأونروا في مخيم النصيرات للاجئين، والتي تؤوي أكثر من 6,200 نازح،. ووفقًا للأونروا، كان من المقرر استخدام هذه المدرسة كموقع للتطعيم ضد شلل الأطفال في اليوم التالي.

وعند نحو الساعة 1:20 من 14 تشرين الأول/أكتوبر، قُصفت ساحة مستشفى الأقصى التي كان أشخاص نازحون يلتمسون المأوى فيها في دير البلح خلال غارة جوية إسرائيلية.

وقد احترق ما لا يقل عن أربعة أشخاص حتى الموت وأُصيب 40 آخرون على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، وفقًا لوزارة الصحة. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن مستشفى الأقصى عالج 40 مصابًا، بمن فيهم 10 أطفال وثماني نساء، حيث أُصيب عدد كبير منهم بحروق شديدة، وكان لا بد من تحويل 25 مصابًا آخرين إلى منشآت صحية أخرى بسبب الافتقار إلى القدرات اللازمة في المستشفى، الذي كان قد استقبل العشرات من الأشخاص الذين أُصيبوا في الغارة الجوية التي طالت مدرسة المفتي قبل ساعات قليلة.

ووفقًا لتقييم أجرته وكالات الأمم المتحدة، لحقت الأضرار بنحو 40 أسرة من بين مئات الأُسر النازحة التي كانت تلتمس المأوى في الساحة، حيث فقد نصفها المأوى ومقتنيات أخرى في الحريق. 

وصرّحت السيدة جويس مسويا، وكيلة الأمين العام ومنسقة جهود الإغاثة في حالات الطوارئ، في معرض إشارتها إلى هاتين الحادثتين، بقولها: «لا يبدو وكأن هناك نهاية للفظائع التي يُجبر الفلسطينيون في غزة على تحملها.... يحتدم القتال في الشمال باستمرار وتنفذ الإمدادات الأساسية للبقاء على قيد الحياة... على هذه الفظائع أن تنتهي. يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية دومًا.»

فيما يلي قائمة بأبرز الأحداث الدامية التي أفادت عنها التقارير بين يومي 6 و14 تشرين الأول/أكتوبر:

وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، استقبل مستشفى الأقصى 53 مصابًا و22 قتيلًا في أعقاب الغارتين اللتين شُنَّتا على مسجد ومدرسة في دير البلح في 6 تشرين الأول/أكتوبر. وقد أُصيب العديد من هؤلاء في منطقة الرأس والصدر والبطن، واقتضى الأمر معالجة عدة مصابين على الأرض بسبب نقص الأسرّة.

عند نحو الساعة 15:00 من 7 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقارير إلى مقتل 13 فلسطينيًا وإصابة آخرين في قصف استهدف مجموعة من الأشخاص قرب محطة أبو قمر للمحروقات في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.

عند نحو الساعة 22:10 من 7 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل 19 فلسطينيًا، بينهم تسع نساء وعدد غير معروف من الأطفال، في قصف استهدف منزل في المربع 10 بمخيم البريج للاجئين في دير البلح.

عند نحو الساعة 14:50 من 7 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل 10 فلسطينيين، بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، في قصف منزل في استهدف حي العطاطرة في منطقة النصر شمال شرق رفح.

عند نحو الساعة 1:40 من يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير مقتل تسعة فلسطينيين وإصابة آخرون في قصف استهدف منزل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، شُنّت غارة على مدرسة اليمن السعيد، التي كان النازحون يلتمسون المأوى فيها، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا.

عند وقت الظهيرة تقريبًا من 10 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرون عندما أُطلقت النار من الجو على أشخاص وهم يحاولون إخلاء مخيم جباليا عبر دوار أبو شرخ.

عند نحو الساعة 11:20 من 10 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل 28 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 54 آخرين، بمن فيهم خمسة أطفال أُصيبوا بجروح بالغة، في قصف استهدف مدرسة رفيدة التي تؤوي نازحين غرب دير البلح.

عند نحو الساعة 21:00 من 11 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل 22 فلسطينيًا، بمن فيهم نساء وأطفال، وإصابة 90 آخرون في قصف استهدف عدة منازل في مربع سكني في جباليا البلد في شمال غزة.

عند نحو الساعة 16:00 من 12 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل تسعة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف منزل في شارع اليافاوي بمخيم جباليا في شمال غزة.

عند نحو الساعة 22:30 من يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرون في قصف استهدف منزل في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.

عند نحو الساعة 16:30 من 13 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقارير إلى مقتل خمسة أطفال فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف مجموعة من الأطفال الفلسطينيين وهم يلعبون أمام روضة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

عند نحو الساعة 10:00 من 14 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت التقارير بمقتل عشرة فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين في قصف استهدف مجموعة من الأشخاص أمام مركز التوزيع التابع لوكالة الأونروا في مخيم جباليا. وقد وقع ذلك عندما كان هؤلاء الأشخاص يحاولون الحصول على المواد الغذائية والدقيق من المركز، حسبما جاء على لسان الوكالة.

خلال الفترة من بعد ظهر 8 حتى بعد ظهر 15 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقارير إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين في غزة وفقًا للجيش الإسرائيلي، وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للفترة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024، إلى أكثر من 1,553 إسرائيليًا وأجنبيًا من القتلى، غالبيتهم قُتلوا في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية.

ويشمل هذا المجموع 353 جنديًا إسرائيليًا قُتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية، كما أفادت التقارير بإصابة 2,345 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية العملية البرّية.

خلال النصف الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر، قُتل صحفيان وأُصيب ثلاثة آخرون في غزة، وفقًا للجنة حماية الصحفيين. ففي 6 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل صحفي ومصور مستقل فلسطينيين بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة إسرائيلية.

وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية النار على مقربة من فريق تلفزيوني كان يغطي العمليات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا في شمال غزة، مما أسفر عن مقتل صحفي وإصابة آخر،

حسبما أفادت اللجنة به. ووفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين. ارتفعت الحصيلة الإجمالية للفترة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024، إلى أكثر من 168 صحفي وعامل فلسطيني في وسائل الإعلام من القتلى، وإصابة 360 واعتقال 60 آخرون.

لا تزال أوامر الإخلاء تلحق الضرر الجسيم بمئات الآلاف من الناس في شتّى أرجاء غزة، وتتسبب في موجات متكررة من النزوح وتحدّ من القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر الجيش الإسرائيلية ما يربو على 65 أمرًا بالإخلاء، بما فيها خمسة أوامر أصدرها منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

ونتيجة لذلك، باتت أوامر الإخلاء، باستثناء الملغية منها، تغطي ما تقرب نسبته من 84 في المائة من مساحة قطاع غزة. وتغطي الأوامر التي صدرت خلال هذا الشهر نحو 70 كيلومترًا مربعًا، أو 19 في المائة من مساحة القطاع، وتضم مناطق صدرت الأوامر بإخلائها في وقت سابق.

ووفقًا للتقديرات الأولية التي أعدتها الأمم المتحدة وشركاؤها، نزح ما لا يقل عن 75,000 شخص على مدى الأيام العشرة المنصرمة، ومعظمهم في الشمال. وعبر نحو 100 شخص من شمال غزة باتجاه الجنوب عبر طريق صلاح الدين أو طريق الرشيد.

وسرت الأوامر التي صدرت خلال هذا الشهر على العشرات من منشآت الخدمات الحيوية، بما فيها 16 منشأة صحية، والعشرات من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية و28 مدرسة تؤوي نازحين ومخبز واحد.

تفيد مجموعة الصحة بأن المستشفيات الثلاثة في محافظة شمال غزة – وهي مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي – تعمل بالحد الأدنى من قدراتها وسط نقص حاد في إمدادات الوقود ووحدات الدم والمسلزمات الطبية والأدوية التي تلزم المرضى الذين يعانون من أمراض غير سارية، وبسبب الأنشطة العسكرية المتواصلة على مقربة منها.

وفي الإجمال، لا يزال 285 مريضًا يرقدون في هذه المنشآت، بمن فيهم ثمانية أطفال وخمسة بالغين يتلقون التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة و161 مريضًا موجودون في أقسام الطوارئ. والعديد من هؤلاء المرضى في حاجة ماسة إلى العمليات الجراحية المتقدمة، من قبيل جراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية، التي لا يمكن إجراؤها في ظل الظروف الراهنة.

وعقب ثلاث محاولات متتابعة للوصول إلى هذه المستشفيات في 8 و9 و10 تشرين الأول/أكتوبر، والتي باءت كلها بالفشل بسبب عرقلتها بعد تأخيرها لفترات طويلة على الحواجز العسكرية الإسرائيلية والقتال العنيف في منطقة جباليا، تمكنت بعثتان قادتهما منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ومنظمات شريكة أخرى، في 12 تشرين الأول/أكتوبر، من نقل 19 مريضًا من ذوي الحالات العصيبة من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وتقديم 15,000 لتر من الوقود لمستشفى كمال عدوان و5,000 لتر لمستشفى العودة.

بينما كان الهدف من إجلاء المرضى من مستشفى كمال عدوان مؤخرًا يكمن في تخفيف الضغط عن كاهل الموارد المحدودة لدى المستشفى، فلا تزال هذه المنشأة ترزح تحت أعباء هائلة، إذ تستقبل ما لا يقل عن 50-70 مصابًا جديدًا يوميًا، حسبما تفيد منظمة الصحة العالمية به.

وبينما لا تزال رعاية التوليد في الحالات الطارئة تقدَّم في مستشفيي كمال عدوان والعودة، يؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن «حياة المواليد الجدد في الحاضنات والنساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل باتت على المحك، وأن أكثر من 9,000 امرأة حامل اضطرت إلى النزوح مرة أخرى بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة.

وفي هذه الأثناء، لا يزاول أي من مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 25 مركزًا في محافظة شمال غزة عمله، ونواصل خمس نقاط طبية فقط من أصل 15 نقطة كانت تؤدي عملها خلال الأشهر القليلة الماضية تقديم الخدمات الأساسية، وفقًا لمجموعة الصحة.

كما أن الوضع في محافظة غزة مقلق للغاية. ففي 12 تشرين الأول/أكتوبر، تمكنت منظمة الصحة العالمية من تقديم 800 وحدة دم، وأدوية ولوازم أساسية و23,000 لتر من الوقود لمستشفى الصحابة بعد عدة محاولات باءت بالفشل.

وبينما لا تزال سبعة مستشفيات و10 مراكز للرعاية الصحية الأولية و23 نقطة طبية تعمل حاليًا في المحافظة، تحذّر مجموعة الصحة من أن هذه المنشآت كلها غدت قاب قوسين أو أدنى من إغلاق أبوابها بسبب النقص الحاد في الوقود.

 وأكدّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من جديد مناشدته «لتسهيل البعثات الإنسانية على نحو دائم»، إذ أكدّ أن «البعثات التي تتم مرة واحدة ليست كافية» بالنظر إلى وجود حاجة مستمرة لإعادة إمداد المنشآت الصحية من أجل المحافظة على عملها.

في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أُطلقت الجولة الثانية من الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في وسط غزة، ومن المتوقع أن تنتقل هذه الحملة إلى الجنوب في 19 تشرين الأول/أكتوبر، ثم إلى شمال القطاع. ومثلما كان عليه الحال في الجولة الأولى التي نُفذت بين 1 و12 أيلول/سبتمبر، تنفَّذ الجولة الثانية على ثلاث مراحل، تصل كل مرحلة منها إلى أربعة أيام في كل منطقة.

وبناءً على التقارير الأولية الواردة من منظمة الصحة العالمية، فقد تلّقى 92,821 طفلًا اللقاح وتلقى 76,394 طفلًا مكملات فيتامين ألِف في اليوم الأول.

ويتمثل الهدف في تقديم جرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي من النوع الثاني لعدد يقدَّر بنحو 591,700 طفل تحت سن العاشرة، فضلًا عن تقديم مكملات فيتامين ألف لتعزيز المناعة الشاملة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عامين إلى تسعة أعوام.

ولم تزل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تناشدان جميع أطراف النزاع بتنفيذ الهدن الإنسانية الضرورية لضمان سلامة الأطفال وأسرهم وفرق التطعيم والمنشآت الصحية. 

وأكدّت هاتان الوكالتان بأن هذا الأمر ينطوي على أهمية حاسمة في الشمال بوجه خاص، حيث تهدد أوامر الإخلاء «إمكانية الوصول إلى المستشفيات وحماية المنشآت الصحية والعاملين في مجال الصحة والمجتمع.»

حتى 12 تشرين الأول/أكتوبر، لم تدخل أي مساعدات غذائية إنسانية شمال غزة منذ يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر بسبب إغلاق جميع المعابر. واضطرت المطابخ والمخابز ونقاط توزيع المواد الغذائية كلها في محافظة شمال غزة إلى إغلاق أبوابها بسبب الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرّية وأوامر الإخلاء، حسب التحذير الذي أطلقه برنامج الأغذية العالمي ومجموعة الأمن الغذائي.

ويفرز العنف المتصاعد وقطع جميع إمدادات المعونات الغذائية الأساسية أثرًا كارثيًا على الأمن الغذائي في الجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث ما زال ما لا يقل عن ثلاثة أرباع السكان يعتمدون على المعونات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. والسلع الأساسية غير متاحة إلى حد كبير في السوق كذلك، وأسعار ما بقي متاحًا منها باهظة للغاية.

وتؤكد مجموعة الأمن الغذائي أن الأسر، التي تُركت دون آليات أخرى للتأقلم، باتت تلجأ إلى بيع ما تبقى لديها من مقتنيات والبحث بين الأنقاض عن النقود أو الغذاء.

لا يزال الشركاء في مجموعة الأمن الغذائي يسعون إلى التخفيف من المعاناة عن طريق توزيع جميع الإمدادات الغذائية المتاحة، في الوقت الذي يخاطرون فيه بحياتهم. فبين 11 و13 تشرين الأول/أكتوبر، وزع هؤلاء الشركاء أكثر من 1,500 طردًا غذائيًا و1,500 كيسًا من دقيق القمح على النازحين المحاصرين في المدارس في بيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة أو ممن يلتمسون المأوى فيها أو على مقربة منها. وفي مدينة غزة، توزع 10 مطابخ أكثر من 110,000 وجبة في اليوم، بما فيها مطبخ جديد أقيم في 9 تشرين الأول/أكتوبر في مخيم الشاطئ للاجئين لدعم النازحين الذين يتدفقون على المخيم من شمال غزة.

وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر، عبر برنامج الأغذية العالمي من جنوب غزة إلى شمالها لتوصيل الوقود إلى المخابز الأربعة المتبقية في محافظة غزة، وهو ما سمح بتوزيع الخبز مجانا إلى جانب الوجبات المطهوة في معظم المطابخ وفي بعض مراكز الإيواء.

وتفيد مجموعة الأمن الغذائي بأنه يكاد لا يتبقى الآن أي طرود غذائية لتوزيعها وسوف تُضطر المخابز إلى إغلاق أبوابها من جديد في غضون بضعة أيام في حال عدم إمدادها بكميات إضافية من الوقود.

طرأ التدهور السريع على ظروف الأمن الغذائي في الشمال لأن إجمالي المعونات الغذائية التي تدخل غزة بلغ أدنى مستوى له على مدى شهور، والسلع الغذائية لا تكاد تصل إلا بقدر شحيح. وفي وسط غزة وجنوبها، تشرف الحالة على نقطة الانهيار بسبب انعدام الأمن وأعمال النهب والعراقيل التي تحول دون الوصول ونقص الإمدادات.

وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر، أُجبرت خمسة مخابز في دير البلح وخانيونس على إغلاق أبوابها بسبب نقص الدقيق.

وفي شهر أيلول/سبتمبر، لم يتلقَّ نحو 1.4 مليون شخص – 70 في المائة تقريبًا من إجمالي السكان – حصصهم الغذائية الشهرية، التي تتألف من المعكرونة والأرز والزيت واللحوم المعلبة وكانت تمثل شريان الحياة لمئات الآلاف من الأسر. وفي حال عدم استئناف تدفق المساعدات على الفور، سيفقد مليونا إنسان تقريبًا هذه المعونات التي تنقذ حياتهم في شهر تشرين الأول/أكتوبر.

وبينما شهدت إمكانية الحصول على السلع الغذائية الأساسية بعض الاستقرار في القطاع خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، فقد تراجع كل التقدم الذي تم إحرازه، حسبما ورد على لسان برنامج الأغذية العالمي، وقد «استنفد الناس الطرق المتاحة لهم للتأقلم وانهارت الأنظمة الغذائية وبات خطر المجاعة حقيقيًا.»

وفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، يسير تنسيق إستراتيجية الاستعداد لفصل الشتاء، التي تشمل التحضيرات اللازمة لاستقبال موسم الأمطار، على قدم وساق على الرغم من التحديات العملياتية الهائلة. وقد أُنجزت التقييمات المشتركة بين المجموعات في المناطق الرئيسية المعرضة لخطر الفيضانات، مثل حوض الأمل ومحطة تصريف الأمل والبركة والشيخ رضوان وأبو رشيد، بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل وسلطة المياه الفلسطينية ومنظمة أوكسفام واليونيسف. وتشمل الأنشطة المقررة إزالة الأتربة والحجارة المتراكمة، ومبادرات إدارة النفايات الصلبة، كإزالة النفايات من الجداول، وتوريد المعدات اللازمة للتخفيف من آثار الفيضانات، بما فيها شاحنات النضح والمولدات ومضخات إزالة النزح (الحمأة)، وأعمال الصيانة الضرورية لتحسين شبكة الصرف الصحي عن طريق إزالة النزح وفيضان مياه الصرف الصحي ومعاينة المناهل العميقة وأنظمة تصريف مياه الأمطار وأخاديد الطرق وصيانتها للحيلولة دون انسدادها.

ومع ذلك، يعد التقدم المحرز على صعيد تنفيذ هذه الأنشطة محدودًا، حيث لم يُنجز سوى عدد قليل منها في مواقع محددة (مثل وادي السلقا في دير البلح والشيخ رضوان في مدينة غزة) بسبب نقص الوقود وانقطاع إمدادات الكهرباء طوال سنة بأكملها من إسرائيل ومن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة والعراقيل التي تحول دون الوصول والافتقار إلى اللوازم والموارد الأساسية والأضرار التي أصابت منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية على نطاق واسع.

وتفيد سلطة المياه الفلسطينية بأن ما يصل إلى 85 في المائة من منشآت المياه والصرف الصحي باتت خارج الخدمة الآن، مما أدى إلى تقليص حاد في إمدادات المياه وتصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر وتسرب مياه الصرف الصحي إلى المناطق المأهولة بالسكان.

بين 1 و14 تشرين الأول/أكتوبر، جرى منع 49 في المائة (141 بعثة) من أصل 285 بعثة من بعثات المساعدات الإنسانية التي تم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية في شتّى أرجاء غزة وتيسير 30 في المائة (85 بعثة)، وواجهت 17 في المائة (49 بعثة) العراقيل (مما أسفر عن تنفيذها تنفيذًا مجتزأً أو إلغائها)، وأُلغيت 4 في المائة (10 بعثات) بسبب مشكلات لوجستية وأمنية.

وهذه تشمل 54 بعثة جرى التنسيق لوصولها إلى الشمال عبر حاجز الرشيد، حيث تم تيسير بعثة واحدة فقط منها، ومنع 85 في المائة (46 بعثة)، وعرقلة 9 في المائة (خمس بعثات) وإلغاء 4 في المائة (بعثتين).

وفي المقابل، جرى تيسير 46 في المائة (305 بعثات) من أصل 667 بعثة إنسانية كانت مقررة داخل غزة واستدعت التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، ومنع 21 في المائة (138 بعثة)، وعرقلة 27 في المائة (179 بعثة) وإلغاء 7 في المائة (45 بعثة) خلال شهر أيلول/سبتمبر.

وكانت 91 بعثة من هذه البعثات مقررة بين شمال غزة وجنوبها عبر الحواجز التي يسيطر الجيش الإسرائيلي عليها وتم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية في شهر أيلول/سبتمبر، حيث جرت عرقلة 82 في المائة (75 بعثة) منها أو منعها.

أجرت المنظمات الإنسانية الشريكة مراجعة لتعداد سكان غزة حسب المحافظات باستخدام البيانات التي استخلصتها من الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شهر أيلول/سبتمبر.

فحتى 1 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقديرات إلى أن 175,000 شخص كانوا يمكثون في محافظة شمال غزة، و256,000 شخص في محافظة غزة، و749,000 شخص في محافظة دير البلح، و916,000 شخص في محافظة خانيونس و44,000 شخص في محافظة رفح.

 

 

التمويل

حتى 15 تشرين الأول/أكتوبر، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.89 مليار دولار من التمويل المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (55 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة* في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ويمكن الإطّلاع على تحليل تفصيلي لهذا التمويل المطلوب عبر لوحة البيانات المالية لنداء التمويل العاجل.

(*يعكس الرقم 2.3 مليون العدد المقدّر لسكان قطاع غزة عند صدور النداء العاجل في شهر نيسان/أبريل 2024. وحتى شهر تموز/يوليو 2024، تقدّر الأمم المتحدة بأن 2.1 ميلون شخص لم يزالوا في قطاع غزة، وسوف يستخدم هذا العدد المحدّث لأغراض إعداد البرامج).

خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة ما مجموعة 87 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 77.5 مليون دولار.

وقد هدفت هذه المشاريع إلى تلبية الاحتياجات الماسة في قطاع غزة (90 في المائة) والضفة الغربية (10 في المائة).

وركزت المشاريع من الناحية الإستراتيجية على التعليم والأمن الغذائي والصحة والحماية والمأوى في حالات الطوارئ والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وخدمات التنسيق والدعم والمساعدات النقدية المتعددة الأغراض والتغذية.

ومن بين مجموع المشاريع، تنفَّذ المنظمات غير الحكومية الدولية 48 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 27 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 12 مشروعًا.

ومن الجدير بالذكر أن 31 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ60 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة هي مشاريع يجري تنفيذها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية.

أضف تعليق